رغم كل الاجراءات التي اتخذتها امانة عمان وقيامها بتحديد مواقع بيع الاضاحي ووضع تعليمات وشروط للحصول على الترخيص لاقامة حظائر الاغنام ألا أن ذلك لا يتعدى دفع المبالغ المطلوبة كرسوم وتأمينات لحساب أمانة عمان،حتى أن المخالفات التي حدثت لا يمكن قبولها ولو تم دفع الاف الدنانير.
اختيار المواقع دون ان تكون مؤهلة لاستقبال المواطنين الراغبين بشراء الأضاحي، وذبحها يعتبر بحد ذاته مشكلة لا بد من حلها اذ ان العديد من المواقع ترابية وتتحول الى كتل طينية حتى ان الاغنام تجر معها وعلى ظهرها كميات من الطين وان اقدام المواطنين تغوص ايضا بالطين وان هذه المواقع يجب ان تكون مؤهلة لمثل هذه الاوضاع وان اية اجراءات لا تتخذ عند ذبح الاغنام حيث تتحول المنطقة الى مكرهة صحية وكميات كبيرة من الدماء والجلود المحشوة بالطين واطراف المواشي والفوارغ وان الامر يتطلب نقل هذه المخلفات وبمعدل مرة او مرتين يوميا.
المواطنون عانوا معاناة كبيرة عند شراء الاضحية وانتظار دورهم في ذبحها وتقطيعها حتى ان الادوات المستعملة بما فيها القاعدة الخشبية التي تتم عليها عملية التقطيع تبعث على الاشمئزاز وان عدم اتباع الاجراءات السليمة في ذبح وتقطيع الاضحية يجعلها عرضة للتلوث بالطين او حتى بالدم او مخلفات الاضاحي الاخرى.
كنا نتوقع ان يتم التركيز على المسالخ المنتشرة في انحاء عديدة من المناطق بحيث تكون الجهة الوحيدة المؤهلة لذبح المواشي والتأكد من سلامتها خاصة واننا نرى عمليات ذبح الاغنام والاضاحي تتم بجانب مسلخ عمان وفي الهواء الطلق من خلال الحظائر المقامة هناك بينما كانت عملية الذبح داخل المسلخ تعاني من إزدحام وعدم تنظيم.
هذه الحظائر ليست حضارية لا بد من ايجاد وسيلة معينة تكفل قيام المواطن بهذا ولكن دون تعريض احياء العاصمة للتلوث وانبعاث الروائح الكريهة ولو ادى ذلك الى منع بيع الاضاحي داخل المدن واقتصار ذلك خارج المناطق المأهولة بالسكان بحيث تكون قادرة على استيعاب هذه الاعداد من الاضاحي ويتم ذلك بطريقة صحية وحضارية.
لقد احسنت بعض الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة واهل الخير وتكية ام علي صنعا بالقيام بعمليات استلام النقود من المواطنين ثمنا للاضحية والقيام بعد ذلك بذبحها في المسالخ وتوزيعها على الفقراء خاصة وان الاعداد تقدر بعشرات الالاف من الاغنام.
لا بد من اعادة النظر بموضوع حظائر المواشي الخاصة بالاضاحي وبالطرق المتبعة حاليا حفاظا على الصحة العامة وعلى المظهر العام لشوارعنا واحيائنا السكنية،وأن يتم تحديث مسلخ أمانة عمان والذي ما زال على حاله منذ إنشائه قبل أربعين عاماً ‘وأن الأمر يتطلب إقامة مسالخ صغيرة في مختلف مناطق العاصمة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور