القُد codfish (أو الغادُس نسبة للجنس Gadus)، سمك بحري من مكتملات العظام Teleostei، قُدِّيّات الشكل Gadiformes، من فصيلة القُديات (الغادُسِيات) Gadidae، التي تضم، إضافة إلى جنس القُد نحو 20جنساً آخر، أهمها القُد السيبيري toothed cod والقُد القطبي arctic cod والقُد الباسيفيكي pacific cod. يتوافر من أنواع فصيلة القُدِّيات نحو 50نوعاً، تنتشر في المياه البحرية الباردة من المحيط المتجمد الشمالي والقسم الشمالي من المحيطين الأطلسي والهادئ. وهي أسماك سربية جميعها بحرية باستثناء اللط burbot الذي يقطن المياه العذبة. ويُعَد كثيرٌ من أنواع هذه الفصيلة أسماكَ صيدٍ تجاريةً مهمةً عالمياً.
تتميز القُديات بغياب الأشواك من زعانفها، كما تتوضع الزعانف الحوضية (البطنية) فيها في القسم الأمامي للجسم أسفل الزعانف الصدرية مباشرة، أو إلى الأمام قليلاً منها. وجسم القُديات متطاول ومتناسق، تغطيه حراشف أسطوانية cycloid صغيرة، وينتهي بزعنفة ذيلية جيدة التمايز عديمة التقعر (أو مقعرة قليلاً). كما يحمل الجسم 1ـ 3زعانف ظهرية و 1ـ2زعانف شرجية وشويرب في الذقن.
وتتباين مناطق انتشار الأنواع المنتمية لفصيلة القُدِّيات، فعلى حين يقطن بعضها قريباً من القاع البحري، فإن بعضها الآخر إما أن ينتشر في كتلة الماء، ويُطلق عليها اسم الأنواع السابحة pelagic species أو تنتشر في المناطق المائية قريباً من السطح. ويقوم العديد من القُديات بهجرةٍ نشطةٍ بعيدة المدى بحثاً عن الغذاء، مُشَكِّلَةً في أثناء ذلك أسراباً هائلة العدد.
أنواع القُد وتوزعها
جنس القُد أو الغادُس Gadus واسع الانتشار في المناطق المعتدلة من المحيط الأطلسي. وينتمي إليه عدد من الأنواع والنويعات subspecies. وهو يتميز بوجود ثلاثة زعانف ظهرية وبزعنفتين شرجيتين وبرأسه الكبير ذي الفم العريض. كما أن الشويرب لديه جيد التطور. ولون جسم القد متباين جداً: لون الظهر أخضر أو أصفر مشوب بالبني، أو أسمر بمسحة رمادية، تتوضع فيه نقاط كثيرة لونها أصفر مائل للبني، أما لون البطن فهو أصفر فاقع أو أبيض. ويمتد الخط الجانبي في القد، وهو جيد الوضوح، على طول الجسم مشكلاً انثناءً بسيطاً فوق الزعنفة الصدرية.
يميز في جنس القد النوعان الأطلسي (الأطلنطي) والباسيفيكي.
ـ القُد الأطلنطي Gadus morhua: وينتسب إليه، ضمن نطاق توزعه الجغرافي، ثلاثة نويعات رئيسية، هي:
1ـ القُد الأطلنطي الحق G.morhua morhua: ويتصف، إضافة لميزات الجنس المذكورة سابقاً، بخطمه المدور (أو مخروطي الشكل)، وبكون الفك العلوي أطول قليلاً من الفك السفلي للفم. ولون جسمه رمادي أو أحمر، تغطيه من الجانبين نقاط داكنة اللون.
يشكل هذا النويع، في نطاق انتشاره، جماعات سمكية عدة، كالنروجية والقطبية الشمالية وغيرها. ويصل طول الفرد فيه إلى 180سم وإلى وزن أكثر من 40كغ، في حين يكون وسطي طوله عادة، في المصيد 40ـ80سم. وهو يبلغ جنسياً بعمر 5ـ11سنة. وعمره الأقصى 24سنة أو أكثر. ويجري تكاثره في الشمال الغربي للشواطئ النروجية، متزامناً مع ارتفاع درجة حرارة الماء حتى 5ـ7 م، وذلك بدءاً من شباط حتى أيار، حيث توضع البيوض على دفعات في كتلة المياه على عمق 100متر. ويقدر عدد البيوض التي تضعها الأنثى سنوياً بنحو 2.5ـ10ملايين بيضة. وتهاجر الأسماك بعد موسم التكاثر إلى مناطق أخرى بحثاً عن الغذاء.
تبدأ صغار القد الأطلنطي الحق بالتغذية بالقشريات الصغيرة قرب القاع البحري. وبعد وصولها إلى طول نحو 36سم (بعمر 2ـ3سنوات) ووزن 300ـ350غ تنتقل للتغذي بالأسماك الأخرى وحيوانات القاع كالرخويات ثنائية المصراع وغيرها.
2ـ القد البلطيقي G.murhua callarias: وينتشر في بحر البلطيق. ويصل طول الفرد فيه إلى أقل من 1متر ووزن 11كغ، ويبلغ جنسياً بطول 20ـ27سم وعمر ثلاث سنوات. ويجري تكاثره بدءاً من أوائل الربيع حتى أواخر الخريف.
تتغذى أسماك القد البلطيقي بعمر سنة ونيف بقناديل البحر والديدان من كثيرات الأشعار. وببلوغها السنة الثانية من العمر تصل إلى طول 35سم وتنتقل للتغذي بالأسماك الأخرى كالرنجة وغيرها.
3ـ قد البحر الأبيض :Gadus murhua marisalbi وهو يقطن البحر الأبيض، إذ يصل طوله حتى 60سم ووزنه حتى 2.5كغ، وعمره الأقصى أحد عشر عاماً. أما طول الفرد منه بعمر 3ـ5 سنوات فيصل إلى 25ـ35سم.
وينضج هذا النوع جنسياً بعمر 3ـ4 سنوات وطول 23ـ25سم. ويجري تكاثره في المياه تحت الجليد على عمق 20ـ60 متراً، متزامناً مع وصول درجة حرارة الماء إلى 0.5ـ1 س، بدءاً من آذار حتى حزيران. يتغذى قد البحر الأبيض بالأسماك والقشريات.
ـ القد الباسيفيكي أو كبير الرأس Gadus macrocephalus: وهو نوع مشابه إلى حد كبير، بشكله الخارجي، للقد الأطلنطي، بيد أنه يتميز بكون أطراف زعانفه مدببة بصورة أكبر، وحجمه أصغر، نوعاً ما، مقارنة مع القد الأطلنطي.
يُعد القد من أسماك الصيد المهمة جداً عالمياً على الصعيدين التجاري والرياضي. ويقدر إنتاجه العالمي سنوياً بنحو 9 ـ 10 ملايين طن (أي ما يعادل 10ـ15% من الصيد السمكي الكلي عالمياً).
أهميته الاقتصادية
لحم القد مرغوب جداً كغذاء. ويستهلك طازجاً أو مجمداً أو يمكن أن يؤكل شرائح فيليه fillet. كما أن الزيت المستخرج من كبد القد غني جداً بفيتامينات A وD. كما يُحَضَّر كبد هذه الأسماك معلّباً.
مُعَذّى الخليف
مراجع للاستزادة
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث