ما أحوجنا في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن العربي ،لإستخلاص الدروس والعبر من هذه المناسبة العظيمة والتي تصادف اليوم ، إذ يشارك الاردن دول العالمين العربي والاسلامي الاحتفال برأس السنة الهجرية حيث هجر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الوطن والاهل في مكة المكرمة، متوجها الى المدينة المنورة ليسجل بذلك الحدث الابرز والمنعطف الاهم في تاريخ الدعوة الاسلامية، وان الصحابة في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب لم يجدوا حدثا ابرز ولا اعظم ولا اجل من حدث الهجرة النبوية الشريفة فاتفقوا على ان تكون نقطة الانطلاق لاعظم حضارة واسمى رسالة عرفتها البشرية هي الهجرة النبوية.
لقد بدأ التاريخ الهجري بهذه الذكرى العطرة، لان الهجرة النبوية الشريفة تعني بكل صراحة ووضوح وثقة قيام دولة الاسلام الاولى، حيث ارتفعت رايات الاسلام عالية منذ اللحظة الاولى لوصول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت الهجرة الحدث الاكبر التي قفزت الى القمة وتربعت على عرش الاحداث، فصارت ذكرى عظيمة ومفصلا تاريخيا يستحق منا الوقوف عليه، واخذ العظة والعبرة منه، وليس لمجرد الاحتفال به وتعطيل الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة اعمالها، فتمر هذه الذكرى خالية من اي معنى ومفرغة من اي مضمون كما هو حالنا في هذه الايام.
المعاني العميقة والدروس التي يجب ان نستوعبها هذه الايام ونحن نحتفل بذكرى الهجرة انها جاءت بعد معاناة كبيرة، وقهر ما بعده قهر لرسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم، لكنه لم ييأس، وواصل نضاله وجهاده، واستمر في الدعوة رغم كل الاذى الذي تعرض له من الاهل والعشيرة في شعاب مكة ومن المناطق المحيطة بها، فكانت بداية ثمرة هذه الدعوة في مكان يبعد كثيرا عن مكة المكرمة، وهي المدينة المنورة.
ما حدث من مؤاخاة بين المهاجرين والانصار، لا يمكن ان يتكرر حتى عصرنا الحالي، وهو في طليعة الدروس المستفادة حيث الدين، والعقيدة هي التي تجمع بين الناس مهما اختلفت اصولهم ومشاربهم، وان المسلم يألم لألم المسلم ويواسيه ويعينه على الخير ونوائب الايام.
ما احوجنا للتعمق بالدروس المستفادة من الهجرة النبوية الشريفة، خاصة في هذه الايام التي نشهد فيها ظلاما دامسا، واعداء ينالون من امتنا، ويدنسون مقدساتنا، ويحتلون اجزاء من بلادنا على ارض المقدسات في فلسطين، وفي العراق .
يجب ان نتذكر دائما انه بعد الظلام نور، وبعد الليل نهار، وبعد الظلم عدل، واننا خير امة اخرجت للناس.
في هذه الذكرى العطرة نتقدم من قائد الوطن، وعميد الاسرة الهاشمية وحفيد صاحب الذكرى العظيمة جلالة الملك عبدالله الثاني باحر التبريكات والتهاني، وكل عام والقائد والوطن والشعب بألف خير.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور