فقد الأردن والعالم الإسلامي واحداً من كبار علمائه، ممن نذروا أنفسهم لخدمة العلم والدين، حيث كان ملح الأرض الذي أفاد بعلمه الأمة، وترك آثاراً علمية وفكرية طيبة.
لقد رحل عنا سماحة العلامة الأستاذ د. عبد العزيز الخياط بعد أن ترك وراءه تراثاً كبيراً من الكتب النفيسة التي أغنت المكتبة الإسلامية، فكانت مؤلفاته الشرعية ليس في الأردن فقط ولكن على امتداد عالمنا العربي والإسلامي.
ثمانية وثمانون عاماً هي عدد سنوات عمر الراحل الكبير، لكن إرثه العلمي كان أكبر من كل هذه السنوات، حيث ترك خمسة وسبعين كتاباً مطبوعاً في مختلف الموضوعات، بخاصةً في القضايا المعاصرة ومن بينها ظلال المجد والشركات في الشريعة الإسلامية، والقانون الوضعي والمجتمع المتكامل في الإسلام وحقوق الإنسان في التمييز العنصري في الإسلام، وحكم العقم وأطفال الأنابيب في الإسلام وغيرها من المؤلفات حول نفي الخرافات والأضاليل من المسجد الأقصى، وأدب الحوار بالإضافة إلى اثني عشر مخطوطاً في مجالس القضاء ومع الصالحين، والحضانة في الإسلام والتخطيط العائلي في الإسلام.
لقد تقلد الفقيد الكبير مناصب رفيعة في الجامعات، وكوزير للأوقاف، لكن أكثر ما يعتز به أنه كان معلماً وأستاذاً جامعياً يفتخر بالآلاف المؤلفة من طلابه، والذين كانوا يبادلونه حباً بحب، وحرص معظمهم على تشييعه إلى مثواه الأخير.
لقد أحسنت جامعة العلوم الإسلامية العالمية قبل أشهر بأن أقامت حفلاً تكريمياً لسماحة الأستاذ د. عبد العزيز الخياط وهو في كامل صحته، وكان آخر تكريم له قبل أن يقع طريح الفراش، وذلك ضمن برامجها في تكريم العلماء وكان الفقيد واحداً ممن أفادوا بعلمهم الأمة وتركوا آثاراً علمية وفكرية، ونفع الله بهم البلاد والعباد، وكانوا وما زالوا منارة عالمية أعلت من شأن الوطن الغالي، واعترف الجميع بفضله، فكان د. الخياط عالماً من العلماء الذين أدركوا أسرار الخلق وعظمة الكون وجلال الخالق، كيف لا والعلماء هم ورثة الأنبياء، وسادة الأمة وأدلاء العالمين إلى سعادة الدنيا والآخرة.
لقد كان لفقيدنا الكبير الفضل في نشر الوعي والحس المعرفي الديني بين الأجيال المتعاقبة منذ بدأ مشواره العلمي كمعلم في السلط وقبلها نابلس.
لقد ترك د. الخياط بصمات كثيرة، ليس في المجال الأكاديمي والديني، ولكن من خلال الرصيد الذي تركه في قلوب وعقول الذين التقاهم من كبار المسؤولين والعلماء في أنحاء العالم، وهو يشرح مع الوفد الإسلامي المسيحي أخطار العدوان الصهيوني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي المحتلة، ومتابعته مع كافة المحافل ما يجري في القدس الشريف.
رحم الله فقيدنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه، على أمل أن تطلق أمانة عمان اسمه على أحد الشوارع وتخلد جامعة العلوم الإسلامية العالمية وغيرها من الجامعات اسمه وتطلقه على أحد مبانيها أوقاعاتها.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور