رغم أن إعادة النظر بامتحان «التوجيهي» كان يجب أن يتم قبل سنوات عديدة، إلا أن تقرير اللجنة الملكية لتطوير التعليم والذي يدعو إلى اعتماد نظام الامتحان المتعدد المكونات، والاعتراف بأن «التوجيهي» هو عبء ذهني ونفسي على الطالب وعائلته والمجتمع جاء في الوقت المناسب.
من قال إن امتحان الثانوية العامة هو المقياس الوحيد الذي يحدد مستوى الطالب، لأننا نعرف عشرات الطلبة المبدعين لكنهم واجهوا ظروفا صعبة أثناء فترة الامتحانات فكانت نتائجهم مفجعة لهم ولأساتذتهم الذين واكبوا مسيرتهم وتحصيلهم العلمي في المدرسة.
وكم من طالب كانت علاماته محدودة في امتحان الثانوية العامة، لكنه أصبح من الأوائل في الجامعات.
من قال إن الذي سيلتحق بكلية الطب أو الصيدلة أو الهندسة يجب أن يكون مبدعاً في الصرف والنحو، في وقت يمكن أن تكون هناك امتحانات قبول في كل جامعة، وحسب المتطلبات لا أن يكون المقياس هو علامة التوجيهي فقط، أي أنه يمكن للطالب الراغب بالدراسة في كلية التربية الرياضية أن يتم احتساب علامات إضافية تعتمد على القدرة والمؤهلات الجسمية، حتى ولو كان المعدل العام أقل من المعدل المطلوب، لأنني أريد لاعب كرة قدم مؤهلا منذ طفولته، أكثر مما أريد طالباً يحمل معدلاً عالياً، وغير قادر على ممارسة الرياضة بأنواعها.
اقتراح اللجنة الملكية لتطوير التعليم بألا يكون هناك امتحان واحد نهائي يحدد مصير الطالب المهني، وهذا يتطلب اقتسام علامة التوجيهي بين المدرسة وبين امتحان نهائي شامل وامتحان قدرات، بحيث يكون الامتحان النهائي الشامل لجميع الطلبة أي التوجيهي وله (50) بالمائة من العلامة.
الاقتراح الذي قدمته اللجنة الملكية باعتماد نظام الامتحان المتعدد المكونات لخريجي المرحلة الثانوية العامة بحيث تكون السنة الأولى من البرنامج 90 بالمائة، والخامسة تصل إلى خمسين بالمائة يحتاج إلى بضع سنوات لتنفيذه لكن الأمر يتطلب الانتقال التدريجي بحيث لا ننتظر كل هذه السنوات، وأن يتم احتساب جزء من العلامة في الامتحان المدرسي لطلبة التوجيهي، وأن يتم إعادة النظر بأسلوب الأسئلة.
لقد آن الأوان للانتهاء من ملف المدارس الأقل حظاً والتي تستأثر بالبعثات، وأن تقوم وزارة التربية والتعليم مباشرة بتعيين المعلمين والمعلمات المؤهلين عن طريقها مباشرة وليس عن طريق ديوان الخدمة المدنية بهدف اختيار الأكفأ والأقدر دون الارتباط بالدور والأقدمية، إذ أن توفر معلم للرياضيات في معان من خريجي هذا العام للتدريس في معان، أهم بكثير من تعيين معلم من خارج المدينة، قد يستنكف عن التعيين، أو يعمل على مضض.
توصيات اللجنة الملكية لتطوير التعليم يجب أن تعرض في مؤتمر عام أمام التربويين والأكاديميين والمعلمين، وأولياء الأمور لمناقشتها والخروج بنتائج محددة تنعكس إيجاباً على العمليتين التعليمية والتربوية على حد سواء.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور