المتجولات Peripatidae حيوانات من حاملات المخالب Onychophora التي تمثل حلقة الوصل بين الحلقيات ومفصليات الأرجل، لاشتراكها بكثير من صفات المجموعتين المذكورتين.
 
 شكلها الخارجي
 
من أهم أجناسها البيريبات Peripatus الذي يعيش بين جذوع الأشجار وأوراقها المتساقطة، في الأماكن الرطبة من المناطق الاستوائية. وهو حيوان أسطواني الشكل  يراوح طوله بين 1.5 و 15سم. جلده ناعم مخملي تغطيه قشيرة رقيقة مرنة تخفي تقطع الجسم، تشبه القشيرة التي تغطي جسم مفصليات الأرجل لكنها لا تتصلب مثلها، لذلك تنسلخ بشكل قطع متفرقة. تنتشر على جسم الحيوان حليمات، يحمل بعضها شويكات حسية، تغطيها بعض الحراشف التي تمنح الحيوان ملمساً مخملياً ولوناً براقاً جذاباً، يراوح بين الأخضر والأزرق والبرتقالي والرمادي الغامق أو الأسود.
 
 
 
 
 يحمل الرأس شفعاً من الملامس، في قاعدة كل منها عين من نمط عيون الحلقيات. وينفتح الفم على الوجه البطني للرأس، وهو يحوي سناً ظهرية وشفعاً من الفقيمات mandibles كلابية الشكل، تحيط بها فصوص فموية oral lobes، وعلى جانبي الرأس توجد حليمات فموية oral papillae تنفتح في ذروة كل منها غدة مخاطية slime gland تنفث مادة تلتف حول الفرائس أو الحيوانات المهاجمة. تمضغ هذه الحيوانات غذاءها بذروة الفكوك وليس بجانبها كما في مفصليات الأرجل. 
 
أرجلها قصيرة هرمية الشكل غير متقطعة، تحمل نهاية كل منها مخلباً. وهي ترتكز على الجسم أقرب إلى الوجه السفلي للحيوان منها إلى جانبيه. معظمها مفترس، تتغذى بالحشرات ويرقاتها وبالحلزونات والديدان.
 
بنيتها الداخلية
 
يؤدي الفم إلى بلعوم عضلي وأنبوب هضم مستقيم (الشكل2)، ينتهي بفوهة شرج على الوجه السفلي لنهاية الحيوان. 
 
تحوي كل قطعة من الجسم شفعاً من الكُلَيّات nephridia، تنتهي كل منها بفتحة إطراح في قاعدة كل رجل. كما توجد في جدار الأمعاء خلايا ماصة تفرز حمض البول، وكذلك بعض الخلايا حول القلب تقوم بدور في الإطراح لأنها تختزن بعض الفضلات التي تمتصها من الدم.
 
تتنفس المتجولات مثل مفصليات الأرجل بقصبات هوائية، متصلة بالوسط الخارجي بفتحات تنفسية spiracles عديدة منتشرة على جميع أنحاء الجسم، يتعذر فتحها وإغلاقها، بخلاف باقي مفصليات الأرجل، مما يحتم على هذه الحيوانات البقاء في المواقع الرطبة كي لا تخسر كميات كبيرة من الماء من جسمها. 
 
تتألف الجملة العصبية من شفع من العقد الدماغية، وحبلين عصبيين يمتدان متوازيين على طول الجسم، تصل بينهما، من مكان إلى آخر، وصلات عصبية. يرسل الدماغ أعصاباً إلى القرون ومنطقة الرأس، ويرسل الحبلان العصبيان أعصاباً إلى جميع أنحاء الجسم. وتتمثل أعضاء الحس بكؤوس عصبية صباغية، وأشواك حسية منتشرة حول الفم، وحليمات لمسية على الجلد، ومستقبِلات رطوبة hygroscopic receptors توجِّه الحيوان نحو بخار الماء. 
 
تكاثرها
 
يطلق الذكر نطافه في حاملات نطاف spermatophores يُلصقها على ظهر الأنثى التي تقوم كريات الدم البيض عندها بِحَلِّ الجلد تحت حاملات النطاف، فتدخل النطاف جوف الجسم وتهاجر مع الدم إلى مبيضي الأنثى لإخصاب البيوض التي تتابع تطورها داخل «رحم» الأنثى لـ«تلد» صغارها ولادة.
 
 أهميتها التطورية
 
تعود مستحاثات هذه المجموعة من الحيوانات إلى أواسط الكمبري، منذ نحو 500 مليون سنة، إذ تبدي مستحاثاتها صفاتٍ تبين أنها لم تتغير كثيراً عن النماذج الحية الحالية. ومع ذلك يُعدِّها علماء الحيوان ذات أهمية خاصة من الناحية التطورية، لأنها تحمل بآن واحد صفات الحلقيات ومفصليات الأرجل. من الصفات التي تقربها من الحلقيات يُذكر التنظيم الشفعي للكُلَيّات nephridia، والجهاز التناسلي المهدَّب، والتنظيم الحلقي لمعظم أجهزة الحيوان، ومن الصفات التي تقربها من مفصليات الأرجل اللواحق التي تحمل مخالب، والجوف العام الدموي hemocoel، وعدم وجود جوف عام حول جهاز الهضم، ووجود القصبات الهوائية. يلاحظ في الوقت نفسه بعض الخصائص المميزة لهذه الحيوانات، منها عدد الفتحات التنفسية الكبير وانتشارها على جميع أنحاء الجسم، ووجود شفع واحد فقط من الفكوك، وبنية الجلد، وبساطة قطع الجسم وشبه بعضها ببعض. لذلك تعد المتجولات صلة الوصل بين ال

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث