حادث الاعتداء الذي تعرض له أحد الأطباء قبل أيام في مستشفى البشير من قبل ذوي مريضة بعد أن أخبرهم بنبأ وفاتها، وكذلك اقدام أربعة مواطنين بالاعتداء على أحد الممرضين في مستشفى الرمثا، هو الحادث التاسع والعشرون الذي يسجل هذا العام.

والذي يبدو ان مسلسل الاعتداء على الاطباء والممرضين وخاصة في اقسام الطوارئ سيستمر اذا لم تكن اجراءات فعالة وحاسمة لوضع الامور في نصابها ومعرفة حقوق وواجبات المريض والطبيب وأسرة المريض.

لا بد من الاعتراف بان معظم اقسام الطوارئ في المستشفيات وخاصة الحكومية منها تتسم ببرودة اعصاب العديد من العاملين فيها وهذا الامر يعزى كما يقول البعض الى كثرة الحالات التي تراجع الطوارئ وبالتالي اصبح الامر روتينيا لدى الاطباء والمرضى وان مشاهدة الدم ينزف من جسد شاب او سخونة غير عادية لدى طفل او اصابة اسرة بالتسمم الغذائي لا يشكل امرا غير عادي بالنسبة لهذه الطواقم لكنه يشكل حالة استثنائية ومرعبة لدى المريض واهله.

اصرار بعض الاطباء وحتى بعض الممرضين على دفع مبلغ المراجعة او تعبئة النماذج قبل ان تمتد اي يد لاسعاف المريض او مسح الدم عنه يشكل حالة من الاحباط والألم في نفوس اهل المريض وان بطء تحرك الفريق الطبي والتمريضي لاسعاف حالة الطوارئ يقف وراء معظم حالات الشجار والاعتداء على الاطباء.

نحن لا نوافق تحت اي ظرف من الظروف على ان تمتد يد اي مواطن على اي انسان مهما كان عمله فكيف اذا كان رسولا للانسانية ومن ملائكة الرحمة سواء كان طبيبا او ممرضا.

وزارة الصحة بالذات مطالبة بعقد دورات خاصة باطباء وممرضي الطوارئ الذين نطالب بزيادة اعدادهم وتحسين احوالهم المعيشية بحيث تكون هناك علاوة خاصة باطباء وممرضي اقسام الطوارئ لانهم يواجهون اهل المريض وهذا جزء من عملهم الذي يتطلب تدريبا على سعة الصدر وحسن التعامل مع الاخرين بحيث يشعر طبيب الطوارئ اهل المريض بانه واحد منهم وان عامل الوقت يمثل شيئا اساسا لذوي المريض فهم يحسبون الدقيقة ساعة وان سرعة الاجراءات والتجاوب الانساني والكلام الطيب البعيد عن الاستعلاء واصدار الاوامر والتعليمات من شأنه ان يساعد في امتصاص صدمات الاهل عند نقل المصاب الى المستشفى وان حياة وصحة المريض هي الاهم عند الطبيب وطاقم اي قسم للطوارئ.

المواطن الذي يصطحب المريض الى اي قسم للطوارئ يجب ان يتحلى ايضا باعلى درجات التعاون والتفاهم والصبر وان يعرف ان التعاون مع الطبيب هو من صالح المريض.

الطبيب او الممرض او حتى الكاتب او الاداري الذي يعمل في اقسام الطوارئ يجب ان يخضع للتدريب والتأهيل المستمر ليس في مجاله فقط ولكن في مجال علم النفس وأصول التعامل مع الاخرين في حالات الطوارئ، كما أن الوزارة ونقابة الأطباء عليهما اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل شخص يعتدي على اي طبيب أو ممرض.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور