المحمية protected area وجمعها المحميات أو الحمى، قطعة أرضية أو بحرية تدار عبر تشريعات فعالة مكرسة لحماية الموارد الطبيعية والثقافية وديمومة التنوع البيولوجي (الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة 1994، جنيف ـ سويسرا)، وهي مواقع لحفظ المكونات الوراثية الوطنية في أماكن تكوينها in situ، ممثلة بنوكاً وراثية تضم المجموع التكويني الوراثي المعروف بالجينوم الوطني النباتي والحيواني الذي يمثّل الأفلورة flora والفونة fauna الوطنية. 
 
والمحميات مواقع تفاعل النشاطات الإنسانية المحلية مع العلماء وصناع القرار من أجل تحقيق التنمية المستدامة المحلية والمستقبلية، مقدمةً صورة واقعية للبحوث العلمية والبيئية خاصة، وما يرتبط بها من نشاطات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وسياحية. وتتوجه استراتيجية المحميات نحو الاهتمام بالموارد الطبيعية الفطرية، البعيدة عن الفعاليات الإنسانية، ودعم التعاون المحلي والإقليمي والدولي في سبيل ادخار عطاءات هذه الثروات للأجيال القادمة عن طريق ترسيخ مبادئ العدل بين الجماهير والشعوب على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، وتنظيم طرائق التنمية المستدامة والاستهلاك  المنظم.
 
المفهوم التطبيقي للمحمية
 
هي مساحة من الأرض أو البحر، تتميز بمظاهرها الطبيعية الممثّلة بكائناتها الحية النباتية والحيوانية البرية أو البحرية، أو تتميز بمظاهرها الثقافية أو العلمية أو السياحية أو الجمالية، يصدر بتحديدها قرار من السلطات العليا في البلد، يحظر فيها القيام بأنشطة أو تصرفات أو إجراءات أو أعمال من شأنها المساس بمستوى الجمال الطبيعي للمحمية أو الإضرار بالحياة الطبيعية البرية والبحرية من نباتية أو حيوانية أو تردي البيئة الطبيعية البرية والبحرية أو إتلافها أو تدميرها. ويحظر على وجه الخصوص، في حدود المحمية، القيام بصيد الكائنات البرية أو البحرية أو نقلها أو الإخلال بحياتها الطبيعية، أو القيام بأعمال من شأنها القضاء عليها، أو أخذ أي كائنات أو مواد عضوية مثل الأصداف أو المرجان أو الإسفنج أو الفضلات النباتية أو التربة أو الصخور ونقلها لأي غرض من الأغراض. كما يحظر إتلاف أو تخريب المظاهر الجغرافية أو الجيولوجية أو مهود تكاثر الفصائل النباتية والحيوانية ومواطنها[ر: الموطن]، أو إدخال أحياء غريبة في منطقة المحمية، أو تلويث تربة منطقة المحمية أو مياهها أو هوائها. كما يحظر إقامة المباني أو المنشآت أو شق الطرق أو تسيير المركبات أو ممارسة الأنشطة الزراعية والصناعية والتجارية في منطقة المحمية إلاّ بتصريح من الجهة الإدارية المختصة، وفقاً للشروط والقواعد والإجراءات التي يصدر بتحديدها القرار الناظم للمحمية. 
 
التكوين العالمي للمحمية
 
 
تقسم المحمية  وفق النظام العالمي لإقامة المحميات إلى ثلاثة أجزاء: 
 
1- المنطقة المركزية central area التي يحافظ فيها  على المظاهر الطبيعية أو الثقافية والعلمية والسياحية والجمالية.
 
2- المنطقة الواقية buffer zone  تلحق بالمحمية منطقة واقية  يصدر تحديدها بقرار من السلطات المختصة، بناءً على اقتراح الهيئة العامة للبيئة. ولايجوز ممارسة أي أنشطة فيها من شأنها التأثير في بيئة المنطقة المركزية للمحمية أو الإخلال بالظواهر الطبيعية إلاّ بتصريح من الجهة الإدارية المختصة بالمحمية. ويعهد إلى الجهة الإدارية القائمة على المحمية تنفيذ الأعمال الآتية: إعداد البرامج والدراسات اللازمة للنهوض بمنطقة المحمية الطبيعية. ورصد الظواهر البيئية، وإجراء حصر للكائنات البرية والبحرية في منطقة المحمية، وإنشاء سجلات خاصة بها، وإدارة الأنشطة المتعلقة بمنطقة المحمية وتنسيقها، وإعلام الجمهور وتثقيفه بأغراض المحمية الطبيعية، وتبادل المعلومات والخبراء مع الدول والهيئات الدولية في هذا المجال، وإدارة أموال صندوق المحمية. يجوز لجمعيات البيئة المشهرة اللجوء إلى الأجهزة الإدارية والقضائية المختصة بغرض تنفيذ القرارات المتعلقة بالمحمية. ينشأ صندوق خاص تؤول إليه الأموال والهبات والإعانات المقدمة للمحمية ورسوم زيارتها، إن وجدت، وحصيلة الغرامات التي تستعمل للأغراض الآتية: تدعيم موازنة المحمية وتحسين بيئتها وإجراء الدراسات والبحوث الضرورية، وصرف مكافآت لمرشدي المحمية. 
 
3- المنطقة الانتقالية transition zone: يُسمح فيها بممارسة النشاطات الإنسانية العادية.
 
للمحميات  نموذجان: المحميات البسيطة والمحميات العنقودية أو عديدة النوى 
 
أسباب إقامة المحميات
 
إضافة إلى الإغراء الجمالي والسياحي والثقافي، تقام المحميات لتحقيق الأغراض الآتية:
 
ـ دعم مشروعات البحث العلمي في مجال التنوع الحيوي للنبات الطبيعي والزراعي والتصنيفي والتشريحي والخلوي والكيمياوي والتكاثري الرعوي والنبات الطبي والصيدلاني والتهجين الطبيعي والصناعي. فالمحمية تعدّ المكان الأمثل لجمع إطار واسع من الأنواع النباتية، ودعم مشروعات البحوث القائمة في كليات العلوم والزراعة والصيدلة والطب والآداب والدراسات التراثية والحديثة وفي المراكز المتنوعة للبحوث العلمية. 
 
ـ دعم التعليم الواقعي والتعريف العملي بالوحدات التصنيفية.
 
ـ  التزود بالمواد التعليمية والبحثية، وحفظ النباتات النادرة أو المستوردة والدخيلة. 
 
ـ الحفظ خارج الموطن ex-situ وإنشاء مصادر للسلالات التكوينية الوراثية، وتبادل البذور بين 500 منظمة علمية عالمية وبلا مقابل. 
 
ـ إقامة دورات للعاملين المهتمين في استخدام النباتات الاقتصادية. 
 
ـ  تعليم الصغار بطرائق الاهتمام بمعرفة النباتات المحلية.
 
ـ إعداد الأجيال وتدريبها على طرائق المحافظة على الموارد البيئية والمحيط الحيوي[ر] واستخدامها في ديمومة التنمية. 
 
ـ التصدي لمكافحة التصحر، وتخفيف تلوث التربة والماء والهواء، وتوفير الحياة الملائمة للإنسان في الحاضر والمستقبل، وبناء نظام اقتصادي واجتماعي وثقافي وطني وإقليمي وعالمي.
 
علاقة المحميات بالتنوع الحيوي
 
وُلد مصطلح التنوع الحيوي[ر] في الثمانينات من القرن العشرين من قبل جماعة من البيولوجيين الذين عزَّ عليهم التردي السريع للأوساط الطبيعية ومواطنها الحيوية، فتنادوا لحماية ما يعرف اليوم بالتراث الطبيعي. ثم شاع استعمال مصطلح التنوع الحيوي عام 1992 في مؤتمر ريودوجانيرو الذي عرف بقمة الأرض، وأصبحت المحميات تمثّل المراكز الرئيسة للتعمق في دراسات التنوع الحيوي الذي يدرس في ثلاثة مستويات أولاً: التنوع الحيوي في مستوى المكونات الوراثية أو الجينات، ثانياً: التنوع الحيوي في مستوى الأنواع، ثالثاً: التنوع الحيوي في مستوى النظم البيئية. يحتوي الدليل العالمي للمحميات والحدائق النباتية في طبعته الأخيرة عام 2000 على نحو 800 موقع عالمي مهم في حماية النبات. 
 
نماذج المحميات
 
صدرت في عام 1980 الوثيقة العالمية لحماية الموارد الطبيعية من الأطماع البشرية. وقد أسهمت في إعداد هذه الوثيقة مجموعة من المؤسسات وفي طليعتها برنامج الأمم المتحدة للبيئة United Nation Environment Program  المعروف بالاختصار يونيب UNEP، ومركزه في نيروبي ـ غينيا. والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة The World Conservation Union المعروف بالاختصار أيوسن IUCN ومركزه جنيف ـ سويسرا. والصندوق الدولي للطبيعة المعروف World Wildlife Fund  بالاختصار WWF ومركزه جنيڤ - سويسرا. وقد عملت هذه المؤسسات على تقديم الدعم اللازم لحماية الموارد الطبيعية الممثلة بالنظم البيئية ecosystem بهدف حماية مصادر الغذاء والكساء والدواء والرعي والزراعة ومواد البناء. ويعد برنامج الوكالة الدولية للمحميات World Commission on Protected Areas المعروف بالاختصار WCPA الملحق بالاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة من أبرز المؤسسات الدولية الممولة للمحميات والتنوع الحيوي والمحميات المخصصة للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي بعيداً عن الاستغلال البشري بهدف تحقيق الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية والثقافية المفيدة في التنمية المستمرة والممثلة بالنماذج الآتية: 
 
أـ المحمية الطبيعية الخالصة strict natural reserve  أو المحمية العلمية scientific reserve وهي مغلقة في وجه السياحة وعامة الناس، تشغل عادة مساحة محدودة الأبعاد تضم أنواعاً قبسية endemic ليس لها وجود في بقعة أخرى من العالم. 
 
ب ـ محمية المَعْلَم الوطني national monument: تشمل المظاهر والمشاهد والتشكيلات الجيولوجية أو النباتية أو الحيوانية ذات القيمة الوطنية. 
 
ج ـ المتنزه الوطني أو الحديقة الوطنية national park : يضم مساحة واسعة من الأرض متميزة بخواص بيئية أو جيولوجية أو أغطية نباتية أو مواقع مائية متميزة بأسماكها أو طيورها المهاجرة، وهي مقامة لتحقيق الأغراض العلمية والتعليمية والسياحية والترفيهية، يسمح فيها بالصيد المنظم الذي لا يخل بالتوازن البيولوجي. 
 
د ـ محميات إعادة تأهيل المعالم البرية والبحرية.  
 
هـ ـ محمية المناظر الطبيعية الأرضية أو البحرية: تهدف هذه المحمية إلى المحافظة على المعالم الثقافية أو الاقتصادية أو الحضارية. 
 
و ـ محميات المهود وإدارة الأنواع conservation through active management (habitat/species management area). 
 
زـ محميات التنمية الدائمة للنظم البيئية الطبيعية (إدارة موارد المحمية) sustainable use of natural ecosystems (managed resource protected area). 
 
ح ـ محمية إدارة الموارد الطبيعية: وهي محمية تهدف إلى حماية الأنواع المهددة بالانقراض أو تمثّل مواقع ترتادها الطيور المهاجرة. 
 
ط ـ المحمية البشرية anthropological reserve: محمية يحافظ فيها على الأساليب التقليدية والصناعات اليدوية ونظم الحياة القديمة بهدف التعلم من الأساليب البسيطة القديمة. 
 
ك ـ محمية المحيط الحيوي biosphere reserve: وهي محمية خاضعة لأنظمة برنامج الإنسان والمحيط الحيوي Man And Biosphere المعروف بالاختصار ماب MAB التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم - اليونسكو - بهدف مراقبة تحولات المحيط الحيوي[ر] على مستوى الكرة الأرضية. لقد انطلق هذا البرنامج سنة 1971، وقد وصل عدد محمياته في سنة 1991 إلى 300 محمية منتشرة في جميع  أنحاء العالم في 75 دولة. 
 
ل ـ محمية التراث العالمي أو محميات التراث العالمي World Heritage Reserves: وهي محمية تمثل المنجزات الإنسانية ذات القيمة التراثية العالمية التي يقرها برنامج التراث العالمي، والتي بلغ عددها 322 محمية سنة 1990. وفي 13 آب سنة 1975 انضمت الجمهورية العربية السورية إلى هذه الاتفاقية وسجلت  كجزء من التراث العالمي: حلب القديمة برقم 251، بصرى القديمة برقم 252، دمشق القديمة برقم 253، آثار تدمر برقم 254. 
 
المحميات اليوم
 
قُدرّت المحميات والمتنزهات الوطنية، في نهاية العقد التاسع من القرن العشرين، بأكثر من 3500 متنزهاً وطنياً ومحمية، تغطي هذه المواقع قرابة 4000000 كم2 في جميع أنحاء العالم. كما توجد في معظم الدول قوانين حماية الحياة الطبيعية أو الفطرية. ففي العقد الأخير من القرن العشرين أبرمت عدة اتفاقيات ومعاهدات دولية ضمن الجهود الموجهة لإنقاذ الأنواع الطبيعية الفطرية وحماية مواقعها ومواطنها ذات الأهمية الدولية. وتعد اتفاقية رامسار (المنسوبة إلى موقع في إيران) التي أبرمت عام 1971 لحماية الأراضي الرطبة، موئل الطيور المهاجرة، من أولى تلك الاتفاقيات. وتعدّ اتفاقية بون (ألمانيا) 1979 معاهدة أخرى لحماية الحياة الفطرية.
 
تعدّ الولايات المتحدة أول دولة أنشأت محمية ممثلة بالمتنزه الوطني عام 1872، أما اليوم فهنالك أكثر من مائة دولة لديها محميات أو متنزهات وطنية.
 
ففي إفريقيا تعدّ المحميات المقامة في أقاليم السافانا المكشوفة مصدر جذب سياحي، تمكّن الزوار من مشاهدة الحيوانات البرية بسهولة. ومن أصغر هذه المتنزهات متنزه نيروبي الذي تبلغ مساحته 115كم2 ويعد أكثر شعبية لوقوعه على بعد ثمانية كيلو مترات من مدينة نيروبي عاصمة كينيا، ومتنزه كليمنجارو الواقع في أعلى قمة في جبال إفريقيا.
 
قائمة التراث الدولي 
 
وهي سجل عالمي للمواقع ذات القيمة الطبيعية والثقافية كونها جزءاً من التراث العالمي لما تتمتع به من جمال المظهر، أو ندرة الحياة الفطرية، أو أهمية القيمة الثقافية. تأسست قائمة التراث العالمي برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لعام 1972. وهي تضم اليوم أكثر من 400 موقع متنوع بين الأهمية الطبيعية كالحاجز المرجاني الكبير في أستراليا، وبين مبان أو مدن بأكملها مثل مدينة دمشق القديمة، ومدينة حلب القديمة، ومدينة بصرى القديمة، وآثار تدمر، وأهرامات مصر.
 
أبرز المحميات السورية 
 
محمية الفرنلق: تقع بالقرب من الحدود التركية في قطاع باير والبسيط، تضم أفلورة أليفة السيليس ممثلة بالسنديان العزري. مساحتها: 2300 هكتار. تقع على بعد 4 كم من الطريق الرئيس الواصل بين اللاذقية وكسب وصولاً إلى فسحة كبيرة بين الأشجار. صخورها الأم اندفاعية خضراء. أمطارها من مرتبة 1200مم. وهي غابة طبيعية مغطاة بالأشجار بنسبة 98% يسودها السنديان العزري الزائف كاملاً أو مختلطاً مع الصنوبر البروتي. يضم الموقع قرابة 350 نوعاً نباتياً ينتسب معظمها إلى المنطقة المتوسطية، كما يوجد فيها رمق من الأنواع الأوربية السيبيرية نسبته العددية قرابة 9% ممثلة إحدى البقع النادرة التي مازالت محتفظة بآثار التيرسير والفترة المطيرة التي ميزت أواخر العصر الجليدي.  عدد الأنواع القبسية الأنديميكية 9 أنواع، وتصل إلى 25 نوعاً قبسياً، إذا ما أخذت بالحسبان الأنواع القبسية الموجودة أيضاً في المناطق المجاورة. الأنواع المهددة بالانقراض 40، والأنواع الطبية تنوف على 40، والأنواع الغذائية العلفية قرابة 30، من هذه الأنواع يُذكر: الديجتاليس، والخزامى، والغار، والقيقب، والسوس، والمليسة، والتفاح البري، وأنواع النفل والبيقية والزعتر.
 
2ـ محمية الصلنفة: تقع شرق اللاذقية، صخورها الأم كلسية دولوميتية، تنبت فوقها غابات الشوح والآرز. 
 
3ـ  محمية «أبو قبيس»: تقع على السفوح الشرقية لسلسلة الجبال الساحلية بالقرب من الطريق الرئيس الواصل بين الغاب والساحل السوري. يقدر عدد السكان المتعاملين مع المحمية قرابة 16000 نسمة موزعين في 16 قرية. وهي مشهورة بزراعة التبغ والقمح والأشجار المثمرة، وتربية الماعز. مساحتها 4000 هكتار، مكونات غطائها النباتي: البلوط، وبعض أشجار الملول، والعزر، والغار، والصنوبر البروتي، والقيقب، وخوخ الدب، والأجاص السوري، والزعرور وحيد المأنث، والمحلب، والتفاح ثلاثي الفصوص، واللوز الشرقي. تعد محمية «أبو قبيس» مكان اصطياف ونزهة يُقصد لنهر «أبو قبيس» الذي أقيمت على جانبيه المطاعم والمقاصف والاستراحات. ينبع النهر من مغارة مكونة من أقواس حجرية وطاحونة قديمة مهجورة. وتطل قلعة «أبو قبيس» على وادي النهر وتصل إليها طريق حديثة. 
 
4ـ محمية جبل سنير (سنير على وزن أمير: اسم قديم لسلسلة جبال لبنان الشرقية): تقع غرب قرية قارة، صخورها كلسية كريتاسية وجوراسية في بعض المواقع، نفوذة نادرة التجمعات المائية أو الينابيع التي تغزر في سفوح هذه المناطق المرتفعة، تنتشر فوقها غابات اللزاب Juniperus excelsa أليف الكلس، قليلة الأنواع المعمرة الخديدية (أي لها شكل خديدة أي مخدة) المتوسطية، أو الطوروسية، أو الأرمنية، أو الإيرانية. نباتها الحولي قصير الأجل، غطاؤها النباتي بالغ الفقر مشابه للغطاء النباتي الصحراوي فهو لا يتجاوز 2% من المساحة المغطاة بالصخور والأحجار والحصى. أمطارها تراوح ما بين 800 -1000ملم/السنة. ويرد الفقر النباتي إلى قسوة المناخ ولا دخل للماعز والرعي الجائر والاستثمار البشري في تصحر المنطقة. الوسعة الحرارية كبيرة حيث تصل درجة الحرارة على سطح التربة دون الصفر ليلاً وترتفع إلى 40 درجة ظهراً. الرياح شديدة يمكن الاستفادة منها في رفع الماء أو توليد الكهرباء. تدوم الثلوج في بعض المواقع 9 أشهر أو أكثر في السنوات الرطبة وعلى المنحدرات الغربية. 
 
5ـ محمية رخلة ـ برقش:  تقع شمال دمشق بالقرب من الحدود السورية اللبنانية تضم أشجار السنديان والزعرور.
 
6ـ محمية جبل الشيخ (حرمون): تقع شمال عرنة، الصخور الأم كلسية جوراسية، ارتفاع قمته 2814م، يضم نماذج نباتية خديدية، ثلوجها شبه دائمة في السنوات المطيرة. تمتد المحمية طولاً قرابة 150 كيلومتراً من حسياء شمالاً إلى مجدل شمس جنوباً. وعرضها 45 كيلومتراً في الشمال على طول امتداد الحدود اللبنانية السورية حتى مهين، في حين يقتصر عرضها في الجنوب على 25 كيلومتراً من قمة حرمون حتى مزرعة بيت جن. 
 
7ـ محمية جباتا الخشب:  تقع على السفوح الشرقية والجنوبية من جبل الشيخ. تضم غابة رائعة من السنديان والملول  والزعرور الأزرولي والزعرور السينائي. 
 
8ـ محمية جبل العرب: تقع شرق السويداء، تعود الصخور الأم إلى بازلت النيوجين، تضم غابات السنديان القلبريني والزعرور الأزرولي والزعرور السينائي.
 
9ـ محمية الجبال التدمرية الجنوبية: تقع شمال شرقي الرحيبة، وتشمل جبل الرواق الذي ارتفاعه 1390م فيها بقايا من أشجار البطم الأطلسي في منطقة البطميات الواقعة شمال بحر صيقل.
 
10ـ محمية التليلة:  وهي مكونة من مجموعة تلال في بادية الشام، متوسط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر: 403م، قريبة من سبخة الموح، وإلى الجنوب الشرقي من مدينة تدمر على بعد 13كم. وهي تلال لايزيد ارتفاعها فوق سطح السبخة على 15م. تمتد من الشمال الشرقي باتجاه الجنوب الغربي، تغطي سفوحها بعض الأعشاب التي يرتادها البدو لرعي الغنم. مساحتها 129000 هكتار منها 22000 هكتار حماية مطلقة،  مكونة من  وديان وسهول وكثبان رملية، غطاؤها النباتي مكون من أنواع شبه سهوبية، وأنواع منتشرة في البادية الشرقية. وهي ذات طبيعة كلسية لا تمكنها من ضم أنواع متميزة. حيواناتها مكونة من مجموعة الطيور، وبعض محابس المها والغزال. 
 
11ـ محمية الجبال التدمرية الشمالية ( أبو رَجمين): يحدها من الشرق جبل السومرية، ومن الغرب جبل أبو رجمين، ومن الشمال جبل البلعاس، ومن الجنوب الجبل الأبيض. تضم هذه المحمية بقية من أشجار البطم واللوز والخوخ وعدداً كبيراً من الأنواع القبسية (أنديميك). مساحتها 45 ألف هكتار، تشكل جزءاً من سلسلة الجبال والهضاب التدمرية المنطلقة من فجوة حمص والمنتهية في جبل البشري وجبل عبد العزيز. وأبو رجمين جبل ذاع صيته منذ عهد الآراميين الذين نحتوا في صخور الأخاديد العميقة صهاريج مائية باطنية لا يعرفها إلا أسلاف عشيرة العُمور  المقيمون فيها من أكثر من عشرين قرناً كما يذكر كثير من المؤرخين. المساحة 180.000 هكتار. يضم الجبل قرابة 230 بئراً من الطراز الآرامي الروماني القديم، وهي أشبه بمستودعات جمع لمياه الأمطار المستخدمة للشرب وسقاية الماشية. غطاؤها النباتي مكون من البطم المعمر الذي يبلغ محيط جذع بعض أشجاره ثلاثة أمتار، والتي تتجاوز أعمارها 3000 سنة، والذي استعملت ثماره في استخرج الزيت من قبل أهالي تدمر حتى الثلاثينيات من القرن الماضي، بدليل وجود نص تاريخي في معبد بل يسمح للأهالي بقطف ثمار البطم، ومن نباتها الرَمْن الفلسطيني والتين والبربريس. تضم المجموعة الحيوانية (الفونة) أسراباً من الطيور وأعداداً من الحيوانات المستأنسة. معدل الأمطار: 200 مم سنوياً. التربة: حمراء. 
 
12ـ محمية جبل بشري: تضم أنواعاً مهددة بالإنقراض كالبطم الأطلسي والفيرولة وعدداً كبيراً من الأنواع القبسية (أنديميك). 
 
13ـ محمية جبل عبد العزيز يشكل جبل عبد العزيز جزءاً من العارض الجبلي سنجار. يرجع تكوين صخوره إلى النيوجين البحري. المناخ متوسطي جبلي جاف. 
 
14ـ محمية عين ديوار: تقع في شمال شرقي الجمهورية العربية السورية بالقرب من الحدود التركية.
 
15ـ محمية جبل سنجار وهي مشتركة مع العراق، وتتميز بوجود أنواع إيرانية طورانية مشتركة بين البلدين.
 
16ـ محمية الهري: في منطقة البوكمال، وتتميز بالأنواع الصحراوية أليفة الملوحة. 

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث