ربما أخبرك طبيبك في الآونة الأخيرة أنك تعاني من داء السكر. أو علمت أنك معرض للإصابة بهذا المرض. أنت قلق وتخاف مما سيفعله لك داء السكر. هل سيتحتَّم عليك تناول طعام خالٍ من المذاق وغير محتوٍ على السكر؟ هل يجدر بك حقن نفسك يومياً بالأنسولين؟ هل ستتعرض في النهاية لعملية بتر؟ هل سيقتلك داء السكر؟
بالنسبة إلى أغلبية المصابين بداء السكر، فإن الجواب على هذه الأسئلة هو لا. فقد تعلم الباحثون الكثير بشأن كيفية تشخيص داء السكر في مرحلة مبكرة وكيفية السيطرة عليه. وبفضل هذه التطورات، يمكنك العيش جيداً دون أن تعاني من مضاعفات خطيرة إذا اتبعت نصيحة طبيبك فيما يتعلق بالأكل، والتمارين، ومراقبة مستوى السكر في الدم، واستعمال الأدوية عند الضرورة.
نظراً للعدد المتزايد للأميركيين المعانين من الوزن الزائد، أصبح داء السكر أحد الأمراض الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة. فمع ازدياد عمرك ووزنك، يزداد خطر تعرضك لداء السكر.
إن ثلث المرضى المصابين بالسكري يجهلون بإصابتهم، والسبب في ذلك أن داء السكر يمكن أن ينشأ تدريجياً على مرّ السنوات ومن دون أية عوارض في أغلب الأحيان.
إذا بقي داء السكر من دون معالجة، يمكن أن يتلف كل عضو رئيسي في جسمك. وقد يكون هذا المرض مميتاً أيضاً، لذا، من المهم معالجة المرض فور اكتشافه.
يمكن أن تساعدك الأدوية وتغييرات أسلوب العيش على تفادي مضاعفات داء السكر أو التخفيف منها. كما يمكن لتغييرات أسلوب المعيشة أن تحول أيضاً دون داء السكر إذا كنت معرضاً لهذا المرض.
يعتبر داء السكر مرضاً خطيراً، لكن يمكن السيطرة عليه. وإذا أردت تأدية دورك، يمكنك الاستمرار في الاستمتاع بحياة نشطة وصحية، على رغم مرضك.
ما هو داء السكر؟
إن فهم كيفية معالجة جسمك للسكر عادة يساعدك على فهم ماهية داء السكر وكيفية حدوثه.
يأتي السكر الموجود في دمك، الذي يُسمّى الغلوكوز، من مصدرين أساسيين: الطعام الذي تتناوله وكبدك. أثناء الهضم، تمتص دورتك الدموية السكر من جزيئات الطعام في معدتك ومعيك الصغير. والواقع أن هذا السكر ضروري لصحتك لأنه المصدر الأساسي للطاقة بالنسبة إلى الخلايا الفردية التي تؤلف عضلاتك وأنسجتك. لكن للقيام بذلك، يحتاج الغلوكوز إلى رفيق اسمه الأنسولين. يأتي هرمون الأنسولين من خلايا بالغة الصغر في المعثكلة (البنكرياس) اسمها الخلايا الجزيرية. يستجيب البنكرياس عندما تأكل لذلك من خلال إفراز الأنسولين في الدورة الدموية. أثناء جريان الأنسولين في الدم، يعمل بمثابة مفتاح ويفتح أقفال الأبواب المجهرية التي تسمح بدخول السكر إلى خلاياك. وعند السماح بدخول السكر إلى خلاياك، يخفض الأنسولين مقدار السكر في دورتك الدموية ويمنعه من الوصول إلى مستويات عالية. حين ينخفض مستوى السكر في دمك، يتضاءل أيضاً إفراز الأنسولين من البنكرياس.
في غضون ذلك، يعمل كبدك بمثابة مخزن ومركز لتصنيع الغلوكوز. فحين يكون مستوى الأنسولين في دمك مرتفعاً، كما بعد تناول وجبة طعام، يخزن كبدك السكر الإضافي في حال احتاجت إليه خلاياك لاحقاً. وحين تكون مستويات الأنسولين في دمك منخفضة، كما عند امتناعك عن تناول الطعام لفترة، يحوّل كبدك السكر المخزن (الغليكوجين) إلى غلوكوز ويطلقه في دورتك الدموية لإبقاء مستوى السكر في دمك ضمن نطاق آمن.
تؤثر العديد من الهرمونات الأخرى بالإضافة إلى الأنسولين، في مستوى السكر في دمك – ولكن بطريقة معاكسة. ففي بعض الظروف، تبطل بعض الهرمونات، مثل الغلوكاجون والإيبينفرين والكورتيزول، مفاعيل الأنسولين، مما يمنع الغلوكوز من الدخول إلى خلاياك. كما تشجع الهرمونات كبدك على إطلاق السكر المخزن فيه. نتيجة ذلك، يعمل جسمك باستمرار على تنسيق تأثيرات كل هذه الهرمونات لإبقاء مستوى السكر في دمك ضمن نطاق طبيعي.
تضطرب هذه العملية الدقيقة التوازن عند الأشخاص المصابين بداء السكر. فبدل نقل الغلوكوز إلى خلاياك، يبقى في دورتك الدموية ويتراكم ليطرح في النهاية في بولك. ويحدث ذلك غالباً بسبب أحد أمرين: لا يستطيع البنكرياس إنتاج الأنسولين أو لا تستجيب خلاياك لتأثيرات الأنسولين.
والواقع أن المصطلح الطبي لهذه الحالة هو داء السكر Diabetes Mellitus، علماً أن Mellitus هي كلمة لاتينية تعني “العسل الحلو”، للإشارة إلى فائض السكر في دمك وبولك. ثمة شكل آخر من داء السكر، اسمه داء السكر التفه، وهو أقل شيوعاً. وبدلاً من أن ينجم هذا النوع عن مشكلة في الأنسولين، فإنه يحدث نتيجة اضطراب هرمون يدفع جسمك إلى فقدان السيطرة على توازن الماء فيه، مما يسبب بولاً متزايداً وعطشاً مفرطاً.
ما هو مقدار السكر الزائد؟
يتقلّب مقدار السكر في دمك بصورة طبيعية، وإنما ضمن نطاق ضيق. فبعد صوم طوال الليل، يكشف معظم الأشخاص عن مستويات تراوح بين 70 و 110 ميليغراماً من الغلوكوز في كل عُشر ليتر من الدم. ويعتبر هذا التركيز طبيعياً – علماً أنه يساوي مقدار ملعقة صغيرة تقريباً من السكر في غالون ماء.
لكن إذا كان مستوى السكر في دمك 126 ميليغراماً أو أكثر بعد الصوم، فإنك تعاني من داء السكر. وفيما مضى، كان تشخيص داء السكر يستلزم مستوى قدره 140 ميليغراماً من السكر في الدم أو أكثر. لكن جرى خفض هذا المعيار عام 1997 بعد أن راجعت هيئة الجمعية الأميركية لداء السكر نتائج 15 عاماً من الأبحاث حول داء السكر. فقد وجدت الهيئة أنه حين يصل سكر الدم إلى 140 ميليغراماً في كل عُشر ليتر، يكون بعض الأشخاص قد تعرضوا أصلاً لتلف أحد الأعضاء. لذا، خلصت الجمعية الأميركية لداء السكر إلى أنه يستحسن تشخيص داء السكر ومعالجته في مرحلة مبكرة، قبل نشوء أية مضاعفات.
إذا راوح مستوى السكر في دمك بين 111 و 125 ميليغراماً في كل عُشر ليتر، يعني ذلك أنك تعاني من خلل في غلوكوز الصوم، وهو ما يشار إليه عموماً بداء السكر الحدي ما قبل داء السكّر. وكما في حالة داء السكر، يجدر بك عدم الاستخفاف بداء السكر الحدي. فهو علامة على أنك شديد العرضة للمرض وعليك مراجعة طبيبك بانتظام واتخاذ الخطوات اللازمة لضبط مستوى السكر في دمك.
أنواع داء السكر
كثيراً ما يظن الناس أن داء السكر هو مرض واحد. لكن السكر قد يتراكم في دمك لأسباب عدة، ويفضي إلى أنواع مختلفة من داء السكر.
السكري النوع الأول
ينشأ النوع 1 من داء السكر حين يفرز البنكرياس القليل من الأنسولين أو لا شيء على الإطلاق. ومن دون وجود أنسولين يجري في دورتك الدموية، لا يستطيع السكر الدخول إلى خلاياك، ويبقى بالتالي في دمك.
يشار عادة إلى النوع 1 من داء السكر بأنه داء السكر المعتمد على الأنسولين أو داء السكر الفتوي. والسبب في ذلك أن المرض ينشأ في أغلب الأحيان حين تكون طفلاً أو مراهقاً، وعليك الحصول على دواء الأنسولين يومياً للتعويض عن الأنسولين الذي لا ينتجه جسمك. لكن اسميّ داء السكر المعتمد على الأنسولين وداء السكر الفتوي لا يستخدمان كثيراً اليوم بسبب عدم دقتهما الكاملة. فالراشدون قد يصابون أيضاً بالنوع 1 من داء السكر – وإن كان ذلك أقل شيوعاً – وليس فقط الفتيان. بالإضافة إلى ذلك، لا يقتصر استعمال الأنسولين على المصابين بالنوع 1 من المرض. فالمصابون بأشكال أخرى من داء السكر قد يحتاجون أيضاً إلى الأنسولين.
إن النوع 1 من داء السكر هو مرض ذاتي المناعة، أي أن جهاز المناعة خاصتك هو المذنب. فمثلما يهاجم الجهاز المحارب للالتهاب في جسمك الفيروسات أو الجراثيم الغازية، يهاجم أيضاً البنكرياس، ويبطل مفعول الخلايا بيتا التي تنتج الأنسولين. لم يتأكد الباحثون بعد من السبب الذي يدفع جهاز مناعتك إلى محاربة جسمك، لكنهم يرجّحون مسؤولية العوامل الوراثية والتعرض لبعض الفيروسات والغذاء. ويمكن للهجوم أن يخفف كثيراً من قدرة البنكرياس على إنتاج الأنسولين أو يقضي عليها بالكامل.
يعاني 5 إلى 10 في المئة من المصابين بداء السكر من النوع 1 من هذا الداء، علماً أن المرض يصيب الرجال والنساء على حد سواء. يمكن أن يبقى النوع 1 من داء السكر غير مكتشف أو دون تشخيص لسنوات عدة. لكن العوارض تظهر بسرعة في أغلب الأحيان، بعد المعاناة من مرض عموماً.
السكري النوع الثاني
يعتبر النوع 2 من داء السكر الأكثر شيوعاً. فـ 90 إلى 95 في المئة من الأشخاص الذين تجاوزوا العشرين ويعانون من داء السكر مصابون بالنوع 2 منه. ومثل النوع 1 من داء السكر، يحمل النوع 2 العديد من الأسماء الأخرى: داء السكر غير المعتمد على الأنسولين وداء السكر المستهل في سن الرشد. يشير هذان الاسمان إلى أن العديد من المصابين بالنوع 2 من داء السكر لا يحتاجون إلى حقن الأنسولين وأن المرض ينشأ عموماً خلال سن الرشد. لكن كما هي حال النوع 1، ليس هذان الاسمان دقيقين تماماً. فالأطفال والمراهقون، وكذلك الراشدون، يمكن ان يصابوا بالنوع 2 من داء السكر. والواقع أن إمكانية نشوء النوع 2 من داء السكر عند المراهقين تزداد يوماً بعد يوم. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج بعض المصابين بالنوع 2 من داء السكر إلى الأنسولين لضبط السكر في دمهم.
وعلى عكس النوع 1 من داء السكر، ليس النوع 2 مرضاً ذاتي المناعة. ففي النوع 2 من داء السكر، ينتج البنكرياس على الأقل مقداراً من الأنسولين، مقابل نشوء مشكلة أخرى أو مشكلتين:
● لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين.
● تصبح خلايا عضلاتك وأنسجتك مقاومة للأنسولين.
حين تطوّر خلاياك مناعة للأنسولين، ترفض قبول الأنسولين على أنه المفتاح الذي يفتح الباب أمام السكر. نتيجة ذلك، يبقى السكر في دورتك الدموية ويتراكم. لكن سبب مقاومة الخلايا للأنسولين لا يزال غير أكيد بعد، رغم أن الوزن الزائد والنسيج الدهني هما من العوامل المهمة. فمعظم الذين يصابون بالنوع 2 من داء السكر هم من أصحاب الوزن الزائد.
ومع الوقت، يحتاج بعض المصابين بالنوع 2 من داء السكر إلى أنسولين أكثر مما يستطيع البنكرياس توفيره. وكما هي حال المصابين بالنوع 1 من داء السكر، يصبحون معتمدين على دواء الأنسولين لضبط مستوى السكر في دمهم.
داء سكري الحمل
داء سكر الحمل هو الاسم الذي يطلق على داء السكر الذي ينشأ خلال الحمل. يمكن أن ينشأ داء السكر مؤقتاً حين تزيد الهرمونات المفرزة أثناء الحمل مقاومة جسمك للأنسولين. يحدث ذلك عند 2 إلى 5 في المئة من النساء الحوامل.
ينشأ داء سكر الحمل عادة خلال النصف الثاني من الحمل – ولاسيما في الفصل الثالث – ويختفي عادة بعد ولادة الطفل. لكن أكثر من نصف النساء اللواتي يعانين من داء سكر الحمل يصبن بالنوع 2 من داء السكر في مرحلة لاحقة من الحياة.
يتم فحص داء سكر الحمل عند معظم النساء الحوامل لاكتشاف الحالة باكراً، في حال حدوثها. وإذا تعرضت لداء سكر الحمل، إعلمي أن إدراك حالتك وضبط مستوى السكر في دمك أثناء بقية حملك يمكن أن يخفف من التأثيرات السلبية عليك أو على طفلك.
أنواع أخرى من مرض السكري
ينجم 1 إلى 2 في المئة من كل حالات داء السكر التي يجري تشخيصها عن أمراض أو أدوية قد تعيق إنتاج الأنسولين أو مفعوله. وهي تشمل:
● التهاب البنكرياس.
● استئصال البنكرياس.
● اضطرابات في الغدة الكظرية أو النخامية.
● علاجات بالهيدروكورتيزون لمرض آخر.
● بعض أدوية ضغط الدم المرتفع والكولسترول.
● سوء التغذية.
● التهاب.
أعراض السكري
مثل العديد من الأشخاص، يحتمل أنك صدمت حين عرفت أنك تعاني من داء السكر لأنك لم تكن تشكو من أية عوارض. فقد كنت على ما يرام. وفي أغلب الأحيان، لا توجد عوارض مبكرة يمكن التعرف إليها. ويصح ذلك خصوصاً على النوع 2 من داء السكر. والواقع أن غياب العوارض والظهور البطيء للمرض هما من الأسباب الرئيسية التي تجعل النوع 2 من داء السكر يبقى دون تشخيص لعدة سنوات.
حين تنشأ العوارض فعلاً نتيجة مستوى السكر المرتفع في الدم، فإنها تختلف عن بعضها. ثمة عارضان نمطيان يحدثان عند معظم المصابين بالمرض وهما ازدياد العطش والحاجة المتكررة إلى التبول.
العطش المفرط وازدياد التبوُّل
عند وجود مستويات مرتفعة من السكر في دمك، لا تستطيع كليتاك إعادة امتصاص كل السكر المرشح. هكذا، ينقل السكر معه الماء الذي يسحب من أنسجتك. نتيجة ذلك، تشعر بالتجفاف.
للتعويض عن السوائل المستنزفة، تلجأ إلى شرب الماء أو المشروبات الأخرى باستمرار. لكن هذا الترشيح المركز للماء يفضي إلى المزيد من التبوُّل المتكرر.
عوارض شبيهة بالانفلونزا
يمكن أن تكون عوارض داء السكر شبيهة بالمرض الفيروسي – تعب، ضعف وفقدان الشهية. فالسكر هو الوقود الأساسي لجسمك. وعند المعاناة من داء السكر، لا يصل السكر إلى خلاياك، حيث يتم تحويله إلى مصدر للطاقة. نتيجة ذلك، تشعر دوماً بالتعب أو الإرهاق.
نقصان الوزن أو ازدياده
فيما يكافح جسمك للتعويض عن التجفاف المستمر وفقدان السكر، قد تأكل أكثر من المعتاد ويزداد وزنك. لكن الشيء المعاكس يحدث عند البعض الآخر. فأنسجة العضلات لا تحصل على كمية كافية من الغلوكوز لتوليد النمو والطاقة. نتيجة ذلك، يمكن أن ينخفض وزنك حتى لو كنت تأكل أكثر من المعتاد. ويصحّ ذلك خصوصاً إذا كنت مصاباً بالنوع 1 من داء السكر، أي عند توافر القليل من الأنسولين أو لا شيء منه إطلاقاً وعدم وصول السكر إلى خلايا نسيجك.
ارتجاج الرؤية
يؤدي فائض السكر في دمك إلى استنزاف السائل من العدستين في عينيك، مما يجعلهما رقيقتين ويؤثر في قدرتهما على التركيز. لكن خفض مستوى السكر في دمك يعيد السائل إلى العدستين. قد تبقى رؤيتك مرتجة لبرهة فيما تتكيّف العدستان مع استرداد السائل. لكن رؤيتك ستتحسن مع الوقت.
يمكن أن يؤدي السكر المرتفع في الدم أيضاً إلى تكوين أوعية دموية بالغة الصغر تنزف في عينيك. لا تحدث الأوعية الدموية نفسها أية عوارض، لكن النزف من الأوعية الدموية قد يولّد بقعاً داكنة، وأضواء وامضة، وحلقات حول الأنوار وحتى العمى.
وبما أن تغيرات العين المرتبطة بداء السكر لا تحدث غالباً أية عوارض، من المهم مراجعة اختصاصي العيون بانتظام. فعند توسيع البؤبؤين، يستطيع اختصاصي العيون فحص الأوعية الدموية في كل شبكيّة.
قروح بطيئة الشفاء أو التهابات متكررة
تؤدي المستويات المرتفعة للسكر في الدم إلى قمع عملية الشفاء الطبيعية في جسمك وقدرتها على محاربة الالتهابات. وتشيع عند النساء خصوصاً التهابات المثانة والمهبل.
وخز في القدمين واليدين
يمكن للسكر المفرط في دمك أن يتلف أعصابك التي تتغذى من دمك. وقد يفضي تلف الأعصاب إلى عدد من العوارض. والواقع أن الأكثر شيوعاً بين العوارض المرتبطة بالأعصاب هي الإحساس بالوخز وفقدان الإحساس الذي يصيب أساساً اليدين والقدمين. ينجم ذلك عن التلف في أعصابك الحسية. قد تعاني أيضاً من الألم في أطرافك – ساقيك، قدميك، ذراعيك ويديك – بما في ذلك ألم حارق. أما التلف اللاحق بالأعصاب التي تتحكم في الهضم فقد يفضي إلى الغثيان أو الإسهال أو الإمساك. وعند الرجال، يمكن لداء السكر أن يتلف الأعصاب التي تساعد على الانتصاب مما يؤدي إلى العجز الجنسي.
احمرار اللثة وتورمها
يمكن أن يضعف داء السكر قدرة فمك على محاربة الجراثيم، مما يزيد من خطر الالتهاب في اللثتين والعظام التي تثبت أسنانك في مكانها. أما العلامات الأخرى على مرض اللثة فتشمل:
● اللثة المبتعدة عن الأسنان، مما يكشف عن المزيد من أسنانك أو حتى عن جزء من الجذر.
● القروح أو جيوب القيح في اللثة.
● ارتخاء الأسنان الدائمة.
● تغيرات في حجم مجموعة أسنانك.
علامات أخرى
يمكن أن يفضي داء السكر إلى بشرة جافة وموجبة للحك، فضلاً عن التهابات جلدية متكررة.
العوامل التي تزيد من خطر تعرّضك للسكري
لقد سمعت ربما بعض الخرافات الشائعة عن داء السكر – يمكن أن تلتقطه من شخص آخر، أو ينجم عن تناول الكثير من السكر. لكن هذا ليس صحيحاً. لم يفهم الباحثون تماماً سبب تعرض بعض الأشخاص للمرض وعدم تعرض آخرين له. لكن يتضح جلياً أن أسلوب عيشك وبعض الحالات الصحية يمكن أن تزيد من خطر تعرّضك.
تاريخ العائلة
تزداد فرصة تعرضك للنوع 1 أو 2 من داء السكر إذا كان أحد أفراد عائلتك المباشرة مصاباً بالمرض، سواء كان هذا الشخص والدك أو والدتك أو شقيقك أو شقيقتك. فمن الواضح أن العوامل الوراثية تؤدي دوراً في المرض، لكن لم يعرف تماماً بعد كيفية تسبيب بعض الجينات لداء السكر.
يبحث العلماء عن جينات قد ترتبط بالنوعين 1 و 2 من داء السكر. وقد عثروا بالفعل على بعض المعالم الوراثية للنوع 1 من داء السكر، ما يعني أنه يمكن فحص أقارب المصابين بالنوع 1 من داء السكر لمعرفة ما إذا كانوا هم أيضاً معرضين للمرض. وفي دراسة رعاها المعهد الوطني لداء السكر وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، تمت معالجة الأقارب المعرضين لخطر النوع 1 من داء السكر بجرعات منخفضة من الأنسولين أو دواء فموي آخر لمعرفة ما إذا كان باستطاعة العقاقير منع المرض.
الوزن
يعتبر الوزن الزائد أحد أبرز عوامل الخطر المسببة لداء السكر. فأكثر من 80 في المئة من المصابين بالنوع 2 من داء السكر يعانون من الوزن الزائد. ووجدت دراسة رعتها مراكز مكافحة المرض والوقاية منه أن 13.5 في المئة من الأميركيين البدينين يعانون من داء السكر، مقارنة مع 3.5 في المئة من الأميركيين أصحاب الوزن العادي.
وكلما ازدادت كمية النسيج الدهني لديك، ازدادت مقاومة خلايا عضلاتك وأنسجتك للأنسولين. ويصح ذلك خصوصاً إذا كان الوزن الزائد مركزاً حول بطنك. فيبدو أن الدهن يمنع الأنسولين نوعاً ما من فتح الخلايا للسماح بدخول السكر إليها.
يستطيع العديد من أصحاب الوزن الزائد المصابين بداء السكر أن يحسنوا مستوى السكر في دمهم بمجرّد التخلص من بعض الوزن. وفي بعض الحالات، يكون ذلك كافياً لوحده لإعادة مستوى السكر في الدم إلى نطاقه الطبيعي. واللافت أن التخلص البسيط من الوزن يمكن أن يفضي إلى تأثيرات مفيدة، فيخفف مستويات السكر في الدم أو يسمح لأدوية داء السكر بالعمل بصورة أفضل.
عدم النشاط
كلما تضاءل نشاطك، ازداد خطر تعرضك لداء السكر. فالنشاط الجسدي يساعدك على التحكم في وزنك، ويستعمل سكر الدم بمثابة طاقة، ويجعل الخلايا أكثر حساسية للأنسولين، ويزيد تدفق الدم ويحسّن الدورة الدموية حتى في أصغر الأوعية. وقد يخفف من خطر تعرضك للنوع 2 من داء السكر لغاية 50 في المئة.
ثمة فائدة أخرى للتمارين تتجلى في زيادتها لكتلة العضلات. فعضلاتك تمتص عادة بين 70 و 90 في المئة من سكر دمك. لذا، فإن تضاؤل كتلة العضلات – وهذا ما يحدث عموماً مع التقدم في العمر أو التحلي بنشاط جسدي أقل – يمكن أن يخفف كثيراً من مساحة التخزين المتوافرة لسكر الدم. وبما أن السكر لا يجد أي مكان للذهاب إليه، يبقى في دورتك الدموية.
العمر
يزداد خطر تعرضك للنوع 2 من داء السكر مع تقدمك في العمر، خصوصاً بعد تجاوز ال 45 عاماً. فشخص واحد من كل 5 أميركيين في عمر ال 65 وما فوق يعاني من داء السكر. والسبب في ذلك أنه مع تقدم الناس في العمر، يصبحون أقل نشاطاً جسدياً، ويفقدون الكتلة العضلية ويكتسبون الوزن.
لكن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً مذهلاً في داء السكر بين من هم في الثلاثينات والأربعينات. ورغم أن شيوع النوع 1 من داء السكر بقي على حاله، تم تشخيص النوع 2 من داء السكر لدى المزيد من الأطفال والمراهقين.
العرق
على رغم عدم اتضاح السبب، يكون المتحدرون من بعض العروق أكثر عرضة لداء السكر من غيرهم. فقد جرى تشخيص داء السكر عند 6 في المئة تقريباً من الشعب الأميركي. لكن هذا المعدل يتضاعف عند السود ذوي الأصول الاسبانية. ويزيد عن الضعف عند الهنود الأميركيين، إذ يعاني أكثر من 12 في المئة منهم من داء السكر. وفي بعض القبائل، مثل هنود بيما، يعاني نصف الراشدين من النوع 2 من داء السكر. من جهة أخرى، يشيع النوع 1 من داء السكر بين البيض أكثر مما هو بين السود أو الأقليات الأخرى. كما يشيع أكثر في الدول الأوروبية، مثل فنلندا والسويد. لكن سبب ذلك ليس واضحاً.
تخفيض مخاطر تعرضك للداء
لا تستطيع فعل أي شيء لتفادي بعض ظروف الحياة التي تجعلك معرضاً لداء السكر. فلا يمكنك العودة بالزمن إلى الخلف واختيار عائلة أخرى أو جينات أخرى أو عرق آخر. وبقدر ما ترغب في أن تتوقف عن الشيخوخة، سوف يستمر جسمك في التقدم في العمر. لكنك تستطيع التحكم في عاملين مسببين لداء السكر: الوزن وعدم النشاط. وإذا فعلت ذلك، قد تخفض كثيراً خطر تعرضك لداء السكر، ولاسيما النوع 2 منه.
اختبارات لكشف داء السكر
يدرك العديد من الأشخاص أنهم مصابون بداء السكر من خلال تحاليل الدم المنجزة لمشكلة أخرى أو كجزء من فحص جسدي روتيني. لكن قد يفحص الطبيب الدم أحياناً للكشف خصيصاً عن داء السكر إذا شك في وجود المرض استناداً إلى عوارض أو عوامل خطر. ويمكن لأي واحد من الاختبارات التالية أن يطلعك ما إذا كنت تعاني من داء السكر.
فحص سكر الدم بوخز الإصبع
حيث يتم وخز الإصبع، الذي لا يستغرق عادة أكثر من دقيقتين، يحتاج غالباً إلى قطرة دم واحدة مستخرجة من ثقب صغير في طرف إصبعك. توضع عيّنة الدم على الشريحة المعالجة كيميائياً قبل إدخالها إلى آلة صغيرة تحدد مستوى السكر في دمك وتعرضه على شاشة. إذا كانت النتيجة أعلى من 126 ميليغراماً من السكر في كل عُشر ليتر، يجدر بك الخضوع لفحص تشخيص رسمي، مثل اختبار سكر الدم أثناء الصوم.
الاختبار العشوائي لسكر الدم
يشكل هذا الاختبار جزءاً من اختبار الدم الروتيني الذي يجرى أثناء الفحص الطبي. يتم سحب عيّنة من الدم، عبر إدخال إبرة في وريد، لإجراء مجموعة من التحاليل المخبرية. يجرى ذلك من دون أي تحضير مسبق من قبلك، مثل الصوم طوال الليل الفائت.
فحتى لو تناولت الطعام مؤخراً وكان مستوى السكر في دمك في ذروته، يفترض ألا يتعدى أبداً 200 ميليغراماً في كل عُشر ليتر. لكن إذا تعدى هذه النسبة، سيرغب طبيبك في التأكد من النتائج من خلال إجراء اختبار لسكر الدم بعد صوم في يوم آخر.
اختبار سكر الدم بعد صوم
يكون مستوى السكر في دمك في ذروته بعد تناول وجبة طعام وفي أدنى حد له بعد ليلة من الصوم. والواقع أن أفضل طريقة لاختبار السكر في دمك تقضي بامتناعك عن تناول الطعام طوال الليل الفائت، أو لمدة 8 ساعات على الأقل. يتم استخراج الدم من وريد وإرساله إلى المختبر لتحليله.
يتراوح معدل سكر الدم بعد الصوم عند معظم الأشخاص بين 70 و 110 ميليغرام في كل عُشر ليتر. وإذا كان مستوى السكر في دمك 126 أو أكثر، قد يعيد طبيبك الفحص. لكن إذا كان مستوى السكر في دمك مرتفعاً جداً، قد لا تبرز الحاجة إلى إجراء فحص ثانٍ لتأكيد التشخيص. وفي حال إجراء فحص ثانٍ، وجاءت النتائج مجدداً 126 ميليغراماً أو أكثر في كل عُشر ليتر، سوف يتم تشخيصك على الأرجح بأنك تعاني من داء السكر.
توصي الجمعية الأميركية لداء السكر بأن يجري كل شخص اختبار سكر الدم بعد صوم عند بلوغه 45 عاماً. إذا كانت النتائج طبيعية، عليك الخضوع للفحص مرة كل 3 سنوات. وإذا كنت تعاني من داء السكر الحدي – 111 إلى 125 ميليغراماً في كل عُشر ليتر – عليك الخضوع لاختبار سكر الدم بعد الصوم مرة على الأقل كل سنة. لا يشخص معظم الأطباء داء السكر أثناء الفحوصات الروتينية، لكنهم يطلبون عموماً الاختبار العشوائي لسكر الدم أو الاختبار بعد صوم كجزء من فحص أكثر شمولاً.
اختبار تحمل الغلوكوز
بات هذا الاختبار أقل شيوعاً هذه الأيام لأن الاختبارات الأخرى أقل كلفة وأسهل تنفيذاً. فاختبار تحمل الغلوكوز يستلزم زيارتك للمختبر أو عيادة الطبيب بعد مرور 8 ساعات على الامتناع عن الطعام. حيث تشرب 8 أوقيات من سائل حلو يحتوي على الكثير من السكر – نحو 75 غراماً – أي أنه حلو ثلاث مرات أكثر من المرطبات.
يتم قياس مستوى السكر في دمك قبل أن تشرب السائل، ومن ثم مرة كل ساعة على مدى 3 ساعات. إذا كنت تعاني من داء السكر، سوف يرتفع مستوى السكر في دمك أكثر مما هو متوقع. فإذا راوح مستوى السكر في دمك بين 140 و 199 ميليغراماً من السكر في كل عُشر ليتر خلال اختبار الدم الذي يجرى بعد ساعتين، فيعني ذلك أنك تعاني من حالة اسمها خلل في غلوكوز الصوم، وهو اسم آخر لداء السكر الحدي. وإذا بلغ مستوى السكر في دمك 200 ميليغرام أو أكثر في الاختبار الذي يجرى بعد ساعتين، فإنك تعاني من داء السكر.
لكي يكون هذا الاختبار دقيقاً، عليك اتباع حميتك الغذائية الاعتيادية والتمتع بصحة جيدة وخالياً من أيّة أمراض أخرى – ولا حتى الزكام. يفترض أن تكون نشطاً نسبياً أيضاً ولا تتناول أية أدوية يمكن ان تؤثر في مستوى السكر في دمك. يستخدم الأطباء هذا الاختبار غالباً للتحقق من داء سكر الحمل عند النساء الحوامل.
اختبار البول
حين يعجز جسمك عن تخزين سكر الدم بطريقة ملائمة، يترسب السكر الفائض في بولك. والواقع أن المستويات المرتفعة للسكر في البول تشكل دليلاً على معاناتك من داء السكر. لكن اختبار البول لا يستخدم عموماً لتشخيص داء السكر. والسبب في ذلك أن تحاليل الدم أكثر دقة. كما أن مستوى سكر الدم اللازم لإنتاج السكر في بولك يختلف بين شخص وآخر. فقد تكشف عن مستوى عالٍ من السكر في دمك من دون وجود سكر في بولك.
اختبار السكر في خضاب الدم (السكري التراكمي)
بعدما يجري تشخيصك بداء السكر، قد يأمر طبيبك بإجراء تحليل دم يبيّن قياس متوسط مستوى السكر في دمك خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية. فهذا يمنح طبيبك فكرة عن مدى ارتفاع مستوى السكر في دمك خلال الأشهر الأخيرة، مقارنة مع اختبارات أخرى تقيس فقط مستوى السكر في دمك في تلك اللحظة.
حين يكون مستوى السكر في دمك مرتفعاً، يلتصق بعض السكر بجزيئات خضاب الدم (الهيموغلوبين) الناقلة للأوكسيجين في دمك، ويبقى هناك لبقية حياة الخلية – أي نحو شهرين أو ثلاثة أشهر. وكلما ارتفع مستوى السكر في دمك، ازداد تشبع جزيئات خضاب الدم بالسكر.
يتولى اختبار السكر في خضاب الدم قياس مقدار السكر الملتصق بجزيئات خضاب الدم. يطلق على هذا الاختبار أيضاً اسم اختبار خضاب الدم A-1C، وهو يستخدم عموماً لمراقبة معالجة داء السكر.
أسئلة وأجوبة
هل من علاج شافي لداء السكر؟
الشفاء من عند الله عز وجل
قال تعالى : (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )). سورة الشعراء، آية 80.
في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء .
وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برأ بإذن الله .
يواصل الباحثون في السعي وراء سبل جديدة للحؤول دون الإصابة بداء السكر والشفاء منه، لكن الأطباء يستطيعون الآن فقط التحكم بهذا المرض وليس الشفاء منه.
ما هي آخر الأبحاث عن علاج السكري
هذا الخبر نشر بتاريخ 26/04/2013
حيث صرح الدكتور دوغلاس ميلتون في قسم مجال الخلايا الجذعية من معهد هارفارد إن الباحثون في فريقه قد اكتشفوا هرموناً جديداً لديه القدرة على تحريض نمو خلايا بيتا في البنكرياس والمسؤولة عن إنتاج الأنسولين.
وإضاف أنه في حالة تمكننا من صنع هرمون البيتاتروفين على هيئة بروتين مثل الأنسولين، فإنه يمكن حقنه للمرضى، الأمر الذي سيؤدي إلى إستعادة قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين بنفسه.
لكم من الوقت يعاني معظم الناس من داء السكر قبل تشخيصه؟
بما أن النوع 1 من داء السكر يحدث على نحو فجائي وبحدة أكثر، يتم تشخيصه عادة في غضون بضعة اشهر. لكن المصابين بالنوع 2 من داء السكر يعانون من المرض لمدة 8 سنوات تقريباً قبل تشخيصه. ويمكن للزيارات المنتظمة إلى طبيبك، والمشتملة على تحليل دم كامل، أن تساعد على الحؤول دون بقاء المرض من دون تشخيص لفترة طويلة.
هل تنطوي دوماً تحاليل الدم التي يطلبها الطبيب على اختبار سكر الدم بعد الصوم؟
لا. قد يتوجب عليك طلبه بنفسك. فأثناء الفحص الطبي الروتيني، قد تخضع لاختبار عشوائي لسكر الدم، وهو غير دقيق بقدر اختبار سكر الدم بعد الصوم.
ما هو فرط سكر الدم؟
إنه المصطلح الطبي لسكر الدم الذي يكون فوق المستوى الطبيعي – 111 ملغ أو أكثر في كل عُشر ليتر.
إذا كان لديّ قريب يعاني من داء السكر – والد أو أخ أو أخت – ما هو احتمال تعرضي للمرض؟
لأسباب لا تزال غير مفهومة تماماً بعد، يختلف خطر تعرضك لداء السكر حسب ما إذا كان والدك أو والدتك يعاني من داء السكر. يشير الجدول أدناه إلى احتمالات تعرضك لداء السكر استناداً إلى التاريخ العائلي.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي