يسهل تجاهل داء السكر في أغلب الأحيان، ولاسيما خلال المراحل الأولى، فأنت تشعر أنك على ما يرام، ويبدو أن جسمك يعمل بصورة جيدة، فلا عوارض ولا مشاكل!. لكن الأمر ليس كذلك، فإذا لم تفعل أي شيء، يعمل السكر (الغلوكوز) المفرط في الدم على إتلاف نسيج الجسم، مما يهدد العديد من الأعضاء الرئيسية، بما في ذك القلب والأعصاب والعينين والكليتين.
قد لا تشعر بالتأثيرات مباشرة، لكنها ستظهر في النهاية.
أظهرت العديد من الدراسات الطويلة الأمد أنه إذا أبقيت مستويات السكر في الدم قريبة من المتوسط، فيمكن أن تخفض كثيراً من خطر المضاعفات، وحتى لو لم تراقب مستوى السكر في دمك في الماضي، فإن الوقت لم يفت أبدا للشروع في ذلك، فما إن تبدأ في السيطرة على مستوى السكر في الدم، ستبطئ تفاقم المضاعفات الموجودة، وتخفض خطر تعرضك للمزيد من المشاكل الصحية.
أنواع المضاعفات
يمكن أن يفضي داء السكر إلى نوعين من المضاعفات:
مضاعفات قصيرة الأمد: وتنطوي على الطوارئ الطبية المستلزمة لانتباه فوري.
ويشمل ذك مستوى السكر المنخفض في الدم، ومستوى السكر المرتفع في الدم، والأحماض المفرطة في الدم.
مضاعفات طويلة الأمد: وتنطوي على تلك التي تنشأ تدريجياً وقد تصبح معيقة أو مهددة للحياة.
ويشمل ذلك أمراض الأعصاب والكلى والعينين والقلب والأوعية الدموية.
نقص سكر الدم
يطلق على المستوى المنخفض لسكر الدم عند مستوى أدنى من 60 ميليغراما من الغلوكوز في كل 10 ليتر من الدم.
تنجم هذه المشكلة أساسا عن وجود الكثير من الأنسولين والقليل من الجلوكوز في الدم.
يشيع نقص سكر الدم خصوصا بين الذين يتناولون الأنسولين أو عند الذين يتناولون أدوية عبر الفم تعزز إطلاق الأنسولين أو مفعوله.
كما يمكن أن ينخفض مستوى السكر في دمك لأسباب عدة، ومن أبرز الأسباب الشائعة نذكر:
• حذف إحدى وجبات الطعام.
• ممارسة التمارين لفترة أطول أو بقوة أكبر من المعتاد.
• عدم تعديل الدواء لتوافق مع التغيرات الحاصلة في سكر الدم.
علامات وأعراض نقص السكر في الدم
تختلف عوارض نقص سكر الدم حسب مدى انخفاض مستوى السكر في دمك.
العوارض الأولى (مستوى سكر الدم يتراوح ما بين 40 و 55 ملغ في كل 10 لتر):
• إفراز العرق.
• ضعف.
• ارتعاش.
• جوع.
• اضطرابات في الرؤية.
• دوار.
• عصبية.
• تهيج.
• صداع.
• غثيان.
• خفقان سريع للقلب.
• جلد بارد ودبق.
العوارض اللاحقة (مستوى سكر الدم أدنى من 40 ملغ في كل 10 ليتر):
• تلعثم في الكلام.
• نعاس.
• سلوك شبيه بالثمل.
• ارتباك.
العوارض الطارئة (مستوى سكر الدم أدنى من 20 ملغ في كل 10 لتر):
• نوبات تشنج.
• فقدان الوعي، وقد يكون مميتاً.
ما الذي يجب فعله عند نقص السكر في الدم؟
ما إن تدرك أن مستوى السكر منخفض في دمك، تناول أو اشرب شيئاً يرفع مستوى السكر في دمك بسرعة.
ومن الأمثلة الجيدة نذكر:
• السكاكر القاسية.
• أحد أنواع المرطبات العادية غير المخصصة للحمية.
• نصف كوب من عصير الفاكهة.
• أقراص غلوكوز، وهي حبوب من السكر معدة خصيصا لمعالجة نقص سكر الدم.
إذا استمريت في المعاناة من العوارض بعد مرور 15 دقيقة، كرر العلاج، وإذا لم تختفي العوارض، إتصل بالطوارئ.
في حالة فقدان الوعي أو العجز عن الابتلاع لأي سبب آخر، فإن العلاج الأمثل يتجلى في حقنة من الغلوكاجون، وهو هرمون سريع التأثير يحفز إطلاق السكر في الدم. عليك إطلاع أصدقاءك وأفراد عائلتك على كيفية وصف الحقنة في حالة الطوارئ. أبلغهم أيضاً عن كيفية الاتصال بالطبيب إذا لم تنفع الحقنة ولم تستعد وعيك.
تحتوي علبة طوارئ الغلوكاجون على الدوا ء والحقنة. وهي تغرز عموماً في الذراع أو المؤخرة أو الفخذ أو البطن. يبدأ الدواء بالتأثير في غضون 5 دقائق تقريبا.
إذا كنت تتناول الأنسولين، يفترض أن تحتفظ بعلبة طوارئ الغلوكاجون معك أو قربك على الدوام.
جهل نقص سكر الدم
هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من داء السكر طوال عدة سنوات من دون المعاناة من أية عوارض أولى لنقص سكر الدم، مثل الارتعاش أو العصبية، والسبب في ذلك أن التغيرات الكيميائية الناجمة عن داء السكر الطويل الأمد قد تحجب العوارض أو تحول دون حصولها.
في هذه الحالة المعروفة بجهل نقص سكر الدم، قد لا تدرك أن مستوى سكر الدم منخفض إلا عند ظهور عوراض لاحقة، مثل الارتباك أو التلعثم في الكلام.
ارتفاع سكر الدم (تناذر فرط الأسمولية السكري)
في هذه الحالة، يصل السكر في الدم إلى مستوى مرتفع جداً، بحيث يصبح الدم كثيفا وشبيها بالشراب المركز.
قد يحدث تناذر فرط الأسمولية السكري (DHS) حين يصل مستوى سكر الدم إلى 600 ملغ أو أكثر في كل 10 لتر.
لا تستطيع الخلايا امتصاص هذا المقدار الكبير من السكر، وينتقل السكر بالتالي من الدم إلى البول. ويحفّز ذلك عملية ترشيح تسحب معها مقادير هائلة من السائل في الجسم، مما يسبب التجفاف.
يشيع هذا المرض خصوصا عند المصابين بالنوع الثاني من داء السكري، ولاسيما الذين يعجزون عن ضبط السكر في دمهم أو لا يعرفون أنهم مصابون بداء السكر.
وقد يحدث عند المصابين بداء السكر الذين يتناولون جرعات كبيرة من عقاقير السترويد أو عقاقير تزيد من التبول.
وقد ينجم المرض أيضاً عن التهاب أو مرض أو ضغط أو شرب مقادير مفرطة من الكحول.
علامات وعوارض ارتفاع سكر الدم
تشمل عوارض تناذر فرط الأسمولية السكري:
• العطش المفرط.
• الارتباك.
• ازدياد التبول.
• نبض سريع.
• ضعف.
• نوبات تشنج.
• تشنجات في الساق.
• غيبوبة (كوما).
ما الذي يجب فعله في حالة ارتفاع سكر الدم؟
تحقق من مستوى السكر في دمك. إذا كان 600 ملغ أو أكثر، راجع الطبيب على الفور.
يمكن للعلاج الطارئ أن يصحح المشكلة في غضون ساعات.
قد يعطيك الأطباء حقنة عبر الوريد لإعادة الماء إلى الأنسجة أو أنسولين سريع التأثير لمساعدة خلايا النسيج على امتصاص الغلوكوز.
لكن الحالة قد تكون مميتة من دون العلاج الملائم.
ازدياد أحماض الدم (الحماض الكيتوني السكري)
يحدث الحماض الكيتوني السكري (DKA) حين تصبح خلايا العضلات توّاقة جداً إلى الطاقة، بحيث يتخذ الجسم إجراءات طارئة ويفكك الدهن، وفيما يحول الجسم الدهن إلى طاقة، ينتج أحماضا سامة تعرف بالكيتونات.
يشيع الحماض الكيتوني السكري خصوصا بين المصابين بالنوع الأول من داء السكري، ويحدث في أغلب الأحيان بسبب الأنسولين غير الكافي نتيجة حذف بعض الحقن أو عدم رفع جرعة الأنسولين لتتوافق مع ارتفاع مستوى السكر في الدم.
قد ينجم هذا المرض أيضاً عن الضغط أو المرض المفرط، وهذا ما يحدث عند المصابين بالنوعين الأول والثاني من داء السكر.
وعند التعرض لالتهاب، ينتج الجسم بعض الهرمونات، مثل الأدرينالين، للمساعدة على محاربة المشكلة. لكن هذه الهرمونات تعمل لسوء الحظ ضد الأنسولين. وفي بعض الأحيان، يحدث السببان معاً، أي أنك تمرض أو تتعرض للضغط وتنسى تناول الأنسولين.
عند الأشخاص غير المدركين لمعاناتهم من داء السكر، يمكن أن يكون المستوى المرتفع من الكيتونات علامة إنذار على المرض.
علامات وأعراض الحماض الكيتوني
حين يرتفع مستوى الكيتونات، قد تعاني من بعض العوارض التالية، التي يشيع العديد منها في الزكام أيضاً:
• تنفس عميق وسريع.
• غثيان.
• رائحة حلوة في نفسك.
• تقيؤ.
• ارتفاع الحرارة.
• فقدان الشهية.
• ألم في المعدة.
• فقدان الوزن.
• ارتباك.
• تعب.
• نعاس.
• ضعف.
ما الذي يجب فعله في حالة ارتفاع الكيتونات؟
من المفيد التحقق من الكيتونات حين تكون مريضاً. يجدر بك أيضا التحقق من الكيتونات إذا كنت تشعر بالضغط أو حين يكون مستوى السكر في دمك أعلى دوماً من 240 ملغ في كل 10 لتر.
يمكنك شراء علبة اختبار الكيتونات من الصيدلية وإنجاز الاختبار في المنزل. تستخدم معظم الماركات الأشرطة المعالجة كيميائياً والتي تغمسها في البول. فعند وجود مقادير كبيرة من الكيتونات في دمك، يتم إفراز الكيتونات الفائضة في بولك.
يتغير لون أشرطة الاختبار حسب مستوى الكيتونات الموجودة في بولك: منخفض، معتدل وعال.
إذا تطابق اللون في شريط الاختبار مع مستوى عال من الكيتونات، إتصل بطبيبك على الفور. فإذا بقي الحماض الكيتوني السكري من دون معالجة، قد يفضي إلى الغيبوبة وربما الموت.
يحتمل أن تحتاج إلى المعالجة، وربما إلى المستشفى في حالة :
• فقدان أكثر من 5 في المئة من وزن الجسم.
• تنفس أكثر من 35 مرة في الدقيقة.
• عدم ضبط مستوى السكر في الدم.
• الارتباك.
• المعاناة من أكثر من نوبة واحدة من الغثيان والتقيؤ.
تنطوي المعالجة عادة على استرداد السوائل الضائعة من خلال الحقن عبر الأوردة. يتم حقن الأنسولين، الممكن جمعه مع الغلوكوز، عبر الأوردة بحيث يتوقف جسمك عن إفراز الكيتونات. هكذا، يعود مستوى السكر في دمك تدريجيا إلى المعدل السويّ. لكن تعديل مستوى سكر الدم بسرعة كبيرة قد يسبب التورم في دماغك.
تلف الأعصاب (الاعتلال العصبى)
أنت تملك شبكة معقدة من الأعصاب تمتد عبر جسمك، وتصل دماغك بعضلاتك وجلدك والأعضاء الأخرى.
ومن خلال هذه الأعصاب، يتحسس دماغك الألم، ويتحكم في عضلاتك، وينجز مهاما تلقائية مثل التنفس والهضم.
لكن المستويات المرتفعة من سكر الدم قد تتلف هذه الأعصاب الدقيقة، ويعتقد أن فائض السكر يضعف جدران الأوعية الدموية البالغة الصغر (الأوعية الشعيرية) التي تغذي أعصابك.
يصيب الاعتلال العصبي السكري نحو 60 في المئة من المصابين بداء السكر.
قد تكون النتائج مؤلمة ومعيقة أحيانا، لكن العوارض تبقى خفيفة في أغلب الأحيان.
علامات وعوارض تلف الأعصاب
هناك عدة أنواع من تلف الأعصاب، فتلف الأعصاب التي تتحكم في عضلاتك قد يتركك مع عضلات ضعيفة غير ثابتة. أما تلف الأعصاب المستقلة فقد يزيد من خفقان القلب ومستوى إفراز العرق.
وعند الرجال، قد يعيق مثل هذا التلف قدرتهم على الانتصاب الجنسي.
أما التلف اللاحق بالأعصاب الحسية، فقد يتركك عاجزا عن كشف الأحاسيس مثل الألم، والدفء، والبرودة والقوام.
وفي أغلب الأحيان، يتلف داء السكر الأعصاب الحسية في الساقين، وأحيانا، في الذراعين قد تشعر بالوخز أو الخدر أو الألم أو بمجموعة من هذه الأحاسيس.
ويشعر بعض الأشخاص بألم قوي يظهر ويختفي، فيما يعاني أخرون من ألم ثابت يصبح أسوأ خلال الليل.
ويصف البعض الآخر الانزعاج بمثابة إحساس تنميل.
تبدأ العوارض غالبا في أطراف أصابع القدمين أو اليدين أو الاثنين معا، وتنتشر تدريجيا نحو الأعلى، لكن العوارض قد تتغير مع الوقت.
يستطيع الأطباء غالباً كشف تلف الأعصاب الحسي، فمثلاً، إذا كانت الأعصاب في إصبع القدم تالفة، لن تتمكن من الإحساس بالوخز الخفيف للدبوس أو ارتجاج شوكة موضوعة فوق الإصبع.
وإذا بقي هذا التلف من دون معالجة، قد تفقد كل الإحساس في الطرف المصاب، مما يعرضك ربما لإصابة في القدم من دون أن تدرك ذلك. لذا، تعتبر الرعاية بالقدمين مهمة.
فإذا فقدت الإحساس في قدميك ولم تتحقق منهما بصورة يومية، قد لا تدرك وجود جرح مفتوح إلا عند حصول التهاب خطير.
والواقع أن تلف الأعصاب في القدم الذي يؤدي إلى نشوء قرحة هو السبب الرئيسى لبتر الأطراف عند المصابين بداء السكر.
كيف تتم معالجة الاعتلال العصبي؟
إن الضبط الجيد لمستوى سكر الدم يخفف عوارضك.
وللمساعدة على تخفيف الألم، قد يصف لك الطبيب مسكنا للالم أو مضاداً للاكتئاب أودواءاً مضادا للتشنج يخفف أيضأ من الألم.
ثمة علاج آخر للألم المرتبط بالأعصاب وهومرهم شائع اسمه كابسايسين يحتوي على خلاصة الفلفل الحريف، حين تفرك المرهم على بشرتك، يساعد ذلك على كبح أحاسيس الألم، ويبدأ الارتياح عادة في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد شروعك في استعمال المرهم. وللحؤول دون عودة الألم، عليك استعمال المرهم يومياً.
ثمة علاجات أخرى لتسكين الألم تشمل الوخز بالإبر والتلقيم الرجعى الأحيائي وتقنيات الاسترخاء.
وبما أن إحساسك بدرجات الحرارة الساخنة والباردة قد يتضاءل، من المهم ألا تحرق نفسك أثناء الاستحمام أو استعمال بطانية كهربائية أو حشية تدفئة. إحذر أيضا من قضمة البرد في درجات الحرارة المنخفضة.
تلف الكلية (الاعتلال الكلوي)
توجد داخل الكليتين ملايين الأوعية الدموية الصغيرة (الأوعية الشعرية) التي تصفي الأوساخ من دمك وترسبها في البول، لكن داء السكر قد يتلف جهاز التصفية الدقيق قبل أن تلاحظ أية عوارض في أغلب الأحيان.
والواقع أن أكثر من 30 في المئة من المصابين بالنوع الأول من داء السكر يتعرضون في النهاية لمرض الكلية، المعروف بالاعتلال الكلوي، مقابل 10 في المئة فقط عند المصابين بالنوع الثاني من داء السكر، ويعزى جزء من هذا الفرق إلى تعرض المصابين بالنوع الأول من داء السكر للمرض في سن صغيرة، وكلما ازداد أمد معانانك من داء السكر، ازداد خطر تعرضك لتلف الكلية.
ما هو علامات تلف الكلى؟
في المراحل الأولى، يفضي مرض الكلية إلى القليل من العوارض، وفي الإجمال، لا تظهر العوارض إلا حين يصبح التلف شاملاً:
• تورم الكاحلين والقدمين واليدين.
• ضيق النفس.
• ارتفاع ضغط الدم.
• ارتباك أو صعوبة في التركيز
• فقدان الشهية
• غثيان وتقيؤ
• بشرة جافة وموجبة للحك
• تعب
كيف تتم معالجة تلف الكلى؟
يرتبط العلاج بمدى تفاقم المرض، ففي المراحل الأولى من المرض، يمكن لإبقاء مستوى سكر الدم قرب المعدل الطبيعي أن يحول دون تفاقم حالتك، وربما يحسنها.
كما أن قامعات أنزيم تحويل الأنجيوتنسين – وهي عقاقير تستخدم مبدئياً لمعالجة ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب – قد تساعد على إبطاء تفاقم مرض الكلية.
ثمة خيار أخر يقضي بتناول غذاء قليل البروتينات، الأمر الذي يبدو أنه يخفف العبء على الكليتين. لكن استشر طبيبك أو اختصاصي التغذية قبل إجراء أية تعديلات في غذائك.
أما معالجة التلف الوخيم، المعروف بقصور الكلية أو المرض الكلوي في مرحلته الأخيرة، فتشمل الميز الغشائي للكلية أو غرس الكلية. أثناء الميز الغشائي للكلية، يتم تمرير دمك عبر آلة تتولى إخراج الأوساخ منه.
يعتبر داء السكر السبب الرئيسى لقصور الكلى. ولأسباب غير أكيدة، يزداد انتشار قصور الكلى بين أعراق معينة.
تلف العين (اعتلال الشبكية السكري)
تنغذى الجهة الخلفية لعينك، واسمها الشبكية، بالعديد من الأوعية الدموية البالغة الصغر. وتكون هذه الأوعية الدموية الصغيرة عادة الأكثر تعرضا للتلف نتيجة سكر الدم المرتفع.
تبين أن كل شخص مصاب بالنوع الأول من داء السكر وأكثر من 60 في المئة من المصابين بالنوع الثاني من داء السكر يتعرضون لأحد أشكال تلف العين حين يمضي 20 عاما على معاناتهم من داء السكر.
يعاني معظم الأشخاص من مشاكل خفيفة في الرؤية، فيما تكون التأثيرات أكثر وخامة بالنسبة إلى آخرين وتنطوي على العمى.
هناك شكلان من اعتلال الشبكية:
الشكل غير المتكاثر:
إنه خفيف وأكثر شيوعا، حيث تصبح الأوعية الدموية في الشبكية ضعيفة وقد تتورم أو تحتوي على نتوءات أو رواسب دهنية. لا تؤثر هذه الحالة عادة في بصرك إلا في حال وجود بعض الأوعية الدموية المتورمة في الجزء الصغير من الشبكية المعروف بالبقعة الشبكية، المسؤولة عن بصرك الثاقب.
الشكل المتكاثر:
عند تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية، قد تنزف أوتتعطل. هكذا ، قد تتكون أوعية دموية جديدة وهشة في الشبكية، وتنزف هي أيضاً. إذا كان هذا النزف قويا أو حدث في مساحات معينة من العين، قد يحجب رؤيتك. كما أن الأوعية الدموية الجديدة قد تكوّن ندبة تدفع الشبكية أو تسحبها مما يعيق الرؤية.
قد يستلزم اعتلال الشبكية المتكاثر معالجة خاصة على يد طبيب العيون. لذا، من المهم تشخيص المرض باكراً لمعالجته.
علامات اعتلال الشبكية
يفضي مرض العين البدائي إلى القليل من العوارض أو لا شيء على الإطلاق. لكن حين يصبح التلف أكثر وخامة تدريجيا، قد تنشأ العوارض التالية:
• عناكب أو شرك عنكبوت أو بقع صغيرة تطفو في العين.
• ظل رمادي في مجال رؤيتك.
• ارتجاع الرؤية.
• ارتجاج الكلمات أثناء القراة.
• بقعة داكنة أو فارغة في وسط بصرك.
• خطوط داكنة أو شريط أحمر يحجب الرؤية.
• ألم في العين.
• وميض من الأضواء أو الحلقات حول الأشياء.
• الخطوط المستقيمة تبدو متعرجة.
• فقدان الرؤية.
كيف تتم معالجة اعتلال الشبكية السكري؟
يمكن للفحوصات الدورية للعين أن تحدد المشاكل باكراً قبل حدوث ضرر دائم. ويمكن أن ينطوي العلاج على عملية ليزر لختم الأوعية الدموية الضعيفة ومنعها من الارتشاح.
وفي معظم الأحيان، تتم معالجة عين واحدة كل مرة.
قد تحتاج إلى عدة علاجات، لكنها غير مؤلمة عادة. وإذا حدث نزف في وسط العين، قد تحتاح إلى عملية جراحية لإزالة الدم واستبداله بسائل شفاف يسمح بمرور الضوء عبره إلى الشبكية.
أما الشبكية المنزاحة أو المفصولة عن نسيج الندبة فتستلزم عادة عملية جراحية لإعادة الشبكية إلى مكانها.
قد يحتاح بصرك إلى عدة أشهر حتى يتحسن، وقد لا يعود بالكامل في بعض الحالات.
مرض القلب والأوعية الدموية
يزيد داء السكر كثيراً من خطر تعرضك لأحد الأمراض القلبية الوعائية، ومنها:
• الخناق الصدري.
• النوبة القلبية.
• السكتة.
• ضيق الشرايين المؤدية إلى الساقين والدماغ نتيجة سوء الدورة الدموية (المرض الوعائي المحيطي).
• ارتفاع ضغط الدم.
يمكن لداء السكر أن يتلف الشرايين الرئيسية، بما في ذلك الشرايين التي توفر الدم للقلب والدماغ. والواقع أن هذا التلف يسهل تكون الرواسب الدهنية (الصفائح) في الشرايين، كما يزيد من الضغط في الشرايين ويخفف الدورة الدموية.
ويعتبر مرض القلب السبب المباشر لوفاة عشرات الالاف كل عام بين المصابين بداء السكر.
ما هي علامات مرض القلب؟
تختلف عوارض مرض القلب. ففي المراحل الأولى، لا يفضي مرض القلب غالباً إلى أية عوارض، وفي فترة لاحقة، يمكن أن تشمل علامات إنذار مرض القلب أو الأوعية الدموية الأمور الآتية:
• ضيق النفس.
• ألم في الصدر أو الفك أو الذراع.
• تعب وضعف.
• تورم (وذمة).
• خفقان قلب سريع أو غير منتظم.
• إفراز مفرط للعرق.
والواقع أن المصابين بداء السكر معرضون خصوصاً للنوبات القلبية الصامتة (المفتقدة إلى العوارض) – أي النوبات القلبية التي لا تكشف عن العوارض النموذجية-. فداء السكر قد يتلف الأعصاب التي تنقل ألم الصدر، المرافق عادة لنوبة قلبية. ومن دون وجود الإحساس بالألم، لا يعي المصاب حدوث نوبة قلبية.
كيف تتم معالجة مرض القلب؟
تتم معالجة العديد من أشكال مرض القلب بواسطة الأدوية للحؤول دون تفاقم العوارض.
إذا تراكمت الصفائح في الشرايين، قد يوصيك طبيبك بعملية لفتح الشرايين (تقويم الأوعية جراحيا).
وتبرز الحاجة أحيانا إلى عملية جراحية لتجاوز الشرايين المسدودة المؤدية إلى القلب.
ثمة خطوات أخرى مهمة يمكن أن تساعد على تخفيف عوارضك والحؤول دون تفاقم مرضك وهو تناول غذاء صحي، وممارسة المزيد من التمارين، والتوقف عن التدخين، والتخلص من الوزن إذا كان وزنك زائداً.
ازدياد خطر الالتهاب
إن مستوى السكر المرتفع في الدم يعيق عمل خلايا المناعة في محاربة الجراثيم والبكتيريا الغازية، مما يعرضك أكثر للالتهاب. والواقع أن الفم واللثة والرئتين والجلد والقدمين والمثانة والأعضاء التناسلية هي من المواقع الشائعة للالتهاب.
كما أن سكر الدم المرتفع قد يتلف تلك الأعصاب التي تنبهك بوجود التهاب محتمل، وتعتبر المثانة مثالاً على ذلك. فتلف الأعصاب التي تتحكم في أحاسيس المثانة قد لا ينبهك بامتلاء مثانتك، ونتيجة التمدد المفرط والدائم للمثانة، قد تفقد هذه الأخيرة قوة عضلاتها وقدرتها على إفراغ محتواها تماماً. هكذا، قد تنمو الجراثيم في البول الباقي، مما يسبب الالتهاب.
علامات الالتهاب
تختلف عوارض الالتهاب حسب موقعه، لكن الحرارة المرتفعة قليلاً شائعة في العديد من الالتهابات.
إذا كان الالتهاب في اللثة، قد تعاني من احمرار ونزف في اللثة.
أما التهاب المثانة فيسبب مبدئيا تبولاً متكرراً وحاجة ملحة إلى التبول، وإحساسا بالحرق أثناء التبول.
ومن العوارض الشائعة على التهاب المهبل نذكر الحكاك في المساحة التناسلية.
وبالنسبة إلى الجرح في القدم، يشير الاحمرار حول موقع الإصابة أو تراكم القيح فيه إلى وجود التهاب.
كيف تتم معالجة الالتهاب؟
لعل العلاج الأكثر شيوعاً للالتهاب الجرثومي يقضي باستعمال المضادات الحيوية لقتل الكائنات المجتاحة.
وفي حال وجود التهاب وخيم، مثل إصابة القدم، قد ينجز طبيبك عملية لتنظيف المساحة المصابة واستئصال النسيج الملتهب.
يمكنك تخفيف خطر تعرضك لمرض اللثة من خلال تفريش أسنانك وتنظيفها بالخيط بانتظام.
ويمكنك التخفيف من خطر التهاب المثانة من خلال التوجه إلى الحمام بانتظام والتأكد من إفراغ كل المثانة.
أسئلة وأجوبة
ما هي إحتمالات إستعادة الوعي من غيبوبة داء السكر دون وجود أحد؟
يمكن أن تنجم الغيبوبة السباتية عن مستوى مرتفع أو منخفض لدرجة الخطورة لسكر الدم، والواقع أن استعادة الوعي من دون مساعدة يعتمد على عوامل عدة منها مدى ارتفاع أو انخفاض مستوى سكر الدم، وكم مضى من الوقت على تناولك لآخر وجبة طعام أو تلقيك لاخر حقنة أنسولين.
إذا كنت تعيش لوحدك أو تبقى لوحدك معظم النهار، أطلب من أفراد العائلة أو الأصدقاء أن يتصلوا بك إذا لم تذهب إلى العمل بشكل منتظم. قد بيدوهذا مستحيلا، لكن هؤلاء الأشخاص يسرّون غالبا بالمساعدة.
إذا صادفت شخصا أعرف أنه مصاب بداء السكر وبدا لي أنه في غيبوبة، كيف أعرف إذا كان مستوى السكر في دمه منخفضاً أو مرتفعاً جداً ؟
ما من طريقة لمعرفة ذلك. لذا، فإن الخطة الأفضل للتصرف تقضي بالافتراض أن مستوى السكر في دمه منخفض جداً، وبالتالي منحه حقنة من الجلوكاجون.
أما إذا كان الشخص يقظاً كفاية، فإجعله يأكل أو يشرب شيئا فيه الكثير من السكر.
إذا لم يستجب هذا الشخص خلال دقيقة أو دقيقتين، أطلب الطوارئ الطبية.
وإذا نجمت الغيبوبة عن مستوى مرتفع جدا لسكر الدم، لن تعرض حقنة الغلوكاجون ذلك الشخص للمزيد من الخطر.
هل المصابين بداء السكر أكثر عرضة للنوبة القلبية ؟
يكون المصابون بداء السكر أكثر عرضة للنوبة القلبية وضغط الدم المرتفع وارتفاع مستوى الكولسترول، مما يزيد من تلف الشرايين التي توفر الأوكسيجين للقلب (الشرايين الإكليلية)، وتحدث بالتالي نوبة أكثر وخامة.
بالإضافة إلى ذك، يتضاءل احتمال تعرض المصابين بداء السكر للعوارض النموذجية المرافقة للنوبة القلبية، ولذلك قد لا يطلبون المساعدة الطبية بسرعة.
هل يمكن أن يتعرض الأطفال المصابون بداء السكر لنوبات قلبية؟
ليس عادة، فرغم أن المصابين بالنوع الأول من داء السكر يصابون عادة بالمرض فيما لا يزالوا أولاداً، لا يميلون إلى التعرض لمرض القلب قبل بلوغهم سن الرشد.
ما مدى احتمال التعرض لتلف العين حين يجري تشخيص داء السكر؟
يعاني 20 في المئة تقريبا من المصابين بالنوع الثاني من داء السكر من اعتلال الشبكية عند تشخيصهم للمرة الأولى. وفيما قد يكون هذا الضرر الأولي بسيطاً ولا يعيق الرؤية العادية، فإنه يزيد من إمكانية تعرضك لمرض أكثر خطورة في العين.
وبما أن النوع الأول من داء السكر ينشأ على نحو أسرع، لا تكون نسبة المصابين باعتلال الشبكية مرتفعة بهذا القدر. لكن معظم المصابين بالنوع الأول يصابون في النهاية بمشاكل في الرؤية.
في الختام نذكّر أنه يمكن تجنب هذه المخاطر عند التحكم بمستويات السكر في الدم.
المراجع
موقع طبيب
التصانيف
طبيب العلوم التطبيقية الطبي