الجرعة المسموح بها من الفيتامينات 

لقد جاءت إليّ إحدى المريضات، وسألتني عن الجرعة التي يجب أخذها يومياً من الفيتامينات المكملة. والجرعة المسموح بها هي الحد الأدنى من الفيتامينات التي ينبغي أن يتناولها الشخص البالغ في المتوسط حتى الابتعاد عن نقص الفيتامينات. ولكن مصنعي الفيتامينات يعتقدون أن الشخص يحتاج إلى أضعاف الجرعة المسموح بها لكي يحقق قمة الصحة، ولذلك يتم وضع المكملات غالباً في جرعات مرتفعة. وبغض النظر عن الحقائق العملية المؤكدة، فقد تحولنا نحن في الغرب إلى تجار مكملات الصحة. فالمملكة المتحدة وحدها تنفق على الأقل 360 مليون جنيه استرليني على هذه المكملات كل عام، أي بزيادة استطاعتها أكثر من مائة مليون جنيه عما كانت تخصصه في هذا الصدد منذ خمس سنين مضت.

كلنا نحتاج إلى الفيتامينات لأنها أساسية لعمل الخلايا في أجسامنا، ونحن لا نستطيع تصنيع أي منها بأنفسنا (والمستثنى هنا هو فيتامين د الذي يتم تصنيعه عندما تقوم بأخذ حمام شمس). لذلك تعتمد أجسامنا على توفير الفيتامينات في غذائنا لكي نظل أصحاء، وإذا لم يحصل ذلك، يكون هناك الكثير من العواقب المحتملة، التي تتراوح بين مرض الإسقربوط (نزيف اللثة)، وحتى الكساح بل وأسوأ من ذلك. والسؤال الواضح هنا هو: إذا كنا نتناول غذاءً مناسباً غنياً بالفاكهة الطازجة، والخضروات الطازجة، وأيضاً لا ندخن، بل نمارس التمارين بانتظام، هل نحتاج مطلقاً إلى مكملات الفيتامينات؟ والإجابة قد تكون لا، ولكن ذلك لا يحد أغلب الناس من تناولها. ولهذا السبب يجدر بنا أن نضع قائمة بالأشياء التي يجب أن نتذكرها إذا كنا نتناول الفيتامينات بالفعل، أو نفكر في أن نبدأ في تناولها.

إن تناول الفيتامينات قد يحصل فرقاً. وكقاعدة عامة من الأفضل تناولها كأول شىء في الصباح مع وجبة الإفطار، وإذا كان ذلك غير يمكن، فحاول تناولها مع أي وجبة أخرى.

إن تناول الفيتامينات مع إحدى الوجبات أمر أساسي في حالة تناول فيتامينات (أ، د، هـ)، لأن هذه الفيتامينات قابلة للذوبان في الدهون، ولذلك نحتاج إلى دهون الغذاء للمساهمة على تكسيرها وكذلك للمساعدة على الهضم. أما بالنسبة لفيتامين (جـ) فإن تناوله مع وجبة خفيفة أفضل من تناوله مع وجبة دسمة.

إن تناول المكملات عرضياً عندما تتذكر لن يكون نافعاً. فلكي تحصل على الفائدة، فمن الضروري أن تتناول الفيتامينات بصورة منتظمة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

إن مجموعات فيتامين (ب) لها بعض الخصوصيات حيث يَبْطُل مفعولها بتناول الكحول، أو الشد العصبي، أو تناول المضادات الحيوية. أيضاً لا يجب أن تتناول فيتامين ب منفرداً إلا إذا كنت تستخدم مجموعة فيتامين ب المركبة. وبالنسبة لكل مكملات الفيتامينات، فإن الكافيين والتدخين يجعلها بلا فائدة، لذا فلا تظن أنك سوف تكون قادراً على تصليح أسلوب الحياة غير الصحي بتناول خفيف من أقراص الفيتامينات.

كن حذراً دائماً من تناول العديد من المعادن المنفردة مثل: الزنك، أو النحاس، واستعمل بدلاً من ذلك مكملاً متعدد المعادن، فهذا يقلل من خطورة الآثار السامة نتيجة رفع زيادة معادن معينة. وتذكر دائماً أن الفيتامينات، والمعادن شيئان مختلفان. فالمعادن ومن بينها الكالسيوم، والحديد، والزنك تساهم الفيتامينات على أن تسبب عملها.

إذا كنت حاملاً، فلا تتناولي أية مكملات دون الرجوع إلى الطبيب واستشارته. والشيء الوحيد المستثنى هو حمض الفوليك الذي يتم التوصية بتناوله قبل حصول الحمل.

عليك أن توضع الفيتامينات في مكان مظلم وبارد، وإلا فسوف تفقد فاعليتها. إن حفظها في وعاء أو صندوق مغلق في الثلاجة هو أفضل مكان.

إن هذا هو أحد مجالات الصحة التي تنفق فيها أموالك، لذلك فإن لك مطلق الحرية في الاختيار. وعلى الرغم من ذلك، علينا أن ندرك أن المكملات ليست بديلاً عن الغذاء المتوازن، والتمارين المنتظمة. ولكن إذا احسست بأنها تفيدك، عليك أن تتمسك بالجرعات التي وافق عليها الطبيب، وتجنب تناول أقراص متنوعة، ولابد أن تقرأ عن خصائص وفوائد وعيوب أية مكملات قبل أن تبدأ في تناولها.


المراجع

tbeeb.net

التصانيف

طب   العلوم البحتة   الطبي   العلوم التطبيقية