لم تكن عملية تزفيت الشوارع التي جرت في أشهر الصيف الماضي مناسبة في بعض المناطق، إذ رفعت مستويات بعض الشوارع مقارنة بالأرصفة، ما أدى الى تدفق مياه السيول الى المنازل في الطوابق الأرضية كما حدث خلال اليومين الماضيين في منطقة الرابية ووادي صقرة،الأمر الذي يؤكد ضرورة إعادة النظر بهذا الأمر ورفع مستوى الأرصفة وتوسيع العبارات لاستيعاب هذه السيول.
على صعيد آخر فان أمطار الخير والثلوج الأخيرة، التي هطلت في عمان، وباقي المدن الاردنية: بات من الضروري اللازم إعادة إصلاح ما أحدثته من أضرار في الشوارع داخل المدن، وفي مختلف الطرق الخارجية.
قبل أن يتم إجراء صيانة للشوارع في عمان، يجب الاستفادة من الاوضاع التي شاهدناها عندما تجمعت مياه السيول في مناطق معينة، وكادت تحدث أضرارا بالمحالّ التجارية المجاورة، وتربك حركة السير، الأمر الذي يتطلب إعادة إصلاح هذه الشوارع، بحيث تنتهي مشكلة تجمع المياه بكميات كبيرة، حتى لو أدى الأمر إلى مدّ شبكة تصريف المياه، قبل إعادة تزفيت الشوارع.
الأمطار السابقة أحدثت حفرا في شوارع كثيرة، ما دفع بعض المواطنين إلى وضع الحصمة والأتربة: لتخفيف أضرارها.. لكن الثلوج والسيول الأخيرة زادت من حجم هذه الحفر، التي أخذت تتسع، وأصبحت بالتالي تهدد حركة المرور، ملحقة الأضرار بالسيارات، كما هو مشاهد في شوارع عمان الغربية.
أما الذي فاقم المشكلة، وزاد في اتساع هوّتها، فهوأن معظم «الترقيعات»، التي امتدت وشملت معظم الشوارع في الصيف الماضي، لم تكن بالمستوى المطلوب، ذلك أن المتعهدين الذين يقومون بحفر الشوارع، لغايات تمديد أنابيب المياه وحتى الصرف الصحي، وشبكات مياه الامطار، لا يقومون بالعمل على الوجه الأتمّ، وفق الأصول الفنية المتبعة، بل إن الخلطات الاسفلتية التي استخدمت لردم الحفر، كانت رديئة، تذوب مع أول موجة من الأمطار والسيول والثلوج.
والأمر اللافت، الذي ينبغي صرف الاهتمام إليه، هو أن هذه الأمطار والثلوج، أظهرت عجز شبكات تصريف مياه الأمطار، وعدم قدرة شبكات الصرف الصحي على استيعاب الكميات الكبيرة من المياه التي تصل إليها، إما عن طريق الوصلات المباشرة، التي تعرف بها سلطة المياه، وإما عن طريق وصل شبكات الصرف الصحي بتجمعات مياه الامطار من الأسطح، والتي لم يتم إيصالها بشبكات تصريف مياه الامطار، حتى إن المناهل وسط الشوارع أحدثت إرباكات كثيرة جدا، بعد أن تدفقت مياه الصرف الصحي مختلطة بمياه الأمطار، ما أدى إلى إزالة أغطية المناهل، فوقعت نتيجة ذلك حوادث كثيرة، عزاها البعض إلى عدم تنظيف شبكات تصريف مياه الأمطار، وامتلائها بالأتربة، والأوساخ، ومخلفات السيول، المتراكمة منذ الاعوام الماضية.
الامطار الاخيرة، ونتيجة لعدم وجود أطاريف تفصل بين المناطق الترابية، والعديد من الشوارع.. أدت إلى تسرب كميات كبيرة من الاتربة، والرمال، والحجارة، إلى الشبكات الحديدية التي تغطي ممرات شبكات تصريف مياه الامطار، وأن هذه المشكلة ستتكرر كل شتاء، إذا لم يتم وضع أطاريف، وإقامة الأرصفة، وخاصة في المناطق الترابية، حيث تقوم أمانة عمان باستيفاء مبالغ كبيرة، على أنها رسوم أمانات: لإقامة الأرصفة، وأن مناطق كثيرة في عمان الغربية على وجه الخصوص، ما زالت تخلو من هذه الارصفة، على الرغم من انتشار البناء والعمران السكني في كل مكان.
حتى الان ما زالت بعض الطرق الخارجية تعاني من انهيارات الأتربة والحجارة، وأنها تتطلب القيام بحملة واسعة لتنظيفها، ثم القيام باتخاذ الاجراءات الفنية اللازمة لوضع الأسلاك الحديدية حول الأتربة والحجارة في المناطق المنحدرة، وتوسيع الأقنية للسيول، وتزفيت بعض الأماكن المتضررة في الطرق الخارجية، ولا سيما بعض طرق محافظات الجنوب، وأن تستفيد كل الوزارات والبلديات من الأوضاع الجوية التي سادت البلاد، في تصويب الأوضاع مستقبلا.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور