مُتْرَعَةٌ أَنَا...
بسَفَرِ غَيْمَةِ الأَلَمِ
والجَحِيمُ يَشْدُو لحناً
يُرْغِمُنِي على قولِ الصمتِ ..
يُهْلِكُ المَعَانِيَ في عظامِ فَكّي
أَيُّهَا الوَطنُ ....
إِلَى مَتَى توشِمُ جسدي بحناءِ خَطِيئَةِ الميلادِ ؟
فالسَّاعَاتُ غَارِقَةٌ
بنافذةٍ أبعدَ من سطوةِ النورِ
في ليلةِ ميلادِ المسيحِ
اغتَسَلَتْ أمي تحتَ سريري
والتفَّتْ برداءٍ يحملُ غِلالَةَ وجعٍ
شدَّتْ قلبي بِعُريِهِ
وتركتني وحيدةً
أتمدّدُ عندَ بواباتِ غابةٍ
ذاتَ عشقٍ ..
أخرَجوني من جثةٍ
يفوحُ منها كفرُ الحورِيَّاتِ
تُناكِفُني جِرارُ ماءٍ مالحٍ
وَغَدَتْ قُدْسِيَّةُ الكونِ تَزْرَعُني أدغالاً
يَا طَفْرَةَ الضحكةِ المخنوقةِ
صوتُكِ غوايةٌ لصوتِ البكاءِ
يَغوصُ في تيهِ المحطاتِ
يَتَعَثَّرُ بقهقةٍ موشومةٍ بِخُيوطِ عرّافاتٍ
تُسْكِرُهُ أصابِعُ مبتورةٌ تَلوكُ خَمْرَ الحظوظِ
أرحلُ ،
وَوِجْهَتي دُخانُ مقْبرةٍ نائمةٍ
في عينِ الريحِ
صارخةً ...
صامتةً ...
تضربُ عينيَّ برأسِ الدموعِ
وأُضحكُ بوجهِ تراتيلَ عاريةٍ من رموزِ الآلهةِ
حَسرتْ حقولَ الوجدِ بسحرِها الأسودِ
وألتمستْ معجزاتِ ملائكةِ الرّبِّ ..
كاللهبِ في رداءٍ مِنْ الشرايينِ
يأكلُ خيوطَ النبضِ القديمةَ
اللهبُ يتكلمُ
أنصالُ النبضِ تميعُ وتتدلّى
في حضرةِ العفاريتِ
مصيدةُ الوحوشِ أُستُبدِلَتْ بالصّعاليكِ
سجنَتْها أيادي الضّبابِ
فتناثرَ فُتاتُ خبزِهِمُ اليابسِ
وتلوّثَ بدماءِ الفئرانِ
تغفو أجسادُ أحلامِهِمْ بعيداً ,
أمامَ قلعةٍ قديمةٍ ،
مليئةٍ بأصواتِ الموتْ
المراجع
almothaqaf.com
التصانيف
فنون أدب أدب عربي قصة
|