في الوقت الذي يتم فيه إغلاق العديد من المطاعم ومصانع الأغذية وبعض الصيدليات والمراكز الصحية لعدم التزامها بالمواصفات، وإنعكاس ذلك على صحة المواطن سلبياً فإنه من غير المعقول الا يتم حتى الآن حسم موضوع الدخلاء على مهنة الطب، والذين يعلنون جهارَ نهارَ عن قدرات خارقة في معالجة معظم الأمراض المستعصية، وأنه يسمح لهم بنشر الاعلانات بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم، حتى دون تكليف انفسهم عناء موافقة أية جهة رسمية على فحوى هذه الاعلانات.

يحظر على الطبيب ان يعلن عن نفسه ويكتفي باعلانات محدودة عن افتتاح عيادته ومكانها، وساعات الدوام فيها، اما هؤلاء الذين فرضوا أنفسهم على الساحة الطبية بحجة معرفتهم بالطب البديل او الطب الشعبي فقد آن الأوان لتنظيم شؤون هذه التجارة، او هذه المهنة بحيث يكون المواطن في منأى عن اية مخاطر صحية، او يقع فريسة الاستغلال المالي.

احتفظ بمجموعة من الاعلانات التي نشرت في الصحف عن قدرات هائلة وعجيبة وساحرة لبعض المساحيق، والأعشاب التي تشفي من معظم الأمراض التي استعصت على الخبراء، وعلى كبار العلماء، حتى أن بعض انواع الكريمات والصابون من شأنها تنحيف وشد الجسم عدة كيلوغرامات، وهناك كريم شد البطن وتنحيف الأرداف، وهناك خلطة اعشاب طبية لزيادة الوزن عدة كيلوغرامات شهرياً.

هناك كريمات لتبييض البشرة، وأخرى لشد وتكبير الصدر، وانتفاخ وسواد العينين، وإزالة اسوداد المناطق الحساسة.

هذه الجهة لديها القدرة السحرية على معالجة أمراض مستعصية بينها البهاق، والصدفية والاكزيما، والثعلبة والدوالي والغدد الدهنية والباصور، والثواليل والشامات والزوائد اللحمية، وعرق النسا، حتى مرض الشقيقة الذي استعصى على الأطباء يمكنهم معالجته.

بعضهم نشر اعلانات تؤكد قدرته على معالجة تساقط الشعر، والتخلص من الشعر الزائد، ووجود اعشاب سحرية، لمنع التدخين ومعالجة الربو، والسعال المزمن.

وقد ذهب بعضهم للاعلان عن قدرته لإزالة ترسبات الكوليسترول، ومعالجة النقرس، وآخر نشر اعلاناً يؤكد قدرته على فك السحر بأنواعه، من سحر التفريق بين الزوجين الى سحر المحبة، وسحر الجنون، وسحر التخيل، وسحر جديد يسمى سحر الهواتف، وسحر المرض، والنزيف، وان مكتباً بعينه لديه القدرة على فك سحر تعطيل الزواج، وعلاج الحسد والعين وعلاج الصرع..

مكاتب أخرى نشرت وبالتفصيل الممل قدرتها على حل كل المشاكل الجنسية التي يعاني منها الرجل او المرأة، والتي لا يمكنني سردها لأن بعضها وصل حد معالجة العقم.

بعض المواطنين -وخاصة النساء- يتوجهون الى هذه الأماكن ويدفعون الشيء الكثير ولكن دون اية نتائج، وان مثل هذا الأمر يتطلب موقفاً حاسماً من وزارة الصحة بحيث تبسط اشرافها المباشر على مثل هذه المحلات والمراكز، وتمنع نشر اي اعلان بالصحف الا بعد أن يحصل على موافقة وزارة الصحة، ونشر رقم الموافقة على الإعلان، اسوة بما هو متبع لدى الإعلان عن وظائف شاغرة خارج المملكة حيث لا بد من الحصول على موافقة وزارة العمل حتى لا تضيع حقوق المواطنين، او يقعوا فريسة للجشع والطمع.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور