يحذونا الأمل ونحن نستقبل عاماً جديداً، بأن يكون عاماً مليئاً بالخير والمحبة والرخاء، وأن ينعم بلدنا بالازدهار ويسوده الأمن والأمان، وأن يشكل هذا العام نقلة نوعية نحو تعزيز الديمقراطية والإصلاح المنشود، خاصة وأننا سنشهد بعد أسابيع قليلة الانتخابات النيابية والتي ستجري لأول مرة تحت مظلة الهيئة المستقلة للانتخابات.
مع بداية العام الجديد نقف مع الوطن لمراجعة أحداث عام مضى، شهد مئات المسيرات والاعتصامات التي تطالب بالاصلاحات بعد موجة الربيع العربي التي اجتاحت دولاً عربية كثيرة، وأن الأردن خطا خطوات كبيرة على طريق الإصلاح تمثلت في التعديلات الجوهرية التي طرأت على الدستور الأردني، كما تم وضع قانون انتخابات نيابي جديد تضمن ولأول مرة ما يسمى بالقائمة الوطنية، إذ أصبح لكل ناخب صوتان، صوت لدائرته الانتخابية، وصوت للقائمة، وأن هذا القانون سيكون موضع بحث في المجلس النيابي القادم بحيث يدخل ما يراه من تعديلات إذا وجد ذلك مناسباً.
لقد تم إنشاء المحكمة الدستورية، والتي كانت مطلباً شعبياً منذ عدة عقود، لتشكيل صمام أمان لتحقيق المزيد من العدالة.
كما تم إنشاء نقابة للمعلمين، وإعادة النظر بالعديد من القوانين الناظمة للحريات العامة.
العام الماضي، كان مليئاً بالأحداث، وفي مقدمتها هذا التراجع الاقتصادي والمديونية العالية، والتي لم يكن أمام الحكومة إلا أن تتخذ إجراءات غير شعبية وقاسية، وكان في مقدمتها رفع أسعار المشتقات النفطية والتي انعكست سلبياً وأدت إلى رفع أسعار مختلف الخدمات والمواد الغذائية، وأنها قامت بتعويض عن هذا الارتفاع لذوي الدخل المحدود والذين يقل دخلهم الشهري عن (800) دينار وهو يشكلون نحو سبعين بالمائة من المواطنين.
لقد خطا الأردن خطوات كبيرة على طريق مكافحة الفساد والمفسدين، وأنه واجه ذلك بقوة القانون، وأن الشخصيات والقضايا التي تم التعامل معها، أكدت أنه ليس هناك أي خط أحمر، وأن الجزاء العادل سيلاحق كل من ساورت له نفسه العبث بالمال العام، وظن أنه سيكون في منأى عن العقاب والمساءلة.
في العام الماضي كان الأردن محجاً للعديد من القيادات العربية، وأنه تم التوصل إلى حلول جذرية مع مصر لتقوم بتوريد الغاز بالكميات المطلوبة بعد أن تحققت عندنا خسائر فادحة نتيجة توقفه، كما فتح العراق أبوابه امام الخضار والفواكه الأردنية الأمر الذي يبشر بتحسن ملموس على الاقتصاد الوطني في العام الجديد.
إننا مطالبون في هذا العام، وأكثر من أي وقت مضى بالاستغلال الأمثل لثرواتنا الطبيعية وفي مقدمتها الصخر الزيتي الذي سينهي وللأبد مشكلة الطاقة عندنا، كذلك استغلال اليورانيوم والنحاس وغيره من المواد، وأن يعمل جاهداً على استغلال كل قطرة مياه، بإقامة السدود والبرك الصحراوية، والتوسع في تخضير الأردن، ووقف الزحف الصحراوي، والاستغلال الأمثل لما يملكه من ثروات هائلة تتمثل في البترا، والبحر الميت، والمياه المعدنية الحارة.
الأردن وكعادته تقاسم لقمة العيش، والمياه مع عشرات الآلاف من الأخوة السوريين الذي لاذوا بالفرار من البطش والقتل والتدمير والحرق الذي مارسته طائرات ومدافع نظامهم الاستبدادي المجرم، وواصل بلدنا مد يد العون للأخوة في غزة والذين شهدوا عدواناً إسرائيلياً غاشماً.
في هذا اليوم نتقدم من قائد الوطن، والذي يعمل ليلاً ونهاراً من أجل وطنه وشعبه، ويجول الدنيا للنهوض ببلدنا، بأحر التهاني والتبريكات، داعين الله عز وجل أن يحفظ الأردن قوياً مستقراً، ينعم بالأمن والأمان وكل عام والوطن وقائده وشعبه بألف خير.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور