من حق المواطنين والمغتربين وزوار الأردن خلال فصل الصيف الحالي أن ينعموا بالراحة والهدوء في وقت نعرف فيه أن هذه الأشهر القليلة تشهد آلافاً من حفلات الزفاف والافراح، ومناسبات النجاح في الجامعات وامتحان الثانوية العامة بالإضافة الى المناسبات الشخصية التي بدأت تأخذ عند بعض العائلات بعداً احتفالياً مثل اعياد الميلاد، وعودة الأبناء من الخارج.

لقد تداعى عدد كبير من المواطنين في العاصمة مؤخرا الى اعداد مذكرة موقعة، مع ارقام هواتفهم وعناوينهم يناشدون رئيس مجلس النواب ووزير الداخلية ومحافظ العاصمة ومدير الأمن العام التدخل لإيجاد حل للازعاجات بخاصة مواكب السيارات التي تطلق أبواقها، وخروج ركابها من الذكور والاناث من الاسقف والشبابيك، وإحداث ارباكات وازمات مرورية.

تلقي المذكرة -والتي لم يتحقق منها أي شيء- الضوء على تلك الازعاجات وتؤكد ان البعض من اصحاب الافراح قد يستملكون الشارع وذلك بسبب وضع خيمة العرس في منتصف الشارع ما يؤدي الى اغلاقه امام المارة والمركبات ما يجعلهم يسلكون طريقاً اخرى قد تكون أبعد من تلك الطريق، او قد يصادف مرور سيارة اسعاف ما يؤدي الى تعريض حياة الناس للخطر.

البعض يقوم بإحضار فرقة غنائية تبقى تزعج الناس من مكبرات الصوت الى ساعة متأخرة من الليل فلا يستطيع احد من الحي ان ينام تلك الليلة او يخلد الى الراحة بعد يوم عمل شاق.

والآفة الثالثة هي اطلاق العيارات النارية في تلك الافراح ما قد يسبب موت انسان بريء جراء تلك الحفلة او اصابة آخرين بعاهات دائمة.

والأمر الأخير هو اطلاق الالعاب النارية والمفرقعات وما ينتج عنها من ازعاجات تؤدي الى فزع الاطفال او خوفهم من تلك الالعاب، فتلك الازعاجات قد تقلق الجميع سواء أكانوا مرضى او طلبة يدرسون أو أشخاصا يودون النوم كي يصحوا باكراً الى عملهم ويكونوا نشيطين، فالمواطن هو الجندي وهو الموظف وهو الطالب وهو العامل الذي يبني الوطن، وإذا كان لا بد من القيام بذلك فنرجوا أن تتم عملية إطلاق المفرقعات في وقت مبكر.

من حق صاحب المناسبة أن يفرح، ولكن ليس من حقه ان يزعج الآخرين ولا بد من تدخل المسؤولين لوضع حد لتلك الازعاجات.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور