آن الأوان لاتخاذ إجراءات حاسمة تجاه قضية تؤرق المواطنين، وتلحق الأذى بالقطاع التجاري بخاصة في العاصمة، إذ لم يعد التجوال داخل وسط البلد يشكل متعة للزائر او المواطن ليس بسبب أزمة السير ولكن بسبب الاعتداء على الأرصفة المخصصة للمشاة من قبل أصحاب المحلات التجارية أو غيرهم، ووضع البسطات عليها.
نطالب أمانة عمان بالتعاون مع إدارة السير ووزارة الصحة القيام بحملة واسعة لإزالة هذه البسطات، بخاصة تلك التي تبيع المواد الغذائية والتي غالبا ما تكون عبارة عن معلبات وسلع رديئة قاربت مدتها على الانتهاء، أو أن بعضها ليس صالحا للاستهلاك البشري لأن ظروف عرضها تحت أشعة الشمس مباشرة، أو تعرضها للغبار ودخان السيارات إذا كانت من المواد الغذائية مثل الخضار والفواكه وأنواع الحبوب، والأجبان والإلبان والمخللات والزيتون وأنواع المربيات، وعصير البندورة والزيوت ومعلبات السمن والطحينة وغيرها.
هذه البسطات أصبحت تجارة مستقلة، حيث إن صاحب المحل يقوم بتأجير أمام محله لبعض العمال الوافدين، أو لمواطنين ويقومون ببيع مختلف المواد مقابل اجرة شهرية، وبالتالي فإن هذا الأمر أغرى مئات التجار على استغلال الأرصفة وتحقيق دخل على حساب حق المواطنين والمشاة باستعمال الأرصفة؛ ما يضطرهم للسير وسط الشارع بعد أن أصبحت هذه الأرصفة مليئة بالبضائع والباعة والمواطنين الذين يقبلون على الشراء.
هناك فرق كبير بين واجهة المحل، وعرض بعض البضائع كنموذج وبين الاعتداء على الرصيف وتحويله الى بسطة حتى ولو كانت لصاحب المحل، او لولده.
الدخول الى سوق السكر، أو سوق الخضار، او الشوارع الفرعية المحيطة بالمسجد الحسيني الكبير بات أمرا صعبا لأن المساحات الضيقة من الأرصفة وحتى من الشارع هي التي بقيت للمشاة، حتى انه في أحيان كثيرة لا يتسع الممر بعد البسطات الموجودة وسط هذه الشوارع الا لشخص واحد، كما هي الحال في سوق الخضار حيث لا يمكن بالطبع للسيارات الدخول.
نأمل من امانة عمان اعطاء مهلة لأصحاب المحلات التجارية وسط البلد، وحتى في الصويفية او جبل الحسين، او اية منطقة اخرى لإزالة هذه البسطات من الارصفة المخصصة للمشاة وأن تتم إعادة تأهيل سوق الخضار والاسواق والشوارع والدخلات المجاورة للمسجد الحسيني الكبير لتصبح اكثر نظافة، وأكثر قدرة على استيعاب المواطنين والزوار والسياح، وفي المقابل فإننا نأمل بأن تتم إقامة المزيد من الأسواق الشعبية وتعميمها في انحاء العاصمة وفي ايام معينة، او إقامة سوق شعبي دائم ومنظم، وتوجد به الخدمات الضرورية، ليكون مقرا لأصحاب البسطات والباعة المتجولين لوضع حد نهائي لعمليات الاعتداء على الرصيف وتشويه المنظر العام.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور