سواء كنت كثير الترحال، أو مجرد شخص يقضي عطلة ويتطلع إلى قضاء أسبوعين بعيداً عن الرئيس في العمل، فعليك أن تعلم أن الأخطار الصحية للسفر بالطيران تفوق كل توقعاتك، فعلى الرغم من أن التقارير الإعلامية عن مرض متلازمة سفر الدرجة الاقتصادية قد جعلت هذه المخاطر واضحة في وعي الجماهير. إن الهواء الذي تتنفسه أثناء الرحلة ليس يقيناً من نوع الهواء الجبلي، ولكن هناك أشياء كثيرة يمكننا القيام بها لتقليل فرص أن نترك الطائرة أكثر سأماً عما كنا عندما أعتليناها.
▪ أثناء رحلة طيران طويلة يجب أن تنهض وتمشي لعدة دقائق كل ساعة طوال الرحلة. إن هذا العمل يقلل من فرص حدوث الجلطة الدموية في الساق نتيجة للجلوس الطويل على مثل هذا الارتفاع. إننى أرى هذه الحالة كثيراً في مرضاي الذين سافروا منذ وقت قريب، ويقال إنها تصيب ألفي شخص على الأقل في المملكة المتحدة كل عام. إذا كنت تعانى من هذه المشكلة ولك معها تاريخ مرضي، أو تعاني من دوالي الأوردة، فمن الحكمة أن تتناول حبة أسبرين يومياً لعدة أيام قبل السفر بالطائرة، فهذا يساعد على ترقيق وسيولة الدم قليلاً ويقلل من خطر الإصابة بجلطات الدم. ولكن إذا كنت تعاني من مشكلات في المعدة، أو تتناول أي دواء آخر، فعليك أن تراجع الطبيب.
▪ تناول الكثير من السوائل  ولكنني لا أعنى أن تتناول كافة المشروبات المجانية في الطائرة. إن درجة الرطوبة في الطائرة تقل إلى 3%  وهى نسبة أسوأ من تلك السائدة في أجواء وسط الصحراء. حاول أن تشرب الماء بشكل منتظم طوال رحلة الطيران. والحد الأدنى الموصى به هو لتران، وهذا يقلل بدرجة كبيرة مشكلات الصداع، والإرهاق، والتعب الناتج عن تغير التوقيت، ويجد بعض الأشخاص أن هذه الأعراض يتم تخفيفها بتناول فيتاميني (ج، هـ) لمدة أسابيع قبل السفر جواً، وهذا يمكن أيضاً أن يحدث بتناول المكملات الطبيعية لنبات الجينسنج والأخناسيا.
▪ عليك بشراء قناع الوجه، والذى لا يعد غريباً كما يبدو، ولكنه في الحقيقة له أهمية طبية. إن الجو الفاسد هو الجو المثالى لنمو البكتيريا، وتعزيز انتقال الأمراض من شخص إلى شخص (أصيب أحد رجال الأعمال بعدوى التهاب رئوي من شخص آخر يحمل نفس المرض كان يجلس في الطرف الآخر من الطائرة). لقد أصبح ارتداء الأقنعة مشهداً متكرراً في الرحلات الجوية، ولكن من الضرروى أن تستخدم النوع المناسب  حيث إن القناع العادى لا يصلح. والقناع السائد حالياً في هذا المجال هو قناع المعهد الصحي للطيران والذى يمنع الغالبية العظمى من الأمراض المعدية، ويمكن استخدامه عدة مرات قبل استبداله.
▪ تخير المكان الذي تجلس فيه. إن نوعية الجو تتباين داخل الطائرة مع وجود الهواء النقي في الأمام حيث يتم ضخ الهواء إلى منطقة الركاب أو المسافرين، وهو قبل أن يصل إلى مؤخرة الطائرة يكون قد تم تنفسه وإخراجه مئات المرات. لذا فإن سمحت ميزانيتك، فعليك أن تسافر على الدرجة الأولى بدلاً من الدرجة الاقتصادية.
▪ عليك أن ترتدي جوارب الدرجة الاقتصادية ؛ فهذا يساعد على تدفق الدم بطريقة طبيعية عبر الأقدام والسيقان.
▪ عليك أن تراقب ما تأكل. وليس مستغرباً أن الجلوس في صندوق معدني مكيف مضغوط على ارتفاع ثلاثين ألف قدم له تأثير على أي غاز بداخلك ؛ حيث سوف يتمدد بنسبة 20% أثناء رحلة الطيران. لذا فمن الحكمة أن تتجنب المشروبات الغازية، أو المياه الفوارة، وأنت في الجو. ويجب كذلك تجنب أية أطعمة تسبب الانتفاخ إذا كانت جزءاً من وجبات الرحلة. لابد أن تظل الوجبات التي تسبق رحلة الطيران خفيفة وبسيطة  المكرونة، والفاكهة تعتبر مثالية. ومن الأفضل أن تصل إلى وجهتك وأنت تشعر ببعض الجوع وغير عطشان من أن تشعر بالانتفاخ والعطش عند الوصول.
▪ تذكر أنك عميل لشركة الطيران، حيث تنظر بعض الخطوط الجوية إلى المسافرين على أنهم قطيع ولكنك لست مضطراً لتحمل ذلك. عليك أن تدرك أن على هيئة الطائرة الحفاظ على العلب الهوائية  التي تجذب الهواء من الخارج إلى الداخل في الطائرة  في حالة عمل أثناء الرحلة. إن خطوط الطيران مطلوب منها قانونياً أن تخصص أكياس أكسجين صغيرة لكل مسافر ويمكنك أن تطلب واحدة إذا كنت تعانى مشكلة في التنفس، أو تشعر بالدوار.
إن اتخاذ الحيطة المعقولة قبل وأثناء رحلة الطيران يمكن أن يحول الرحلة غير الصحية وغير السعيدة إلى شىء تتطلع إليه بدلاً من أن يكون عليك أن تتحمله. وبهذه الطريقة يمكنك أن تصل إلى وجهتك وأنت سليم صحياً كما بدأت الرحلة.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي