ليس مصادفة أنه يوجد في أمريكا مهرجون يجوبون أجنحة المستشفيات التي يوجد بها أطفال، حيث قد ثبت أن إسعاد الأطفال يقلل من تناولهم للأدوية المخففة للألم.
إن الضحك بالنسبة لمعظمنا مسألة عرضية وليس شيئاً متكرراً، وهذا شىء مخجل. ونحن باعتبارنا راشدين، كثيراً ما نفقد عادة الضحك على سخافات الحياة، وهذا ما أظن أنه يفسر السبب في أن بعض ممثلى الكوميديا مضحكين. فهـم لا يلقون نكاتاً كثيرة بل يوضحون الأشياء المضحكة التي نراها دائماً، ولا نستطيع استبيان مواطن الدعابة فيها، أي أنهم يكشفون لنا جوانب المرح في الحياة دون الإكثار من النكات.
إن الضحك من الأعماق يمكن أن يحرك أغلب العضلات في أجسامنا، وينظف الرئتين، ويزيد من حركة الدورة الدموية، ويطلق مادة الإندروفين المسكنة للألم في أجسامنا.
لقد أظهرت إحدى الدراسات الأمريكية أن مجرد التفكير في الضحك يمكن أن يكون مفيداً. لقد تم تقديم اختبارات نفسية لمدة خمس عشرة دقيقة قبل وبعد مشاهدة شريط فيديو كوميدى مدته ساعة من اختيارات الخاضعين للدراسة، وأوضحت النتائج أن معدلات الاكتئاب والتوتر والغضب بدأت تقل بشكل مدهش قبل مشاهدتهم للفيديو بيومين لمجرد التفكير في الضحك، مما يبين أن التطلع إلى الضحك وانتظاره يمكن أن يحسن من الحالة النفسية ويفيد جهاز المناعة. وهذه النتائج ترتبط مع دراسة أصغر تشير إلى أن مرضى القلب يضحكون أقل (على الرغم من أن هذا مرض ضخم متعدد الأسباب)، وهذا هو الحال أيضاً مع الأشخاص الذين يعيشون في دوائر اجتماعية صغيرة ولديهم قليل من الأصدقاء.
إننى أحاول دائماً أن أستخدم ثلاثة أسس للدعابة لكى أحصل على أقصى فوائد المرح، الأساس الأول : ذكر نفسك بالبحث عن الأشياء المرحة في الحياة. الأساس الثانى : تذكر الشىء المرح أو المضحك الذي حدث. الأساس الثالث : أعِد سرد ما حدث لشخص آخر. إذا سألت ممثلي الكوميديا عما إذا كان قد سبق أن جربوا أي نوع من العلاج النفسى، سوف يرد أغلبهم قائلاً : أي علاج؟ لماذا نعتلي خشبة المسرح إذن؟
كم مرة سبق أن سمعت نفسك تقول: أنا أحتاج إلى الضحك!
تعتبر الدعابة أساسية في عالمنا الذي يتسم بالصعوبة. لابد أن يكون لديك الوقت لممارسة الضحك. تذكر الشىء الذي يجعلك تضحك في سريرتك أولاً، أو ثم اسرد هذا الشىء على آخرين لتحصل على الفائدة مرة أخرى.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي