إن الأمر لا يتجاوز التفكير المنطقي والبديهي حتى تدرك أهمية القيام بالفحص الذاتي، وإجراء فحوص طبية دورية منتظمة؛ حيث إنك بهذا لا تزيد فقط من فرص اكتشاف المشكلة مبكراً، بل تزيد أيضاً من إمكانية الشفاء الكامل من أي مرض قد يتم اكتشافه مبكراً. ولكن كثيراً من الناس لا يفعلون ذلك لأنهم لا يعرفون ما يجب أن يبحثوا عنه، أو لأنهم يتبنون مبدأ انتظر حتى ترى ما إذا كان هذا الأمر سيحدث لي. وللأسف، فعلى الرغم من أن إجراء الفحص عادةً يكون شيئاً بسيطاً؛ إلا أننا نقضي في التفكير في رقم تذكرة اليانصيب وقتاً أطول من التفكير في الفحوص الصحية المنتظمة.
ويجب على الرجال والنساء على حد سواء إجراء فحوص على البشرة بشكل منتظم عند ظهور أي شيء مثل: قرح الجلد غير القابلة للشفاء، أو الشامة أياً كان حجمها، أو شكلها، أو لونها. كما يجب عليهم إعلام الطبيب فوراً عن هذه العلامات التحذيرية.
لا تنس إجراء الفحوص الطبية على الأسنان، ويجب على طبيب الأسنان أن يفحص الفم على فترات منتظمة. وبين كل زيارة للطبيب وأخرى استخدم مرآة لفحص الفم من الداخل للتعرف على أية تغيرات في لون الشفاه، أو اللثة، أو اللسان، أو الصدغ من الداخل، وللبحث أيضاً عن القشور التي تغطي الجروح، أو التشققات، أو قرح الجلد، أو البقع البيضاء، أو التورم، أو النزيف. وإذا ظهر لديك أحد هذه الأعراض، فمن الضروري إجراء الفحص، خاصة إذا كنت مدخناً، أو كنت قد تجاوزت الخمسين عاماً.
ويجب أن يعي الرجال دائماً مشكلات البروستاتا المحتملة، ويجب إجراء فحص دقيق منتظم باستخدام الإصبع لفحص غدة البروستاتا بحثاً عن مواضع صلبة، وللتحقق من عدم الإصابة بأمراض البروستاتا. وعلى الرغم من أن اجراء فحص لاكتشاف هذا المرض كان محل نزاع؛ إلا أنه يحظى بتشجيع على نطاق واسع في أمريكا أكثر من المملكة المتحدة، ويتم هذا كجزء من الفحص الجيد، ويتم القيام به بعد مناقشة ما إذا كان مناسباً.
وفي الوقت الذي تكون فيه غدة البروستاتا هي الشغل الشاغل لمتوسطي وكبار السن، يحدث سرطان الخصية غالباً بين أعمار 15 و34، ومعظم هذه السرطانات يتم اكتشافها من قبل المصاب نفسه من خلال عمل فحص ذاتي للخصية، فإذا وجدت جزءاً متكتلاً صلباً أو لاحظت أي تغير مثل ثقل الخصية، أو التورم، أو الترقق غير العادي، أو أي ألم، تصبح زيارة الطبيب أمراً لابد منه.
أما بالنسبة للسيدات، فكلما أسرعنا في اكتشاف سرطان الثدي مبكراً؛ كلما زادت فرص العلاج للمصابة به، وزادت فرص شفائها تماماً. ولذلك فإنه من الأمور الحيوية أن تُكتشف الحالة مبكراً قدر المستطاع. ويجب أن تتحدث السيدة مع طبيبها في هذا الصدد، خاصة إذا كان هناك تاريخ مرضي لأفراد الأسرة مع سرطان الثدي، وعليها أن تسأل عن الأعراض التي يجب ملاحظتها ووضع جدول مناسب لعمل الفحوص الدورية. كما يجب أيضاً أن تستفسر عن إجراء الأشعة على الثدي (أشعة إكس) وعن فحص الثدي بالطريقة الذاتية. إن المرأة تعلم الوضع الطبيعي لثديها، وبالتالي يمكنها اكتشاف وجود أي تغير فيه. ولحسن الحظ ليست كل التصلبات في الثدي سرطانية؛ ولكن من المهم فحص أي تصلب في الثدي بأسرع ما يمكن.
وهناك اختبارات مجهرية منتظمة تجرى باستخدام شريحة مصممة لاكتشاف سرطان عنق الرحم مبكراً، ويتم في هذا الاختبار تجميع عينات من الخلايا من الجزء الأعلى من المهبل وعنق الرحم بواسطة فرشاة صغيرة أو عصا خشبية رقيقة. ويتم وضع العينة على شريحة زجاجية لفحصها تحت المجهر بحثاً عن وجود سرطان، أو أية خلايا غير طبيعية. ويجب أن تبدأ النساء في أخذ عينات للفحص المجهري منذ سن الثامنة عشرة. وعلى الرغم من أن الفحص بالأشعة لعنق الرحم لن يمنع الإصابة بكل أنواع سرطان عنق الرحم، إلا أن هناك دليلاً على أنه ينقذ حوالي ألف أو ألفين من الأنفس كل عام في المملكة المتحدة وحدها.
والفحوص الدورية ليست معصومة من الخطأ أو مؤكدة النجاح؛ لأنها تعطي لقطة سريعة عن حالة الشخص في ذلك اليوم بالذات. ولكن من الأفضل أن تبحث عن الأمراض مبكراً، وعليك أن تسأل المرضى الذين تم اكتشاف أمراضهم ومشكلاتهم مبكراً بهذه الطريقة.
عليك أن تعرف أنواع الفحوص الذاتية المفيدة، وكم مرة يجب أن تقوم بها، وسوف يساعدك الطبيب، أو الممرضة المتمرسة على تحديد ذلك. وعلى الرغم من أن الفحوص الدورية مع الطبيب قد لا تكون دقيقة علمياً إلا أنها أفضل من عدمها.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي