ثمة موضوع يثير اهتمام الكثير من المرضى وهو تأثير الطعام الذي يتناولونه على سعادتهم وصحتهم. فيسألني المرضى أسئلة محددة عن النظام الغذائي بمعدل مرتين أو ثلاث مرات يومياً في عيادتي. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن النظام الغذائي قد يكون شديد الفاعلية في الوقاية من السكتات الدماغية، ومشكلات الدورة الدموية أكثر مما كنا نعتقد سابقاً. وينبثق موضوعان هامان من هذا الأمر.
أولاً: أن ثلاث وجبات يومياً من الحبوب الكاملة مثل المكرونة، والغلال، أو الخبز المصنوع من حبوب كاملة تقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية إلى النصف.
ثانياً: تناول كميات عالية من الفيتامينات، ومضادات الأكسدة التي توجد في الفاكهة الطازجة، والخضروات يجب أن تكون هدفنا الغذائي، ذلك حتى نساعد الجسم على أداء وظائفه بأفضل قدرة لديه.
ولقد تم إبراز أهمية هذا المجال في الصحة أكثر من خلال التقارير الحديثة التي تقول إن مضادات الأكسدة المتوافرة في العنب البري تبطئ من عملية ظهور الشيخوخة عند الفئران.
والخلاصة أن العمليات الحيوية الطبيعية المرتبطة بنقل الأكسجين يمكن أن تكون جزئيات في خلايا تسمى الجذور الحرة. ولقد ثبت مسئولية هذه الجذور الحرة عن عدد من الأمراض بما فيها أمراض القلب، والسرطان، والجنون، ولكن يمكن السيطرة عليها بواسطة مضادات الأكسدة التي تحمى الجسم من آثارها. وتوجد مضادات الأكسدة هذه في فيتامينات (أ، ج، هـ) وبعض النباتات، وهذا هو السبب في فائدة ما يسمى بـ نظام غذاء البحر المتوسط المعروف باشتماله على الكثير من الفاكهة والخضروات، وزيت الزيتون، والثوم. إن هذا النظام الغذائي التقليدي يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، والبدانة، وحصى المرارة، وبعض أنواع السرطان، ومرض الداء السكري. وهناك جدال كبير حول فاعلية إضافة مكملات الفيتامينات إلى الغذاء. ووجهة نظري هي أن هذه المكملات قليلة الضرر، ولكن يفضل الحصول على معادن وفيتامينات من خلال النظام الغذائي كلما أمكن ذلك. ولسوء حظ كثير من الناس، فإن المكونات الأساسية لغذائهم تثير الخوف سواء من ناحية التكلفة، أو الضرورة، أو الملائمة. إننا مثلاً في بريطانيا نتناول غذاءً غنياً بالدهون، والأملاح، والأطعمة المعالجة ونعاني من المشكلات الصحية الناتجة عن ذلك، ومنها سرطان الثدي، وسرطان المستقيم، والقولون. إن ما نتناوله من بروتينات ودهون ذات مصدر حيواني، بينما في غذاء البحر المتوسط فإن نسباً عالية من البروتينات والدهون تؤخذ من الخضروات.
يجب أن نهدف جميعاً إلى تناول خمس حصص (مقادير) من الفواكه، والخضروات الطازجة كل يوم، وتناول السمك الدهني مرتين في الأسبوع. لا تقيد نفسك بنوع واحد أو نوعين من الأطعمة المفضلة لديك، ولكن عليك أن تنوع غذاءك، فتأكل المكرونة، والخبز المصنوع من حبوب كاملة، والبطاطس، والأرز، والمكسرات. إن تقليل كمية الدهون المشبعة في الغذاء يعتبر أمراً هاماً، لذلك عليك باختيار اللحوم والدجاج، بالإضافة إلى منتجات الألبان قليلة الدهون. وعليك بإبعاد الملح بعيداً عن مائدة الطعام، وعدم تناول الكحول. وهذه خطة غذائية معقولة تتميز بارتفاع مضادات الأكسدة، ولذلك فهي مفيدة للجسم.
إن غذاء البحر المتوسط ليس حمية محددة. إنه ببساطة نمط غذاء صحي يقوم على أساس الفاكهة والخضروات الطازجة، وزيت الزيتون، والحبوب، والقطانيات التي تساعد الجسم على أداء وظائفه بالمستوى الأمثل. عليك أن تجرب هذا الغذاء، ولا تنس تناول السوائل.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي