لقد صرنا اليوم مدركين أكثر فأكثر لمشكلة التلوث المتزايدة في بيئتنا، ومياهنا، وفي طعامنا وشرابنا، والسموم والميكروبات التي في أجسامنا، والتي تسبب شتى الأمراض لنا. ورغم أن جسم الإنسان يبدو كأنه كائن واهي الكيان ضعيف البنيان، إلا أننا، في واقع أمرنا كبشر، خُلقنا على أساس أن نتحمل الحياة ولو في محيط من السموم والأدران! إن لدينا عدداً من طرق عزل السموم وإزالة سميتها والتخلص منها ما تحار في فهمها الأذهان! وعن طريق الفهم الواضح لكيفية تراكم السموم في أجسادنا يمكننا أن نبطل عملية التسمم من خلال عملية التطهير وإزالة التسمم.
في عام 1933، كتب دكتور أنتوني باسلر، بعد أن أجرى دراسة دامت 25 عاماً على ما يربو على 5000 حالة، يقول: “يجب أن يدرك كل طبيب أن حالات التسمم الدموي (التوكسيميا) المعوية هي أهم الأسباب الأولية التي تسهم في حدوث كثير من اضطرابات وأمراض الجسم البشري”. وبعد قراءتنا لما كتبه د. باسلر نقول إن التوكسيميا (أو التسمم) المعوي ليست مجرد حالة سادت ثم بادت. بل على العكس، إنها تتزايد باستمرار وبشكل مطّرد!
وهذه العملية قد تبدأ بأكل طعام من نوعية رديئة، وربما سام، ولا يحتوي على ما يكفي من عناصر غذائية. فيهضم منه القليل وتبقى بقايا تجتذب كائنات دقيقة طفيلية مسببة للأمراض. وتأتي عوامل التوتر وتعاطي العقاقير الضارة لتزيد الأمور تفاقماً؛ مما يتسبب في تعفن محتويات الأمعاء. وهذه العوامل الضارة تهاجم جدر الأمعاء فتضعف، مما يتيح الفرصة للسموم والطعام نصف المهضوم أن تصل إلى الدم. وهذا يثير تفاعلات جهاز المناعة ويسبب إرهاقاً للكبد. ونتيجة لذلك تُغلب أعضاء طرد المواد الضارة على أمرها، ويبدأ المرض من جراء التسمم وانخفاض المناعة. إن إبطال هذه العملية يعني مقاومة كل من هذه المراحل باستخدام وسيلة طبيعية من التطهير والاستشفاء.
النظام الغذائي المفيد
إن أول ما نبدأ به هو غذاؤك. فلقد تبين مراراً وتكراراً أن الغذاء (أو النظام الغذائي) الغربي تعوزه الحيوية والطزاجة، وتقل فيه الألياف وتزداد درجة تكريره وتصنيعه. وقد أدى الإنتاج الصناعي للطعام إلى انخفاض مستويات الفيتامينات والمعادن فيه، ووجود كميات كبيرة من المواد الحافظة ومضافات أخرى. ويمكن أن يؤدي استهلاك اللحوم إلى زيادة بكتريا التعفن، ويمكن أن يزيد اللبن (الحليب) تكاثر البكتريا من النوع الكروي السبحي Streptococcus غير المرغوب فيه. ومن ناحية أخرى، فإن الخضراوات تعزز تكاثر البكتريا النافعة من أنواع اللكتوباسيلس Lactobacillus acidophilus والبيفيدس Bifidobacteria. وإننا نجد، في المتوسط، أن النباتيين وآكلي الأطعمة العضوية أفضل صحة بكثير من غيرهم.
التطهير الهضمي
إن اتباع النظام الغذائي وحده لا يعتبر الوسيلة الأسرع ولا الأكثر فعالية لاستعادة الصحة الهضمية. فبالإضافة إلى الغذاء الذي يوفر العناصر الغذائية الرئيسية ويزيل المهيجات الهضمية، توجد أعشاب وألياف معينة يمكن أن تساعد على تطهير القناة الهضمية وتهدئة الالتهاب. وتوجد تركيبات من هذه الأعشاب والألياف في صورة عدد من المساحيق والكبسولات “المطهرة للقولون”. وهذه تؤخذ عادة على مدى أسبوعين إلى أربعة أسابيع ويوصى بها كجزء من أي برنامج من أجل استعادة الصحة الهضمية. والعلاجات المفضلة لديّ هي Colo-Fibre و Colo-Clear و Higher Nature، وذلك على أساس البحث الذي أجراه “بريان رايت”، مؤلف كتاب Colon Health Handbook.
الألياف المطهرة للقولون
ليست كل الألياف سواء. فبعضها، مثل نخالة القمح، تكون مهيجة للقناة الهضمية وليست مثالية لاستعادة الصحة الهضمية. وتوجد مصادر عشبية خاصة من الألياف، حينما تخلط بالماء، فإنها تعمل مثل المواد المخاطية أو الهلامية (الجيلاتينية)، إذ تضيف حجماً زائداً لمحتويات الأمعاء (مما يساعد على طرد الفضلات) كما أن لها تأثيراً ملطفاً، إذ تساعد على تهدئة الالتهابات في الأمعاء. وفضلاً عن هذا، فإنها تمتص المواد السامة وتساعد على التخلص منها. ويوصي بريان رايت باستخدام التركيبة التالية من الألياف المطهرة للقولون (مع مراعاة تناول كميات كافية من الماء معها):
• بذر الكتان Linseed هو ملين مضخِّم يستخدم بصفة تقليدية في معالجة المشكلات المعوية. ويحتوي على جلوكوسيدات تمنع التشنجات العضلية في الأمعاء وزيوت من الأوميجا 3 تعمل كعوامل طبيعية مضادة للالتهاب.
• قشور السليوم (عشبة البراغيث) Psyllium husks هي مواد ملينة، ومرطبة، ومزلقة، وطاردة للمخاط المعوي، ومدرة للبول، وممتصة للسموم.
• الدردار الزلق Slippery elm هو عشب ينتج مادة هلامية نباتية لها تأثير ملطف وواق موضعي إذ تقي جدر الأمعاء من الأحماض والسموم. وقد استخدم هذا العشب على نطاق واسع في علاج القروح والالتهابات.
• البكتين Pectin هو هلام (جل) يستخرج من الفاكهة، ويمتص السموم، لاسيما المعادن الثقيلة والألمنيوم.
• الشمر والحلبة Fennel & Fenugreek يوصى بها أيضاً.
وهذه التركيبة من الألياف يمكن استخدامها إلى ما لا نهاية، أو يمكن استخدامها مع الأعشاب المطهرة للقولون. والجرعة التي يوصى بها هي كبسولتان من مستحضر Colo-Fibre، ثلاث مرات يومياً، تؤخذ قبل الوجبات، مع كوب كبير من الماء (وهو أمر ضروري يجب مراعاته). وهذا ينتج عنه ما يساوي 4 جم من هذه الألياف.
الأعشاب المطهرة للقولون
لقد استخدم عدد من الأعشاب على مر الأجيال للمساعدة على استعادة الصحة الهضمية. وقد بدأ الطب الحديث يتعرف على المكونات الفعالة في هذه العلاجات العتيقة وتأثيراتها. ويوصي بريان رايت باستخدام الأعشاب التالية المطهرة للقولون:
• الصمغ العربي Acacia gum هو صمغ نباتي واق ومضاد للالتهاب.
• البرسيم الحجازي (الفصفصة) Alfalfa يستخدم كمطهر معوي تقليدي فضلاً عن كونه مرتفع القيمة الغذائية لاسيما من الفيتامينات والمعادن.
• الشوك المبارك Blessed thistle عشب يساعد على إعادة بناء الجدار المخاطي للقناة الهضمية، ويستخدم بصفة تقليدية في إزالة السمية وفي علاج متلازمة الأمعاء المتهيجة.
• الفلفل الأحمر (الكايين) Cayenne له تأثير مضاد للالتهاب.
• كبش القرنفل (مسمار القرنفل) Cloves عشب عطري له تأثيرات مطهرة، ومخدرة موضعياً، ومضادة للتقلص، ومضادة للالتهاب، ويقلل الغازات المعوية.
• الكعيب (شوك اللبن) عشب مضاد للتسمم، ومضاد قوي للأكسدة، ويثبط الالتهاب.
• النفل البنفسجي Red clover يحتوي على جليكوسيدات مضادة للالتهاب ومضادة للتقلص وفلافونويدات مضادة للأكسدة ومن ثم تساعد على إزالة السموم من الجسم.
وهذه التركيبة العشبية تؤخذ على مدى أسبوعين أو شهر جنباً إلى جنب مع الألياف المطهرة للقولون والنظام الغذائي المفيد للهضم. ويمكن أن تسرع بشكل ملحوظ استعادتك لعافيتك الهضمية. وتحتاج إلى حوالي جرامين من تركيبة من هذه الأعشاب وهو ما يعادل تناول كبسولة من مستحضر Colo-Clear ثلاث مرات يومياً.
العلاج القولوني
ثمة طريقة أخرى لتسريع التطهير الهضمي وهي العلاج القولوني أو الوسائل العلاجية القولونية. وبشكل أساسي فإنها عبارة عن حقنة شرجية شاملة التأثير. إذ يتم تمرير ماء دافئ (يحتوي أحياناً على أعشاب) برفق شديد وحرص بالغ على يد ممارس مؤهل، من الشرج وإلى أعلى، داخل القولون. وهذا الماء يلين المادة البرازية المحتجزة بالداخل مما يسهل طردها بعد ذلك. إن تطبيق فترة علاجية من العلاجات القولونية على مدى شهر يمكن أن يساعد على تسريع إزالة السمية من الجسم. وحيث إن معظم محتويات القولون يتم تفريغها أثناء ذلك الوقت، بما فيها من بكتريا نافعة، فمن المهم أن تعيد تطعيم القناة الهضمية بالبكتريا “الصديقة” عند نهاية الفترة العلاجية عن طريق أخذ مكملات البكتريا المنشطة للحيوية التي ذكرناها آنفاً (من أنواع اللكتوباسيلس والبيفيدس وغيرها).
ومن المميزات العظيمة للعلاج القولوني الذي يعطى من قبل ممارس مؤهل أنه يمكن أن يساعد على استعادة الحركة التمعجية السليمة. فنتيجة للإمساك طويل الأمد، غالباً ما يحدث تثبيط للفعل أو النشاط التمعجي السليم للعضلات الباسطة المحيطة بالقناة الهضمية. ومن المهم أيضاً مراعاة بعض العوامل وتطبيقها وهي ممارسة الرياضة، وشرب ما يكفي من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، والتنفس البطني (أي عن طريق البطن)، وكل ذلك من أجل الحفاظ على صحة القولون وسلامته.
النظام الغذائي المفيد للهضم
على مدى القرون الماضية أطنب خبراء الصحة في إطراء قيمة تنظيف الجسم وتطهيره بالصيام، فصوموا تصحوا. فكما تحتاج إلى إجازة من عملك، فإن جسمك يحتاج إلى إجازة من أكل الأطعمة المعتادة. ويعد الصيام من الوسائل التقليدية المهمة لتنقية الجسم. إن الحقيقة القائلة بأن كثيراً من الناس يصرحون بشعورهم بالحيوية المتدفقة إثر صيامهم هي شهادة تؤكد الحقيقة القائلة بأن الحصول على الطاقة يكون بدرجة كبيرة نتيجة لتحسين قدرة الجسم على إزالة السمية كما هو نتيجة لأكل الأطعمة السليمة المناسبة.
ومع ذلك، فليس كل الناس يشعرون بتحسن بعد الصيام ولا يشترط أن يحد ث التحسن عقب الصيام مباشرة. ومن الأمور التي تحدث كثيراً ما يسمى “الأزمة العلاجية”، حين يشعر شخص ما بأنه صار أسوأ على مدى أيام قليلة ثم يشعر بتحسن. إن ما نعلمه عن عمليات إزالة السمية يوحي بأن بعض الصائمين قد يشعرون بأزمة صحية (وهذا أدق من أن نسميه أزمة علاجية). فما أن يبدأ الجسم في إطلاق المواد السامة والتخلص منها، ولم يكن الكبد على درجة من الكفاءة العالية التي تمكنه من مواجهة هذا الموقف، فقد تنتج أعراض التسمم من جراء ذلك. ومن ثم، فإن نظم إزالة السمية الحديثة تميل إلى تطبيق وسائل الصيام المعدلة، إذ يتبع الشخص نظاماً غذائياً منخفض السمية، بالإضافة على وفرة من العناصر الغذائية الرئيسية المطلوبة لتسريع قدرة الجسم على إزالة السمية.
إن اتباع هذا النظام مرة كل سنة، لمدة أسبوعين (ويفضل أن تكون شهراً كاملاً)، يمكن أن يحقق تحسناً كبيراً في مستويات طاقتك. أما الوسيلة الأكثر تركيزاً فتتضمن استشارتك أخصائياً في التغذية الإكلينيكية وأن يجرى لك اختبار صورة إزالة السمية الشاملة. وعلى أساس هذا الأمر، سيقوم بوضع نظام غذائي خاص وبرنامج من المكملات مصمم خصيصاً لاستعادة القدرة المثالية على إزالة السمية. ولقد رأيت الكثيرين ممن كانوا يعانون حالات طويلة الأمد من متلازمة الإعياء المزمن وقد شفوا تماماً ي غضون أسابيع من اتباعهم برنامجاً غذائياً صمم خصيصاً لتحسين قدرتهم على إزالة السمية. وإنني لمقتنع بأن الغالبية العظمى من مرضى متلازمة الإعياء المزمن يمكن مساعدتهم بهذه الكيفية.
إزالة السمية
من الواضح أن أول خطوة لإزالة السموم من الجسم هي أن تزيل أو تخفف العبء السمي منه. إن بعض الأطعمة تولد السمية بدرجة تكاد تكون كاملة، وبعضها يكون مزيلاً للسمية بدرجة كبيرة. إلا أن معظمها يجمع بين عوامل جيدة وعوامل رديئة.
أفضل الأطعمة المزيلة للسمية
الفواكه تكاد الفواكه تكون كلها مفيدة في إزالة السمية بصورة جيدة، ولكن أكثر الفواكه فائدة وتمتعاً بأعلى قدرة على إزالة السمية تشمل: المشمش الطازج، وجميع أنواع الثمار اللبية (مثل التوت والفراولة والعنبية… إلخ)، والكانتالوب، والفواكه الحمضية (كالليمون والبرتقال)، والكيوي، والباباظ (البابايا)، والخوخ، والمانجو، والبطيخ، والعنب الأحمر. ولا تكثر من الموز؛ فتكفي واحدة منه يومياً. ويفضل تجنب الفواكه المجففة أثناء هذين الأسبوعين.
الخضراوات كلها رائعة، ولكن الأنواع التالية جيدة بصفة خاصة: الخرشوف (الأرضي شوكي)، والفلفل (الأخضر والأحمر والأصفر)، والبنجر، والكرنب المسوق، والبروكولي، والكرنب الأحمر، والجزر، والقنبيط، والخيار، وكرنب السلطة، واليقطين، والسبانخ، والبطاطا الحلوة (الصفراء)، والطماطم، وقرة العين. ويجب تناول البطاطس (البيضاء) والأفوكادو باعتدال.
ومن الخضراوات الممتازة أيضاً الفوليات والبذور النابتة (مثل الفول النابت) وجرب الفصفصة (البرسيم الحجازي)، والبقول النابتة من أنواع فول مونج والحمص والعدس وفول أدوكي، وكذلك بذور زهرة الشمس النابتة. وهي متاحة للشراء وهي نابتة جاهزة في معظم محال الأغذية الصحية وبعض محال السوبر ماركت ومحال بقالة المنتجات الخضراء.
وهذه الأطعمة يجب أن تشكل أساس نظامك الغذائي المزيل للسمية على مدى أسبوعين. وغني عن القول أنه يجب أن تختار المنتجات العضوية كلما أمكن حتى لا يضطر جسدك إلى بذل عبء إضافي في إزالة سمية المبيدات التي في الأطعمة الشائعة الأخرى.
الأطعمة التكميلية المزيلة للسمية
الأطعمة التالية هي بصفة عامة جيدة لك، ولكنها قد تحتوي على مستويات منخفضة من السموم. وهذه يجب ألا تشكل أكثر من ثلث مقدار نظامك الغذائي على مدى أسبوعين.
• الحبوب: عليك بالأرز البني والذرة والدخن والكينوا.
• السمك: السالمون والماكريل والسردين والتونة.
• اللحم: الدجاج الذي تمت تربيته أصلاً بطريقة عضوية طبيعية، وكذلك الديوك الرومية، والصيد البري كالسمان (مع مراعاة إزالة الجلد قبل أكل هذه الطيور).
• الزيوت: استخدم زيت الزيتون البكر الراقي للطهي بدلاً من الزبد، واستخدم زيوت البذور المعصورة على البارد لتضاف للأطعمة مثل السلطة وغيرها. وأفضل هذه الزيوت هو زيت بذر الكتان العضوي المعصور على البارد.
• المكسرات والبذور: تناول من المكسرات والبذور النيئة غير المملحة ملء حفنة كبيرة. جرب طحنها ورش طحينها على سلطة الفاكهة. وهي تشمل اللوز والجوز وجوز البرازيل والبيكان وبذر اليقطين وبذرة زهرة الشمس وبذر السمسم وبذر الكتان.
الأطعمة التي يجب تجنبها أثناء إزالة السمية
الأطعمة التالية، وإن كانت في الأحوال العادية لا بأس بها إذا تناولتها باعتدال، إلا أنه من الأفضل تجنبها أثناء اتباعك النظام الغذائي المزيل للسمية لأنها إما صعبة الهضم وإما مهيجة طفيفة للقناة الهضمية وإما يصعب إزالة سميتها.
• الحبوب الجلوتينية (أي الغنية بالجلوتين) مثل الشعير والشوفان والجاودار والقمح (بما في ذلك نخالة القمح والعلس والكاموت).
• اللحم ومنتجات الألبان اللبن وجميع منتجات الألبان والبيض واللحم الأحمر العضوي.
• الأطعمة الضارة
الأطعمة والمشروبات والمواد التالية يجب تجنبها تماماً في جميع الأوقات:
• الكحوليات (والسجائر).
• القهوة والشاي.
• جميع المشروبات الغازية بما فيها مشروبات الكولا وغيرها من المشروبات السكرية.
• اللحوم الحمراء (لاسيما الدهنية ولحم الخنزير بصفة خاصة).
• الأطعمة المكررة (مثل الخبر الأبيض والمكرونة والأرز الأبيض).
• السكر والأطعمة المحتوية عليه (كالحلوى السكرية).
• الملح والأطعمة المحتوية عليه (كالمخللات المالحة).
• الدهون المهدرجة أو المهدرجة جزئياً.
• المحليات الصناعية (كالسكارين والأسبارتام).
• مضافات الأطعمة والمواد الحافظة الكيميائية (كقاعدة عامة: إذا وجدت تلك المواد يصعب عليك نطق أسمائها، فتجنبها!).
وبقدر الإمكان تجنب أيضاً: الشطة الحريفة والأطعمة المقلية واستخدام المبيدات والتعرض للدخان والأبخرة الكيميائية والعقاقير (أغلبها يحتوي على مواد ضارة تحتاج إلى إزالة للسمية).
المشروبات المزيلة للسمية
غني عن القول أنه في كل الأوقات يجب تجنب الكحوليات نهائياً. فالكحول سم رئيسي وعام يشمل الجسم كله بالضرر. ويجب أيضاً في أثناء اتباع هذا النظام الغذائي تجنب مصادر الميثيل-زانثين؛ وهي عائلة من الكيميائيات التي تشمل الكافيين والثيوفللين والثيوبرومين كما تحتوي تلك المصادر عادة على مادة التانين. وهذا يعني الامتناع عن القهوة والشاي والشيكولاتة، بل وحتى الشاي بالنعناع. والبدائل مذكورة فيما يلي:
• عصائر الفاكهة: ويفضل أن تكون طازجة الإعداد، ويراعى دائماً تخفيفها بكمية مماثلة من الماء.
• أنواع الشاي العشبي: توجد حالياً تشكيلة كبيرة لتختار منها؛ فاختر عينة قليلة من تلك الأنواع ريثما تجد النوع الذي تفضله أكثر.
• شاي الرويبوش: وهو خالٍ من الكافيين وطعمه شبيه جداً بالشاي العادي.
• قهوة الطرخشقون: يمكن شربها كبديل عن القهوة أثناء اتباعك للنظام الغذائي المزيل للسمية. وبعد انقضاء مدة الأسبوعين جرب أصناف قهوة Caro و Barleycup و Teechino.
ومع ذلك فأفضل مشروب هو الماء القراح الصافي مع الإكثار منه. اشرب لترين يومياً من الماء المنقّى أو المقطر أو المرشح أو المعبأ في زجاجات. وقد يبدو لك هذا على أنه كثير جداً. ولكن الماء لا يفرض عبئاً على الجسم بل ويساعد على تخفيف السموم وإخراجها من الجسم.
المكملات الهضمية
تلك المكملات الهضمية إذا تم تناولها بصفة منتظمة، فإنها تحقق منفعة كبيرة لصحتك الهضمية. وهذا يرجع إلى أن كل خطوة من العملية الهضمية بدءاً من الهضم وحتى إزالة السمية تعتمد على مجموعة كاملة من العناصر الغذائية التي غالباً ما تكون ناقصة في نظامنا الغذائي الحديث.
ومن أجل مساعدتك في أن تتلمس طريقك خلال تلك المتاهة من العلاجات الطبيعية الهضمية نقدم لك فيما يلي ملخصاً للمكملات الرئيسية التي يرجح أن تجدها، أو توصف لك إذا استشرت أخصائياً في التغذية الإكلينيكية. وتبعاً لمشكلتك الصحية، فإن هذه المكملات قد تستحق أن تتناولها كجزء من استراتيجيتك أو خطتك من أجل استعادة الصحة الهضمية.
مكملات الفيتامينات والمعادن
إن أساس أي برنامج من استخدام المكملات هو المستحضرات عالية التركيز من الفيتامينات والمعادن المتعددة. وهذه تحتوي على مستويات أساسية من فيتامينات أ، ب، ج، د، هـ علاوة على المعادن مثل الكالسيوم، والمغنسيوم، والحديد، والزنك، والمنجنيز، والكروم، والسلينيوم. وهذه العناصر الغذائية تدعم الهضم، مما يجعلها تحافظ على سلامة القناة الهضمية وقدرة الكبد على إزالة السمية. ومستحضرات الفيتامينات المتعددة لا توفر ما يكفي من فيتامين ج، لذا، أنصحك بتناول مكمل إضافي بجرعة يومية مقدارها 1000 مجم من فيتامين ج. ومن المفيد أيضاً تناول عناصر غذائية إضافية من مضادات الأكسدة. وهي تقي من العوامل المؤكسدة التي تسبب التلف للقناة الهضمية، وتعتبر حيوية في إزالة سمية الجسم. وبالإضافة إلى فيتامينات أ، ج، هـ ومعدني الزنك والسلينيوم المضادين للأكسدة فإن هناك مضادات أخرى للأكسدة، جيدة حقاً، وهي توفر مصدراً من الجلوتاثيون أو السيستيين، والفلافونويدات مثل خلاصات الثمار اللبية.
المنشطات للحيوية
ليس من المحتم أن تتناول المكملات المنشطة للحيوية (أو المنشطات الحيوية) Probiotics كل يوم، ولكنها أفضل وسيلة لإعادة زرع أو تطعيم القناة الهضمية بالبكتريا النافعة إثر حالة عدوى أو كجزء من خطة لاستعادة الصحة الهضمية. وهناك كثير من السلالات المختلفة من البكتريا المعززة للصحة؛ إلا أن النوعين الرئيسيين منها هما اللكتوباسيلس أسيدوفيلس و البيفيدوبكتريا. فتأكد من وجودهما بكميات معقولة؛ مثل 100 مليون أو أكثر من البكتريا الحية لكل كبسولة أو حصة من الغذاء المكمل. والمكملات الأكثر جودة تحتوي أيضاً على الفركتو-أوليجو سكريات FOS التي تساعد البكتريا على التكاثر بمجرد دخولها الجسم. وهناك سلالات خاصة من البكتريا هي الأكثر فائدة للأطفال؛ وهذه تشمل B. infantis. وسلالات جيدة للكبار والصغار معاً وهي اللكتوباسيلس ساليفاريوس التي تلتصق بجدر الأمعاء؛ وقد ظهر أنها تقلل أعداد الميكروبات الضارة.
الإنزيمات الهاضمة
وهذه تشمل تشكيلة واسعة من الإنزيمات من مصادر حيوانية ونباتية. وما تحتاج إليه هو مكمل يحتوي على إنزيمات الليباز (لهضم الدهون)، والبروتياز (لهضم البروتينات)، والأميلاز (لهضم الكربوهيدرات)، والسليولاز (لهضم السليولوز)، والأميلوجلوكوسيداز (لهضم الجلوكوسيدات في بعض الخضراوات)، وربما اللكتاز (لهضم اللكتوز أو سكر اللبن). وأنت في حاجة إلى حوالي 20 مجم من كل من هذه الإنزيمات لتحقيق فائدة ملموسة لهضمك. وكذلك فإن البابين (من الباباظ أو البابايا) يهضم البروتين، ومثله البروميلين (من الأناناس). وهما من المصادر النباتية لإنزيمات البروتياز. فإذا كان ينقصك الحمض المعدي، يمكنك إعطاء مكمل من هيدروكلوريد البيتايين، بجرعة حوالي 300 مجم يومياً مع الوجبات. ولمزيد من المساعدة في هضم الدهون، أضف مكملاً من الليسيثين؛ كحبيبات أو كبسولات.
مكملات لأغراض هضمية خاصة
إصلاح الأمعاء وإعادة بنائها
يوجد عدد من المكملات التي تساعد على إعادة بناء الأمعاء وإصلاحها. والمغذيات الرئيسية هي فيتامين أ والزنك. وهناك صور معينة من الزنك يمكن أن تكون مهيجة للقناة الهضمية إذا أخذت بكميات كبيرة. وأوصي باستخدام الزنك في صورة سترات أو أسكوربات أو الحمض الأميني المقتنص. والجلوتامين مصدر مباشر للطاقة لبطانة الأمعاء وهو عامل شاف عظيم للأمعاء. ويلزمك 5-10 جم يومياً، ويفضل تناوله كآخر شيء بالليل. وهذه المكملات باهظة التكاليف، ولكن يمكنك شراء هذا الحمض الأميني (الجلوتامين) في صورة مسحوق. وحمض البيوتريك، وهو دهن (حمض دهني) غير ضروري تصنعه البكتريا المعوية بصورة طبيعية، يعمل أيضاً كمصدر للطاقة للبطانة المعوية. ويلزمك حوالي 500 مجم أو أكثر يومياً. والدهون (أي الأحماض الدهنية) الضرورية، لاسيما دهون الأوميجا 3، تفيد في تقليل الالتهاب.
مضاد للتقلص
توجد كبسولات من زيت النعناع العطري الذي يستخدم كمضاد للتقلص، مما يعني أنه يساعد على تهدئة الانقباضات العضلية في القناة الهضمية.
الإمساك
من أجل تفريج فوري للإمساك توجد علاجات عشبية تحتوي على السنامكي أو على الكسكارا. وهي مهيجات لطيفة نسبياً. ويفضل تناولها على المدى القصير فحسب. وهناك طريقة أخف وطأة من تلك المهيجات لحل هذه المشكلة وهي استخدام مكمل من الفركتو-أوليجوسكريات FOS والذي يقلل زمن انتقال الفضلات (أي يسرع حركتها)، وذلك عن طريق المحافظة على مستوى أعلى من الرطوبة في القناة الهضمية. ويلزمك حوالي 5 جم يومياً.
علاجات مكافحة للعدوى
هناك علاجات كثيرة مصممة خصيصاً لإعطاء الميكروبات الضارة درساً قاسياً. وهي تتفاوت تبعاً لنوع حالة العدوى، وقد تشمل حمض الكابريليك، وخلاصة بذر الجريب فروت، والأرتميسيا، والختم الذهبي، وخلاصة ورق الزيتون، والثوم، وغير ذلك كثير. استشر أخصائياً في التغذية أو في الأعشاب لتحدد أفضل مستويات من الجرعات لعلاج المشكلة الهضمية الخاصة التي تعانيها.
مكملات مزيلة للسمية
بعض المكملات تركز بصفة خاصة على تحسين قدرة الجسم على إزالة السمية. والعناصر الغذائية المطلوبة لدعم المرحلة 1 من إزالة السمية هي فيتامينات ب2، ب3، ب6، ب12، وحمض الفوليك، والجلوتاثيون، والأحماض الأمينية متفرعة السلسلة، والفلافونويدات، والفوسفوليبيدات، بالإضافة إلى مدد جيد من العناصر الغذائية المضادة للأكسدة لنزع أسلحة المؤكسدات البينية الخطرة التي تنشأ أثناء هذه المرحلة. والمرحلة 2 من إزالة السمية يمكن الحفز عليها بالاستعانة بقائمة خاصة من المغذيات؛ وتشمل الأحماض الأمينية من الجلايسين والتورين والجلوتامين والأرجينين. كما أن السيستيين وإن-أسيتيل سيستيين والميثيونين أحماض أمينية سابقة عليها (أي أن الجسم يمكن أن يحولها إلى الأحماض الأمينية الأخرى المذكورة أولاً). وتوجد تركيبات من هذه المغذيات مع أعشاب مزيلة للسمية مثل الكعيب (شوك اللبن) الذي يحتوي على السليمارين.
وتعمل المستويات أو الكميات المحددة من المغذيات الرئيسية التالية كدليل لما تحتاجه منها للحصول على الصحة الهضمية المثلى. وهذه المستويات “الأساسية” تنطبق على كل فرد بالغ. والمستويات الموصى بها للعلاج الهضمي هي مجرد دليل استرشادي تقريبي. إن ما تحتاجه بالفعل يعتمد على مشكلتك الخاصة.
المراجع
موقع طبيب
التصانيف
طبيب العلوم التطبيقية الطبي