جورج كوفييه G.Cuvier عالم طبيعيات فرنسي، ولد في مونبيليار Montbéliard في بورغوندي Burgundy بفرنسا، وتُوفِّي في باريس عام 1832.
انتسب إلى جامعة كارولين Caroline قرب شتوتغارت في ألمانيا لدراسة العلوم الإدارية والاقتصادية والقضائية، لكنه درس أيضاً التاريخ الطبيعي[ر]. وعندما انتهى من دراسته عام 1788ـ وكان عندها في العشرين من عمره ـ عاد إلى فرنسا، وبالتحديد إلى كان Caen في النورماندي، وعُيِّن مدّرساً لأولاد الكونت هيريسـي comte d’Héricy. وقد أمضى فترة عقاب له في الباستيل، لكن ذلك لم يؤثّر في حياته.
في عام 1795 استدعاه عالم الطبيعيات الفرنسي إيتيان جيفري سانت هيلير E.G.Saint-Hilaire، بتزكيةٍ شديدة من عالم الطبيعيات تيسييه A.H.Tessier للعمل في متحف التاريخ الطبيعي والدراسة فيه، حيث عُيِّنَ مباشرة أستاذاً لعلم الحيوان وأستاذاً مساعداً في التشريح المقارن.
وفي عام 1796 عين أستاذاً في المدرسة المركزية في البانتيون Panthéon. وفي 1802 عيّن مشرفاً على الحدائق النباتية ومرشداً عامّاً، وأسس مدارس ثانوية في مارسيليا وبوردو. وفي عام 1803 أصبح سكرتيراً لأكاديمية العلوم.
وفيما بين عامي 1809 و1813 صار مفتشاً لمؤسسات التعليم العالي في مناطق الرين والألب. وفي عام 1814 أصبح مستشار دولة للجنة الداخلية التي أصبح رئيساً لها مدى الحياة وصار في عام 1818 عضواً في الأكاديمية الفرنسية.
وفي عام 1826 منح لقب قائد في كتيبة الشرف، وفي عام 1831 صار رئيساً لمجلس الدولة، وفي 1832 وزيراً للداخلية؛ إذ تُوفِّي في العام نفسه.
كان كوفييه يعتقد- مع زميليه سانت هيلير وعالم الطبيعيات الفرنسي لامارك- أن الحياة يمكن ترتيبها في سلسلة مستمرة، تبدأ بأبسط الكائنات؛ وتنتهي بالبشر، لكنه تخلى عن هذه الفكرة عام 1800، وبدأ التبشير بأفكاره الخاصة التي تقول بوجود أربعة مخططات لأجسام الكائنات في عالم الحيوان؛ هي الفقاريات Vertebrata والمتمفصلات Articulata والشعاعيات Radiata والرخويات Mollusca، وقد أعيد تصنيف هذه المجموعات في الدراسات التالية.
واقترح كوفييه- إضافة لتصنيفه الحيوانات بناء على تركيب جسمها- ثلاث فرضيات تتعلق بشكل الحيوانات. فبناء على «ارتباط الأشياء بعضها ببعض»؛ فإن بنية أي عضو في أي حيوان لها علاقة بالأعضاء الأخرى، إضافة إلى اعتقاده أن الوسط يحدد تصميم بنية الحيوان وليس البنية هي التي تتطلب نمطاً معيناً من الحياة. وخلاف الأفكار التطورية للامارك وسانت هيلير يرى كوفييه أن الأنواع ثابتة؛ بمعنى أن التصميم الفَعّال لأي حيوان هو برهان على عدم تغيره منذ أن خلق.
وبدمج الأشكال الأربعة لبنية الجسم مع هذه المبادئ الثلاثة المتعلقة بالشكل؛ بنى كوفييه الأشكال القديمة لبعض الحيوانات من أجزاء مستحاثة وجدت في حوض باريس قرب مونمارتر Montmartre. وقد ساعدت هذه النماذج- التي لازالت موجودة حتى اليوم في باريس- على بناء المجموعة الموجودة في المتحف التي يصل عددها إلى 3000 من بين الـ 13000 نموذج التي صنعها كوفييه عام 1832. كما أسهم عمله الضخم «المملكة الحيوانية» الذي كتبه عام 1817 في تأسيس تصنيف كوفييه الذي بقي سائداً في عالم التاريخ الطبيعي في إنكلترا وفرنسا حتى نشر «أصل الأنواع» عام 1859 من قبل العالم البريطاني تشارلز داروين.
من منشوراته «مذكرة حول قسم جديد من الثدييات» بالتعاون مع جيفري سانت هيلير (1795)، و«مذكرة حول أنواع الفيلة الحية والمستحاثة» (1796)، و«جدول أولي للتاريخ الطبيعي للحيوانات» (1798)، وخمسة مجلدات في «دروس في التشريح المقارن»؛ بالتعاون مع أندريه ماري كونستان دوميريل A.M.C.Duméril (1774-1860)، وجورج لويس دوفيرنوا G.L.Duvernoy (1777-1855). وفي عام 1810 كتب تقريراً تاريخياً عن تقدم العلوم الطبيعية منذ عام 1789 ووَضْعُها الحالي؛ وفي عام 1812 «بحثاً عن العظام المستحاثة لرباعيات الأرجل، حيث إنها الصفة الأساسية لكثير من الحيوانات التي انقرضت»، وطبعته الأولى عن «المملكة الحيوانية بناء على تعضيها» عام 1817؛ والتي كانت في 20 جزءاً، وكانت مصحوبة برسوم ملونة، و«مذكرات حول تشريح الرخويات» و«التاريخ الطبيعي للأسماك» في 22 جزءاً بالتعاون مع أخيل فالينسيان A.Valenciennes (1828- 1849)، وطبعته الثانية عن «المملكة الحيوانية» عام 1829.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث