سمي بهذا الاسم لأن شوكته تشبه مخلب القط. وهو نبات معترش خشبي متسلق (كالكرمة) يمكنه أن يشق طريقه إلى أعلى لمسافة 30 متراً (100 قدم) من خلال الأشجار في محاولة منه للوصول إلى ضوء الشمس في قلب الأدغال المطيرة في بيرو بأمريكا الجنوبية. ولقد استخدم الهنود الحمر على مدى أجيال طويلة لحاء هذا العشب في علاج السرطان ومشكلات المفاصل وكثير من الأمراض الأخرى. ورغم أن الأبحاث التي تجرى على نبات مخلب القط لا تزال في مراحلها المبكرة فإن تلك الأبحاث كانت نتائجها، ولا تزال، مقنعة للناس؛ لدرجة أن هذا النبات، من كثرة جمعه، قد صار من الأنواع المهددة بالانقراض، وفي عام 1989 حرمت حكومة بيرو قطع واستخدام جذر النوعين الرئيسيين من هذا النبات (وهما U. Tomentosa و U. guianensis). ومن الواضح أن لحاء النبات يحتوي على معظم أو كل الخصائص الدوائية، كما يتم تعويضه بعد جمعه بفصله عن النبات؛ في حين أن قطع أو إتلاف الجذر بكامله يقتل النبات كله. ولايزال يخشى أن تتجاوز الاحتياجات العالمية من هذا اللحاء ما يتم إمداده بالفعل كما حدث للجنسنج، ويجب تحذير المشتري من البدائل غير العلاجية التي قد تطرح في الأسواق.
وقد تبين أن مكونات عشب مخلب القط تزيد قدرة خلايا الدم البيضاء على أداء عملية البلعمة؛ بمعنى ابتلاع وهضم ومن ثم القضاء على الجراثيم الغازية. كما تبين أيضاً أنه يحتوي على كيميائيات أخرى تقلل الالتهاب. وهو نبات قوي متفوق، يتميز بخصائص منشطة للمناعة، ومضادة للأكسدة، ومضادة للالتهاب، ومضادة للأورام، ومضادة للميكروبات.
ولقد درس الباحثون النمساويون خلاصات مخلب القط التي استخدموها في علاج السرطان وحالات العدوى الفيروسية. إلا أن العينات المختلفة من النبات تحتوي على كميات مختلفة من الكيميائيات العلاجية المذكورة، مما يجعل تحديد الجرعات أمراً يصعب حسابه؛ ولا يعرف حتى الآن إن كان هذا نتيجة لاختلافات مكانية أو موسمية أو في أنواع النبات.
وعشب مخلب القط متوافر إما في صورة كبسولات، حيث يستخدم بجرعة فعالة قدرها 2 جم يومياً، وإما في صورة شاي عشبي (وهذا بدوره إما سائباً وإما في أكياس شاي). ويرجح أن جرامين من العشب يعادلان كوبين من الشاي العشبي السائل يومياً. ويمكن الحصول على المزيد من الفائدة من الشاي السائب بغليه لمدة خمس دقائق، ثم إضافة ثمرة صغيرة من الكشمش الأسود وعصير التفاح المركز لتحسين طعمه.
الردبكية (القنفذية) Echinacea
من المرجح أن جذر نبات الردبكية (الإيكيناسيا) Echinacea هو أكثر الأعشاب المنشطة للمناعة استخداماً. وهو يتميز بخصائص شبيهة بالإنترفيرون ويعتبر عاملاً فعالاً مضاداً للفيروسات وخاصة الأنفلونزا والحلأ (الهربز). ويحتوي على أنواع خاصة من السكريات العديدة (أي عديدة التسكر) مثل الإنسولين؛ الذي يزيد إنتاج الخلايا البلعمية. وهذه السكريات العديدة (يمكنها القضاء على الخلايا السرطانية في أنابيب الاختبار وأن تكافح الفطر الخميري الضار (فطر المبيضات) المسمى Candida albicans. ومع ذلك، فإن الردبكية ليس مجرد شيء تأخذه حينما تصاب بحالة عدوى. فقد أجريت دراسة على مجموعة من الرجال الأصحاء. ووجدت الدراسة، بعد خمسة أيام من تناولهم 30 قطرة من خلاصة الردبكية ثلاث مرات يومياً، أن خلايا الدم البيضاء لديهم قد ضاعفت قوتها البلعمية (أي الأكولة المضادة للكائنات الدقيقة). ولا يعرف حتى الآن إن كانت خصائص الردبكية المنشطة للمناعة تستمر على مدى فترة طويلة من الزمن أم لا. ويوصي بعض الباحثين باستخدام هذا العشب لتنشيط المناعة فقط حينما تكون صحتك مهددة بالفعل.
ويفضل تناول الردبكية إما على شكل كبسولات من مسحوق العشب (2000 مجم يومياً)، وإما على شكل نقط من الخلاصة المركزة (20 قطرة في العادة ثلاث مرات يومياً).
ثمر البلسان (الخمان الأسود) Sambucus nigra
كل أنواع الثمار اللبية مفيدة إلى أقصى حد لجهاز المناعة، فهي تحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة بما فيها مركبات الأنثوسيان (الأنثوسيانات). إلا أن ثمر البلسان Elderberry يتميز بخاصية إضافية اكتشفتها أخصائية في علم الفيروسات تدعى مادلين ممكوجلو تعمل مع دكتور جين ليندرمان (الذي هو أول من اكتشف الإنترفيرون).
ولكي يتمكن أحد الفيروسات من أن يكون له موطئ قدم في الجسم، يجب أن يدخل أولاً خلايا الجسم، وهو يفعل ذلك بأن يخترق جدرها بأشواك مدببة دقيقة تبرز منه مكونة من مادة تسمى المُلزِن الدموي. وتقول ممكوجلو: “إن تلك الأشواك الفيروسية تكون مغطاة بإنزيم يسمى النيورامينيداز الذي يساعد على تحليل الجدار الخلوي. وإن ثمر البلسان يثبط مفعول هذا الإنزيم. وإنني أخمن أن ثمر البلسان سنجده يعمل ضد الفيروسات بطرق أخرى أيضاً”.
وفي تجربة مزدوجة التعمية مع مجموعة ضابطة اختبر الباحثون تأثيرات السامبوكول Sambucol (وهو مستخلص معد خصيصاً من ثمر البلسان) على الأشخاص الذين تم تشخيص حالاتهم على أساس وجود سلالة من عدد من سلالات فيروس الأنفلونزا. وقد نشرت نتائج التجربة في مجلة The Journal of Alternative and Complementary Medicine، وأظهرت حدوث تحسن ملحوظ في الأعراض -وهي الحمى والسعال والألم العضلي- في 20% من المرضى في غضون 24 ساعة، وفي عدد آخر من المرضى (بنسبة 73%) في غضون 48 ساعة. وبعد ثلاثة أيام كان 90% من المرضى قد حصلوا على شفاء كامل من الأعراض، مقارنة بأفراد المجموعة الضابطة الذين حصلوا على علاج تمويهي والذين استغرقوا ما لا يقل عن ستة أيام لكي يتحسنوا. وهذه كانت فقط أول تجربة يتم نشرها فيما يختص بخلاصة ثمر البلسان، إلا أن النتائج الجديدة حتى الآن تعتبر مشجعة جداً. والسامبوكول الذي يوجد في صورة خلاصة سائلة يتوافر في المملكة المتحدة لدى محال الأغذية الصحية أو من مؤسسة Higher Nature.
لصبار الحقيقي Aloe Vera
هناك مصدر آخر لسكريات عديدة خاصة هو الصبار الحقيقي Aloe Vera. وفي حين أنه يحتوي على مواد مفيدة متعددة بما فيها الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والدهون الضرورية والإنزيمات، فإن أقوى مادة به هي، على الأرجح، الأسيمانان. وقد ثبت أن خلاصة الصبار تحسن القوة المناعية عن طريق زيادة أعداد خلايا T والخلايا البلعمية وتنشيط وظائفها. ويستخدم الصبار عادة بعد تركيز عصارته. افحص قوة الخلاصة بعناية -فهناك تفاوت كبير في هذا الشأن- وابحث عن كمية السكريات العديدة المخاطية MPSs. ويمكن أن تزودك الشركات ذات السمعة الطيبة بهذه المعلومات المتعلقة بالمنتج.
عيش الغراب Mushroom
استخدمت أنواع معينة من فطر عش الغراب على مدى سنوات في الصين واليابان لخصائصها المنشطة للمناعة. وأكثر تلك الأنواع استخداماً هما الأستراجولوس والشييتاكي. ولقد ثبت أن فطر الأستراجولوس يزيد عدد خلايا T ونشاطها ويحمي جهاز المناعة من الإشعاع والكيميائيات الضارة بما فيها وسائل العلاج الكيميائي. وفطر الشييتاكي يحتوي على سكر عديد (أي عديد التسكر) خاص آخر يسمى اللنتينان الذي ينشط أيضاً الوظائف المناعية.
وكلا النوعين من عش الغراب متاح كمسحوق، ويستخدم بجرعة علاجية قدرها 500 مجم ثلاث مرات يومياً. إلا أن عش الغراب الشييتاكي يباع الآن طازجاً في محال السوبر ماركت الراقية، ويجفف ليباع في أغلب محال الأغذية الصحية. وهو لذيذ الطعم وإذا استخدمته بانتظام كجزء من غذائك، فإنه يعتبر إضافة جيدة إلى قوة جهازك المناعي.
مضادات الأكسدة النباتية
توجد مضادات الأكسدة النباتية في تشكيلة واسعة من الأطعمة، وتعزى إليها الألوان المختلفة لكثير من النباتات، فمثلا ًالنباتات الأرجوانية والحمراء والبرتقالية والصفراء والخضراء تحتوي كلها على أنواع مختلفة من الأنثوسيانات. ومما يذكر أن البيوفلافونويدات، التي توجد في الفواكه الحمضية، والروتين الذي في الحنطة السوداء، والكويرسيتين في الكرانبيري، ومركبات البروأنثوسيانيدين في العنب تعتبر كلها أمثلة لعائلة قوية بصفة مميزة من مضادات الأكسدة، وهي مركبات الأنثوسيان. وبعضها يباع الآن، كلٌ منفصل على حدة، كمضادات للأكسدة، بما فيها الكويرسيتين وخلاصة العنب. كل منها له دور مهم يلعبه في تنشيط المناعة ككل. وإن كانت هناك بعض الفائدة في تناول هذه المكملات، إلا أننا نحصل على كميات جوهرية من مضادات الأكسدة عند تناول غذاء كامل متنوع. لذا فاحرص على أن يكون غذاؤك طبيعياً متعدد الأنواع والألوان.
قوة الأعشاب
توجد أعشاب أخرى كثيرة وخلاصات نباتية تساعد على تنشيط المناعة –مثل أعشاب الختم الذهبي، والجنسنج الكوري (باناكس)، والجنسنج السيبيري، والثوم وغير ذلك كثير. عشب الختم الذهبي يستخدم أساساً كعامل مضاد للبكتريا. والثوم عامل مضاد للبكتريا شامل وممتاز، وهو مفيد ضد الفيروسات والبكتريا والفطريات. وإذا كنت تتنقل في مناطق أقل مستوى من الناحية الصحية فمن الأفضل أن تتناول فصين من الثوم يومياً لتحمي قناتك الهضمية من الميكروبات. وإلا، فإن فصاً واحداً فقط يومياً يكون إضافة جيدة لغذائك اليومي على أية حال.
وضع في اعتبارك أن تعزز مناعتك بتناول ما يلي:
• جرعة يومية من عصارة الصبار المركزة (كما هو مدون على العبوة).
• فص من الثوم كل يوم وعش الغراب الشييتاكي على مرات متكررة.
• وفرة من الأطعمة الطبيعية بألوانها الصفراء والبرتقالية والحمراء والزرقاء والخضراء للحصول على مستويات عالية من تشكيلة من الأنثوسيانات ومضادات الأكسدة.
• كلما أصبت بانحطاط في قوتك أو اشتبهت في إصابتك بحالة عدوى، اشرب شاي عشب مخلب القط وأضف الردبكية إلى نظامك اليومي.
• إذا كنت تكافح نزلة البرد أو الأنفلونزا، فتناول ملعقة متوسطة (ملعقة حلو) من خلاصة ثمر البلسان (السامبوكول) أربع مرات يومياً.