إنه جسدك؛ ولقد لازمك حتى من قبل أن تولد؛ ولكن ما مدى معرفتك به؟ وما مدى استماعك لصوته؟ فكما أن لدينا بصمات أصابع مختلفة، فإن لدينا جميعاً احتياجات جسدية وغذائية ونفسية مختلفة، كما توجد أيضاً علامات تحذيرية مبكرة مختلفة تدل على أن شيئاً ما ناقص أو خطأ. وسوف يخبرك جسدك إذا ما كنت معرضاً للكثير من المعادن السامة أو لا تحصل على كفايتك من العناصر الغذائية، أو إذا كنت معرضاً للتوتر أو لا تحصل على كفايتك من الرياضة أو النوم، أو إذا حدث غزو لجسدك من قبل الفيروسات أو البكتريا. ولكن هل أنت تستمع لصوته وتفهم ما يقوله لك؟
إنه من المهم أن تعرف مفهوم أن تكون صحيحاً، وأن تكون مدركاً لأية تغيرات طفيفة تعتريك. فإلى أي حد يجب أن يصل ارتفاع صوت جهازك المناعي، الذي يصرخ شاكياً لك، قبل أن تلاحظ ذلك؟ إنك كلما تمكنت من ملاحظة الأعراض المرضية في وقت مبكر، كنت أكثر قدرة على اتخاذ إجراء تصحيحي في وقت أسرع، وأكثر قابلية لتجنب أن تصير مريضاً بالفعل. فاستخدم قائمة العلامات التحذيرية المبكرة المذكورة أدناه كقائمة مرجعية. فإذا كان مجموع النقاط عالياً، فقد آن الأوان لكي تنشط جهازك المناعي.
وتنم الأعراض المفردة عن وجود مشكلات أو تغيرات محددة قد تكون أو لا تكون جوهرية. فمثلاً آلام الأذن قد تعني وجود حالة عدوى بالأذن، إذا لم تعالج، فقد تصير خطيرة، في حين أن شعورك بالجوع الشديد بعد سيرك لمسافة طويلة في الخلاء يعتبر دلالة طبيعية جداً على أن جسدك يطلب المزيد من الوقود، وليس بالضرورة تحذيراً من وجود دودة شريطية تسكن أمعاءك! ووجود مجموعات من الأعراض معاً يكون أكثر جوهرية ودلالة على المرض. وفي أي الحالين، فعليك بالانتباه إلى رسائل جسدك والعمل على تلبية احتياجاته.
العلاقات التحذيرية المبكرة الدالة على وقوع جهاز المناعة في مأزق
هل تلاحظ حدوث أية تغيرات فيما يلي؟
• الشعر: تساقطه، قوامه، جاف أم دهني، لونه، قلة نموه؟
• الرأس: وجع كليل، ألم عند الحركة، تورد أو أحاسيس محرقة، الشعور بالطفو أو الارتباك أو الدوار؟
• العينان: اصفرار البياض، احتقان، حكة، لسعة، كلل بالعينين (بدلاً من الشعور بالتألق والحيوية)، ألم عند الحركة من جانب لآخر، تدمع، تغير في الإبصار، إحساس بالتعب؟
• الأذنان: حكة، ألم، صفير بالداخل، الأصوات الخارجية تبدو كأنها آتية من بعيد في حين أن صوتك أنت يبدو عالياً، تقشر الجلد؟
• الأنف: رشح، حكة، التهاب، احتقان، صعوبة في التنفس، فقدان حاسة الشم، عطاس؟
• الفم: طعم كريه، نفس كريه، لسان متسخ، قروح، فقدان حاسة الذوق، نزيف اللثة، أسنان تالفة، تقرح (ألم) باللسان، صعوبة في المضغ، تغير في كمية اللعاب؟
• الرقبة: تيبس أو ألم عند الحركة؟
• الحلق: تقرح، ألم عند البلع، غدد متورمة؟
• القناة الهضمية: سوء الهضم، غازات، أحاسيس محرقة، انتفاخ البطن (تطبل)، ألم، إمساك، إسهال؟
• العضلات: ضعف، ألم، خدر، وخز، ترهل، توتر، سهولة الإصابة؟
• المفاصل: تيبس، ضعف، ارتعاشات، تورم، ألم؟
• الجلد: تبقع، طفح، تغير لوني، جفاف وتقشر، تلطخ، ظهور شامات جديدة أو متغيرة أو شعر بالجسد، فتور، شد، ترهل، تورم، رائحة بالجسد؟
• الأظافر: ظهور خطوط، تقصف، نقط بيضاء، زرقة، تشقق؟
• مستويات الطاقة: ارتفاع، انخفاض، تقطع، تقلب غير منتظم، فرط النشاط، اعتماد على ما يتم تناوله من طعام أو قهوة أو غير ذلك من المنبهات؟
• النوم: قلة، تقطع، زيادة، تقلب، زيادة في العرق، تغير في نمط الأحلام؟
• الحالة العقلية: نقص التركيز، ضعف الذاكرة، قلة الاهتمام، كثرة النسيان؟
• الجوع: جوع شديد، ضعف الشهية، توق شديد للطعام؟
• المزاج: اكتئاب، حزن، تقلب (ارتفاع وانخفاض)، تهيج، إحباط، قنوط؟
كيف يحسن جهازك المناعي صحتك؟
تعرِّف منظمة الصحة العالمية الصحة بأنها حالة من الإحساس الكامل بالعافية الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وليست مجرد الخلو من الأمراض أو العجز. وبمقتضى هذا التعريف أو المستوى المثالي فإن أغلبنا يعاني حالات متفاوتة من “عدم الصحة” على مدى الكثير من فترات الحياة. ومع ذلك، فرغم أننا لن نصل أبداً إلى الكمال الصحي المطلق، فإننا جميعاً قادرون على السعي نحو الرقي الصحي، وبالتالي تجنب الكثير من الأمراض.
وهناك دائماً الكثير من الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض من بكتريا وفيروسات وفطريات وغيرها من الكائنات التي تعيش إما في أجسادنا وإما في البيئة المحيطة بنا، تتحين الفرصة لتهاجم أحد الأشخاص المعرضين للإصابة بها. وهي تشكل جزءاً لا مفر منه من حياتنا، غير أن لدينا جهازاً مخصصاً لمواجهتها في صورة جيوش من الخلايا المناعية التي تتعرف على أولئك الغزاة، وتهاجمهم، ونأمل أن تتمكن من القضاء عليهم قبل أن تقضي علينا. أما إذا كان جهازنا المناعي قد أصيب بالإجهاد من كثرة الأعباء أو كان غير فعال أو يعاني نقصاً في التغذية، فإنه لن يستطيع أن يجهز جيشاً قادراً على التعرف على العدو والقضاء عليه؛ وحينئذٍ نصاب بالمرض.
وتعتمد فترة استمرار المرض في التأثير علينا على الفترة التي يستغرقها جهاز المناعة إلى أن يصير فعالاً وقادراً مرة أخرى على استئناف القتال.
وعن طريق صيانة جهازنا المناعي وجعله في أفضل حالاته يمكننا، على أفضل تقدير، أن نتجنب نشوء أعراض المرض تماماً، وعلى أسوأ تقدير، أن نجعل المرض أقل شدة. وجهاز المناعة يمكنه أيضاً أن يدمر الخلايا السرطانية. وكلنا ننتج تلك الخلايا غير الطبيعية؛ ولكننا نجعلها عادة تحت السيطرة. ولكن إذا تم إنتاجها بسرعة كبيرة أو بمعدلات تفوق قدرة جهاز المناعة على التعامل معها، فإنها تصير مصدر مشكلة للجسم.
وبالمثل، فطالما كان جهاز المناعة يعمل بصورة سليمة، فلا مشكلة تتعلق بأمراض المناعة الذاتية. ولكن إذا اتجه جهاز المناعة وجهة خطأ بحيث لا يستطيع التعرف على نفسه، فحينئذٍ فقط تنجم أمراض المناعة الذاتية؛ إذ يبدأ جيش الخلايا المناعية في مهاجمة خلايا الجسم نفسه بالإضافة إلى مهاجمته لأعدائه الحقيقيين!
افحص قوة جهازك المناعي
العلامات والأعراض وعوامل نمط الحياة التالية يمكن أن تشير إلى مدى قوة جهازك المناعي:
فكلما أجبت عن الأسئلة الآتية بـ “نعم” أكثر، كان هذا يعني تعرض جهازك المناعي للمزيد من الضغوط. سجل نقطة واحدة مقابل كل إجابة بـ “نعم”.
الصحة
1. هل تصاب بأكثر من ثلاث نزلات للبرد سنوياً؟
2. هل تجد صعوبة في التغلب على حالة من حالات العدوى (نزلة برد أو غيرها)؟
3. هل أنت عرضة للإصابة بالقلاع أو التهاب المثانة؟
4. هل تتناول -بصفة عامة- المضادات الحيوية مرتين أو ثلاث مرات سنوياً؟
5. هل أصبت شخصياً بخسارة كبيرة في العام الماضي؟
6. هل هناك تاريخ مرضي من الإصابة بالسرطان في عائلتك؟
7. هل تتناول أية عقاقير أو أدوية؟
8. هل تعاني مرضاً التهابياً مثل الإكزيما، أو الربو، أو الالتهاب المفصلي؟
9. هل تعاني حمى القش؟
10. هل تعاني من مشكلات تحسسية؟
الغذاء
1. هل تشرب أقل من لتر من الماء يومياً (بما فيه ما يوجد في المشروبات التي تتناولها كالعصائر)؟
2. هل تستهلك أكثر من ملعقة كبيرة (ملعقة مائدة) من السكر يومياً؟
3. هل يندر أن تأكل الفواكه والخضراوات النيئة (الطازجة)؟
4. هل يندر أن تتناول المكملات الغذائية؟
5. هل تأكل الكثير من المأكولات المكررة أو المصنعة أو المجهزة؟
6. هل تحتاج إلى الحصول على شيء يجعلك تعتمد عليه في الصباح أو على فترات منتظمة أثناء اليوم، مثل الشاي أو القهوة أو السجائر؟
7. هل كثيراً ما تشعر بالنعاس أو الرغبة في النوم أثناء النهار، أو بعد تناول الوجبات؟
8. هل تأكل اللحم أكثر من خمس مرات أسبوعياً؟
9. هل تأكل الكثير من الأطعمة المصنعة أو المأكولات السريعة (سناك) بين الوجبات أو بدلاً منها؟
نمط الحياة
1. هل تقضي أقل من ساعة في التعرض للضوء الطبيعي (ضوء الشمس) كل يوم؟
2. هل تمارس القليل جداً من الرياضة؟
3. هل وظيفتك (أو مهنتك) التي تزاولها قليلة النشاط؟
4. هل تدخن؟
5. هل تعيش أو تعمل في بيئة كثيرة الدخان؟
6. هل تنام بشكل سيئ أو تستيقظ في حالة هياج؟
7. هل تشعر بالتعاسة بسبب أحد جوانب حياتك الرئيسية؟
8. هل تصاب بسهولة بالاضطراب أو الغضب أو القلق أو التهيج؟
9. هل أنت زائد الوزن؟
10. هل كثيراً ما تأكل بدافع الفرار من المشاكل أو عند التعرض للتوتر؟
إذا سجلت…
20 نقطة أو أكثر فأنت في حاجة إلى إجراء بعض التغييرات الكبيرة في نظامك الغذائي ونمط حياتك إذا أردت أن تحصل على جهاز مناعي قوي يجعلك في حالة صحية قوية. وسوف يقدم لك هذا الكتاب إرشاداً واضحاً. وقد تحتاج أيضاً إلى عون من استشاري في التغذية يمكنه أن يسرع بانتقالك إلى حالة القوة المناعية القصوى.
10 نقاط أو أكثر فحالتك متوسطة، ولكن من يريد أن تكون حالته متوسطة؟! انظر إلى إجاباتك بـ “نعم” وابحث عن وسائل لتغيير نظامك الغذائي ونمط حياتك لكي تحول تلك الإجابات إلى “لا”. وسيخبرك هذا الكتاب بكيفية تحقيق هذا.
أقل من 10 نقاط أنت تحقق أداءً طيباً، ولديك قابلية للحصول على جهاز مناعي قوي بدرجة كافية. ولكي تحصل على المزيد من الصحة، دون إجاباتك بـ “نعم”، وابحث عن وسائل لتغيير نظامك الغذائي ونمط حياتك لكي تحول تلك الإجابات إلى “لا”.
المراجع
موقع الطبيب
التصانيف
طبيب العلوم التطبيقية الطبي