هنا كطرفان لمعادلة الطاقة: الأول توليد الطاقة، والثاني المحافظة عليها. ونحن نستهلك الطاقة المتاحة لنا بطرق عديدة ثم في الغالب نشعر بالتعب والإنهاك. فكل عوامل التوتر والمنبهات يمكن اعتبارها مستنفدة للطاقة. فارتفاع مستوى هذه العوامل يعني بالتحديد ضياعاً للطاقة من الجسم، تماماً مثل موج البحر الذي يتكسر عند الشاطئ، وقد يبدو لبضع ثوانٍ ممتلئاً بالطاقة، ولكن بعد ثوانٍ قليلة أخرى يذهب الموج هباء. وكذلك الطاقة تتلاشى تماماً مثل هذا الموج.
وأفضل النماذج التي وجدتها مفيدة جداً لفهم كيف ولماذا نفعل أشياء تستنفد طاقتنا ذلك الذي وصفه عالم النفس والفيلسوف أوسكار إيكازو مؤسس معهد أريكا Arica وصاحب نظرية التحليل الأولي. في مقاله عن سوء استعمال الأدوية يقول:
يمكن وصف العقاقير (أو بعضها) بأنها مستنفدة للطاقة، فهي تستنفدها بمعدل أكبر بكثير من قدرتنا الطبيعية على إعادتها. وكل العقاقير تحرق كل حيويتنا المتراكمة في فترات قصيرة من الوقت، والشعور بالقوة لفترة وجيزة حتماً سيتبعه هبوط في الطاقة الحيوية يُحسّ في صورة التأثير المثبط للعقاقير. فلا شيء يستطيع أن يحل محل جسم طبيعي نظيف قادر على توليد طاقة حيوية طبيعية ونظيفة.
وقد رتب إيكازو العقاقير الأكثر ضرراً على الطاقة الحيوية كالآتي: الكحول والهيروين والأفيونات (المسكنات المورفينية) والتبغ والكوكايين والباربيتيورات ومضادات الاكتئاب والأمفيتامينات والحشيش والكافيين.
والنموذج الذي وضعه يسمى “أبواب التعويض”، وهو يصف الطرق التسعة المختلفة التي نبدد بها الطاقة؛ المنبهات والعقاقير مجرد واحدة من هؤلاء. والتعويض -بطريقة أو بأخرى- يعتبره هو طبيعياً تماماً وينظر إليه كوسيلة بواسطتها نحاول أن نحافظ على التوازن لأنفسنا. افترض أن نفوسنا تشبه وعاءً، ونحن عندما نتفاعل عاطفياً مع المواقف أو عندما لا تسير الأشياء كما نتوقع أو عندما نعاني توتراً بصورة أو بأخرى، فإن الضغط داخل نفوسنا يزداد. ولكي نحرر هذا الضغط، فإننا نستخدم واحداً أو أكثر من أبواب التعويض. وهذا -على سبيل المثال- يفسر لماذا يسرف بعض الناس في الشراب ليلة الجمعة أو يتخمون أنفسهم بالطعام أو يسيئون إلى أفراد عائلتهم دون ذنب بسبب سوء طباعهم أو صعوبة إرضائهم. فهذه هي كل طرق استنفاد الطاقة وتخفيف التوتر داخل النفس.
أبواب التعويض
الفهم الصحيح لكيفية استخدامنا لأبواب التعويض هذه يساعدنا على تحديد مصادر التوتر ويمكننا من تطوير طرق صحيحة أكثر تحفظنا في حالة اتزان. وهذه العملية هي هدف برنامج تدريب اليوم الواحد الذي يقدمه رعاة البرنامج في معهد أريكا وهي مؤسسة كبيرة للتعامل مع التوتر.
وأبواب التعويض تشمل:
1. الولع بالسموم؛ استعمال المواد السامة مثل السجائر والكحول والحشيش
2. المرض النفسي-الجسدي (أو النفس-جسدي)؛ يصبح الشخص مشغول البال جداً بالمرض والصحة العقلية والجسمية
3. الإجهاد الشديد؛ الذي قد يظهر في صورة الحاجة الإلزامية للعمل أو الإفراط في التمرينات الرياضية
4. الإجرام؛ طريقة للانتقام لعدم الشعور بالعدل
5. الرهاب؛ من النفور إلى الكره الشديد
6. الرعب؛ يعيش دوماً في حالة رعب ثم ينشره للآخرين
7. الغي؛ قد يظهر في صورة إفراط في تناول الطعام
8. القسوة؛ التي تشمل الإحساس بكونه حقيراً. فيستعمل ألفاظاً فاضحة وسلوكيات مهينة.
9. الشهوانية؛ وتشمل الإفراط في الجنس والانهماك في الملذات.
وكل باب من أبواب التعويض متعلق بمجال معين حيث يحدث خلل محدد في التوازن النفسي. على سبيل المثال، عندما نعاني توتراً في مجال العمل، فإننا ندخل في حالة من الرعب. وعلى ذلك، فامتلاك الموضوعية في ملاحظة أي الأبواب تكون جذابة لك يوضح أيضاً مظاهر حياتك حيث تولد الضغط الداخلي.
وفي حين أننا جميعاً نستخدم هذه الطرق التعويضية في أوقات مختلفة كل يوم إلا أن الدرجة التي نستعملها بها مهمة كذلك. فالدرجة الأولى من الاستعمال تكون فقط عرضية لمجرد الإشباع المؤقت.
الأطعمة والمشروبات التي يجب تجنبها
من الوجهة الغذائية هناك بعض الأطعمة والمشروبات، لو استعملت بشكل اعتيادي أو منتظم، تستنفد الطاقة مثل: السكر، والكحول، والقهوة، والشاي، والشيكولاتة. فلكي تولد الطاقة وتحافظ على مستوى مناسب لها، يجب إما أن تتجنبها تماماً لاسيما الكحول أو أن تصل على الأقل إلى النقطة التي عندها تستعملها لمجرد متعة عارضة وليس اعتماداً يومياً.
وهناك طريقة أخرى لاستنفاد الطاقة وهي الأكل بكثرة. تقول التقاليد الهندية: علينا أن نملأ نصف معدتنا بالطعام وربعها بالماء ونترك ربعاً للبرانا Prana أو الطاقة الحيوية، وهذا يعني أن تأكل إلى الحد الذي يجعلك راضياً وليس متخماً. فذلك يمنحك القوة والنشاط بينما الإفراط في الأكل له تأثير عكسي.
ولذلك، فمن الأفضل -من الناحية الغذائية- أن تتجنب كل مستنفد للطاقة وألا تفرط في الطعام، فهذا بالتأكيد سيعطيك طاقة أكبر تقاوم بها التوتر في حياتك. مع ذلك، فمن الناحية النفسية، فإن هذه الأبواب تستعمل بهدف، وهو تخفيف الضغط الداخلي. لذا، إذا كنت تتعامل مع ذاك الأمر الذي يولد الضغط النفسي، فإن حاجتك إلى استعمال الدرجة الثالثة لأبواب التعويض المستنفدة للطاقة سوف تقل. وبعبارة أخرى، فأنت في حاجة لتغير الطريقة التي تتفاعل بها وكذلك تغير ما تأكله وتشربه، والاثنان يسيران جنباً إلى جنب.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي