الشفاه والأفواه وسائل نيل المتع الحسية كالرضاعة، والشراب، والطعام، والتذوق، والتقبيل – وقد يكون هذا هو سبب اهتمام الأفراد بأفواههم منذ أمد بعيد، ويعود وصف أدوية مشاكل الفم بداية من الرائحة الكريهة وحتى آلام الأسنان إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد في الكتابات والنقوش السومرية، والصينية، والمصرية القديمة، وتشتمل بعض هذه الأدوية على مكونات غريبة كالخمر وبول الأطفال، وقد ثبت لاحقًا أنهما مضادان للتعفن.
وعلى الرغم من أن الأسنان ليست بجاذبية الأفواه والشفاه إلا أنها مفيدة بالتأكيد، فهي لا تساعدنا على طحن الغذاء فحسب، بل وتحافظ أيضًا على عدم تدلى ألسنتنا من أفواهنا، وبمناسبة الحديث عن الألسنة، فإنها ليست للتذوق، والحديث، والإثارة فحسب، بل تساعدنا أيضًا على تقليب الغذاء في أفواهنا حتى نستطيع مضغه وابتلاعه.
وعلى الرغم من أن الفم قد يمنحنا نحن وغيرنا سعادة هائلة، إلا أنه قد يوقعنا في عدد كبير من المشاكل، وهو يتحدث، فمن لون وقوام شفاهنا وألسنتنا، بل ورائحة أنفاسنا تخبرنا أفواهنا بالكثير عما يدور داخل أجسامنا. وهذه دلالة حقيقية على حالتنا الصحية، فليست مصادفة أن يقول الطبيب للمريض في بداية فحصه له: “افتح فمك، وأخرج لسانك”.
الشفاه المنتفخة
كان انتفاخ الشفاه دلالة على جمال المرأة وجاذبيتها على مر العصور. وكانت الآنسات في عصر الملكة فيكتوريا يمارسن تمرين حرف “P” – الذي يتضمن تكرار الكلمات التي تبدأ بحرف “P” – لعل شفاههن تصبح جميلة، وفاتنة، ومرسومة لتجذب الخُطاب.
وفى عصرنا الحالي، تستطيع المرأة إن لم تكن شفتاها جذابتين بالوراثة – مثل “سكارليت جونسون”، فبإمكانها نفخهما بحقنهما بالكولاجين بدلًا من ممارسة تمرين حرف “P” (تذكر “جولدى هون” في فيلم The First Wives Club)، ولكن الشفتين المنتفختين قد تدلان أيضًا على رد فعل شديد الحساسية لأى شىء أكلته، أو شربته، أو استخدمته لتجميلهما.
إذا انتفخت شفتك السفلية، وظهرت عليها بقع قشرية بيضاء وحمراء، أو قرح، فربما كنت مصابًا بمرض تشقق الشفاه الأكتينى، وهي حالة تآكل متواصل بسبب أشعة الشمس، وعادة ما تحدث هذه الحالة بعد سن الخمسين وتغلب على الرجال أكثر من النساء، والمؤسف أن هذا المرض لا علاج دائم له، وكما هو الحال مع كل الأمراض الناتجة عن التعرض للشمس، فإن أصحاب البشرة الملساء أكثر عرضة للإصابة بها. وعادة ما يتحول التشقق الأكتينى إلى سرطاني، رغم أنه قد يكون علامة مبكرة على إصابة الشفة السفلى بالسرطان بالفعل.
والانتفاخ المزمن للشفتين قد يكون دلالة على “متلازمة ميتشر – ميلكرسون – روزينتال”، وهو اضطراب عصبي متوارث غالبًا. وقد يتعرض المصابون بهذه الحالة – والتي عادة ما تحدث في مرحلة بدايات الرشد – أيضًا لتورم في الوجه، وشلل في أعصابه، وتشقق في اللسان. وقد تظهر بعد ذلك بعض الأعراض الأخرى كالشفاه الجافة المشققة الحرشفية. وتنتشر هذه الدلائل أيضًا لدى المصابين باللحمانية، وهو خلل التهابي خطير يؤثر على العديد من أعضاء الجسم كالعينين، والأذنين، والأنف، وبعض الأعضاء الداخلية.
دلالة تحذير
إن وجود قرحة أو انتفاخ ذي حافة صلبة ومركز بنى اللون على الشفة قد يدل على الورم الحسكي القرني، وهو آفة جلدية تتطور بسرعة على الشفتين. وهو – كغيره من الزيادات الجلدية – يتأثر بالشمس، ورغم أنه قد يظهر ويختفى تلقائيًا ولا يخلف إلا وهدة صغيرة إلا أنه قد يكون نذيرًا بسرطان.
دلائل خطر
إذا حدث لشفتيك انتفاخ مفاجئ مصحوب بمشاكل في البلع والتنفس، فاستدع المساعدة الطبية فورًا، فقد يكون هذا رد فعل للحساسية يهدد حياتك (صدمة استهدافية).
تجعد الشفاه
عندما ترى شخصًا متجعد الشفاه فقد تظنه متزمتًا أو متضايقًا، ومع ذلك فقد يدل تجعد الشفاه على خلل مناعى خطير يسمى الجسوء – وهو تصلب في الجلد يتسرب إلى الأعضاء الداخلية. وعندما تتصلب البشرة المحيطة بالشفتين، فإنه يصبح من الصعب فتح الفم مما يجعل الشفتين تبدوان مجعدتين ومنكمشتين.
حقيقة مهمة
يعطى احمرار وامتلاء الشفتين جاذبية للشخص في الكثير من الثقافات، ويعتقد العلماء أن هناك قاعدة تطورية وراء ذلك التوجه، حيث تعتبر الشفتان المنتفختان دلالة على الخصوبة.
جفاف وتشقق الشفتين
إن برودة الطقس وتشقق الشفاه متلازمان. وعلى الرغم من عدم خطورة تشقق الشفتين وحدوثه بسبب عوامل خارجية، إلا أنه قد يدل على جفاف الجسم، ومن العجيب هنا أن لعق الشفتين قد يزيد الحالة سوءًا. وقد يدل الجفاف المزمن للشفاه أيضًا على نقص التغذية، وعلى متلازمة سجوجرين.
زرقة الشفتين
قد تكون زرقة الشفتين إحدى تقاليع الموضة ولكن الاحتمال الأكبر أنها تكون نتيجة التعرض لبرودة الطقس لفترة طويلة. وقد تكون زرقة الشفتين دليلًا على مرض راينود، وهو حالة تتقلص فيها الشرايين الصغيرة في أصابع اليدين والقدمين وأعضاء الجسم الأخرى كنتيجة للبرد أو الضغط الانفعالي، وهذا التقلص يحرم أعضاء الجسم من الحصول على الأكسجين الكافي فيتحول لونها إلى الأزرق. وقد تكون هذه الحالة تحذيرًا من أن الجسم لا يحصل على الأكسجين الكافي بسبب أحد أمراض التنفس العديدة كالالتهاب الرئوي، والربو، والتهاب الشعب الهوائية، والاستسقاء الرئوي، أو قد يحدث نقص الأكسجين نتيجة التدخين، حيث إن أول أكسيد الكربون الموجود بالسجائر يطرد الأكسجين الموجود في الرئة وغيرها من الأعضاء الأخرى، وقد تدل زرقة الشفتين على نقص نسبة الحديد في الدم (الأنيميا).
دلالة تحذير
إذا ازرقت الشفتان أثناء الحمل، فقد يدل هذا على نقص الحديد في الدم مما قد يؤدى إلى مشاكل جسيمة أثناء فترة الحمل.
وخز والتهاب الشفتين والفم
إذا تورمت الشفتان والفم، فقد تكون هذه دلالة مبكرة على آلام البرد – والمعروفة طبيًا باسم الحلاء البسيط. وإذا كان الأمر كذلك عليك الحرص لفترة، حيث إن فيروس الحلاء معدٍ للغاية.
وإذا شعرت بوخز غريب في شفتيك غير المصابة بفيروس الحلاء فقد يكون ذلك دلالة على نقص الكالسيوم أو نقص فيتامين “د”. قد يكون وخز أو خدر الشفتين أو غيرهما من أعضاء الجسم دلالة مبكرة على مرض بالكلى. وقد يدل الألم في الفم أيضًا على مرض السكر، حيث قد تتلف الأعصاب في الفم وفى غيره من أجزاء الجسم الأخرى عند اضطراب مستوى سكر الدم.
وإذا بقيت هذه الأحاسيس لمدة طويلة، فقد يكون ذلك دلالة على هياج ناتج عن انكسار سِن أو مجموعة أسنان، أو على حساسية لبعض أنواع الطعام، أو دلالة نقص التغذية، أو قد يكون رد فعل تجاه غسول الفم، وقد تدل حرقة الفم أيضًا على الإصابة بفطر الكانديدا – وهو التهاب فطري خميري – وهي حالة أحيانًا ما تصيب من يتعاطون مضادات حيوية أو يستنشقون أو يتعاطون السيترويد الموضعى، أو من يعانون من فم جاف. وتنتشر الإصابة بفطر الكانديدا أيضًا بين من يعانون من ضعف المناعة نتيجة بعض الأمراض كالسكر، أو الإيدز، أو السرطان أو وسائل علاجه. والعجيب أن الإصابة بفطر الكانديدا المصحوب بظهور بقع بيضاء في الفم قد يكون من الدلائل الأولى على مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
حقيقة مهمة
تقوم أفواهنا بوظيفة غذائية مهمة أخرى بجانب الطعام، حيث تبرد الطعام أو تدفئه، وتحوله لدرجة حرارة مناسبة للبلع مما يمنع الألم الناتج عن تناول “البيتزا”، أو الصداع الناتج عن تناول المثلجات.
دلالة توقف
إذا أصبت بمتلازمة حرقة الفم، فقد يريحك تغيير معجون الأسنان أو غسول الفم.
نمش الشفتين أو الفم
قد يضفي النمش مظهرًا أنيقًا للأنف، ولكن كيف الحال إذا ظهر على الشفتين؟ إن البقع البنية غريبة الشكل التي تظهر على الشفاه وتسمى البقع الميلانية شائعة وغير مهمة طبيًا، وعلى الرغم من عدم خطورتها إلا أنها تدوم لأعوام.
وقد يظهر النمش بداخل الفم أيضًا، وعندئذٍ يسمى البقع الميلانية المخاطية، وغالبًا ما يكون هذا التغير في لون البشرة دلالة مبكرة على مرض أديسون، وهو اضطراب نادر يصيب الغدد الكظرية. وقد يدل النمش أيضًا على كثير من التغيرات والأمراض الهرمونية. وعندما يغير نمش الفم من لون وشكل وقوام الشفتين – كما هو الحال مع كل أنواع النمش الأخرى – فقد يكون ذلك دلالة تحذيرية على سرطان الجلد.
دلالة تحذير
قد يكون اللون الضارب للصفرة (اليرقان) في سقف الحلق أو تحت اللسان دلالة على الالتهاب الكبدي الوبائي.
البقع البيضاء والرمادية في الفم
إن ظهور لطع بيضاء أو رمادية في الفم أمر كاف لإفقاد الشهية للطعام. وقد تظهر هذه اللطع – المعروفة طبيًا باسم اللوكيميا – في أي مكان في الفم بما في ذلك اللسان واللثة. وتلك اللطع التي يستغرق نموها أسابيع أو شهورًا هى نمو زائد في الخلايا. وقد تكون هذه الخلايا دلالة على عدم انطباق الفكين العلوي والسفلى جيدًا لدى من يركبون طاقم أسنان، أو عض الخد من الداخل، أو بعض المثيرات الأخرى. وقد تظهر اللطع البيضاء أيضًا كرد فعل لغسول الفم أو معجون الأسنان الذي يحتوي على صبغة نباتية حمراء أو مطهر.
وإذا ظهرت تلك اللطع فجأة، فقد تكون دلالة على الإصابة بفطر الكانديدا، ولكن غالبًا ما يكون الظهور المفاجئ لهذه اللطع دلالة على كثرة التدخين أو تعاطى الكحوليات. وغالبًا ما تتحول اللوكيميا عند المدخنين ومتعاطي الكحوليات إلى إصابة سرطانية. والحق أن أي تغير في لون فم المدخن الحالي أو من سبق له التدخين قد تكون ما يقال عنه “علامة تدخين”؛ وهي تحذير مبكر للإصابة بسرطان البشرة.
دلائل خطر
فيما يلي أعراض الإصابة بسرطان الفم – وهو من أخطر صور السرطان:
● لطع أو كتل جلدية، أو مجعدة، أو واضحة بداخل الفم.
● صعوبة في المضغ، والبلع، والتحدث، وصعوبة في تحريك اللسان والفكين.
● بقع رمادية، أو حمراء، أو بيضاء، أو لطع بداخل الفم.
● هياج، أو ألم، أو التهاب، أو قرح بالفم لا تشفى.
● ضعف، أو خدر، أو ألم في الفم أو الشفتين.
الخطوط البيضاء الرفيعة في الفم
تدل الخطوط الرفيعة البيضاء التي تظهر على الوجنة من الداخل أو على اللثة واللسان على الحزاز المسطح، وهو مرض مزمن يصيب البشرة، ويبدو أن تلك الخطوط تظهر وتختفي تلقائيًا. ويرى بعض الأطباء أن بعض حالات هذه الإصابة قد تدل على الالتهاب الكبدي الوبائي “سي” – وهو داء فيروسي خطير – رغم أن هذا الطرح لا يزال محل جدل.
تورم اللثة أو احمرارها
إذا تغير لون اللثة من اللون الوردي الصحي إلى اللون الأحمر فقد يكون ذلك دلالة على التهاب اللثة، وعادة ما يعتبر التهاب اللثة دلالة تحذيرية على إهمال صحة الفم، بل ودلالة على احتمال الإصابة بمرض كامل النمو في اللثة – والمعروف طبيًا باسم التهاب الأنسجة حول الأسنان. والمؤسف أن هذا المرض يؤدى إلى فقدان العظام والأنسجة الضامة التي تربط الأسنان بالفم، مما يؤدى إلى فقدان الأسنان. ولكن الأخبار الجيدة هي أن العلاج المبكر لهذه الحالة يؤدى إلى الشفاء منها.
وقد يكون ورم اللثة دلالة على التدخين أو كز الأسنان، وقد يدل أيضًا على تعاطى بعض العقاقير كأقراص منع الحمل والمهدئات وبعض أدوية القلب.
وقد يدل تورم اللثة أيضًا على مرض السكر، حيث إن ثلث المصابين بالسكر مصابون أيضًا بمرض حاد في اللثة، والمثير أن علاج مرض اللثة قد يساعد على السيطرة على مستويات سكر الدم.
وقد يدل التهاب اللثة أيضًا على الإصابة بالتهاب بكتيري قد يؤدى في الحالات الحادة إلى تلف عظام فم المريض أو أنسجة لثته.
دلالة صحية
اللثة الصحية لونها وردى أو مرجاني، وتتميز بالثبات والمرونة عند تحريكها، ولابد طبعًا أن تخلو من النزيف أو الألم.
دلالة تحذير
مرض اللثة (التهاب اللثة) يزيد من خطورة إصابة الفرد بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
فيما يلى الدلائل الشائعة على مرض اللثة:
● فراغات بين الأسنان.
● صديد بين الأسنان واللثة.
● النفس الكريه.
● تقلص حجم اللثة.
● فم مصاب بالحكة.
● قرح بالفم.
● تغيرات في الأثر الذي تتركه الأسنان، أو في توافقها في الفكين.
إن المرأة التي تتعاطى عقاقير خصوبة لأكثر من ثلاثة أشهر تزيد خطورة تعرضها لمرض اللثة، حيث يؤثر الإستروجين (هرمون الأنوثة) الذي تحتوي عليه معظم هذه العقاقير سلبيًا على أنسجة اللثة.
ورم سقف الحلق
إذا شعرت بورم أو نتوء في سقف الحلق – من خلال اللسان – فلا تنفعل، حيث غالبًا ما تدل هذه النتوءات على نتوءات الحلق، وهي نمو عظمى في سقف الحلق، والعجيب أن تلك النتوءات حميدة، وعادة ما تحدث نتيجة تناول بعض الأطعمة الصلبة التي تثير الحنك، بل إنك قد تلاحظ تلك التجمعات العظمية عند مضغ طعام جرش، وعلى الرغم من أنها حميدة، فإذا زاد حجم هذه النتوءات، فقد تسبب لك صعوبة في الحديث ومشاكل في الأسنان.
إذا اكتشفت بلسانك تجاويف صغيرة في سقف الحلق، فقد ترى ذلك مزعجًا ولكنها ليست مؤلمة ولا خطيرة وتسمى المرض اللعابي المميت للخلايا. وعادة ما تدل هذه الإصابات على وجود بعض الجروح في الفم، وأحيانًا ما تلتئم من تلقاء نفسها في غضون شهور، إلا أن المؤسف أن بعض هذه الجروح يتحول إلى سرطانية.
دلالة تحذير
القرح المتكرر أو قرح الفم قد تكون علامة تحذيرية مبكرة على مرضين معويين خطيرين، وهما: مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، وقد تكون أيضًا دلائل تحذيرية مبكرة على الإصابة باضطراب الذئبة المناعي.
جفاف الفم أو العطش الزائد
هل شعرت من قبل أن جلد فمك يشبه الصنفرة أو أن داخله محشو بالقطن؟ إذا كان الأمر كذلك فقد تكون مصابًا بجفاف وتشقق الفم، وهو حالة ليست خطيرة، وتدل عادة على الجفاف نتيجة تناول الأملاح، أو الكحوليات، أو حرارة الجو، وقد تدل أيضًا على التعرض للضغوط، أو حاجة الجسم لتبريد درجة حرارته.
أما إذا شعرت بعدم ارتفاع درجة حرارة جسمك ومازال فمك جافًا، فقد يكون ذلك نتيجة تناولك دواء لا يحتاج إلى وصفة طبية، وهي أدوية يفوق عددها 400 دواء، وعلى رأسها مضادات الحساسية، ومدرات البول، وغسول الفم، والمهدئات، وبعض أدوية ضغط الدم.
وأحيانًا ما يؤكد جفاف الفم تعاطى بعض أنواع المخدرات مثل الماريجوانا، والكوكايين والميثامفيتامين، أو قد يدل على تناول الكحوليات، فالكحول مجفف خطير للجسم.
ويعتبر جفاف الفم دلالة على إصابة في الغدد اللعابية نتيجة لجروح في الرقبة، أو عملية جراحية، أو علاج بالإشعاع أو علاج كيماوي. والجفاف الناتج عن الإشعاع دائم، بينما الناتج عن العلاج الكيماوي جفاف مؤقت.
وقد يكون جفاف الفم دلالة مبكرة على بعض الاضطرابات المناعية مثل الروماتيزم، والتهاب المفاصل، ومتلازمة سجورجين. ومن الدلائل الأخرى على متلازمة سجورجين – والشائعة بين النساء – جفاف العين، وجفاف الأنف، والتهاب المفاصل. وأخيرًا قد يدل جفاف الفم على حالات خطيرة كالشلل الرعاش، وتليف المثانة، ومرض السكر، بل وأيضًا مرض الإيدز.
عادة ما يكون من الصعب التمييز بين جفاف الفم والعطش الشديد، فكل منهما يؤدى للآخر، ومع ذلك فالعطش الشديد الذي لا يروى قد يكون دلالة خطيرة على زيادة إفراز الغدة الدرقية، والجوع الشديد دلالة أخرى، أما إذا شعرت بالجوع دائمًا وصحب ذلك زيادة في التبول، فقد يدل العطش الشديد على اضطراب لم يُشخَّص في مستوى سكر الدم، والذي قد يؤدى إلى غيبوبة سكر.
حقائق مهمة
يساعدنا اللعاب على تبريد الطعام حتى نستطيع مضغه وابتلاعه وهضمه بسهولة. ويعمل أيضًا على تنظيف الأسنان من بقايا الطعام والبكتريا، حتى يمنع الرائحة الكريهة للفم، ويحافظ على الأسنان من التسوس، ويمنع أمراض اللثة. بدون اللعاب فقد نفقد أسناننا في غضون ستة أشهر.
نظريًا، فإن أية مادة، أو مرض، أو علامة تُكتشف في الدم يمكن اكتشافها أيضًا في اللعاب. وقد تكشف اختبارات اللعاب عن تعاطى المرء للعقاقير المحظورة، أو الكحوليات، أو إصابته بالإيدز، أو التغيرات الهرمونية، بل وقد تكشف أيضًا عن تعرضه للضغوط. وقد نجح العلماء في الكشف عن سرطان الفم من خلال اللعاب.
دلالة تحذير
إذا وضعت بعض البسكويت في فمك ووجدت صعوبة في مضغه أو ابتلاعه، فقد أخفقت في “اختبار البسكويت” وهذا يدل على جفاف الفم.
سيولة الفم
إذا كنت تقذف رذاذًا من فمك أثناء حديثك فقد يحرجك هذا. وقد يكون اللعاب الزائد نتيجة تعاطى بعض الأدوية وخصوصًا العقاقير التي تحتوي على الإستيل كولين، والتي تستخدم لعلاج جفاف الفم والمياه الزرقاء في العين، وعادة ما يكون ذلك دلالة على الإصابة بمرض الارتجاع الحمضي.
وقد تدل سيولة الفم على حالات خطيرة كقرحة المعدة، وأمراض الكبد، والتهاب البنكرياس، والاضطرابات العصبية، وانسداد المرىء، والسرطان. وعلى الرغم من ذلك فقد تكون سيولة الفم دليلًا مبكرًا على الحمل لدى النساء.
حقيقة مهمة
يفرز فم الشخص العادي ربع جالون لعاب تقريبًا في اليوم؛ أي حوالي عشرة آلاف جالون تقريبًا على مدار حياته.
اللسان الدال
اللسان مغطى بالعديد من العقد الصغيرة التي تسمى بالحلمات، والتي يحتوي بعضها على براعم التذوق، وهذه الحلمات تنمو وتسقط مثل شعر الرأس، وتسقط الحلمات في مؤخرة اللسان بصورة أبطأ من نموها في مقدمة اللسان، وعادة ما تكون أطول من حلمات مقدمة اللسان مما يجعلها عرضة للإصابة بالبكتيريا وبعدوى التخمر.
دلالة تحذير
إذا كنت تخرج رغوة من فمك، فقد تخشى أن تكون مصابًا بداء السعار. ومع ذلك، فما لم يكن قد عضك حيوان مؤخرًا، فقد لا تصاب بهذا المرض الخطير، بل الفم المزبد دلالة على جفاف الفم أو مرض السكر.
حقيقة مهمة
قد تؤوى أفواهنا أكثر من ستة ملايين نوع من البكتيريا، بعضها نافع وبعضها ضار. ويعتمد أكثر من ستمائة نوع منها على محل إقامة الفرد ووزنه، حيث تختلف البكتيريا في أفواه سكان أمريكا الشمالية – مثلًا – عن مثيلاتها لدى سكان أمريكا الجنوبية، أو السويد. وكذلك تختلف بكتريا فم النساء ذوات الوزن الزائد عنها لدى النساء ذوات الوزن الطبيعي.
اللسان المشعر الأسود
إذا اسمر لون لسانك بدون لعق حلوى العرقسوس أو تناول عصير التوت، فقد يدل ذلك على حالة تسمى اللسان المشعر الأسود، والمعروفة طبيًا باسم اللسان الأسود الوبري. عندما تعجز شعيرات اللسان عن التساقط، فإنها تنمو بكثرة، وبالتالي فإنها تؤوى البكتيريا فيتحول لون اللسان إلى البنى القاتم، أو الأخضر، أو حتى الأصفر الداكن.
واللسان المشعر الأسود يعد دلالة على شراهة التدخين، وعدم العناية بالفم. والمثير للسخرية أنه يدل أيضًا على الإفراط في استخدام غسول الفم. وليس غريبًا أن المصابين بهذه الحالة عادة ما يصابون أيضًا بنتانة رائحة النفس.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد يكون اللسان المشعر الأسود نتيجة بعض المضادات الحيوية، أو أدوية المعدة المحتوية على عنصر البيزموث المعدني مثل (بيبتو بيزمول)، وأحيانًا ما تظهر هذه الحالة لدى من يتلقون العلاج الكيماوي أو الإشعاعي لسرطانات الرقبة والرأس، وأخيرًا، قد يدل اللسان المشعر الأسود على عدم السيطرة على سكر الدم.
دلالة تحذير
إن النتوءات الصغيرة التي تنمو على جانبي اللسان عادة ما تكون غير سرطانية، بينما النتوءات التي تنمو على جانب واحد من اللسان تعتبر دلالة تحذيرية على الإصابة بالسرطان.
اللسان المشعر الأبيض
هل فزعت من قبل أثناء نظرك في المرآة لاكتشافك تحول لون لسانك إلى الأبيض؟ قد يكون ذلك راجعًا إلى معجون الأسنان، أو مادة البيروكسيد الموجودة في غسول الفم، ومع ذلك فاللسان الأبيض المشعر غالبًا ما يدل على إصابة قريبة بالحمى، أو التدخين أو التنفس من الفم، بل وقد يكون دلالة على تناول طعام قليل الألياف.
دلالة صحية
اللسان السليم صحيًا وردى اللون، وأملس كالحرير، ولابد أيضًا أن تنتشر عليه نتوءات صغيرة ومنتظمة التوزيع.
دلالة توقف
يمكن أن يساعد استخدام الفرشاة مع اللسان أو كشطه على التخلص من البكتريا وعدوى التخمر، ويحافظ أيضًا على نضارة النفس.
اللسان السمين الأحمر
إذا بدا لسانك أحمر كاللحم، وإذا كان يلتهب من تناول الأطعمة المتبلة، فقد يكون ذلك دلالة تقليدية على حالة صلع اللسان، وكما يتضح من الاسم، فقد فقَد اللسان طبقة حمايته وتحول لونه إلى الأحمر. ويحدث صلع اللسان مع كبار السن – مثله مثل صلع الرأس. وقد يكون صلع اللسان دلالة على عدم استواء أسنان الفكين العلوي والسفلى، واحتكاكها مع اللسان، وقد يدل أيضًا على نقص فيتامين “ب” أو الإصابة بفطر الكانديدا.
حقيقة مهمة
لكل منا بصمة لسان مميزة.
اللسان الأخدودي
قد لا تشعر بخطورة اللسان الأخدودي، أو المشقق حتى تعرف المصطلح الطبي المستخدم لوصفه؛ وهو اللسان الصفني، وعلى الرغم من اسمه، فإن اللسان الصفني شائع إلى حد معقول، فأكثر من 5% من سكان الولايات المتحدة وأكثر من 20% من سكان العالم مصابون به. واللسان الأخدودي أكثر شيوعًا لدى الرجال عنه لدى النساء، وتزداد خطورة اللسان الصفني – الموروث عادة – مع التقدم في العمر.
وعادة ما يكون اللسان الصفني دلالة حميدة ، إلا إذا امتلأت حفره بالبكتريا مسببة نتانة رائحة النفس. ولكنه قد يدل أيضًا على مرض نادر يسمى متلازمة مايتشر – ميلكرسون روزنيتال، والتي تسبب تورم الشفاه.
اللسان الناعم
إن اتصافك بنعومة اللسان لا يعنى بالضرورة أنك متحدث لبق؛ لأنه إذا كان لسانك ناعمًا وشاحبًا فهذا يدل على إحدى صور نقص التغذية كنقص حامض الفوليك، أو نقص فيتامين ب12، أو نقص الحديد، مما يؤدى إلى فقدان اللسان لغطائه الخشن فينعم وتقل كثافته، بل وقد يتقلص حجمه.
وعلى الرغم من ذلك، فقد يدل احمرار ونعومة اللسان على الأنيميا الحادة، وهي نقص فيتامين ب12، وهي حالة يمكن علاجها، أو قد يكون دلالة على متلازمة سوء الامتصاص، وهي اضطراب معوي نتيجة عدم تمكن الجسم من امتصاص المواد الغذائية بشكل جيد.
وإذا لم يكن على اللسان سوى بقعة واحدة ناعمة ذات لون أحمر أو أبيض فقد يكون ذلك دلالة على التهاب العضلة شبه المعين الوسطى في اللسان. وتبدو هذه البقعة الوحيدة كقطعة ألماس أو شبه معين، ومن هنا كان اسمها. وقد تكون هذه البقع مسطحة أو مرتفعة وقد تكون خالية من شعيرات اللسان وبراعم التذوق. وعادة ما توجد هذه البقعة في منتصف اللسان باتجاه مؤخرته، وقد تكون صغيرة جدًا وقد تبلغ من الكبر بحيث تغطى أكثر من نصف اللسان. وهذه الحالة النادرة من التهاب اللسان تسمى أيضًا ضمور الحلمات الوسطى، وتشيع لدى الرجال أكثر من النساء.
وأحيانًا ما يصاب أصحاب هذه الحالة بما يسمى آفة التقبيل – وهي بقع حمراء متهيجة عندما تحتك بقعة اللسان العارية بسقف الحلق، وقد تُظن هذه البقعة سرطانًا لكنها ليست كذلك، لكنها عرضة للإصابة بفطر الكانديدا.
المراجع
موقع طبيب
التصانيف
طبيب العلوم التطبيقية الطبي