الشجرة arbre كل نبات معمّر له ساق خشبية، جزؤها الأسفل عارٍ بسيط. وتختلف أبعاد الأشجار باختلاف الزمر النباتية التي تنتمي إليها وبتنوع مواقع نموها. فأشجار الأوكاليبتوس الكروي Eucalyptus globulus في أستراليا ترتفع حتى 150 متراً بمحيط يراوح بين 30 و35 متراً. وترتفع أشجار السيكويا العملاقة Sequoia gigantea في كاليفورنيا 100متر بمحيط نحو 40 متراً وقطر قرابة 11م تقريباً، وعمر يتجاوز 4000 سنة. بينما يراوح ارتفاع أشجار الزان والسنديان والمران والكستناء في أوربا بين 30 و35 متراً بمحيط يراوح بين 10 و12 متراً.
 
تقسم الأشجار بناءً على ارتفاعها إلى: الأشجار الكبيرة التي يتجاوز ارتفاعها 30 متراً، والأشجار المتوسطة التي يراوح ارتفاعها بين 15ـ30 متراً، والأشجار الصغيرة التي يراوح ارتفاعها بين 7 و15 متراً، والشجيرات arbustes التي يكون ارتفاعها دون 7 أمتار. وتُطلق تسمية أشجار أيضاً على نباتات صغيرة متخشبة، لا يتجاوز ارتفاعها بضعة ديسمترات، نتيجة عمليات زراعة واصطفاء خاصة تهدف إلى تقزيم النبات، كما في الأنواع الشجرية المنتشرة في الحدائق اليابانية. وتتحول أشجار البتولة والعرعر في تايغا[ر] taiga المناطق الباردة الأوربية والأمريكية إلى نماذج قزمية، كما لا تتجاوز أشجار الصفصاف الزاحف عشرات السنتيمترات في أعالي الجبال، نتيجة تراجع عملية التركيب الضوئي التي تحدد النمو بطول واحد سنتيمتر في العام.
 
تختلف أشكال أشجار النوع نفسه باختلاف الكثافة الزراعية، وهكذا تأخذ أشجار السنديان في الغابة الكثيفة الشجر شكلاً مغزلياً، يساعد على نمو الأغصان العلوية طلباً لضوء الشمس، بينما تذوي الأغصان الجانبية لضعف الأشعة المتسربة، في حين ينمو مجموع الأغصان بصورة متساوية في حالة الأشجار المنفردة. ويؤدي التقليم المنظم إلى تغيير أشكال الأشجار: فالسنديانة المقلَّمة بانتظام تتحول جذوعها الضخمة إلى مجموعة من الأغصان المتساوية المستعملة في صناعة عصي الأدوات الزراعية، وكذلك الصفصافة المقلَّمة تعطي مجموعة من الأغصان النحيلة المرنة المستعملة في صناعة السلال.
 
تقسم الشجرة إلى ثلاثة أجزاء: الجذع والأغصان مع الأوراق والجذور.
 
ـ جذوع الأشجار وفروعها الهوائية: يُطلق اسم الجذع على الساق الشجرية الرئيسة الواقعة فوق سطح التربة، ويُطلق اسم التاج على مجموعة الأغصان المحمولة فوق الجذع. تختلف الفروع الرئيسة وأغصان التيجان باختلاف الأنواع التي تعطي الأشجار أشكالها الفراغية، فالشكل  المغزلي للحور هو انعكاس للزوايا الحادة التي تشكلها أغصانه مع الجذع، والشكل الكروي للسنديان هو انعكاس للزوايا القائمة التي تشكلها مع جذوع الأشجار، والشكل المدلَّى للصفصاف الباكي هو نتيجة لانعطاف أغصانه 180 درجة بالنسبة للجذع.
 
يتكون الجذع في النباتات ثنائيات الفلقة وعريانات البذور، النامية في المناطق المعتدلة، من تناوب طبقات نيِّرة وأخرى عتمة متَّحدة المركز، واضحة بالعين المجردة. تتألف الطبقات النيِّرة من خلايا وألياف خشبية تكوَّنت في الربيع ومطلع الصيف، بينما تتكون الطبقات العتمة في الخريف والشتاء. يسهِّل تعاقب الطبقات النيِّرة والعتمة معرفة عمر جذوع الأشجار المقطوعة والمستعمل في علم تأريخ الشجر dendrochronologie. تموت كل خلايا الخشب ما عدا الخلايا القريبة من الطبقة المولدة الداخلية والخلايا القريبة من الخلايا المولدة الخارجية المكونة للبرنشيم الثانوي والفلين الذي يأخذ  شكل لويحات تختلف أشكالها باختلاف الأنواع.
 
أوراق الأشجار: تضم الأشجار قرابة 20000 نوع تصنف حسب ديمومة حياة أوراقها وأشكالها ضمن الزمر الآتية:
 
ـ الأشجار الدائمة الخضرة العريضة الأوراق: كالسنديان والأوكاليبتوس والليمون. وهي أكثر الأنواع الشجرية عدداً وتنوعاً. تشمل معظم أنواع أشجار المناطق الاستوائية وأشجار الساحل السوري كالخرنوب والآس والبقس المعروف عامياً بالشمشير.
 
ـ الأشجار الدائمة الخضرة الإبرية أو الحرشفية الأوراق: كالصنوبر والسرو والتنُّوب التي تنمو شمال خط الاستواء.
 
ـ الأشجار الدائمة الخضرة السيكاسية الأوراق: كالسيكاس.
 
ـ الأشجار المتساقطة الأوراق: التي تسقط أوراقها في خريف كل عام، كأشجار الجوز والحور.
 
ـ جذور الأشجار: تختلف جذور الأشجار باختلاف منابتها: فمن الجذور ما تكون أليفة الماء السطحي كالحور والصفصاف والجوز والتين، ومن الجذور ما تكون متوسطة العمق كأغلب الأشجار الزراعية، ومن الجذور ما تتغلغل في أعماق التربة حتى تصل إلى أعماق تتجاوز العشرين متراً كما في النباتات الفراتية phreatophytes كالطلح[ر] Acacia، والأثل أو الطرفاء Tamarix.
 
تقوم الأشجار بعمليات التركيب الضوئي والتوازن المائي واستقلاب الأملاح المعدنية. تنشط عملية التركيب الضوئي في المناطق المعتدلة في الربيع والصيف نتيجة استعمال النبات للمدَّخرات النشوية والبروتينية والزيتية المدَّخرة في الجذوع والجذور، مكونةً خلايا جديدة قسومة قمّية تحقق النمو الابتدائي للسوق والجذور، وخلايا قسومة جانبية تحقق نمو الخشب الثانوي والقشرة الثانوية. وتنشط الفعاليات الفيزيولوجية وقت الإزهار في الربيع، وتتباطأ في الصيف، وتمر بفترة ركود في الشتاء. وتعدُّ عملية التركيب الضوئي من الأمور المهمة في الطبيعة، إذ يثبت المتر المربع من سطح الأوراق اـ4 غرام من ثاني أكسيد الكربون في الساعة في المناطق المعتدلة. وتراوح زيادة وزن النبات ما بين 0.7 و1 غرام في الساعة بالمتر المربع من المساحة الورقية. وتقدر مساحة أوراق شجرة قيقب ارتفاعها 15 متراً بـ 680 متراً مربعاً.
 
تحافظ الأشجار على التوازن المائي مانعة انجراف التربة وجريان السيول في المناطق الجبلية.
 
كما يؤمن تفكك الأوراق والدبال تزود الأشجار بالأملاح المعدنية اللازمة لإنجاز عمليات الاستقلاب الملائمة.
 
وتستعمل الأشجار من الناحية البيئية لمقاومة التصحُّر وصدِّ الرياح والحدِّ من انجراف التربة، ويستخدم لذلك الطَّلح  أي الأكاسيا وأشجار الكزوارينا.                        
 
تنتج الأشجار المواد الأولية للبناء وصنع الأثاث وصنع عجينة الورق وتحضير الكحول والفحم النباتي والفلين والعقاقير والصمغ والراتنج والمطاط والعفص. كما تقدم الأشجار الأغذية المستمدة من الفواكه الخاصة بالمناطق المعتدلة والمدارية كالتين والزيتون والبرتقال والتفاح والأجاص والكرز والتوابل كالقرفة والقرنفل.
 
المكوِّنات الشجرية للجبال السورية اللبنانية:
 
تتوزع الأشجار بصورة متدرِّجة، متأثرة بانخفاض درجات الحرارة مع زيادة الارتفاع عن سطح البحر، وفق النماذج النباتية الآتية:
 
ـ أشجار الخرنوب والبطم العديسي، دائمات خضرة.
 
ـ أشجار الآس الشائع والبطم العديسي، دائمات خضرة.
 
ـ أشجار القرقس القلبريني أي السنديان والبطم الفلسطيني، دائمات خضرة.
 
ـ أشجار الأوكاليبتوس، بنانيات أي دائمات خضرة، مستنفدة للماء، مستمدة من أصول أسترالية.
 
ـ أشجار القرقس البواسيري أو المنفتك أي البلوط، متساقطات الأوراق.
 
ـ أشجار القرقس الطبراني أي الملول، شبه متساقطات الأوراق.
 
ـ أشجار الصنوبر الصنوبري، مخروطيات أو راتنجيات جرومية أي محبِّة الدِفء، تتطلب تنظيم الاستثمار.
 
ـ أشجار الصنوبر البروتي، مخروطيات أو راتنجيات جرومية أي محبة الدفء، تتطلب تنظيم الاستثمار.
 
ـ أشجار الصنوبر الحلبي، مخروطيات أو راتنجيات جرومية أي محبِّة الدِفء، تتطلب تنظيم الاستثمار.
 
ـ أشجار السرو دائم الخضرة، مخروطيات أو راتنجيات جرومية أي محبِّة الدِفء، تتطلب الحماية.
 
ـ أشجار السنديان العزري، متساقطات الأوراق صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
 
ـ أشجار السنديان اللبناني، متساقطات الأوراق صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
 
ـ أشجار الكستناء المزروعة، متساقطات الأوراق صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
 
ـ أشجار الأبيس الكيليكي أي الشوح أو التنوب، مخروطيات صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
 
ـ أشجار الأرز اللبناني، مخروطيات صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
 
ـ أشجار الجوني بيروس الإقسلسي أي اللزّاب، مخروطيات أو راتنجيات صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث