فالإنسان عليه أن يعيش لحظته بحلوها ومرها .. دون ارتكاب لمحرَّم .. ولا نسيان لتتابع النعم .. ويحمد الله على كلِّ ما أعطى وما أخذ ، وما منع وما وهب ، فليس للإنسان خير إلاَّ ما اختاره له خالقه :
(( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) الملك : 14
( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم
أما المهموم المكثر من التشكي والتذمر فالناس لمجالسته كارهون ولحديثه مالون
أَفَنَيْتَ يَا مِسـْـــكِينُ عُمُركَ بـــِـالتَّأوَّهِ وَالْحُــــزُن
وَظَلَلْتَ مَكْتُوَفَّ الْيَدَيْنِ تَقُوْلُ حَارَبَنِيْ الْزَّمَن
إِنْ لَمْ تَقُمْ بِالْعِبْءِ أَنْتَ فَمَنْ يُقَوِّمُ بِهِ إِذَنْ
عِشْ حَيَاتَكَ بِمَا بَيْنَ يَدِكَ مِنْ مُعْطَيَاتٍ .. لِتَسْعَد
قال حكيم :
تمتع بمجاهدة نفسك حتى يستوي ظاهرها وسريرتها .. وزد متعتك بمجاهدت نفسك حتى تكون سريرتها أفضل من ظاهرها 0
فلماذا لا نروض أنفسنا للاستمتاع بحياتنا لحظة بلحظة .. دون حمل الهموم عن المستقبل الذي نعيشه وقد لا نعيشه ، مع مجاهدة النَّفس على حبِّ الخير للنَّاس كلّ الناس كما نحبه لأنفسنا وفلذات أكبادنا ؟!
....
مُستَلُّ من كتاب ( استمتع بحياتك )
لـ د : محمد العريفي