الزبدية (أو أفوكادو) Avocado من فواكه المناطق الاستوائية ومن فصيلة الغاريات Lauraceae، تعد المكسيك موطنها الأصلي، ومنها انتشرت زراعتها في البرازيل، وبيرو ودول أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول أوربا الغربية، وقبرص واليونان وتركيا وشمالي إفريقيا ومصر ولبنان وسورية وغيرها.
الأهمية الغذائية والصناعية والطبية
لثمار الزبدية قيمة غذائية عالية (مادة جافة حتى 29%، ودهون 5 ـ30% وبروتين 1.5ـ2.5% وكربوهيدات نحو 4.5% وعناصر معدنية نحو 1.3%) وتحتوي على مقادير جيدة من فيتامينات K,D,C,A,B، وتعد فاكهة شعبية في المكسيك. وتصل نسبة الأحماض غير المشبعة في الدهون إلى 83.8% مما يجعلها مناسبة جداً للأفراد المعرضين لارتفاع نسبة الكولسترول ولأمراض القلب. وقد ازداد الطلب على هذه الثمار في الأسواق العالمية لقيمتها الغذائية وطعمها اللذيذ إذ تؤكل طازجة، وتدخل في صناعات غذائية تحويلية (كالمثلجات والزيوت المهدرجة)، والشامبو، والصابون، وفي صناعة الأدوية ومواد التجميل.
الوصف النباتي والخصائص الحيوية
الزبدية Persea americana، شجرة مستديمة الخضرة وقوية البنية تستطيل أفرعها سنوياً أساسياً من نهاية الطرود الخضرية المتعددة بموجات نموها السنوي ومن البراعم المتكونة على الخشب القديم.
الأوراق بسيطة بيضوية الشكل، كاملة الحواف وخضراء اللون لامعة ذات عنق طويل، والأزهار صفراء مبيضة اللون صغيرة الحجم تحتوي على 12 سداة وكربلة واحدة فيها بويضة واحدة. وتتميز معظم أصناف الزبدية، خاصة السلالة المكسيكية أو الهجن بكثرة الأزهار المتكونة على الطرود الثمرية التي يقل طولها عن 30سم، وبضعف نسبة العقد (نحو 4%).
تفضل زراعة عدد من الأصناف معاً على أن تكون متوافقة في أوج إزهارها،ويفضل وضع عدد من خلايا النحل بين الأشجار بغية تشجيع التلقيح الخلطي وزيادة فرص العقد.
المتطلبات البيئية
تحتاج شجرة الأفوكادو إلى طقس معتدل الحرارة في فصل الشتاء خال من الصقيع، ويمكن لأشجارها أن تتحمل الحرارة المنخفضة إلى -3 ْم. فترة الأزهار أكثر حساسية لانخفاض درجة الحرارة، إذ قد تؤدي الليالي الجافة الساطعة ذات الجو البارد إلى موت المجموع الزهري أو البراعم المنتفخة. وتُنقص شدة حرارة الصيف والرياح القوية الساخنة نسبة عقد الثمار، وتؤدي إلى تساقط الثمار، مما يُنقص المحصول، ولاسيما إذا كان الطقس جافاً.
تنمو أشجار الزبدية جيداً في جميع أنواع الأراضي العميقة الجيدة الصرف الخالية من الأملاح. ولاينصح بزراعتها في الأراضي الغدقة، إذ تؤدي الإصابة بمرض التصمغ وإلى موت الجذور.
الإكثار
تُكاثر الزبدية بالبذور، لإنتاج غراس بذرية وللتطعيم عليها، ويفضل استخدام بذور الصنف فيورتي Fuerte للحصول على أصول قوية متجانسة، وتزرع بذور الأفوكادو فور استخراجها من الثمار في الصيف، أو الخريف، كما تكاثر بالتطعيم بالعين في الربيع أو الخريف.
إنشاء البستان وعمليات الخدمة
يفضل غرس مصدات الرياح قبل الغراس بسنتين وتحضر التربة بنقبها على عمق 70سم على الأقل، لتوفير الوسط الملائم لنمو المجموعة الجذرية، ثم تجرى فلاحة عميقة بحدود 45سم باتجاهين متعامدين مع إضافة السماد العضوي بمعدل 50ـ60 طن للهكتار.
وتجهز الحفر على مسافات 6×8 أو 8×8م وتفرش أرضها بطبقة من خليطة مؤلفة من التراب والسماد العضوي وأسمدة معدنية وذلك لتوفير وسط ملائم لنمو المجموعة الجذرية، وخاصة في السنتين الأولى والثانية بعد الغرس. تطبق خدمات حقلية مختلفة سنوياً كما يأتي :
تحرث الأرض سطحياً للقضاء على الأعشاب الضارة وطمر السماد العضوي وتوفير التهوية لطبقات التربة وتحاشي تقطيع الجذور.
ويضاف السماد الآزوتي بمعدل 1ـ2كغ للشجرة الواحدة بحسب نوع السماد وتركيزه، على دفعتين: الأولى قبل الإزهار والثانية بعد العقد، وتضاف أحياناً دفعة ثالثة بعد شهرين من العقد. كما يضاف للدونم الواحد في طور الإثمار نحو50ـ60كغ سوبر فسفات و40ـ50كغ كبريتات البوتاسيوم و5م3 سماد عضوي متخمر.
تعد السقاية من العوامل المهمة في نمو الأفوكادو ونجاحه ويجب عدم الإفراط في السقاية لأنها تسبب خطراً على الجذور في منطقة تجمعها الأعظمي على عمق 45سم الأولى من سطح التربة.
وتتطلب الأشجار الفتية بعمر 1ـ3سنوات ريّة واحدة أسبوعية ويعتمد ذلك على الجو السائد. وتعد طريقة الري بالتنقيط أفضل طرائق الري[ر]. وتربى الزبدية عموماً بطريقة الكأس المحور.
ولابد من إزالة الأفرع المتشابكة وقمم الفروع النامية إلى الأعلى والتي لا تسمح لأشعة الشمس والهواء أن تتخلل الأشجار. حيث أن التقليم الجائر يؤدي إلى ظهور نموات جديدة وكثيرة وإلى تساقط نسبة أكبر من الثمار الصغيرة. وتبدأ أشجار الأفوكادو بالإثمار من السنة الرابعة، ويصل إنتاج الشجرة البالغة إلى 300ثمرة وأكثر ويجرى للثمار إنضاج صناعي كالموز بعد اكتمال تكوينها، وتدخل الأشجار البذرية المطعمة متأخرة في طور الإثمار.
أهم الأصناف
ـ فيورتي: وهو هجين بين السلالتين المكسيكية والجواتيمالية. نضجه مبكر ويعد من أفخر الأصناف، نسبة زيته 18ـ26%. ينضج ما بين شهري تشرين الثاني وحزيران، بعد 10 شهور من وقت الإزهار.
ـ لولا: مبكر هجين بين السلالة المكسيكية وسلالة الهند الغربية ونسبة زيته 12ـ 16%. وأناهيم: نضجه متأخر وهو من السلالة الجواتيمالية، نسبة زيته 15ـ18%. وهاس: متأخر النضج وهو صنف من السلالة الجواتيمالية.
ـ ديوك: وهو صنف من السلالة المكسيكية ثماره كبيرة الحجم، مشابه لصنف فيورتي. ومن الأصناف المهمة الأخرى: رنكون، والان، ريد، توخا وغيرها.
جني المحصول
يكون نضج الثمار عادة أسرع في الأشهر الحارة من فصل الصيف عنه في الأشهر الباردة من فصل الشتاء. وتصبح الثمار حين اكتمال نضجها لينة بالضغط الخفيف عليها، وتكون بذرتها مغطاة بغشاء رقيق بني غامق. يُستعمل المقص لقطف ثمار الأفوكادو، ويترك جزء من العنق مع الثمرة حتى لا تتعفن عند التخزين، ولا ينصح بقطف الثمار قبل نضجها.
أهم الآفات
تصاب الزبدية بعفن الجذور وبالجرب والانتراكنوز، وبالأمراض الفيروسية التي تسبب خسائر كبيرة. ويتطفل عليها الكثير من الحشرات مثل الحشرات القشرية وذبابة الفاكهة والتربس الذي يعد أكثر الحشرات ضرراً للزبدية.
هشام قطنا
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث