الطرفاء (الإثل) Tamarix شجرة أو شجيرة كروية التاج (الشكل 1)، يصل ارتفاعها إلى 8ـ12م، سريعة النمو، طرودها الفتية رفيعة متطاولة، أوراقها إبرية صغيرة متساقطة، أزهارها صغيرة ثنائية الجنس، وردية أو بنفسجية اللون، سنبلية الشكل كثيرة العدد، ثمرتها كبسولة، خشبها غير متين سهل الكسر، وقابل للتشقق والالتواء، يُسْتَعْمَلُ وقوداً وللتفحيم.
 
تنتمي الطرفاء إلى فصيلة الطرفاويّات Tamaricaceae، وإلى الجنس Tamarix spp. الذي يضم نحو 75نوعاً تعيش في غربي أوربا ومنطقة البحر المتوسط وشمالي إفريقيا وأواسط آسيا وفي الصين. يُعتقد أن موطنها الأصلي يقع في وسط الصحراء الإفريقية الكبرى، ويوجد في إيران وحدها نحو 23نوعاً منها. أما في سورية فتوجد أنواع عدة منها: الطرفاء المفصلية T.articulata والطرفاء الخماسية الأسدية T.pentandra. وتنتشر الطرفاء الفرنسية T.gallica في منطقة البحر المتوسط، والطرفاء النيلية T.nilotica في سيناء مصر.
 
خصائصها الحيوية
 
يستمر نشاط الطبقة المولدة cambium في الطرفاء طوال العام تقريباً، ويتركز نمو أشجارها رئيسياً في فصلي الربيع والصيف، وتزهر في شهر آب. مجموعتها الجذرية عميقة وكثيفة ويمكن أن يمتد نموها أفقياً في الترب الرملية مسافة  50م وعمودياً إلى 10م. وللحد من منافستها للمحاصيل الزراعية والأشجار المزروعة يُنْصَحُ بتقليم جذورها الأفقية بآلة خاصة خارج مسقط تاجها. تفرز غددها الورقية ملح كلور الصوديوم في أثناء الليل مما يؤدي إلى تراكم هذا الملح على سطح التربة. تتصف الطرفاء بصعوبة احتراق أوراقها، واحتوائها على نسبة مرتفعة من الملح. كما تعمل مجموعتها الجذرية في زيادة تركيز أملاح الترب سطحياً مؤدية إلى تملحها، ويكون تركيز الأملاح فيها تحت تيجان الأشجار هو أعلى بمقدار 2ـ3 مرات منه في المسافات الكائنة خارج تيجانها.
 
متطلباتها البيئية
 
تتحمل الطرفاء الترب الجافة والملحة والجو الجاف والرياح البحرية الملحة، ويمكن زراعتها في مناطق جافة جداً لايتجاوز مستوى هطلها المطري السنوي 100مم، وتجود بنموها في المناطق التي يفوق مستوى هطلها المطري السنوي 350مم. تنمو في مختلف أنواع الترب، وتتحمل درجة الحموضة pH بين 5ـ7. ينمو معظم أنواعها في المناطق الحارة، ويتحمل بعضها الآخر درجات الحرارة المنخفضة حتى -10 ْم، والعالية حتى 50 ْم صيفاً.
 
في سورية تنمو الطرفاء على ضفاف نهر الفرات، جانب الحور الفراتي على مساحات كبيرة، وكذلك في بادية الشام والساحل السوري، وعلى مجاري الأنهر، وخاصة على ضفاف النهر الكبير الشمالي.
 
طرائق إكثارها
 
تكاثر الطرفاء بالبذور، وتنتج الشجرة البالغة منها نحو نصف مليون بذرة سنوياً، إلاّ أنها سرعان ما تفقد قدرتها على الإنبات بعد أيام من موعد نضجها، لذلك يفضل إكثارها خضرياً بتجذير العقل التي يكون طولها نحو 1ـ2م وقطرها نحو 2سم، إذ إنها تتميز بمقدرتها العالية على التجذير والنمو السريع.
 
استعمالاتها المختلفة، وأهميتها الزراعية
 
يستفاد من الطرفاء في تشجير المناطق الجافة وشبه الجافة والترب الكلسية والملحة، وفي إنشاء مصدات الرياح الكثيفة وتثبيت الرمال وكثبانها المتحركة، وخاصة الرمال الساحلية. كما تستخدم ضد انجراف الترب والمنحدرات بفعل الأمطار والسيول الشديدة. تزرع بذورها الحية وغراسها زراعة كثيفة مع مراعاة تقديم الخدمات الزراعية اللازمة من ري وتسميد وتقليم ومكافحة للآفات وترقيع للفاقد من الغراس المزروعة، وفق المطلوب، وفق احتياجاتها الزمنية.
 
في سيناء مصر تنتشر الطرفاء النيلية التي تفرز المنّ حيث يقوم البدو ورهبان دير القديسة كاترينا بجمعه واستعماله بدلاً من السكر. لا ترعاها الأبقار والغنم، إلاّ أنها تعدّ علفاً جيداً للجمال. وتستعمل حاجزاً مانعاً لانتشار الحرائق، إذ تقاوم فروعها الحريق، وتمنع نمو النباتات بجوارها. آفات الطرفاء قليلة، ومن أهمها القرديّات التي تسبب حلم الأوراق والبراعم والحشرات القشرية.

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث