النزف الدماغي أو النزف داخل المخ intracerebral hemorrhage هو نزف يحصل داخل النسيج الدماغي، ويؤلف نحو 10% من السكتات strokes الدماغية. وفيما يأتي لمحة عن النزف الدماغي لدى البالغين.
يحدث النزف الدماغي بمعدل 12ـ15 حالة في كل مئة ألف شخص سنوياً، ويجري عادةً في أثناء فترة الصحو والحركة، وربما كان لذلك علاقة بارتفاع ضغط الدم الشرياني أو جريان الدم الدماغي. والأسباب كثيرة منها:
ـ فرط الضغط الشرياني: الحاد والمزمن.
ـ التحول النزفي للاحتشاءات الدماغية: يؤدي نقص التروية في منطقة ما من الدماغ إلى تخريب الخلايا وموتها في تلك المنطقة، بما فيها الخلايا التي تشكل جدران الأوعية الدموية، مما قد يسبب خروج الدم من الأوعية (في مرحلة لاحقة) وحدوث ما يدعى بالتحول النزفي hemorrhagic transformation.
ـ التشوهات الوعائية: منها التشوه الشرياني الوريدي، وأمهات الدم، والتشوهات الوريدية.
ـ اعتلالات الأوعية: منها اعتلال الأوعية النشواني amyloid angiopathy، وهو من الأسباب المهمة لنزوف الدماغ عند المسنين. ومنها أيضاً ما يدعى بالتنكس الشحمي الهياليني lipohyalinosis الذي ينتج عادة من فرط الضغط الشرياني، ويؤدي إلى ضعف في جُدُر الشرايين الدماغية الصغيرة ويجعلها عرضة للنزف.
ـ أورام الدماغ: خاصة الخبيثة (ومنها الأورام الدماغية البدئية والنقائل).
ـ اعتلالات التخثر: سواء الناتجة من الأدوية (المميعات) أو من أمراض معينة (كابيضاض الدم ونقص الصفيحات وغيرها).
ـ الأخماج.
ـ خثار الأوردة الدماغية.
ـ بعض الأدوية المخدرة والكحول (إذا تجاوز استهلاكه كميات معينة).
ـ الرضوض.
ـ الانسمام الحملي.
ـ الجراحة: الجراحة الدماغية وتجريف بطانة الشريان السباتي.
ـ سبب مجهول.
صور طبقية محورية للدماغ تظهر بعض الأماكن التشريحية التقليدية لحدوث النزف الدماغي
الأعراض: هناك أعراض تنتج من فرط التوتر داخل القحف (صداع وغثيان وإقياء وتغيم في الوعي واضطرابات التنفس وأحياناً الوفاة)، وأعراض تنجم عن تأذي وظيفة الجزء من الدماغ الذي حدث فيه النزف. وتختلف هذه الأعراض باختلاف مكان النزف، ومنها الخزل الشقي والعمى الشقي واضطراب التوازن والكلام وحركات العينين.
يكون بدء الأعراض عادةً فجائياً وكثيراً ما تستمر بالترقي على مدى ساعات (وربما بقيت يوماً أو يومين أحياناً).
التشخيص: يعتمد التشخيص على تصوير الدماغ الطبقي المحوري أو بالمرنان المغنطيسي.
وبحسب مواصفات النزف في الصورة الدماغية وتبعاً للقصة السريرية ومعطياتها يقوم الطبيب بتحديد سبب حدوث النزف، وقد يحتاج أحياناً إلى استقصاءات أخرى لتحديد السبب (تحاليل دموية أو تصوير شرايين بالقثطرة وغير ذلك).
العلاج: يتم قبول المريض عادة في وحدة العناية المشددة. وعموماً ينقسم العلاج إلى قسمين: العلاج المحافظ أو المداخلة الجراحية، وذلك حسب عوامل عدة منها عمر المريض وحالته السريرية وتوقيت حدوث النزف ومكانه وحجمه. يُتّبع العلاج المحافظ (الدوائي) في كل من الحالات الميؤوس منها، والحالات التي تكون الإصابة فيها طفيفة أو مستقرة، والحالات التي يكون فيها التدخل الجراحي صعباً من الناحية التقنية نتيجة مكان النزف.
أهم أسس العلاج المحافظ هو مراقبة العلامات الحيوية والحالة السريرية للمريض ولاسيما معالجة ضغط الدم الشرياني وفق معايير تختلف باختلاف حالة كل مريض وسبب النزف لديه.
ومن العلاجات الأخرى التي قد يلزم استخدامها: مضادات الوذمة الدماغية ومضادات الاختلاج (وفق الحالة).
أما إذا كان النزف قابلاً للتدخل الجراحي من الناحية التقنية (أي إنه نزف سطحي) وحالة المريض السريرية في تدهور، إنما غير ميؤوس منها، فينبغي من حيث المبدأ تفريغ النزف جراحياً.
الإنذار: يختلف تبعاً لحالة المريض السريرية عند دخوله المشفى وحجم النزف ومكانه وعوامل غيرها. ولذا فإن نسبة الوفيات تراوح عموماً من 20ـ90%.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث