بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
المقدمة :
 
كتب أبو ريان والد طفل توحدي يحكي معاناته مع ابنه وعالم التوحد فقال ( عالم التوحد لغز لا تسطره الكلمات ولا يعرف مفهومه أو معناه طبيب أو مختص هو ليس عملية حسابية ولا معادلة كيميائية ولا حتى علم يمكن اكتشافه بسهولة انه عالم خاص جداً ودقيق وغريب، إن مفهوم التوحد لا يعيه إلا بيت فيه طفل توحدي، إننا لما لاحظنا على ابننا ريان تغيراً مفاجئاً والطب لم يفدنا بشيء بدأ المعارف والأهل والأصدقاء يطببون ويشخصون فمن أين لهم العلم والمعرفة ، إن التوحد هو فاجعة يتقبلها المرء بالصدمة فالرفض فالقبول وقد مررت بهذه الحالات الثلاث لمدة ثلاث سنوات لكن قدر الله وما شاء فعل ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون واليوم أتقبل الأمر وأرتضيه ) جريدة الاقتصادية ، 1997م، 6 
نعم هكذا يصور أبو ريان معاناة آلاف من الأسر التي لديها أبناء يعانون من اضطراب التوحد لا أبالغ إذا كتبت آلاف وسوف نتعرف على نسبته في بعض دول العالم، التوحد يمثل أحجية (لغز ) كما عبر عنه أبو ريان بدليل أن كثيراً من الحالات في الأسر تظل في دوامة البحث تلف هنا وهناك تطلب طباً شعبياً لمعالجة ابنها كما حدثني زميلي الأستاذ فوزي الجمعان مشرف برنامج التوحد في الهفوف أثناء زيارتي الميدانية للتعرف على خصائص بعض الطلاب ودراسة بعض أحوالهم الأسرية الغير سرية أن أحد أولياء الأمور كوى ابنه 12 كية بالنار لنصيحة جده وعزمه عليه بل البعض طاف مع ابنه على المشعوذين والسحرة لإخراج الجني أو العين من الطفل 
والبعض من أولياء الأمور تكبد مشاق السفر للهند أو اليابان لطلب العلاج دون جدوى وآخرون معاناتهم جمة حيث تكمن في التشخيص الخاطئ بأن فترة صمت وتوقف عن الكلام وليتحسن تاني وما سمعته ورأيته فعلاً يؤكد أن التوحد معاناة لايدركها إلا بيت فيه طفل توحدي وليس الخبر كالمعاينة .
ما كان في عام 1988م لغزاً في العالم العربي أصبح الآن ولله الحمد ثم بفضل جهود المخلصين المحروقين بنار التوحد أمثال د سميرة بنت عبدا للطيف السعد رائدة التوحد في الخليج العربي ومديرة مركز الكويت للتوحد وأم لامرأة توحديه عمرها الآن فوق 18 سنة والأميرة سميرة الفيصل مديرة مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد بالرياض ووالدة شاب توحدي عمره الآن 15سنة والأميرة فهده بنت سعود صاحبة مركز جدة للتوحد التابع للجمعية الفيصلية الخيرية ووالدة شاب توحدي وجهود المثقفين في جامعة الملك سعود وعل رأسهم د عبدا لله ا لحمدان ود طارش الشمري اللذان أسسا الأكاديمية الخاصة للتوحد بالرياض وكذلك دور ياسر الفهد أبو مشعل عمره الآن 17سنة بجهود أولئك وبعض الجنود المجهولين عندنا لكنهم عند ربهم معروفين أصبحت هذه الأحجية تعرف وتفك رموزها شيئاً فشيئاً فكثرت البحوث والمؤتمرات والجمعيات والمراكز والمختبرات التي تعنى بهذا الاضطراب ولعلي أضيف شيئاً متميزاً في بحثي هذا ملتمساً من جامعتنا الفتية تخصيص دبلوم في التوحد أو فريق عمل منوع لبحث هذا الاضطراب في الإحساء لا سيما أن هناك أعداد لا زالت خفية لا يعلم عنها أو تعلم عنها أسرها ولكنها تسربت للخارج أو في داخل المنازل مغلق عليها كأنها في سجن .
وأخيرا أسأل الله سبحانه أن يبارك لنا في أولا دنا ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين .
 
تــــــــاريــــــــخ التـــــــــــوحــــــــــد 
 
 
التوحد هو أحد الاضطرابات النمائية المعقدة التي تصيب الأطفال وتعيق تواصلهم الاجتماعي واللفظي وغير اللفظي كما تعيق نشاطهم التخيلي وتفاعلاتهم الاجتماعية المتبادلة ويظهر هذا الاضطراب خلال الثلاث السنوات الأولى من عمر الطفل وتكون أعراضه واضحة تماماً في الثلاثين شهراً من عمر الطفل الذي يبدأ في تطوير سلوكيات شاذة وأنماط متكررة والانطواء على الذات .
(مجلة المنال ع 193 ابريل 2005م السنة 18 ،20 ) 
وحتى نفهم خلفيات هذا الاضطراب فلنعرج سريعاً على تاريخ هذا الاضطراب لأن معرفة التاريخ التطوري لاضطراب التوحد يعطينا فهماً أكثر شمولية لبداية ظهور الاضطراب واكتشافه والمراحل التي مر بها وخصائص كل مرحلة وكذلك ما توصلت إليه البحوث والدراسات في محاولاتها للإلمام بكافة جوانب هذا الاضطراب .
(ماجد السيد علي عمارة، 19،2005).
إن مصطلح التوحد هو ترجمة للكلمة الإغريقية (autos) أي الذات الأنا التي تشير إلى الانطواء والتوحد مع الذات وقد استعمل العالم (بلولير ايغون ) وهو عالم وطبيب سويسري ولد في زيورخ 1857-1939م - مفهوم السلوك التوحدي لأول مرة عام 1911م كدالة على الانفصام الشخصي (لطيف ماجد الحبيب،1426هـ،15)
بالرغم من الاختلافات الشديدة بين الاضطرابيين ( وفاء الشامي ،1424هـ،26).
إيتارد وطفل افيرون المتوحش 
وردت قصص كثيرة في الآداب القديمة عن أفراد كان يبدو أنهم توحد يون وبالرغم من عدم ثبوت تشخيص حالة أولئك الأشخاص بالتوحد آنذاك إلا أنه عند مقارنة أعراض التوحد مع وصف حالات الأفراد في بعض القصص الأدبية القديمة نرى أنها تتطابق إلى حد بعيد ، أن أهم الروايات الموثقة ما ورد عن الطبيب الفرنسي (جون مارك جاسبار إيتارد 1775- 1838)الذي عمل جراحاً في الجيش الفرنسي ثم تخصص في أمراض الأذن وتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة كتب ايتارد عن طفل يدعى فيكتور عرف باسم طفل أفيرون المتوحش .
قصة فيكتور
تخلت عائلة فيكتور عنه وهو صغير وعاش وحيداً لسنوات عديدة في الغابات الفرنسية دون أن يرعاه أحد ودون مأوى أو ملبس تمكن هذا الولد المسكين من العيش وحيداً ومن الحصول على طعامه مما كان يجده في بيئته الأحراش والمدهش في الأمر تمكنه من البقاء حياً في أقصى فصول الشتاء برودة أما كيف تمكن من العيش في ظل تلك الظروف الباردة فأمر يظل مبهماً حتى الآن عثر على فيكتور عندما بلغ 12 عاماً وأحضر إلى بيئته الحياة المدنية في فرنسا لم يكن آنذاك ينطق بكلمة واحدة وكان سلوكه غريباً لا يفهمه أحد وكان من الواضح بالطبع أنه لم يكن قادراً على التفاعل اجتماعياً مع المحيطين به علاوة على أنه بدا وكأنه يعاني من إعاقة ذهنية .
تعليم فيكتور 
تردد ايتارد في تعلم فيكتور فسخر منه زملاؤه لأن التعليم الخاص في أوروبا في ذلك الحين كان أمراً نادراً جداً وغير مقبول كانت اللمارسة الشائعة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وضعهم في مصحات أو مستشفيات إلى أن ينتهي الأمر بهم أخذ ايتارد فيكتور لمنزله الخاص وعلمه بطريقة مبسطة يفهمها وبعد خمس سنوات تمكن فيكتور من تعلم بعض الإشارات والكلمات التي استطاع بواسطتها التعبير عن بعض احتياجاته وتعلم قليلاً من المهارات العملية ومهارات الاعتماد على النفس مثل استخدام الشوكة والسكين في الأكل كما تحسنت مهاراته الاجتماعية إلى حد ما ولكن على الرغم من ذلك لم يحقق د ايتارد النجاح الذي يصبو إليه فقد ظل فيكتور يواجه صعوبة شديدة في التكيف الاجتماعي ولم يتمكن من الاستقلال بذاته تماماً أو من الكلام بطلاقة هذا إلى جانب أنه عجز عن نقل المعرفة أو الخبرة التي تعلمها في موقف ما وتطبيقها في موقف آخر ولكن بالرغم من التقدم المحدود الذي حققه فيكتور كان ايتارد من أوائل من استخدم طرق تعليم غير تقليدية لتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مما دعا الكثيرين لاعتباره الأب الروحي للتعليم الخاص في أوروبا .
سؤال / هل كان فيكتور يعاني من التوحد ؟
تتطابق أوصاف فيكتور مع ما نعرفه اليوم بالتوحد فقد كان يعاني من 1- صعوبة شديدة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين 2- تأخراً في اللغة 3- صعوبة في نقل وتطبيق ما يتعلمه من موقف إلى آخر 4- كان يفضل البقاء بمفرده 5- كما أنه كان يظهر سلوكيات أخرى غريبة وصعبة 6- إضافة إلى ردود فعل حسية مختلفة مثل قدرته على تحمل البرودة الشديدة ، مما ذكرنا يمكننا أن نستنتج أن اضطراب التوحد وجد قبل وقت طويل من التعرف عليه بشكله العملي بل ربما كان موجوداً على مر الزمان إلا أن أول من استخدم تعبير توحد طفولتي هو الطبيب النفسي السويسري بلولر (1916-1951م).
 د- ليوكانر في سطور 
*أول من عرف التوحد كمتلازمة سلوكية .
* طبيب أطفال نفسي أمريكي الجنسية عمل في جامعة جون هوبكتر ببالتيمور في ولاية ماريلاند .
*في عام 1943م نشر كانر دراسة وصف فيها 11طفلاً اشتركوا في سلوكيات لا تتشابه مع أي اضطرابات أخرى اقترح تسميتها باسم توحد طفولي (autisminfantile).
(وفاء الشامي، 1424، 26).
*في عام 1956م قام بحصر التوحد في صورتين أساسيتين هنا الوحدة المفرطة والرتابة ويقصد بالوحدة المفرطة العيش بخياله وتصوره فتفاعله مع نفسه واللعب معها بدون اندماج مع الغير من أقرانه من الأطفال كما أن الطفل في بداية العاميين الأوليين يميل إلى الرتابة والتي تتسم بالروتين والنمطية في سلوكه .
(د- طلعت الوزنة ، 1424، 16)
*استمر كانر في ملاحظة الأطفال التو حديين واستنبط تسع نقاط يشترك فيها الأطفال سنتناولها بمبحث أصناف التوحد أو أشكاله .
* عام 1971م صدرت له نشره بعنوان التوحد والفصام في مراحل الطفولة وهي النشرة الأولى للتوحد واشتملت على جميع أبحاثه المطولة وتعرف الآن باسم (نشرة التوحد والاضطرابات النمائية )ويرأسها د غاري ميسبوف .
* تابع كانر حالة 96 طفلاً مصابين بالتوحد فوجد 11طفلاً حققوا تطوراً ملحوظاً في مراحل نموهم المتقدمة حيث تمكنوا من العمل والاختلاط النسبي في محيطهم الاجتماعي على الرغم من خصائص التوحد لديهم ، أما البقية فقد تباينت نسبة تقدمهم من حيث مقدرتهم على الاعتماد على النفس .
د- هانز اسبر جر في سطور 
* طبيب نمساوي (1906-1980) تناولت دراسته أربعة أطفال تراوحت أعمارهم بين 6 سنوات و11 سنة.
*نشرت دراسته عام 1944م باللغة الألمانية أن الأطفال الذين راقبهم يتصفون بسبع صفات متشابه لما اكتشفه كانر وبالرغم من عدم معرفتهما ببعض إلا أن اسبر جر أطلق على الأطفال أسماً جديداً هو التوحد الطفو لي .
* اختلفت الحالات التي تناولها اسبر جر عن حالات كانر في 3 جوانب أساسية هي الذكاء واللغة والحركة .
* في عام 1981م نشرت د- لورنا وينج دراسة وصفت 19  حالة تراوحت أعمارها بين 5سنوات و35سنة تطابقت سماتها مع الحالات التي وصفها اسبر جر .
التفسيرات التاريخية حول معايير تشخيص التوحد.
بالرغم من أن جميع الأفراد التو حديين يعانون من تأخر في الكلام إلا أنه ليس في الإمكان تشخيص فرد بالتوحد لمجرد أنه تأخر في الكلام لأن هذه السمة قد تظهر في فئات تعاني اضطرابات أخرى مثل صعوبات التعلم والقصور السمعي وغيرها .
*في عام 1961م اقترحت كريك 9 سلوكيات اعتبرتها معايير أساسية لتشخيص التوحد إلا أن هذه المعايير غير دقيقة في وقتنا الحالي لأنها لا تنطبق على كل من يعاني بالتوحد كما أن لبعض منها قد ينطبق على من يعاني التأخر الذهني.
*في عام 1978م طورت كل من (لورنا وينج )و (جوديث جولد ) معايير التشخيص فقد قامتا ببحث 53 ألف طفل تحت سن 15 سنة في منطقة كامبرديل جنوب لندن .
*وجدت كل من وينج وجولد أن المجموعة التي كانت تعاني صعوبات اجتماعية كانت أيضاً تعاني قصوراً في المقدرة على التخييل والكلام وانطلاقا من هذه الدراسة نشأ مصطلح ثالوث الأعراض ليصف السمات الأساسية التي يظهرها جميع من يعاني التوحد تعد دراسة وينج وجوديث جولد عام 1979م من أهم الدراسات في تاريخ التوحد حيث أن تعبير ثالوث الأعراض يستخدم بشكل واسع حالياً وأصبح متعارفاً عليه .
*في عام 1988م لاحظت د- وينج وجود نطاق واسع جداً من الاختلافات في شدة ثالوث الأعراض لاضطراب التوحد بين شخص وآخر فاستخدمت مصطلح (اضطرابات طيف التوحد )للإشارة إلى النطاق الواسع للتوحد .
بعض التفسيرات التاريخية للتوحد
1- التوحد ليس نتاج تربية أم أو أب أو نتاج تبلد عاطفي من الأم أو ما يسمى الأم البرادة (الثلاجة ) ويعود الفضل لبرنارد ريملاند والسير مايكل وغيرهما لدحض هذه الفرية وإزاحة هذا الاتهام عن كاهل الأمهات .
2- التوحد ليس ناتج عن قوة خارقة للطبيعة مثل مس شيطاني أو إصابة عين.
3- أثبتت الأبحاث الأخيرة أن التوحد يعود إلى اضطرابات عضوية وقد كان لبرنارد ريملاند اختصاصي النفسي في البحرية الأمريكية في توجيه البحث نحو أسباب عضوية حيث كان له طفل توحدي يدعى مارك فالتوحد يعود لأسباب عضوية لا عاطفية وبعد هذه الرحلة التاريخية مع تطور الاضطراب يمكننا أن نتساءل .
س- ما الذي توصل إليه البحث في مجال اضطراب التوحد ؟
إن من أهم الفوائد التي جنيت من الأبحاث والدراسات المكرسة للتوحد هي إعطاء نظرة أكثر تفاؤلاً إلى ما يمكن أن ينجزه أشخاص يعانون التوحد ومن الفوائد:-
1-تحسين وإضافة المزيد من المعرفة عن الأسباب والخصائص.
2- تحسين نوعية الخدمات والطرق التعليمية .
3- تم الاتفاق على أن التوحد اضطراب دائم يؤثر على النمو اللغوي والمهارات لاجتماعية والقدرة على التخيل وربما على الاستجابة الحسية .
4- الإصابة بالتوحد ناتجة عن أسباب عضوية .
5- يمكن من خلال برنامج تعليمي مناسب قد يصاحبه تدخل طبي التخفيف بشكل ملحوظ من أعراض التوحد.
6- هناك أشكال كثيرة قد تظهر بتا السلوكيات وهنك أكثر من نوع واحد اضطرابات التوحد .
أمور غير متفق عليها:-
1- ما تزال الأسباب التي تنطبق على جميع حالات التوحد .
2- ما تزال أفضل الخيارات لطرق التدخل والمعالجة موضوع نقاش.
 
 
 
الخلاصة
 
اضطراب التوحد ليس مشكلة حديثة فقد وجد بيننا منذ مئات السنين وقد وردت قصص تاريخية عديدة أشارت إلى وجود أشخاص توحديين أشهرها تجربة الطبيب الفرنسي جون مارك جاسبار ايتارد (1775-1838) الذي حاول تعليم صبي صغير عاش وحيداً في الغابات بمعزل عن أهله وعن المدنية تعلم الصبي فيكتور ولكنه لم يتمكن من الاستقلال بذاته واستمرت لديه العديد من سمات التوحد إلا أن أول من استخدم تعبير توحد طفولي كان الطبيب النفسي السويسري (بلولور )الذي استخدمه في وصف مرحلة معينة يمر بتا مرضى الفصام وتحديداً انعزالهم عن الناس وفهمهم غير الواقعي للحقيقة وقد ظل هذا التعريف على حاله إلى عام 1943 عما استخدمه طبيب نفسي يدعى كانر في الإشارة إلى من يعانون اضطرابات توحديه كما نعرفها في وقتنا الحاضر . بعد ذلك التاريخ بعام نشر طبيب نمساوي هو (هانز اسبر جر ) دراسة تناولت فحصه لعدد من الأطفال ممن تنطبق عليهم السلوكيات التي وردت في دراسة ليو كانر واستخدم التعبير ذاته إلا أن دراسته كتبت باللغة الألمانية مما أعاق نشرها على الصعيد العالمي إلى ترجمت إلى اللغة الانجليزية في الثمانينات ظل بعض الخلاف قائماً حول المعايير التشخيصية لاضطرابات التوحد إلا أن أكثر المعايير تداولاً على المستوى العالمي في وقتنا الحاضر وهو ما طورته الباحثتان وينج وجولد عام 1979 حيث حددتا ثلاثة ملامح رئيسية هي التأخر والقصور اللغوي والقصور في التفاعل الاجتماعي وعدم المرونة في التفكير والتخيل وهي ما تعرف مجتمعة باسم ثالوث التوحد ومما لاشك فيه أن البحث في مجال التوحد قد قطع شوطاً كبيراً منذ اكتشافه عام 1943 وأصبح معروفاً أن التوحد لا يعود إلى سيطرة قوى خفية أو شيطانية ولا إلى سوء في التنشئة من قبل الوالدين وإنما ينتج عن اضطرابات عضوية تؤدي إلى حدوث تأخر شديد وقصور في نمو المهارات اللغوية ولاجتماعية والإدراكية كذلك أصبحنا نعي أيضاً أن التوحد يظهر في أشكال تتفاوت درجات شدتها من شخص إلى آخر وأن هناك أكثر من نوع من اضطرابات التوحد وأخيراً وليس آخرا قد أصبح من الممكن من خلال برنامج تعليمي قد يصاحبه تدخل طبي التغلب على كثير من أعراض التوحد دون شفائها تماماً ويظل هناك تساؤلات عن الأسباب العضوية والنفسية للتوحد وبالرغم من التوصل إلى معرفة بعضها الاانها لم تنطبق على جميع حالات التوحد وأخيراً ثبتت فعالية بعض وسائل التدخل مع بعض الحالات وليس جميعها ولا يعرف بعد ما هو العلاج الأمثل لكل الأوقات ومع جميع الحالات .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
أسبـــــــــاب التـــــــوحــــد
 
هذا باب واسع خاض فيه الكثير من الأطباء والتربويين وغيرهم ولا زلنا نسمع ونقرأ عن تقدم بحوث في هذا الأمر وحتى الوقت الراهن لم يستطع الباحثين تحديد سبب واحد أو أسباب متفق عليها على أنها السبب وراء هذه الإعاقة على الرغم أن هناك شبه قناعة للعاملين في هذا المجال بأن حدوث التوحد يرجع إلى أسباب بيولوجية (جينية أو عصبية أو اضطرابات عضوية أو أيضية )ومن المعروف الآن أن التوحد ليس مرضاً عقلياً كما كان يعتقد في السابق ولا يحدث نتيجة سوء معاملة الأسرة لطفلها (خاصة الأم ) واضطراب العلاقة العاطفية فيما بينهم ولا يحدث نتيجة أسباب بيئية خارجية .(د- طارش الشمري ،1422هـ ،5)
ولدى بحثنا عن سبب وجود صعوبة في معرفة أسباب التوحد حتى الآن تجيب د فضيلة الراوي عن ذلك بقولها أن حالة التوحد تتداخل مع التطور والنمو الطبيعي للدماغ بالإضافة إلى التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل (د فضيلة الراوي ،آمال صالح ،1418هـ ،31) بينما يجيب د عبدا لله الصبي بشمولية أكثر فيقول 
1- عدم الاتفاق بين المختصين على طبيعة الإصابة ومميزات التوحد واضطرابات التطور العامة .
2- التشخيص يعتمد على الأخصائيين وتجاربهم .
3- طريقة الدراسة البحثية للحالات مثل بعض الحالات تؤدي للتوحد كالتهاب بمرض السحايا وليس لكل الحالات .
4- طبيعة الإصابة تشترك في الكثير من المميزات والأعراض مع العديد من الحالات والإعاقات الأخرى .
5- بعض الحالات الخفيفة قد تشخص على أنها حالات اضطراب في التعلم.
6- بعض الحالات تشخص على أنها تخلف فكري غير معروف السبب.
7- بعض الحالات تتغير أعراضها بالزيادة والنقصان .
(د عبدا لله الصبي، 1423هـ ،22)
ولقد تعددت أسباب اضطراب التوحد بسبب الغموض الذي يحيط به حتى تاريخ اليوم لا يزال السبب الحقيقي الواقعي لحدوث التوحد غير معروف (د فضيلة الراوي، 1418هـ، 33)
علماً أن هناك إجماع من الباحثين على وجود أنواع عديدة من اضطراب التوحد نفسه لم يتم تحديدها حتى الآن (وفاء الشامي، 1424هـ، 121)
وبسبب ظهور كثير من المشاكل الاجتماعية واللغوية والسلوكية وصعوبات التعلم على الأشخاص التو حديين مما يدل على وجود خلل بيولوجي لأن العوامل البيولوجية مثل الجينات ووظائف الدماغ تتحكم بتعلم الإنسان وسلوكه وفي الواقع لم يثبت حتى يومنا هذا وجود سبب واحد للتوحد ينطبق على جميع الحالات .
(وفاء الشامي، 1424هـ، 121)
بل إن أعراض التوحد تتفاوت من طفل لآخر كما أنها تتفاوت في الطفل نفسه.(د عبدا لله الصبي ،1423هـ،31)
فسبحان الله العظيم فمع وصول الإنسان إلى الفضاء واختراع الحاسب الآلي فما زال عاجزاً عن الدخول إلى النفس البشرية وأغوارها إثباتاً لقدرة الله سبحانه وضعف الإنسان فليس هناك سوى فرضيات واحتمالات ومن هذه الفرضيات العلمية التي تسبب التوحد :-1- فرضية زيادة الأفيون المخدر .2- فرضية نفاذية الأمعاء 3- فرضية نقص هرمون السكريتين 4- فرضية نقص أو زيادة السيروتونين 5- فرضية الاوكسيتوسين والفاسوبرسين 6- فرضية التحصين / التطعيم الثلاث mmr-dpt7- فرضية عملية الكبر ته 8- فرضية عدم احتمال الكاريين والغلو تين 9- فرضية التلوث البيئي 10- فرضية الأحماض الأمينية 11- فرضية جاما انترفيرون 12- فرضية التمثيل 13- فرضية الجهد والمناعة 14- فرضية قصور فيتامين (أ) 15- فرضية التعرض للأسبارتيم قبل الولادة 16- فرضية بروتين الأورفانين 17- فرضية الأم الثلاجة الباردة عاطفياً ولقد تم حذفها لعدم صحتها 18- فرضية الاستعداد الجيني بالإضافة إلى العديد من النظريات التي لم نذكرها ولكن كل ما ذكر سابقا يبقى نظريا دون الاجزام بصورة قاطعة انه السبب الرئيسي للإصابة بالتوحد 
فلا يوجد سبب واحد معروف حتى الآن للتوحد ولا يستطيع أحد أن يخبرك لماذا أن طفلك أصيب بالتوحد دون غيره.(ياسر الفهد ، 1422هـ، 8)
وقبل إن نخوض في أسباب التوحد دعونا نتحدث عن نسبة انتشار التوحد فنسبته تتباين بين الدراسات والعاملين وذلك لأسباب منها 
1- عدم تحديد اضطراب واحد بعينه فهل هم توحد كلا سيكي أو اسبر جر أو متلازمة ريت أو الاضطرابات النمائية الغير محدودة .
2- رفع مستوى الوعي لدى فئة كبيرة من المجتمع .
3- رفع مستوى الكفاءات البشرية .
4- تحسن دقة أدوات القياس والتشخيص .
5- تخصص مجموعة من المراكز والمعاهد التعليمية في هذا المجال.(د-طلعت الوزنة ،1424هـ ،15)
نسبة الانتشار
التوحد في الذكور أكثر من الإناث بنسبة 1:4ونسبة التوحد النمطي هي 4.5في كل 10000طفل أما اضطراب اسبر جر فهو 26 في كل 10000طفل ولوحظ مؤخراً زيادة نسبة التوحد بشكل كبير وقد ذكرت بعض مراكز الأبحاث ذلك حيث بلغت النسبة 75في كل 10000(د- رابية إبراهيم حكيم ،1424هـ ،35) وذكر- طارش الشمري أن عدد الأطفال الذين يصابون بالتوحد والاضطرابات السلوكية المصاحبة به بحوالي 20 طفل لكل 10000طفل (د- طارش الشمري  ، 1422هـ ،6)
ويذكر د طلعت الو زنة أن دراسة حديثة للجمعية الأمريكية للتوحد أوضحت أن هناك زيادة بمعدل 1.354% في أعداد الطلاب المصنفين في هيئة تعليم المعوقين خلال الأعوام الدراسية 1991-1992حتى 2000-2001 وتأتي هذه مقارنة مع الزيادة 173% والتي دونت خلال ثلاث سنوات سابقة غطت الفترة من 1988- 1989حتى الفترة 1998-1999 هذه الأرقام جاءت ضمن التقرير السنوي الأمريكي لقسم التعليم إلى الكونغرس معتمدة من هيئة تعليم الأفراد المعوقين كما تضمنت القائمة الحالية حدوث التوحد بمعدل حالة واحدة لكل 166طفل معتمدة على معلومات حديثة من مراكز ضبط الأمراض والوقاية والتي عدلت تقاريرها من معدل 2-6حالة لكل 1000الى حالة واحدة في كل 166 مولود (د-طلعت الوزنة ،1424هـ ،17)
فعدد التوحديين في بلد مثل بريطانيا يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة سيكون هناك حوالي خمسة آلاف أنثى من مختلف الأعمار وعدد الذكور ما بين مائتي ألف إلى ثلاثمائة ألف ذكر في هذه المجموعة السكانية (د طارش الشمري ، 1421هـ ، 125)
أما في بلادنا العربية فحتى الآن لايوجد إحصائيات تحدد نسبة وجود التوحد ومن خلال عمل د رابية حكيم بعيادة الطب النفسي والإرشادي للأطفال أن حوالي 40% من الحالات التي تدخل العيادة يكون لديهم بشكل عام صعوبة في التواصل حوالي النصف منهم يحصل على تشخيص التوحد (د- رابية حكيم ، 1424هـ ،35)
ويعتبر البحث الوطني للتوحد واضطرابات النمو المتماثلة أول بحث وطني لمدة ثلاث سنوات حيث قام بإدخال معلومات عن ما يقارب 60000عينة عشوائية للأطفال في مختلف مناطق المملكة وسيستمر العمل فيه حتى نهاية شهر ديسمبر 2004م هذا وتزيد نسبة المصابين بجميع أنواع اضطرابات التوحد عن 0.15%من إجمالي عدد السكان إلا أن هذه النسبة لا زالت في حاجة إلى المزيد من البحث والدراسة.(د طلعت الو زنة، 1424هـ، 18)
هذا وقد ذكرت د ليلى يوسف العياضي أستاذ مشارك في قسم الفسيولوجيا في كلية الطب بجامعة الملك سعود أن آخر إحصائية للجمعية السعودية للتوحد 2005م فإن عدد المصابين بمرض التوحد بلغ 120 ألف حالة وهي في تزايد سنوي خاصة عند مقارنتها ب45ألف إصابة قبل خمس سنوات .(جريدة الاقتصادية، 1427، 13) ولنتحدث الآن عن بعض أسباب التوحد:-
الوراثة والتوحد
الدراسات أوضحت وجود توحد في التوائم بنسبة أكبر من غير التوائم وبالذات التوائم من خلية واحدة وهذا يثبت أن للوراثة دور كبير وأيضاً هناك العديد من الدراسات .. التي تقوم بعمل مقارنة بنسبة حدوث التوحد بين التوائم المتطابقة في الجنس (توأم من خلية واحدة ) والتوائم الغير متطابقة ، ومن أوائل الدراسات في هذا المجال كانت في عام 1977للباحث الشهير رتر في بريطانيا وتلاها العديد والعديد من الدراسات لعدد من الباحثين الأخريين مثل ستفنبرق في سكندنافيا ووجدوا النسبة تتراوح بين 36الى91% في التوائم المتطابقة مقارنة ب صفر للتوائم الغير متطابقة فهل التوحد وراثي ؟
لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل قطعي إلا باستثناء الأشخاص الذين أمراض وراثية كالتي سنذكرها لا حقاً ولكن بدأت الأبحاث الآن التركيز على نوع معين من الكرومزوم يمكن أن يحتوي على جين التوحد والنظرة الحالية لهؤلاء الباحثين في جينات التوحد هي فكرة الوراثة المركبة بمعنى أن هناك عدد من العوامل الجينية لها دخل في وجود التوحد (د رابية حكيم ، 1424هـ ،37) وبالرغم من وجود تشوهات في الكروموسومات لدى 4-5% من إجمالي المصابين بالتوحد لا يعد دليلاً كافياً لاعتبار التوحد اضطراباً جينياً ( وفاء الشامي ،1424هـ ،127)
فمتلازمة ريت حدد علماء الجينات الجين المسبب وهو mecp2 وللتعرف على الكروموزومات المسؤلة عن التوحد قامت مؤسسة الدراسات الوراثية العالمية للتوحد بتقديم بحث نشر في المجلة الرسمية للجمعية الأمريكية للجينات البشرية حيث قاموا بدراسة عدد كبير من جينات عائلات الأطفال المصابين بالتوحد وتأكدوا من مسؤولية الكروموزوم 7و16و2و17بل قام البحث بتحديد الأهم في الإصابة فكرومزوم 2ثم 7ثم 16ثم 17 ولعل هناك سؤال آخر وهو ما هي نسبة ظهور طفل توحدي آخر في العائلة ؟
هناك العديد من الدراسات فمثلاً szatmari et al1993 وجد أن 5.3%من إخوان الطفل التوحدي من الممكن أن يصابوا بطيف التوحد أما باتريك بولتن قام بدراسة 195آباء وأمهات أطفال توحديين و137إخوان وأخوات لأطفال توحديين وجد أن 6% من إخوان هؤلاء الأطفال التو حديين شخصوا بمرض التوحد 
(د رابية حكيم، 1424هـ، 36) وهذه النسبة الضئيلة لاحتمال تكرار الإصابة بالتوحد ضمن الأخوة تم التوصل إليها نتيجة لفحص جميع الأخوة والأخوات في الأسرة ممن ولدوا قبل أو بعد الطفل لتوحدي وتشير الدراسات انه إذا كان الطفل ذكراً فاحتمال الإصابة يصل إلى 7% بينما إذا كانت أنثى فقد ترتفع إلى 14.5%فيصبح متوسط الحالتين 8.6% بالإضافة إلى أنهم وجدوا أن الأسرة التي لديها طفلان توحديان ترتفع فرصة تكرار التوحد فيها للمرة الثالثة إلى 35% وعلى الرغم من ذلك تظل نسبة الأسر التي لا تتعرض لإنجاب طفل توحدي أخر نحو 91%وقد يتبادر إلى الذهن انه يمكن القول على هذا الأساس انه لا يوجد سند قوي لوجود عوامل جينية ولكن الحقيقة ليست كذلك حيث إن نسبة انتشار التوحد هي تقريباً 5-15من كل 10000مولود بين الناس عامة بينما تصلالى 6-8في كل 100مولود لديه أخ توحدي وبالتالي تتضاعف فرصة إصابة أخوة الأشخاص التو حديين 100مرة أو أكثر عن عامة الناس إذا هذه الزيادة الكبيرة تدل على انه لا شك في وجود عوامل جينية مسببة للإصابة بالتوحد وحتى تكرار ظهور التوحد لأقارب من الدرجة الثانية أو الثالثة بما في ذلك الأجداد أو العمات والخالات وأولاد العم أو الخالة تتراوح بين صفر إلى 0.4%
(وفاء الشامي، 1424هـ، 130)
ومن أدلتهم على أن التوحد وراثي أن هناك عدد من الأمراض الوراثية تكون مصاحبة له مثل :-
1- فرجا يل اكس الهش له علاقة بالتوحد وجد بنسبة 2.5%في حالات التوحد وعادة ما يكون الطفل له صفات معينة مثل بروز الأذن كبر مقاس محيط الرأس مرونة شديدة في المفاصل وأيضا تخلف عقلي 
2- التصلب الدرني هو أيضا مرض وراثي سائد يوصف بوجود مشاكل في الجلد والكلية والجهاز العصبي وتصاحبه بنسبة 50%صرع وتخلف عقلي.
3- مرض فينا يل كيتون يوريا وهو أيضا وراثي متنحى وسببه أن الحمض الاميني المسمى فينا يل النين الموجود في الطعام لا يتم له ايض أو هضم في الجسم وذلك بسب نقص أو عدم نشاط أنزيم معين خاص بهذه العملية في الكبد فيؤدي ذلك إلى تراكم هذا الحمض في الدم والمخ مما يؤدي إلى مشاكل وأضرار وقد أصبح هذا الفحص روتيني لكل طفل يولد في الخارج حيث إن التشخيص المبكر يحمي الطفل من التخلف العقلي وذلك بإرشاد الأهل إلى الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على حمض الفينايل النين .(د رابية حكيم ،1424هـ ،37) وقد يتساءل البعض إن كان مختصا أو طالبا لماذا علي أن اعرف مثل هذه المعلومات عن الوراثة والجينات ؟هذا لأنه غالبا ما يتساءل الأهل حول مواضيع الوراثة وذلك شيء طبيعي إن يثير قلقهم وبالتالي فلا بد لكم بمعرفة هذه المعلومات ونقلها للأهل بطريقة تناسب مستواهم الثقافي (وفاء الشامي ،1424هـ ، 131) ولا زال العلماء يركزون على الجينات التي تجعل الأطفال عرضة للإصابة بالتوحد ففي احدث دراسة لهم بجامعة أكسفورد يوم الاثنين 6/8/2001م اكتشفوا اثنين من الكوموزومات مرتبطة بالإعاقة العقلية ذات علاقة بالتوحد وعملوا دراسات على الحامض النووي لأكثر من 150 زوجا من الإخوان والأقرباء الحميمين للمصابين بالتوحد ووجدوا بان منطقتي في الكلروموزوم 2و17 ربما تحتضن الجين الذي يجعل الأفراد أكثر قابلية للتوحد (ياسر الفهد ،1422هـ ، 18) ومن الأدلة على ذلك دراسة الخصائص الاجتماعية واللغوية والعقلية لبعض أسر المصابين بالتوحد فوجدوا أن هناك أعراضا شبيهة بالتوحد لدى أعضاء أسرة المصابين بالتوحد إلا أن هذه الأعراض تكون اخف شدة مما هو الحال لدى الأشخاص التو حديين كما أنها لا تكتمل من حيث عددها وشدتها للتشخيص بالتوحد وإذا كانت نسبة حدوث اضطرابات اجتماعية أو لغوية أو تأخر ذهني أكثر ارتفاعا لدى أفراد أسرة أشخاص توحديين أمكن استنتاج أن هناك استعدادا جينياً للاضطرابات في الأسرة حيث يكون التوحد مكتملاً هو اشد مظاهر هذا الاستعداد ولقد اقترح فولستين وراتر مفهوم النموذج الوراثي الواسع النطاق حول تكرار الإصابة بين التوائم المتطابقة انه عندما يصاب احدهما فقط بالتوحد تظهر على الأخر اضطرابات ولا سيما في مجال التخاطب واللغة ولكنها تكون بدرجة أخف بكثير مما لدى أخيه التو حدي .
النموذج الوراثي الواسع النطاق لدى أخوة وأخوات المتوحدين .
أشار العديد من الدراسات إلى أن 10الى 15% من إخوة الأشخاص المصابين بالتوحد من المقرون بتأخر عقلي متوسط أو شديد فان الأخوة والأخوات هم أكثر عرضة لإحراز درجات ذكاء منخفضة أو لظهور اضطرابات اجتماعية أو لغوية .
تعتبر نسبة إصابة إخوة وأخوات الطفل التو حدي بصعوبات اجتماعية مثل قصور في مهارات التحاور واللعب وتكوين صداقات وروابط عاطفية مع الغير أعلى مما هي لدى عامة الناس كما لوحظ أيضاً وجود اضطرابات لغوية كما في القراءة والهجاء لدى 4الى 15% من إخوة وأخوات الطفل التو حدي .
النموذج الوراثي الواسع النطاق لدى الوالدين .
لم تثبت بعد أنماط الذكاء لدى آباء وأمهات الأطفال المصابين بالتوحد وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن مستوى أدائهم يكون أفضل في اختبارات الذكاء التي لا تتطلب مهارات لغوية بينما أظهرت دراسات عكس ذلك ولهذا لايمكن التوصل إلى نتائج تذكر سوى أنه آباء وأمهات الأطفال التو حديين مقارنة بغيرهم .
خصائص اجتماعية ولغوية
لوحظ على والدي الشخص التو حدي ما يلي:- 
1- حوالي 24% منهم يفضلون العزلة و16% يميلون إلى الانعزال وافتقار القدرة على التعبير العاطفي أو الجمود في تعبيرات الوجه.
2- هناك نسبة 45% من الوالدين قد يعاني اضطراباً في الشخصية يتمثل في فقدان القدرة على التقمص العاطفي والميل الى الشك وتفضيل الانفراد وضعف القدرة على الاستجابة العاطفية وهذا يعرف بالشخصية الفصامانية .
3- يعاني بعض الوالدين من صعوبات في التواصل فقد تكون أحاديثهم غير مترابطة أي أنهم قد يقفزون من موضوع إلى آخر دون معرفة الحد المناسب من المعلومات الواجب سردها فإما مكثرين أو مقلين إضافة إلى أنهم يتحدثون في أغلب الأحيان أكثر من غيرهم .
4- يلاحظ على الوالدين أنهم عرضة لاضطرابات القلق إذا ما قورنوا بوالدي الأطفال المصابين بمتلازمة داون وغيرهم .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الاختلافات ناتجة حقاً عن الاستعداد الجيني أم ناتجة من الضغوط النفسية التي تسببها تربية طفل توحدي حيث لم تتضح الأسباب وراء حدوث بعض الاضطرابات على الصعيد الاجتماعي واللغوي والعاطفي بين والدي الأطفال التو حديين فعلى الرغم من أن الاستعداد الجيني لمثل هذه الاضطرابات قد يلعب دوراً أساسيا في ظهورها إلا انه حتى الآن لم يتضح مدى دور الجينات ومدى دور الضغوط والبيئة الناتجة عن إنجاب طفل توحدي في مثل هذه الاضطرابات .فلا بد من إجراء المزيد من الدراسات للنظر في تأثير العوامل البيئية على ظهور صعوبات عاطفية واجتماعية وتواصلية على الوالدين والى أن تتم الإجابة عن كثير من الأسئلة فان من الضروري مساندة الأسرة عوضاً عن الإسراع إلى وصمهما بوراثة الانعزال والجمود العاطفي وضعف القدرة على التواصل والاتصاف باضطرابات الشخصية الفصامانية .
خلاصة العوامل الجينية
1- إن 4% من حالات التوحد تقترن باضطرابات جينية فمعظم المصابين بالتوحد لا يظهر لديهم خلل واضح في الكروسومات .
2- الدراسات التي أجريت على التوائم المتطابقة أشارت إلى انه 96%من التوائم المتطابقين يصاب كلاهما بالتوحد وحيث أن هذا النوع من التوائم يشتركون في نفس الجينات قيل إن التوحد سببه جيني .
3- دليل آخر لكون اضطراب جيني وهو احتمالية تكرار الإصابة بين الإخوة بمعدل 3-9% فحدوثه يتضاعف 100مرة بالمقارنة مع الناس عامة .
4- إن الاضطرابات الجينية ليست بالضرورة وراثية فقد يحدث تغيير مفاجئ في الكر وموسومات والجينات نتيجة لعوامل بيئية .
5- في الحالات التي يكون فيها التوحد وراثياً فهو لايصيب الجنين بالتوحد نظراً لانتقال جينة واحدة فقط من احد الأبوين 
6- نسبة توارث التوحد تراوحت بين 36-96% بين التوائم المتطابقين و3-9% بين الأخوة وأقل من 1% للأقرباء.
7- استنتج الباحثون أن نمط وراثة التوحد متعدد الجينات أي انه يحكمه عدد من الجينات التي تتفاعل معاً ويكون أشد مظاهره التوحد مكتملاً بجميع معاييره التشخيصية وأخف مظاهرة اضطرابات اجتماعية أو لغوية أو صعوبات إدراكية وهذا الاستعداد الجيني لظهور اضطرابات مختلفة ضمن أفراد اسر الأشخاص التو حديين يعرف باسم النموذج الوراثي الواسع النطاق .
8- تظهر الاضطرابات الاجتماعية واللغوية مثل صعوبة في القراءة والهجاء والتفاعل الاجتماعي لدى إخوة فرد توحدي أكثر ثباتاً من انخفاض درجات الذكاء لديهم .
9- جاء في الدراسات التي وجدت انخفاضاً في درجات ذكاء إخوة الطفل التو حدي إن هذا الانخفاض كان مرتبطاً بانخفاض درجة ذكاء الأخ التو حدي ولذا فإن إخوة طفل توحدي ذي درجة ذكاء منخفضة من الذكاء عرضة لأن يكونوا ذوي درجات ذكاء منخفضة مما لو كانوا إخوة طفل توحدي ذي درجة ذكاء مرتفعة .
10- هناك علاقة بين درجة ذكاء الأخ التو حدي والنمط الوراثي سواء بالنسبة للخصائص المشابهة واسعة النطاق أو بالنسبة للتوحد .
11- الأخوة الذكور لطفلة توحديه أكثر عرضة من غيرهم لإظهار خصائص النموذج الوراثي واسع النطاق ولإحراز درجة ذكاء منخفضة هذا إلى جانب أن نسبة إصابة الإخوة والأخوات بالتوحد ترتفع إذا كانت المصابة أنثى .
12- تظهر خصائص النموذج الوراثي واسع النطاق بين الإخوة والأخوات بشكل أكثر ثباتاً مما هي عليه بالنسبة لآباء وأمهات الأطفال التو حديين .
13- لا شك في وجود علاقة بين التوحد والجينات ولكن النمط الوراثي المحدد ما يزال مبهماً .
14- هناك سبه إجماع على أن التوحد ناتج عن عدد من الجينات لا جين واحد فقط وقد يتم توارثها من احد أو كلا الوالدين أو قد تظهر نتيجة لتغير مفاجئ طرا أثناء عملية تزاوج الكرو موسومات تؤدي إلى ظهور التوحد بدرجات متفاوتة .
15- تختلف أنماط ونسبة الوراثة باختلاف جنس المصاب بالتوحد ودرجة الذكاء لديه .
16- لم يتم التحقق تماماً حتى وقتنا الحالي من النمط المحدد ولا الجينات أو الكر وموسومات المتوارثة المسئولة عن التوحد .
17- هناك احتمال إنجاب أقارب من الدرجة الثانية كأبناء وبنات الأعمام والأخوال والخالات والعمات طفلا توحد يا فهي ضئيلة وتقل عن 1%.
18- نظراً الشامي،نسبة من يتزوجون من التو حديين وينجبون أطفالا فانه لم يتم بصورة نهائية تحديد مخاطر إنجابهم لأطفال توحديين ومع ذلك تم تقدير هذه النسبة بين 5الى 50% .(وفاء الشامي ، 1424هـ ، 121-150)
هذه هي خلاصة العوامل الجينية التي قد تسبب التوحد وسنبحث في الوريقات التالية العوامل البيئية التي قد تسبب اضطرابات جينية أو تلفاً في الدماغ أو وظائفه .
الــــــــعــــوامـــــل الــــبـــيــــئـــيـــة
إن نسبة الوراثة بين التوائم المتطابقين لا تصل إلى نسبة 100%وهذا يوحي بوجود عوامل بيئية ينتج عنها بعض حالات التوحد حيث تتسبب في تلف الدماغ أو وظائفه ومن هذه العوامل 
1- ظروف الحمل والولادة .هناك مشكلات حمل تحصل للأجنة التوحديين تزيد نسبة حدوثها مما هي عليه لدى الناس عامة ومنها *التعسر أثناء الولادة .
سحب الجنين بالكلاب نظراً لكون الجنين في وضع غير طبيعي عند الولادة .
اختناق الجنين بالحبل السري الأنوكسيا نقص الأكسجين .
نزف الأم بعد ثلاثة الأشهر الأولى من الحمل.
استخدام الأم لعقاقير طبية .
كبر سن الأم وقت الحمل فوق 35 سنة.
خروج العقي مبكراً تسرب المادة السوداء من بطن المولود إلى السائل المحيط بالجنين وقت الولادة.
دور الطفل في الترتيب تول طفل أو رابع أو بعد ذلك.
زيادة فترة الحمل عن 42اسبوعاً 
وتقدر نسبة ظهور هذه المشكلات ب25% من المصابين بالتوحد وفي التوأمين المتطابقين عندما يكون احدهما مصابا بتوحد دون الأخر اتضح إن عملية الولادة كانت مختلفة فالطفل الذي أصيب بالتوحد غالبا ما يكون هو الذي تعرض لتعسر ومشكلات أثناء ولادته.وعلى الرغم من ذلك فان الباحثون يتفقون على إن صعوبات الولادة تعود للتطور غير الطبيعي للجنين أثناء فترة الحمل ولا تعد سببا للإصابة بالتوحد .
2- اللقاح . والمقصود به لقاح mmr وهو لقاح مركب للحماية من الإصابة بالحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وقد تم تلقيح مئات الملايين من الأطفال به في جميع أنحاء العالم على مدى 25 عاماً الماضية وفي عام 1988م قام أندرو ويكفليد وفريقه في بريطانيا بإجراء دراسة صغيرة اختير لها 12 طفلا ممن حولوا إلى العيادات الباطنية نتيجة شكواهم من اضطرابات في الأمعاء وقد ورد في التقرير إن بداية ظهور التوحد لدى أولئك الأطفال كان بعد فترة تمتد من 1الى 14 يوماً من إعطائهم اللقاح المركب وفي ضوء ذلك افترض العالم وفريقه إن اللقاح يؤدي إلى حدوث اضطراب غير محدد في الأمعاء والذي يؤدي بدوره إلى إصابة الأطفال بالتوحد وما إن صدر هذا التقرير حتى خشي الكثير من تطعيم أطفالهم مما حدا لتعرض هذه النظرية لانتقادات شديدة من عدة جوانب منها :- أولها أنها لاتستند إلى دليل علمي كاف ، ثانياً هناك دليل على أن بعض أطفال التوحد لديهم مشكلات في المعدة والأمعاء وهذا يعني أن الاستجابة غير الطبيعية للقاح أن وجدت تعود إلى وجود مشكلة مسبقة في الجهاز المناعي وإلا تعرض جميع الأطفال الذين أعطوا اللقاح للإصابة بالتوحد. ثالثاً أجريت دراسة في فنلندا عام 2000م على أطفال تلقوا جرعتين من اللقاح منذ عام 1982م وتمت مراقبة 1,8مليون طفل أخذوا نحو 3 ملايين جرعة من اللقاح على مدى 14 عاماً لم تحدث أي حالة توحد أو مشكلة في الجهاز الهضمي نتيجة اللقاح ولو كان كان هنا ك أي علاقة حقيقة على حد قول ويكفليد لأظهرتها هذه الدراسة لان عدد الأطفال الخاضعين للبحث كان كبيراً جداً ولم يجد الباحثون أعراضا جانبية للقاح سوى بعض التشنجات وارتفاع في حرارة الجسم .رابعاً قام فريق بمستشفى رويال فري وفي مختبر الصحة العامة في بريطانيا تناولت الدراسة تاريخ 489 طفلاً توحدياً ولدوا في شمال التميز في بريطانيا منذ عام 1979م وقد شملت الدراسة الفترة قبل وبعد ظهور لقاح في بريطانيا وجد القائمون على الدراسة أن حالات التوحد لم تشهد زيادة مفاجئة بعد ظهور اللقاح كذلك لم تظهر أي اختلافات في أعمار التشخيص بين الأطفال الذين الذين أعطوا اللقاح وبين الأطفال الذين لم يعطوا اللقاح وأخيرا فان الأطفال الأطفال المصابين بالتوحد لا يكونون قد اخذوا اللقاح أكثر من غيرهم من الأطفال الأسوياء ولذا فانه إلى وقتنا هذا وعلى الرغم مما ورد عن د اندرو لا يوجد أي دليل علمي يربط بين لقاح mmr والإصابة بالتوحد ولكن توجد بعض الآثار الجانبية التي تحدث عقب تناول اللقاح حيث يتعرض واحد من كل ستة أطفال تقريباً لارتفاع في الحرارة بعد 7أو 12يوما من التطعيم وقد يصاب واحد من كل 3000 بنوبات وأخيرا تجدر الإشارة إلى انه جاء في تقرير منظمة الصحة العلمية أن عدد حالات الإصابة بالحصبة في جميع أنحاء العالم كانت عام 1988م 30 مليون أدت إلى وفاة 888الف حالة وفي الدول الفقيرة يعود موت 10% من الأطفال تحت سن الخامسة نتيجة إلى الإصابة بالحصبة ويجب علينا الحذر من مثل هذه الادعاءات حول هذا اللقاح لا سيما عندنا في السعودية حيث يأتي العديد من شتى البلدان للحج والعمرة وقد يكونوا غير مطعمين فينتشر وباء الحصبة في المملكة .
3- الفيروسات والأمراض المعدية .وجدت دراسات قديمة نسبياً علاقة بين الإصابات المرضية التي تسبب تلفاً في الجهاز العصبي المركزي أثناء فترة الحمل ومرحلة الطفولة وبين التوحد وقد تضمنت القائمة فيروسات مثل الهربيز والحصبة الألمانية والايدز عندما انتشر وباء الحصبة الألمانية عام 1964م أشارت إحدى الدراسات إلى انه أصيب بالتوحد نحو 8% من الأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بالحصبة الألمانية أثناء فترة الحمل وحيث أن الحصبة الألمانية أصبحت مرضا نادراً فهي بالتالي تعد من الأسباب النادرة للتوحد وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الفيروسات والأمراض المعدية لا يمكن اعتبارها سببا رئيسيا للتوحد بل يمكن إرجاع اقل من 4% من حالات التوحد إلى إصابة مرضية معدية .
(وفاء الشامي، 1424هـ، 150-155)
وتذكر د رابية حكيم في تحت عنوان التوحد ونظرية المناعة ما نصه من أهم النظريات اعتبار التوحد بسب تفاعل ذاتي مناعي.
والمناعة نعمة من نعم الله سبحانه على الإنسان ووظيفتها حماية الجسم والتصدي لأي هجوم من جراثيم أو فيروسات خارجية دخلت الجسم ونستطيع قياس هذه الأجسام المضادة في الدم وعندما تكون المعدلات عالية نعرف أن الجسم تعرض لهجوم فيروسي والمتخصصون في مناعة الجهاز العصبي يرون أن التوحد بسبب تفاعل ذاتي مناعي أصبح يعمل بشكل غير طبيعي حيث أصبح يهاجم أعضاء الجسم نفسه ويعتبرها أجسام غريبة ويهاجم بالتحديد المخ والغشاء المغطي للأعصاب ومن هنا أتت التسمية (ذاتي) وهذا التفاعل يِؤدي إلى ضرر بالغشاء المغطي للأعصاب وهو في طور النمو كما يؤدي إلى تغيرات في الغشاء تبقى مدى العمر وتؤثر على وظائف المخ مثل السمع والذاكرة والتواصل والعلاقات الاجتماعية ومن العوامل التي تؤدي إلى التفاعل الذاتي هو تعرض الإنسان إلى فيروسات أو التهابات أو تطعيم أو تكون بسبب جين يتحكم في الجهاز المناعي فتؤدي هذه العوامل إلى تغيرات غير طبيعية في كرات الدم البيضاء من نوع ليمفوسايت وأيضاً زيادة نسبة الأجسام المضادة الذاتية وقد ذكر سنك في نظريته أن الأطفال التوحديين تزيد لديهم العوامل الجينية الخاصة في التفاعل المناعي ويتواجد في العائلات أمراض متعلقة بالمناعة مثل الروماتويد وهناك ثلاث دراسات تحاول إن تثبت علاقة التفاعل المناعي الذاتي بالتوحد سوف نفرد لها لملحق مستقل بآخر البحث إن شاء الله .
(د- رابية حكيم، 1424هـ، 43-44)
4- المواد الكيماوية السامة.قد يؤدي تعرض الآباء والأمهات لمواد كيميائية سامة إلى زيادة مخاطرانجاب أطفال مصابين بالتوحد أحد الباحثين بحث عن العلاقة بين الأمهات اللاتي يتعرضن في عملهن لمواد كيماوية سامة فوجد أن هناك احتمالا اكبر لإنجابهن أطفالا توحديين إما الآلية التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد من خلال التعرض لهذه المواد الكيماوية السامة فغير معروفة ولمحاولة المعرفة تناولت دراسة 14 طفلا مصاباً بالتوحد تقطن أمهاتهم بالقرب من مصانع البلاستيك ولم يتضح للباحثين أي تركيبات غير طبيعية داخل المخ وهكذا فالتعرض للمواد الكيماوية السامة قد يزيد من مخاطر الإصابة بالتوحد فإن كيفية حصول ذلك وسببه لا يزالان مجهولين .
5- اضطراب التمثيل الايضي . قد تؤدي الاضطرابات الجينية إلى حدوث اضطرابات أيضية مما يؤدي إلى تركيزات غير طبيعية في الجسم مثل الإصابة بفينيلكيتونيوريا (pku) إلا أن دور التمثيل الايضي في الأشخاص التوحديين ليس واضحاً كما هو الحال في الpku ولكن يبدو أن له دوراما زال مجهولاً .
أوضحت بعض الدراسات التي تناولت تحليل بول أطفال توحديين أنهم ينتجون مقادير كبيرة جدا من الأحماض الامينية تسمى البيبتيد أحماض هاضمة أو يكون لديهم تركيزات غير طبيعية من المستقلبات كحامض اليوريك وغيره وماتم الاتفاق عليه إن حوالي 5% فقط من الأشخاص التوحديين يعانون اضطرابات ايضية هذا بالإضافة إلى إن بعض الباحثين ذكروا إن الأطفال الذين يعانون التوحد لديهم صعوبة في التمثيل الايضي للبروتين الموجود في الحليب ومنتجات الحبوب جلوتين وكاسين وقد أوضحوا إن جزيئات البروتينات تكون سلسلة طويلة من البيبتيدات قد تحدث انتفاخا في جدار أمعاء الأطفال التوحديين لتصبح الأمعاء منفذة وهكذا يمكن أن تتسرب كمية غير طبيعية من هذه الأحماض الهاضمة من الأمعاء وتسير في مجرى الدم وهو ما يعرف باسم متلازمة الأمعاء المسيلة وهذا هو السبب وراء ارتفاع نسبتها في بول بعض الأشخاص التوحديين ومن خلال مجرى الدم تصل إلى المخ وتلتصق بخلايا المخ فيكون لها اثر المخدر الافيوني عليه انعكاسات هذه العملية قد تغير التركيبة الكيميائية للمخ فتنتج سلوكيات التوحد وقد طرحت طريقة للعلاج من خلال حمية غذائية تمنع الطفل من تناول أطعمة مكونة من الجلوتين أو الكاسين وقد أوصى بعض العلماء أمثال برنارد ريملاند وبول شاتوك يوصون بإتباع مثل هذه الحمية الغذائية وهناك من رفضها لأنها لاتستند على أدلة علمية كافية ولان الحالات التي تحسنت من بعض أعراض التوحد لم يتم اختيارها بشكل عشوائي بل اختيرت مجموعة لديها مشكلات معينة وهناك من الأسر من يقول بل ساعدت الحمية الغذائية ابني فأيهما اصح فنقول بان إتباع الحمية الغذائية قد تساعد فئة من الأطفال التوحديين ولكنها لاتشفي تماما كما أنها لا تناسب ولا تساعد الكثير منهم وأشارت نظرية أخرى إلى أن الأطفال التوحديين نسبة مرتفعة من الخمائر وهذه الخمائر قد تسبب التوحد ووفقا لما ورد عن د شو كثيرا ما يتعرض الأطفال المصابون بالتوحد لالتهابات الأذن وبسببها يتناولون الكثير من المضادات الحيوية التي تؤدي لزيادة نمو الخمائر في الأمعاء وتنخفض بالتالي المناعة لديهم وهكذا فقد وجدت علاقة تربط بين الخمائر والمضادات الحيوية والتوحد ويعد هذا الدليل من اضعف الأدلة فليس هناك أدلة قوية وكافية تثبت العلاقة المباشرة بين ارتفاع نسبة الخمائر والمضادات الحيوية وأنهما من مسببات التوحد .
خلاصة العوامل البيئية
هناك عدة عوامل بيئية ارتبطت بالتوحد لاحتمال كونها سببا من أسباب الإصابة بالتوحد وتشمل العديد من الاحتمالات ومنها:-
1- المشكلات التي تتعرض لها الأم أثناء الحمل والولادة.
2- هناك اضطرابات جينية قد تؤدي إلى نمو غير طبيعي أثناء الحمل مما كان من شانه أن يسبب مشكلات في الحمل والولادة .
3- حظي لقاح mmr باهتمام بالغ لكونه احد الأسباب المحتملة للإصابة بالتوحد إلا أن الدليل العلمي يشير إلى عكس ذلك.
4- قد تسبب الفيروسات وبعض الأمراض المعدية في إصابة قلة التوحد ولكنها لاتتعدى نسبة 4%من حالات التوحد .
5- إن التعرض للمواد الكيماوية السامة قد يتسبب في حدوث إصابات بالتوحد ولكنه ايضابحاجة إلى المزيد من التقصي .
6- هناك على وجه التقريب 5% من المصابين بالتوحد ممن يعانون اضطرابات في العمليات الايضية وهي تظهر في تحاليل البول والدم ولكن كيفية ارتباطها وعلاقتها بالتوحد تظل غير واضحة وهناك من يرى أن العديد من المصابين بالتوحد لديهم حساسية من تناول الألبان والقمح وانه نتيجة لهذه الحساسية تظهر سمات التوحد وقد بذلت محاولات عديدة لإخضاع بعض الأطفال لحمية غذائية تبتعد عن تناول أي من الألبان والقمح ومنتجاتها وذكر عدد من الأسر أن أبنائهم ظهر عليهم بعض التحسن إلا أن هذا لاينطبق على معظم الأطفال .
7- جاء ربط المضادات الحيوية التي يتناولها الأطفال لالتهابات الأذن بالتوحد ولكن الدليل العلمي لهذا يعد ضعيفاً جداً 
وفي النتيجة وبناء على ما سلف ذكره تختلف أسباب الإصابة بالتوحد من حالة إلى أخرى فالفيروسات تسبب التوحد لبعض الأشخاص ويسببه التعرض لكيماويات سامة لدى نسبة قليلة منهم وهناك بعض الحالات التي توارثت الاضطراب بينما أصيب بعض الأشخاص بالتوحد نتيجة لتغير مفاجئ في الجينات إلا أن جميع هذه الأسباب تنتج نموا غير طبيعي لوظائف المخ .
(وفاء الشامي، 1424هـ، 1559-160)
وبعد أن استعرضنا المستوى الأول من الأسباب البيولوجية التي من شانها أن تؤثر على النمو الطبيعي للجهاز العصبي المركزي والتي قد تؤدي إلى سلوكيات توحديه وقد كانت بعض الأسباب مستندة لأبحاث علمية ثابتة وبعضها نظريات مقترحة لم يقرها المجتمع العلمي بشكل عام وعلى الرغم من عدم وجود سبب واحد لجميع حالات التوحد الاان الاضطرابات الجينية تعد من أهم الأسباب البيولوجية وقد يتبادر إلى ذهننا ما تأثير الجينات على الدماغ وهل أدمغة المصابين بالتوحد تختلف في تركيبتها عن أدمغة غيرهم ؟ للإجابة على ماسبق سوف نستعرض المستوى الثاني من أسباب التوحد البيولوجية .
مقدمة عن الدماغ
ما هو الدماغ ؟ آلة غاية في التعقيد تقوم بتوجيه وإدارة معظم ما نقوم به من أعمال كل يوم وهو الذي يفكر ويتذكر وينتبه ويكون العلاقات الاجتماعية ويلعب ويضحك ويشعر ويتحدث ويفهم ويسيطر على الحركات ويسيطر على شخصيتنا وغير ذلك ،ويعرف الدماغ بالمخ وينقسم المخ إلى نصفين النصف الأيمن والنصف الأيسر ولكل نصف أربعة فصوص الفص الأمامي و الفص الجداري والفص الصدغي والفص القالي وللدماغ أجزاء أخرى تتواصل مع المخ وهي المخيخ وجذع الدماغ والجهاز الطرفي وتترابط جميع هذه الأجزاء بصورة معقدة بواسطة خلايا عصبية تنقل المعلومات من مكان إلى أخر يختص كل من الأجزاء بوظائف مختلفة نطلق عليها التخصص الوظيفي للدماغ حيث تجري العمليات فيه في دقة متناهية وفي آن واحد وبشكل مستمر ولم يستطع العلماء حتى الآن تحديد مكان جميع وظائف المخ ذلك لأن هناك وظائف عديدة تتم معالجتها في أكثر من جزء من الدماغ فسبحان الله العظيم .
تقوم الخلايا العصبية بتوصيل المعلومات من والى أجزاء مختلفة وفي الجسم عامة ويحتوي دماغ الإنسان الطبيعي نحو 100بليون خلية عصبية وهناك بلايين أخرى منها موجودة في الأجزاء الأخرى من الجسم وتتم عملية تبادل المعلومات بين الخلايا العصبية من خلال كيماويات تعرف بالناقلات العصبية ويوجد أكثر من 60 نوعا مختلفاً من الناقلات في جسم الإنسان تعمل الأنواع المختلفة منها مع خلايا عصبية تتناسب معها ويمكن مقارنتها بالمفتاح والقفل حيث يكون باب الخلايا العصبية مقفولاً إلى أن يفتحه المفتاح المناسب وذلك لأنه لابد أن تتكافأ بنية الناقلات العصبية مع بنية الخلية العصبية ولكي يعمل الدماغ بصورة سليمة فلا بد للجوانب التالية على الأقل أن تكون سليمة تماماً :
1- أن تكون جميع أجزاء الدماغ سليمة من حيث البنية والوظيفة.
2- أن تكزن الخلايا العصبية لكل جزء من أجزاء الدماغ ذات تكوين متناسب مع حجمها وتخصصها وعددها وشكلها وترتيبها .
3- أن تتخصص المناطق المختلفة في وظائف مختلفة .
4- أن تتصل المناطق المختلفة بالأجزاء المختلفة المناسبة من خلال خلايا عصبية سليمة التكوين .
5- أن يتم إفراز الكمية الصحيحة من الناقلات العصبية بين الخلايا العصبية.
6- أن يكون مستوى نشاط كل جزء من أجزاء الدماغ متناسباً ومتكافئا مع المثير مثل زيادة في النشاط الكهربائي في الدماغ تؤدي إلى الإصابة بالصرع .
7- أن يتم حمل الجلوكوز والأوكسجين إلى الدماغ وان تتم عملية التمثيل الأيضي لهما فيه عبر الأوردة والشرايين التي تحمل الدم إلى الدماغ وعند ما يكون جزء معين من الدماغ أكثر نشاطاً تزداد كمية ضخ الدم إلى تلك المنطقة وتزداد بالتالي كمية الأوكسجين والجلوكوز لأن هذا يساعد الخلايا والناقلات العصبية على العمل بشكل سوي .
لما كان الدماغ يسيطر على جميع سلوكياتنا وتفكيرنا فإن من المنطقي استنتاج أن الأعراض السلوكية التي تظهر على المصاب بالتوحد تنتج عن عدم عمل الدماغ بشكل صحيح ولقد حاول العلماء منذ السبعينات تحديد أية أجزاء من الدماغ مسئولة عن ظهور الأعراض السلوكيات التو حدية وعلى الرغم من أنهم لم يتوصلوا إلى نتائج تنطبق على جميع حالات التوحد إلا أن هناك اختلافات تظهر على عدد كبير منهم إن التعرف على الاختلافات الموجودة في دماغ المصاب بالتوحد يعد أمرا مهما لأسباب عديدة أولها أن الفحص يساعد على اكتشاف الطرق الوقائية المثلى .
لكن يا ترى ما الأسباب العصبية المؤدية إلى أعراض التوحد ابتداءا بالمخ وانتهاء بالناقلات العصبية .
أولاً المخ
ينقسم مخ الإنسان إلى نصفين أيمن وأيسر يتخصص النصف الأيمن في الإبداع والعواطف والإدراك البصري المكاني والنصف الأيسر في معالجة وتحليل اللغة والمنطق، يظهر على بعض المصابين بالتوحد المظاهر التالية 
1- يظهر على المصابين بالتوحد انعكاس في تخصصات ووظائف نصفي كرة المخ فمثلاً تحليل المعلومات اللغوية وكذلك المهام التقليد الحركية  تتم في النصف الأيسر لدى العاديين بينما تتم في النصف الأيمن للمصابين باضطراب التوحد إلا أن تنمو لدى المصاب المهارة اللغوية قبل سن الخامسة فإنهم كغيرهم من الأسوياء .
2- يدل ذلك على عدم ترجمة المعلومات بطريقة فعالة .
3- أما الأطفال التو حديين ممن تتطور لديهم اللغة قبل سن الخامسة يستقبلون المعلومات بطريقة أكثر فعالية من غيرهم.
ثانياً الفصان الأماميان
ما الخطوات والعمليات التي تتم في الفصين الأماميين ؟
يقع الفصان الأماميان للمخ وراء الجبهة مباشرة ويعملان بصورة متواصلة قوية مع الفصين الخلفيين والجهاز الطرفي والمخيخ وبعد تجميع المعلومات يقوم الفصان بدور المسئول التنفيذي الذي يتدبر جمع المعلومات وانتقاء السلوك المناسب وأهم العمليات التي تحدث فيهما هي:-
1- التخطيط لخطوات العمل والاحتفاظ بهذه الخطوات في الذاكرة التشغيلية والمؤقتة .
2- استرجاع معلومات من الذاكرة عن طرق نماذج مشابهة ومقارنتها بالنموذج الذي أمامك.
3- التفكير بطريقة مستمرة خلال محاولات التركيب أو غير ذلك .
4- التعلم من الأخطاء فلا يكرر نفس الخطأ .
5- تجربة أكثر من طريقة.
6- اتخاذ قرارات بشأن ما ستقوم به.
7- التركيز على العمل .
8- منع النفس من التخريب أو مايسمى القدرة على التحكم في السلوك .
ماذا عن الفصيين الأماميين لأطفال التوحد ؟
1- يبدوان طبيعيين من حيث الوزن والحجم.
2- يوجد خلل في ارتباط الخلايا العصبية بأجزاء أخرى من المخ .
3- يوجد نشاط كهربائي أقل من المستوى الطبيعي بسبب خلل في ارتباط الخلايا العصبية بباقي أجزاء المخ فلا تنتقل المعلومات للفصيين بطريقة فعالة.
4- نضوج الفصيين الأماميين يتأخر لدى العديد من المصابين بالتوحد.
ما الصعوبات التو حدية الناتجة من الخلل في الفصيين الأماميين:-
1- التعلم من الأخطاء .
2- التخطيط.
3- حل المشكلات .
4- تذكر عدة أشياء في آن واحد .
5- معالجة معلومات متعددة في آن واحد.
6- التوقف عن عمل شيء قبل الانتهاء منه .
7- سلوكهم التكراري.
8- عدم فهم الوقت .
ثالثاً الفصان الجداريان
إننا عندما نلمس قطة سنشعر بعدة معلومات حسية في آن واحد هي معلومة اللمس بملامسة فرو القطة ومعلومة البصر لون وحجم القطة ومعلومة الشم رائحتها ومعلومة المكان مكانها ومعلومة السمع سماع مواءها كل ماسبق من المعلومات الحسية المعروفة بالتناغم الشكلي المتبادل يعالجها الفصان الجداريان إضافة إلى السيطرة على الذاكرة اللفظية قصيرة الأمد والقراءة والرياضيات فكيف إذاً هي طبيعة الفصان عند المصابين بالتوحد ؟
تضاربت أقوال الباحثين في مجال التوحد في طبيعة الفصان على قولين:-
1- إحدى الدراسات تقول أن 43% من المصابين بالتوحد يعانون خللا في أداء الفصين الجداريين .
2- دراسة أخرى أن الخلايا العصبية في الفصيين الجداريين لدى المصابين بالتوحد تبدو أقل كفاءة في معالجة المعلومات عند مقارنتهم بغيرهم من الأسوياء .
إلا أن ما ذكر لم يوجد في دراسات أخرى كما وجد أن النشاط الكهربائي لهذين الفصيين في أدمغة المصابين بالتوحد كان طبيعياً ولذا فلم يثبت وجود خلل في الفصين الجدارين للمصابين بالتوحد.
ما الصعوبات التو حدية الناتجة من ذلك ؟
هناك مشكلة لدى العديد من أطفال التوحد في استقبالهم المعلومات الحسية ودمجها .
رابعاً الفصان الصدغيان
من المهام الأساسية للفصين الصدغين معالجة المعلومات السمعية مثل الموسيقى النصف الأيمن إضافة أنهما يتحكمان في القدرة على الكلام وترجمة اللغة النصف الأيسر يحوي الفصان الصدغيان العديد من مكونات الدماغ بما فيها اللوزية وقرن آمون وهما جزاءان من الجهاز الطرفي ويبدو أن قرن آمون في الدماغ هو المسئول عن التعلم والذاكرة وبعض الجوانب الاجتماعية أجرت بيشافلييه تجربة هامة قامت خلالها بمراقبة بعض القردة أزيل قرن آمون من أدمغتها فأخذت القردة تسلك سلوكيات شبيهة بالتوحد حيث انعزلت عن المحيط الاجتماعي وأظهرت سلوكيات متكررة وعندما تقدم العمر بالقردة وعلى الرغم من استمرار بعض القصور الاجتماعي لديها طرأ عليها بعض التحسن قياساً إلى المرحلة الأولى من أعمارها وهو نمط مشابه لحالات التوحد .
أما منطقة اللوزية فهي التي 1- تسيطر على العواطف والعدوانية إلى جانب 2- الذاكرة وبعض 3- جوانب السلوك الاجتماعي وقد يبدو على من أزيلت لديهم منطقة اللوزية 1-ردود فعل غير طبيعية 2- وصعوبة في التعرف على الوجوه كما 3- يصعب تذكر المضمون العاطفي للقصص 4- ويصير لديهم أنماط انتباه غير طبيعية 5- وعجز عن الربط بين المعاني العاطفية والأحداث .
مثال (لو حصل حادث سيارة فإن قرن آمون سيتذكر تفاصيل الواقعة والسيارة التي كنت تركبها والناس الذين كانوا برفقتك والموقع وما حدث فيه. أما اللوزية فتتذكر ما أصابك من توتر وخوف وقت الحادثة ، ثم يأخذ المخ المعلومات ويعالج الموقف ويصوغ استجابات منطقية وهو تجنب الأوضاع التي تسببت في حادث السيارة .
ذكر رايس وزملاؤه زيادة في حجم قرن آمون لدى 15 شخصاً يعانون تأخراً ذهنياً شديداً والذين كانوا مصابين بمتلازمة فراجيل إكس و يظهرون سلوكيات توحدية إلا أنه لا يمكن الاستدلال بهذه النتائج لأن زيادة الحجم ربما تكون ناتجة عن متلازمة فراجيل اكس وليس التوحد . وكانت أهم الاختلافات التي وجدت في دماغ المصابين بالتوحد في الجهاز الطرفي حيث كانت الخلايا العصبية أقل عدداً وغير جيدة الارتباط بالتركيبات الأخرى عند مقارنتها بالدماغ الطبيعي .
ما الصعوبات التو حدية الناتجة من ذلك ؟
إن وجود خلل في الخلايا العصبية للجهاز الطرفي (قرن آمون و منطقة اللوزية ) يفسر الاضطرابات الاجتماعية والعاطفية وبعض السلوكيات الأخرى مثل عدم الإحساس بالخطر الحقيقي .
خامساً الفصان القذاليان
يقع الفصان القذاليان في أقصى المؤخرة من الدماغ وهما المسئولان عن معالجة المعلومات البصرية مثل الأشكال والألوان والحركة ونظراً لأن المعالجة البصرية للألوان والأشكال والتمييز البصري سليمة لدى المصابين بالتوحد فإن هذين الفصين لم يتعرضا للدراسة حسب علم الأستاذة وفاء الشامي . وهناك أجزاء دماغية أخرى تلعب دوراً في ظهور السلوك التو حدي المخيخ
يقع المخيخ أسفل المخ وله أدوار يلعبها مهمة جداً فهو مسئول عن 1- الحركة ونقل الانتباه من سيء إلى آخر 2- تعلم المهارات الجديدة 3- حل المشكلات 4- له دور في اللغة والتعلم المشروط 5- المهام الإدراكية والحركية مثل التوازن والتخطيط الحركي . يحتوي المخيخ على 30 مليون خلية عصبية وهي كبيرة جداً عند مقارنتها بالخلايا العصبية الأخرى ولها أكبر عدد من الفروع التي تربط بين المخيخ وباقي أجزاء الدماغ وتعرف هذه الخلايا بإسم خلايا بوركينجي ، أول دراسة نشرها أريك عام 1988م أوضح فيها أن معظم المصابين بالتوحد لهم مخيخ أصغر حجماً وبخاصة في المناطق التي تعرف بالفصيصين 6و7 وفي حالات أخرى لا حظوا في نسبة ضئيلة من التو حديين تقدر بنسبة 12% أن الفصيصين 6و7 في المخيخ هما أكبر حجماً من المعدل الطبيعي .إلا أن الأشخاص الذين نسبة الذكاء اللغوي عالية فهم قريبين للمعدل الطبيعي بينما أكثر انحرافاً لدى ذوي الذكاء المنخفض والذين يعانون من نوبات صرع وأيضاً توجد اختلافات واضحة في الخلايا العصبية الموجودة في المخيخ والتي تعرف ب خلايا بور كنجي من حيث الحجم والعدد .
ولنا أن نتساءل ماالصعوبات التو حدية الناتجة من ذلك؟
ما تعنيه النتائج هو أن خلل المخيخ يعيق قدرة الفرد على تحويل انتباهه من شيء إلى آخر بسرعة كافية دون أن تفوته أية معلومة ماثلة أمامه كما تعني بشكل عام وجود خلل في أداء المخيخ من حيث استقباله للمعلومات وإرسالها إلى الأجزاء الأخرى من الدماغ بشكل فعال .
2- جذع الدماغ
يقع جذع الدماغ في أعلى العمود الفقري وهو ينظم بعض المهام الرئيسية في الحياة مثل التنفس والهضم والتمثيل الأيضي لأعضاء الجسم المختلفة وهو ينظم أيضاً ردود الفعل النمطية والحركة ويلعب دوراً أساسياً في تنظيم ومعالجة المعلومات الحسية سواء أكانت بصرية أم سمعية ولذا فإن أي خلل وظيفي في جذع الدماغ قد يؤدي إما إلى الاستجابة المفرطة أو الاستجابة الضعيفة للمعلومات الحسية وعلى مدى العقدين السابقين ، ظل خلل واحد يظهر دائماً في جذع الدماغ لدى المصابين بالتوحد وهو وجود قصور في الاستجابة إلى المعلومات السمعية وتحليلها بطريقة طبيعية .
ولنا أن نتساءل ما الصعوبات التو حدية الناتجة من ذلك ؟
1- ضعف في المعلومات السمعية وتحليلها بصورة طبيعية .
2- تحليل ومعالجة المعلومات البصرية لدى المصابين بالتوحد أكثر فاعلية من المعلومات البصرية، وبالتالي يتعين علينا عرض المعلومات من خلال دلائل بصرية لأن تفكيرهم مرئي.
وزن الدماغ وحجمه 
أشارت بعض الدراسات إلى أن أدمغة الأطفال التو حديين دون سن الثانية عشرة كانت أثقل وزنا من أدمغة سواهم بينما كانت أدمغة البالغين من التو حديين اقل وزنا من المعدل الطبيعي وهذه النتائج من خلال 4 حالات توحديه بعد وفاتهم الاان دراسة أخرى أجريت بعد الوفاة على 21حالة أثبتت أن وزن أدمغة الأفراد التو حديين بشكل عام كان طبيعيا وبالرغم من عدم ثبات نتائج الدراسات المعنية بوزن مخ الأشخاص التو حديين إلا أن هناك شبه إجماع على أن مقاس محيط رأس المصابين بالتوحد اكبر من الطبيعي في نسبة كبيرة من حالات التوحد ولا سيما في مرحلة الطفولة المبكرة فصاعداً
الخلايا العصبية
إضافة إلى ما وجد من اختلافات عصبية في الفصين الأماميين والجهاز الطرفي والمخيخ أشارت دراسات إلى وجود أنماط مختلفة من النشاط العصبي في مناطق مختلفة من الدماغ وقد ظهر على الأشخاص التو حديين أحيانا زيادة في النشاط العصبي وفي أحيان أخرى كان لدى البعض انخفاض في النشاط العصبي للدماغ وهذا يعني انه يوجد خلل إما في شكل الخلايا العصبية أو في أدائها في معظم أجزاء الدماغ الفصين الأماميين والفصين الجداريين والجهاز الطرفي والمخيخ وجذع الدماغ .وتتبادل الخلايا العصبية المعلومات من خلال دفعات كهربائية تمر عبر خطوط عصبية ولذا فان وجود خلل في دائرة عصبية يؤثر على نقل ومعالجة وتحليل المعلومات في الشبكة العصبية التي هي جزء منها وهذا هو الحال لدى الأشخاص التو حديين  فلا تختلف أدمغتهم بشكل عام عن غيرهم من حيث الشكل والتكوين والوزن إلا أن الخلايا العصبية لا تعمل بالطريقة الصحيحة وقد أشار كثير من الباحثين إلى وجود خلل في الخلايا العصبية للتوحيديين في الجوانب التالية :-
1- خلل في ارتباط الدوائر العصبية في الفصين الأماميين .
2- خلل في ارتباط الدوائر العصبية ومعالجة المعلومات في الفصين الجداريين 
3- قلة عدد وحجم خلايا البوركنجي في المخيخ وصغر فروعها وقلة عدد تفرعاتها نسبة للعاديين .
4- الخلايا العصبية في الجهاز الطرفي أصغر حجماً وأكثر تكثفاً مقارنة بالأسوياء.
وما تشير إليه جميع الدراسات هو أن المصابين بالتوحد يعانون خللاً وضعفاً في نشاط الدوائر العصبية في المخ وغيره من المناطق الواقعة تحت المخ ولذلك يمكن وصف التوحد بأنه اضطراب في التنظيم العصبي وأشارت دراسة نفسية أن التوحد مرتبط بمعالجة المعلومات المعقدة مثل اللغة والمهارات الاجتماعية وتذكرها .
كيف يتم عملية تبادل المعلومات بين الخلايا العصبية ؟
تتم تبادل المعلومات من كيماويات تعرف بالناقلات العصبية وتعمل هذه الناقلات العصبية بأنواعها المختلفة مع خلايا عصبية تتناسب معها حيث انه لابد أن تتكافأ بنية الناقلات العصبية مع بنية الخلايا العصبية التي تعمل معها 
لماذا اهتم الباحثون بدراسة الناقلات العصبية للمصابين بالتوحد ؟
أجرى العلماء اختباراتهم وذلك للأسباب التالية :
1- إذا كانت الخلايا العصبية لدى التو حديين لا تعمل بشكل أمكن استنتاج وجود خلل في إنتاج وإفراز الناقلات العصبية.
2- حيث إن التوحد غير متعلق بأي خلل تكويني كبير في الدماغ فإن الخلل لابد أن يكون مجهرياً أو يكون وظيفياً .
3- هناك عدد لابأس به من حالات التوحد يستجيب للعقاقير الطبية التي تعدل من إنتاج وإفراز الناقلات العصبية .
4- لو استطاع الباحثون إيجاد خلل ثابت في جميع حالات التوحد لكان السبب وراء الإصابة به معروفاً ولأصبح العلاج قريب المنال.
وهذا ما جعل الباحثين لفحص وتحليل مدى تأثير الناقلات العصبية على التوحد ومن أكثر أنواع الناقلات العصبية على التوحد ومن أهم الناقلات العصبية تعرضاً للبحث في مجال التوحد وهي:-
السيروتونين .
الدوبامين .
النور بينفرين .
النيورو بيبتيد .
الأو كسيتوسين .
الفاسوبريسين .
1- السيرو تونين
وظيفة السيروتونين هو السيطرة على الحركة الهادفة كأخذ قلم أو نحو ذلك وله وظيفة وهو الحد من السلوك الحركي المتهور مثل كبت الغضب للسيروتونين دور رئسي في ذلك إلا أن بعض الأشخاص لا تفرز أجسامهم الكمية المناسبة من السيروتونين مما يصعب عليهم بالتالي التحكم في أنفسهم هذا بالإضافة إلى أن عملية معالجة المعلومات الحسية تتأثر بالسيروتونين الذي توجد منه تركيزات عاليه في مناطق الدماغ التي فيها معالجة المعلومات الحسية وهناك سلوكيات أخرى تتأثر بالسيروتونين وتشمل السلوك الجنسي ، السلوك العدواني ، الشهية ، النوم والاستيقاظ ،الإحساس بالألم ، الذاكرة ، الاكتئاب ، التفكير بالانتحار .
وأشارت الأبحاث إلى ارتفاع نسب السيروتونين في الدم لدى بعض المصابين بالتوحد كما وجدت أيضا اختلافات في طريقة إنتاج بعض المصابين بالتوحد للسيروتونين ولوحظ أن الذكور دون الإناث من المصابين بالتوحد ينخفض لديهم إنتاج السيروتونين في الفصين الأماميين وفي أجزاء أخرى كالمهاد البصري وهناك إجماعا عاماً على وجود معدلات مرتفعة في الدم بين 30و 50% في المصابين بالتوحد ويمر الأشخاص الأسوياء بفترة يزداد فيها إنتاج السيروتونين في مرحلة الطفولة لكن هذا الإنتاج ينخفض إلى النصف بعد بلوغ السنة الخامسة من العمر إلا أن إنتاج السيروتونين لدى لدى الأشخاص التو حديين لا ينخفض إلى النصف فجأة بعد بلوغ سن الخامسة وإنما ينخفض تدريجياً ما بين سن الثانية وسن الخامسة عشرة دون أن يصل إلى المعدل الطبيعي للبالغين .ووجد لدى بعض أقارب المصابين بالتوحد معدلات مرتفعة من السيروتونين ففي دراسة أجريت على 123شخصاً من أقارب الدرجة الأولى لأشخاص توحديين ،كان لدى 51%من الأمهات و45%من الآباء و 87%من الأخوة والأخوات معدلات من السيروتونين تفوق المستوى الطبيعي إلا أن معدلات السيروتونين لدى المصابين بالتوحد كانت دائماً الأعلى عند مقارنتهم بإخوانهم وأخواتهم ومثل هذه النتائج توحي بان الطريقة التي يستخدم بتا الدماغ السيروتونين لنقل المعلومات بين الخلايا العصبية مصابة بخلل ما واخيرافان العقاقير الطبية التي تعدل مستوى السيروتونين والتي تعرف بمضادات الاكتئاب أو الكابحة لمفعول السيروتونين تخفض بعض السلوكيات المرتبطة بالتوحد لدى بعض المصابين وليس كلهم .
2- الدوبامين
يلعب الدوبامين دوراً هاماً في اكتشاف البيئة وفي التحفيز الذاتي وفي عملية الانتباه الاختياري والأكل والشرب كما انه ينظم النشاط الحركي مثل الحركة المفرطة والسلوكيات النمطية وعندما زيدت معدلات الدوبامين في أجسام الحيوانات لإجراء البحث سلكت الحيوانات سلوكاً مشابها لسلوك المصابين بالتوحد مثل الحركة المفرطة والسلوكيات النمطية وقد أمكن بواسطة العقاقير التي تحجب الدوبامين والتي تعرف باسم مهدئات عصبية السيطرة بنجاح على محاولة إيذاء الذات وعلى السلوكيات النمطية المتكررة لدى بعض التو حديين .
ولقد اختلفت نتائج الأبحاث حول نسب الدومابين لدى المصابين بالتوحد حيث أشار بعضها إلى ارتفاع نسبتها في بولهم وفي سائل المخ والنخاع الشوكي إلا أن دراسات أخرى لم تثبت هذه النتائج ولذا يمكن استنتاج أن هناك نسباً مرتفعة من الدوبامين لدى قلة من المصابين بالتوحد ولا سيما ذوي الأداء المنخفض منهم لأن عمل الدوبامين يرتبط بالعمر ومستوى النضج .
3- النوربينفرين
للنوربيفرين علاقة بدرجة التوتر والإثارة ودرجة القلق بالإضافة إلى تأثيره على الدمج الحسي الحركي إلا أن الدراسات التي أجريت لفحص نسبة النوربينفرين لدى المصابين بالتوحد كانت متفاوتة حيث كانت لدى البعض منهم اقل من المعدل المتوسط حيث أن معظم الأبحاث لم تجد اختلافاً في نسب النوربينفرين بين المصابين بالتوحد وغيرهم من الأسوياء .
4- النيوروبيبتيد 
النيورو بييتيد سلسلة من الأحماض الامينية توجد في الخلايا العصبية وتعمل مثل الناقلات العصبية عندما حقنت حيوانات بالبيبتيد الافيوني أظهرت انخفاضا في الإحساس بالألم وسلوك إيذاء الذات وضعفاً في العلاقات الاجتماعية ، وتتفاوت نتائج الدراسات التي تبحث في مستوى البيبتيد الافيوني لدى المصابين بالتوحد حيث أشارت بعضها إلى أنها مرتفعة والبعض الآخر إلى أنها منخفضة في الوقت الذي وردت نتائج أخرى تشير إلى عدم وجود أي اختلافات ولذا فلا يمكن القول بان السلوك التو حدي ناتج عن زيادة نسبة البيبتيد الافيونية نظراً لان زيادة نسبتها لم تثبت لدى جميع المصابين بالتوحد .
أما مادتي الاوكسيتوسين والفاسوبريسين فلقد اهتم الباحثون مؤخراً بعلاقتها بالتوحد بسبب الدور الذي تلعبه المادتان في مجال الارتباط الاجتماعي وقد أشارت بعض الدراسات الأولية إلى أن المصابين بالتوحد لديهم معدلات منخفضة من الاوكسيتوسين .
الخلاصة
1- هناك نتائج متناقضة متعلقة ببيو لوجية الأعصاب في التوحد .
2- هناك إجماعا عاماً على أن الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بالتوحد شكل دماغهم طبيعي باستثناء المخيخ.
3- يوجد خلل في الطريقة التي يعمل بها الدماغ من خلال الخلايا العصبية.
4- أكثر أنواع الخلل توجد في الفصين الأماميين والمخيخ والجهاز الطرفي وجذع الدماغ فالخلايا العصبية تختلف في تركيبتها وفي عملها .
5- ارتفاع معدلات السيروتونونين في دم الأطفال المصابين بالتوحد وبعض أفراد أسرهم على حد سواء .
6- النتائج المتناقضة في مجال التوحد تقدم لنا برهانً آخر على أن التوحد ليس اضطراباً متجانساً وإنما اقرب ما يكون تجسيداً قوياً لأنواع مختلفة من الاضطرابات سببتها عوامل مختلفة .
7- العوامل الجينية والمرضية والبيئية من شانها أن تؤدي إلى اختلالات دماغية تختلف من شخص لآخر إلا أنها تؤدي إلى ظهور أعراض ثالوث التوحد وهي صعوبات التواصل وصعوبة التفاعل الاجتماعي وعدم القدرة على التخيل ويعرف هذا المفهوم باسم الطريق المشترك الأخير .
(وفاء الشامي، 1424هـ، 165-197)
الفرضية الصينية عن التوحد
عرف الصينيون إعاقة التوحد وقاموا وما يزالون يعالجون التوحد منذ أكثر من 2000عام عن طرق تحسين الجهاز الهضمي والمناعي للمصابين بالتوحد والذي كانت نتائجه تحسن أعراض التوحد والسلوكيات الشاذة المصاحبة له وقد افترض الباحثون في مجال التوحد أن مسببات التوحد ربما تكون بعد الولادة أو أثناء فترة الحمل وبمقارنة المصطلحات الطبية الصينية بعلم التشريح في الطب الغربي الحديث نجد أن هناك اختلافات واضحة في تفسير المصطلحات الطبية الصينية ربما لا يتوافق مع الغرب وما أريد توضيحه هو أن الاختلافات ربما تكون مفيدة ومثيرة للجدل أحيانا فرضية الكلى التي وضعها الباحثون الصينيون في مجال التوحد حيث تنص على أن الكلى هي عضو خلقي موجود منذ الولادة بينما الطحال هو عضو وظيفي رئيسي بعد الولادة وبناء على هذه الفرضية والتي ذكرت سابقا أنها تختلف عن النظريات الغربية من ناحية تفسير المصطلحات فان سبب التوحد بعد الولادة غالبا ما يكون تلف في الجهاز الهضمي وهو عبارة عن مشكلة في الطحال أو المعدة سوياتمنع الجسم من امتصاص فيتامين ب6 وغيرها من العناصر الغذائية التي تساعد على نمو وتطور المخ وصيانته والكليتان والطحال التالفان أيضا يسببان تلف الجهاز المناعي . أن الفرضية الطبية الصينية تشير إلى أن المخ هو محيط النخاع والكليتين تهيمن وتنتج النخاع بالنسبة للأطفال التو حديين استنادا إلى الفرضية الطبية الصينية فان التوحد الذي يحدث أثناء الحمل يعزى إلى مشكلة في وظيفة الكلى لدى الوالدين والتي ربما تكون عن طريق الأم وأحيانا الأب ويشير الأطباء الصينيون انه عندما تكون لدى الأم كلية ضعيفة فان الجسم لا يمتص فيتامين ب6 بطريقة فعالة إن نقص فيتامين ب6 وبعض العناصر الحيوية يعوق عمليات بناء ونمو المخ ونتيجة لذلك يولد الطفل ذو اضطراب وظيفي في المخ وقد توصل الباحثون الذين كرسوا جهودهم لدراسة التوحد إلى نتيجة مشابهة لنتائج الأطباء الصينيون وأنهم بتطوير الجهاز الهضمي والمناعي لدى المصابين بالتوحد تحسنت أعراض التوحد لديهم وقد وجدوا أيضا أن التو حديين الذين يتبعون نظام الحمية الخالية من الكازيين والغلوتين وبعض الملاحق الغذائية الأخرى قد تحسنت لديهم أعراض التوحد وبعض السلوكيات الشاذة قلصت بنسبة 90% بدا العلماء في التركيز على أن سبب التوحد ربما يكون خللا عضويا ومهما كانت الأسباب فان التدخل المبكر يعتبر من أهم مراحل العلاج بالإضافة إلى برامج التربية الخاصة الموجهة كما أن العلماء وحتى هذه اللحظة لم يتمكنوا من الوصول إلى علاج طبي يشفي المصابين بالتوحد تماما حيث أن بعض التوحد تستمر مدى الحياة ولكن نجح بعض الباحثين في تقليص هذه الأعراض عن طريق الغذاء والملاحق الغذائية المساندة لمساعدة المصاب بالتوحد .(ياسر الفهد، 1422هـ، 9 )
التوحد والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق
هذا الموضوع من المواضيع التي بدأت تأخذ حيز كبير في مجال التوحد هناك دراسة قاست نسبة المعادن الثقيلة في دم 18 طفل توحدي وجدوا أن عدد 16 منهم لديه معادن ثقيلة في الدم تزيد نسبتها عن ما يقدر أن يتحمله الشخص البالغ والسبب في ذلك يرجع إلى تلوث البيئة بهذه المعادن ودخولها الجسم سواء كان عن طريق الفم أو الاستنشاق أو غيره مثل الرصاص أو الزئبق أو بسبب عدم مقدرة الطفل من التخلص من هذه السموم عند دخولها للجسم وذلك بسبب ضعف عملية خاصة بذلك تسمى عملية التخلص من السموم وبالتالي سوف تتواجد هذه السموم بكميات كبيرة في الدم وتستطيع أن تدخل إلى المخ عبر الحجاب الحاجز الذي يكون لم يكتمل نموه عند الأطفال فدخول هذه المعادن للمخ يؤدي إلى ضرر بخلايا المخ وأنزيماته وكذلك المستقبلات العصبية فيه وقد تثير تفاعل مناعي ذاتي . ولنا أن نتساءل ماهو الرصاص وكيف يدخل إلى الجسم ؟ فنجيب بأن الرصاص من المعادن الثقيلة ويدخل إلى الجسم عن طريق استنشاق أو بلع ذرات الغبار الموجودة في بعض الدهانات أو التربة وعن طرق شرب المياه من مواسير مصنوعة من الرصاص وينتقل من المصانع التي لا تتخلص من مخلفاتها بشكل صحيح فتفرز المصانع أبخرة الرصاص في الجو الذي يلوث الهواء بشكل كبير ويبق الرصاص في الجو 10 أيام بعدها يتساقط إلى الأرض ويختلط بالتربة أو بسطوح المياه المكشوفة مالحة أو غير ذلك .
وذكرت منظمة حماية البيئة الأمريكية أن المصدر الأول للتلوث بالرصاص هو عن طريق مواسير الماء المصنوعة من الرصاص والتلوث بالرصاص سواء كان من الماء أو عن طريق الهواء له تأثير على المناطق الزراعية حيث تزيد نسبته في المحاصيل الزراعية والحيوانات.
ماذا يفعل الرصاص في الأطفال ؟
أجسام الأطفال تمتص الرصاص بقوة أكثر من جسم الشخص البالغ ومن أعراض زيادة نسبة الرصاص لدى الأطفال هي التخلف العقلي وصعوبات التعلم والمشاكل السلوكية والعدوانية وبطء في سرعة التواصل العصبي وتغير في الشخصية وقد وجد الباحث 1996مtuthill أن نسبة الرصاص في عينات الشعر الخاصة بالأطفال تزيد لدى الأطفال الذين يعانون من ضعف الانتباه وزيادة الحركة ووجد العديد من الباحثين علاقة بين نسبة الذكاء ونسبة الرصاص في دم الأطفال بتركيز يتراوح بين 6-70mcg-dl من الممكن قياس نسبة الرصاص في الدم أو البول أو تحليل عينة من الشعر وقد أعطت المنظمة الأمريكية لحماية البيئة العديد من النصائح الرئيسية للتخفيف من هذه المشكلة فمثلاً من النصائح أن البيوت القديمة والمبنية قبل عام 1986م يجب أن تختبر من قبل مختصين لتأكد من خلوها من الرصاص بسبب الدهانات المستعملة وأنابيب المياه وذكرت خطورة ذرات الغبار التي من الممكن أن تصدر من الدهانات المتشققة أو المتآكلة على الجدار أو المطلي بها أحرف الشبابيك والأبواب وأيضا ذرات الغبار الملوثة بالرصاص من مصدر هذه الدهانات من الممكن أن تتراكم على سطح الأشياء في البيت وترجع مرة اخرىفي الهواء عند محاولة شفطها أو مسحها كذلك التراب الملوث من الممكن أن يؤثر على الأطفال عندما يلعبون به حتى الأحذية الملوثة بتراب ملوث من الممكن أن تنقل هذا الرصاص إلى المنزل لذا من المفضل نزع الأحذية قبل الدخول للمنزل .
أما بالنسبة للزئبق فهو ايضا من المعادن الثقيلة والتي تسبب ضرر بالغ وهو موجود على نوعين الزئبق العضوي والغير عضوي يستعمل الزئبق الغير عضوي في تصنيع الثرمومتر وحشوات الأسنان ويدخل في بعض التطعيمات وكذلك في البطاريات وبعض أسلاك الكهرباء ولمبات الفلوريسنت والمبيدات للفطريات والعديد من الأشياء الأخرى .
أما الزئبق العضوي يوجد في الكائنات البحرية بشكل أساسي يمتص الزئبق العضوي بشكل أسرع عبر الجهاز الهضمي من الزئبق الغير عضوي كما أن 80 % من أبخرة الزئبق تمتص عبر الرئة وعبر الدم تصب إلى الجهاز العصبي ويتسبب في مشاكل عدة منها ما يؤثر على وظائف الأعصاب والنوم والهلوسة السمعية والبصرية والمشاكل اللغوية والتآزر البصري اليدوي ويتهم الزئبق أن له دور في الإصابة بالتوحد حيث أن بعض التطعيمات تحتوي على هذه المادة ولكن إلى الآن لم يثبت ذلك بشكل جذري وعلى أساس هذه النظرية هناك العديد من بدأ استعمال أدوية خاصة تقوم بالتخلص من هذه المعادن وتسمى هذه العملية dmsa وهذه المادة عندما تدخل الجسم تلتصق بالمعادن وتخرجها عن طريق البول .(رابية حكيم، 1424هـ 48-50).
وقد نشرت الجريدة الاقتصادية بعددها 4568 بتاريخ 16- 3- 1427هـ يوم الجمعة ،عن توصل د ليلى يوسف العياضي أستاذ مشارك في قسم الفسيولوجيا في كلية الطب بجامعة الملك سعود بعد دراسة 77 طفل توحدي سعودي لمدة 18 شهر تراوحت أعمارهم بين 3 سنوات و11 سنة كشفت وجود مستوى عال من المعادن الثقيلة السامة كالزئبق الرصاص الزرنيخ والكادميم في أجسامهم مقارنة بالأطفال العاديين الأصحاء وسوف أرفق صورة من هذا الإنجاز الجبار الذي سيفتح أبواب أمل وضاء لكثير من أسر أطفال التوحد .
خصائص الطفل التو حدي 
يعرف ويسمى التوحد عادة بأنه اضطراب أو إعاقة طيفية وهذا يعني أن أعراض ومظاهر التوحد تظهر خلال خليط واسع المدى بحيث تتراوح الأعراض من البسيط إلى الشديد جداً فعلى الرغم من أن التوحد يعرف من خلال خصائص ومميزات محددة ومعروفة الاان الأطفال والكبار قد يظهرون أي خليط من أشكال السلوك وبأي درجة من الشدة وهذا يعني أن طفلان مصابان بالتوحد قد يتصرفان بشكل مختلف تماما عن بعضهم البعض .
هذا ويمكن الحكم على طفل ما بأنه يعاني من اضطراب التوحد خلال الأسابيع الأولى من حياته فتشعر آلام وهي تحمل طفلها بأنه 1- لا يشعر بها وغير منتبه لها 2- لا تشعر الأم بأي نوع من التواصل أو الرابطة الطبيعية بين الأم وطفلها 3- فهو ينظر إلى أي مكان أخر ولا ينظر مباشرة في عيني أمه وخلال السنة الأولى من عمر الطفل 4- قد تظهر لديه صعوبة في التغذية وقد يصبح مهتماً بنوع واحد من الطعام أو نوع واحد من الألعاب 5- وقد يقضي ساعات طويلة ينظر بها إلى أصابع يديه أو تحريك جسمه ورأسه بشكل مستمر إلى الأمام والخلف6- ويبدو العديد من هؤلاء الأطفال جذابين من الناحية الجسمية بشكل عام 7- وهم كاملي النمو والصحة 8- ويتعلمون الجلوس والوقوف والمشي بنفس سرعة الأطفال الآخرين وفي الوقت الطبيعي 9- وبسبب قلة أو انعدام اللغة لديه قد يعتقد أولياء الأمور أن الطفل أصم فقد لا ينتبه إلى الأصوات العالية الفجائية ولكنه قد ينتبه إلى الأصوات الاعتيادية المتواصلة مثل صوت المكنسة الكهربائية الغسالة الخلاط الكهربائي ....الخ 
وفي خلال السنة الثانية والثالثة 10- يظهر الطفل الحركة الزائدة بالإضافة إلى صعوبات في اللغة والانفعالات الشاذة التي لا تتناسب مع الموقف بحيث يلاحظ ويشعر جميع من حول الطفل بوجود علة ما وفي مرحلة ما قبل المدرسة 11- يظهر الطفل صعوبة في التواصل واللعب مع الأطفال الآخرين وهو غير قادر12- على اللعب التخيلي مع الأطفال الآخرين كما يظهر 13- تأثيرا كبيراً بأي تغيير يحدث في البيئة المحيطة به حتى لو كان هذا التغيير بسيط جداً مثل تحريك كرسي من مكان إلى آخر داخل الغرفة نفسها أو إغلاق الباب أو إطفاء الضوء أو أي تغييرات تحدث في الأثاث 14- ويبدي الطفل أنماطاً غير عادية في النوم فنادراً ما يستمر نومه لأكثر من ثلاث ساعات حتى أثناء الليل ويكون نومه على شكل فترات متقطعة ، ولعل أبرز صفة يلاحظها الولدان هو 15- عدم قدرة الطفل على الاتصال مع الآخرين بشكل طبيعي فهو يعاني من ضعف أو انعدام اللغة وإذا وجدت 16- فإنها تكون على شكل أصوات عديمة المعنى وترديد لبعض الكلمات 17- ويتصف حديثهم بشكل عام بعدم الوضوح وبخلوه من المعنى وبأنه غير مقبول اجتماعيا 18- وينظر الطفل المتوحد لوالديه باعتبارهم أشياء أو أدوات تشبع حاجاته الأساسية لديه 19- وبعضهم لا يظهر أي نوع من أنواع التقرب أو المودة أو الرابطة الطبيعية بين الطفل ووالديه 20 ويتصف بعضهم بذاكرة قوية فعلى سبيل المثال يستطيع الطفل المتوحد إعادة قطعة معينة من لعبة تركيبية ما إذا رأى ذلك لمرة واحدة وقد يردد كلمات إحدى الأغنيات ويتمايل على ألحانها .وفي مرحلة المدرسة يظهر الطفل المتوحد العديد من أشكال السلوك منها:-
1- السلوك التخريبي ويتمثل في الغضب والعدوان نحو الذات أو نحو الآخرين فقد يلجاً إلى عض يديه إلى درجة النزيف أو القرص أو شد شعر رأسه إلى درجة اقتلاع الشعر من مكانه وقد يلجأ إلى عض الآخرين أو لكمهم بكل قوة أو شد وقرص أو خدش يد الآخرين بأظافره .
2- إثارة الذات ويبدو في قبض بعض عضلات الجسم وشدها إلى درجة التشنج مثل شد الرقبة أو الأيدي أو الأرجل أو الأصابع .
3- قلة الدافعية ويبدو في عدم الاهتمام أو الاكتراث للمثيرات المختلفة التي تحدث من حولهم في البيئة فقد لا يهتمون بالحوافز أو المكافئات المختلفة التي تقدم لهم في حالة قيامهم بسلوك مناسب فهم لا يبدون أي نوع من أنواع الدافعية لأي شيء من حولهم .
4- الانتقاء الزائد للمثير فقد يحب طفل أن يضغط على الزر الذي يشغل المكنسة الكهربائية فقط دون الرغبة أو الميل لمعرفة باقي أجزائها أو كيفية استخدامها وقد يستجيب الطفل المتوحد إلى أي مثير ليس له علاقة بالمهارة التعليمية التي يتدرب عليها.
5- عم القدرة على تعميم الأداء أو الانجاز الصفي ويبدو هذا السلوك في عدم القدرة على نقل أو تعميم ما تعلمه هذا الطفل داخل الصف إلى البيئة الخارجية أو تعميم مهارة تعلمها من بيئة معينة إلى أخرى فعلى سبيل المثال لا الحصر قد يتعلم الطفل ويتقن مهارة الدخول إلى الحمام في الصف ولكنه لا يستطيع نقل ما تعلمه وأداء نفس المهارة في المنزل أو أي مكان آخر .
 وقد قام فريق عمل بريطاني بوضع عدة معايير على شكل قائمة تتكون من تسع نقاط لاستخدامها في وصف وتشخيص الأطفال المصابون بالتوحد وهي كالتالي:
1- عجز نمائي واضح في إقامة علاقات مع الآخرين وإظهار الانفعالات المختلفة .
2- عدم إدراك وشعور الطفل بهويته الذاتية فهو لا يستطيع التفريق بين نفسه وبين الآخرين.
3- عجز واضح في القيام ببعض المهمات التي يجب أن يقوم بها والانشغال المرضي بأمور معينة.
4- ضعف شديد في اللغة التي تكاد أن تكون معدومة.
5- مقاومة التغيرات المختلفة في البيئة .
6- استمرار وتكرار حدوث انفعالات القلق غير العادية والشديدة أو المفرطة.
7- وجود استجابات إدراكية شاذة بدون وجود أي خلل عضوي .
8- استجابات غير عادية في الأنماط الحركية المختلفة كالدوران ،الإثارة الذاتية التأرجح الرفرفة باليدين والأصابع ....الخ 
9- انخفاض واضح في مستوى القدرات العقلية والوظيفية مقارنة مع الأطفال الآخرين.وسوف تتضح خصائص الطفل التوحدي عندما نتعرض للموضوع التالي وهو بعنوان – أصناف التوحد وأشكاله أو ما يسمى علمياً أعراض طيف التوحد وسوف ألحق ببحثي شريطي سيدي واحد لمركز الكويت للتوحد عبارة عن فيلم وثائق حاز على المركز الأول فيه كثير من خصائص أطفال التوحد والثاني أكثر عرضاً للحالات وهو فيلم تسجيلي عن مركز ببريطانيا ليعلم أن التوحد يعرف بأعراضه لا بأسبابه وأن التوحد ألغازه كثيرة وليس الخبر كالمعاينة كما يقولون .
أعراض طيف التوحد
يصنف التوحد ضمن أمراض التطور والنمو عند الأطفال لأن من خصائص هذا المرض نقص في تطور ونمو نواحي متعددة مثل الناحية اللغوية والاجتماعية  ويسمى طيف التوحد باللغة الانجليزية rervasivedvelopmwntaldisorders
وطيف التوحد له عدة أنواع والمعروف الآن خمسة وهي :-
1- التوحد التقليدي وأبرز أعراضه هي
أولاً – ضعف أو انعدام في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين من خلال الصفات التالية:- 1- الطفل جامد المشاعر لا يهتم كثيراً بمن حوله.2- لا ينظر للعين عندما تتحدث إليه .3- لا يفرح لرؤية أمه أو أبيه مثل بقية الأطفال.4- لايحاول الالتصاق بهم أو التقرب إليهم فهو مثلاً لا يرفع يديه لكي تحمله أمه ولا يتفاعل إذا رآها تبكي .5- لا يهتم بمشاركة أحد من إخوانه أو والديه.6- لا يلعب أو يختلط مع الأطفال الذين في عمره الزمني يقضي معظم وقته يلعب لوحده وعادة ما يوصف الطفل وكأنه في عالم آخر 7- ضعف في استعمال تعابير االاجتماعي.شارة في وصف موقف معين فهو لا يستطيع أن يعبر بوجهه عن الدهشة أو الحزن في موقف يتطلب ذلك.8- ليس له المقدرة على فهم المعاني الغير مرئية في الأشخاص الآخرين فهو لا يعرف بالنظر في وجهه أمه مثلاً هل هي سعيدة أم حزينة وهو ما يسمى بالعمى الاجتماعي.
هذا وقد قسم أحد الباحثين ضعف العلاقات الاجتماعية لدى أطفال التوحد إلى ثلاث مجموعات:- المجموعة الأولى وهي الأكثر شيوعاً بين المصابين بالتوحد ومعروفة على نطاق واسع وكبير وهي المجموعة الانعزالية.وقد تطرقنا لها في الأسطر الماضية أما المجموعة الثانية وهي السلبية وهي الأقل شيوعاً حيث أن الأطفال هنا لا يكونوا منعزلين بشكل كامل لكن في نفس الوقت هم لا يبدؤون بالمشاركة ولا يبادرون بها أما المجموعة الثالثة فهي النشيطة فليس لها حدود اجتماعية فالطفل يتعامل مع الغرباء بطلاقة كبيرة وغريبة فمثلاً من الممكن أن يسلم عليهم ويحضنهم ويندفع وراء أناس غرباء لا يعرفهم وقد يتصف هؤلاء المجموعة بقدرات إدراكية جيدة .وهناك صور أخرى وصفت وظهرت على البعض مثل تعلق شديد وغير طبيعي من ناحية الطفل لأحد أفراد عائلته أو توتر عندما ينفصلون عن والديهم علماً أن نوعية مشاعرهم وعلاقتهم الاجتماعية مع والديهم ضعيفة فهم أحيانا لا يعبرون عن فرحهم بلقائهم أو يعتبرونهم مصدر أمان لهم ومن هذه الصور جميعها نستنتج أن الطفل التوحدي بشكل عام يواجه صعوبة في العلاقات الاجتماعية وطريقة تبادلها .
ثانياً – ضعف مهارة التواصل واللغة من خلال الصفات التالية :-
الضعف اللغوي من الأعراض التي يتصف بتا الطفل التو حدي ولها أوجه متعددة وقد تظهر أحيانا من الأشهر الأولى فنرى الطفل 1- لا يناغي ولا يصدر أصوات كما الأطفال العاديين ثم يعاني من 2- عدم القدرة على الكلام وقسم آخر 3- يتأخر ظهور أول كلمة ويحدث تأخر في اكتساب المزيد من الكلمات وقسم آخر 4- يفقد ما اكتسبه من كلمات أو مفردات 5- يصعب على الكثير منهم اكتساب المزيد من المفردات أو استعمالها في مكانها الصحيح 6- قدرتهم على الفهم قد تكون ضعيفة ويلجأ كثير منهم إذا أرادوا شيئاً أن يصرخوا أو يمسكوا بيد أحد أفراد الأسرة ويجروه إلى الشيء المرغوب 7- يتجاهل بعض الأصوات والأوامر والتعليمات وكأنه أصم لا يسمع ولكن عند سماع أصوات معينة مثل إعلانات التلفزيون أو سماع صوت متعلق بشيء يحبه حلوى أو علبة عصير يستجيب ويتعامل معها بشكل مختلف تماماً 8- بعضهم يتحدث على وتيرة واحدة أو يحدث تفاوت في نبرات الصوت (عالي أو منخفض ) أو يستعمل لكنة غريبة أو لحن في الكلام 9- ترديد كلام سمعه من فترة بعيدة مثل إعلانات تجارية أو مقاطع غنائية أو شعرية أو نشيد 10- تكوين كلمات غريبة لوصف بعض الأشياء 11- صعوبة في فهم الضمائر في اللغة فهو يتعامل معها بشكل حرفي فبدلاً من أن يقول أنا أريد أن اشرب يقول حسن يريد أن يشرب .
ثالثاً- الاهتمامات المحددة والحركات المتكررة من خلال الصفات التالية :-
يتصف الطفل التو حدي باهتمامات محددة تظهر في البداية من طريقة لعبه حيث إن له العاب أو اهتمامات خاصة تستهويه مثل السيارات فقط أو المكعبات أو رص المخدات أو فتح وغلق الأبواب أو اللعب بالماء أو تقطيع الورق إلى غير ذلك فالطفل 2- يقضي معظم وقته في هذه الألعاب المحددة وقد يصاب بهياج أو غضب شديد عندما يتدخل احد ويمنعه أو يغير ما يقوم بعمله ، وهو ايضا3- لا يتفاعل مع الألعاب بطريقة صحيحة فمثلاً الطفل المهتم بالسيارات يتخيل إنها تسير في الطريق ويحدث اصواتا لكن الطفل التو حدي يلعب بتا بشكل مختلف إما رصها بجانب بعضها البعض بشكل معين أو لف عجلاتها فقط وهو أيضاً4 - لا يلعب العاب تخيلية فمثلا لا يطعم الدبة ولا يضعها في الفراش ولا يتحدث في هاتف لعبة ولا يتخيل انه يطهو أو يسوق سيارة وله اهتمامات غريبة من النواحي الحسية فمثلاً 5- يقوم كثير من الأطفال بشم أو تذوق المجسمات سواء كانت العاب أو أعراض في المنزل والبعض 6- يهتم بتحسس الأشياء أو ينظر لها من زاوية جانبية والبعض 7- يتحسس للصوت بشكل ملفت حتى إن بعضهم يتحسس بطريقة شديدة لأصوات معينة وقد يصابون بنوبة غضب شديدة أو إيذاء لأنفسهم 8- الكثير منهم لا يستطيع عزل الخلفية الصوتية في أي مكان لذا من السهل تشتته وعدم تركيزه 9- يحب الروتين في حياته ولا يحب التغيير وتتدخل الأعراض الو سواسية هنا فبعضهم له طقوس معينة لا يحب تركها أبداً إلا بصعوبة وقد يصاب بتوتر شديد عندما يغير طريقته التي تعود عليها  فمثلا يأكل بطريقة معينة ..ويرتب السفرة بشكل معين أو يلبس بترتيب معين أو يأكل أكل معين اولبس معين إلى غير ذلك 10- وبعضهم لديه خاصية التعلق بالأشياء فنرى منهم من يتعلق بمخدته ويحملها معه دوماً ويرفض التخلي عنها أو يتعلق بغطاء علبة أو حبل أو بطانية أو غطاء سرير الأمر الذي يسبب إحراج لوالديه في الأماكن العامة لإصرار الطفل على حملها حتى لو كانت هذه الأشياء بحجم كبير .
سلوكيات أخرى قد تصاحب التوحد التقليدي وهي:- 
1- اختلاف درجة النشاط فبعضهم يعاني زيادة في الحركة أو النشاط وآخرون يعانون خمول تام وعدم نشاط .
2- نوبات غضب متكررة ولأتفه الأسباب.
3- عنف وإيذاء للذات مثل عض اليد أو ضرب الرأس بالجدار أو شد الشعر .
4- صعوبة في النوم ونقص عدد ساعاته .
5- عدم الخوف من الخطر أو الخوف الشديد منه.
6- المزاج المتقلب والغير متوافق مع الحدث فنراه إما يبكي فجأة أو يضحك بدون داع.
7- حالات صرع تصاحب بعض الحالات التو حدية.
8- تخلف عقلي يصاحب بعض الحالات وهو متفاوت فبعض التو حديين ذكائهم عالي ومرتفع وبعضهم في المعدل الطبيعي وبعضهم منخفض وحسب الإحصائيات يذكر أن حوالي 30% من الأطفال التو حديين مستوى ذكاءهم عادي وحوالي 30% لديهم انخفاض بسيط في نسبة الذكاء يتراوح ما بين (50-70) أما 40% المتبقية لديهم انخفاض في الذكاء ما بين متوسط وشديد أقل من 50 .( د رابية حكيم، 1424هـ، 13- 20)
الطيف الثاني وهو اضطراب اسبر جر
أسهبنا في البحث عن التوحد التقليدي أو النمطي أو الكلاسيكي كما هي مسمياته وسوف نتحدث عن الطيف الثاني وهو اضطراب اسبر جر وقد اكتشفها الطبيب النمساوي (هانز اسبر جر ) عام 1944م وعرفت بشكل كبير عام 1981م ودخلت في تقسيمه الأمراض النفسية عام 1991م وصفت هذه المتلازمة بأنها الأكثر في الذكور ( د رابية حكيم ،1424هـ ، 27) .
وتتميز متلازمة اسبر جر بضعف في العلاقات الاجتماعية والسلوكيات المحددة أو غير المعتادة بدون التأخر اللغوي الذي يمكن مشاهدته لدى المصابين بالتوحد التقليدي وسوف نتعرف على حالة راشيل وهي عمرها 20 عاما طالبة في إحدى الجامعات مهتمة بالتاريخ الأمريكي وتحب الكتابة وفخورة ببعض المقالات التي كتبتها وتشجعها أمها أحيانا على إظهار براعتها في الكتابة وعندما تبدأ القراءة فإنها تثير انطباعا قوياً حيث أن عينيها كبيرتان وتبتسم ابتسامة خفيفة عندما تعرض كتاباتها النثرية يكشف صوتها عن شيء مختلف وهي تتحدث بصوت عال نوعاً ما وتزداد حدة هذا الصوت حتى يصبح اقرب منه إلى الصراخ وبمراقبتها والاستماع تشعر بأنها لا تتحدث إلى مستمعين خارجيين كأنها تستمع إلى نفسها أعطيت راشيل تشخيصا بأنها تعاني من توحد قبل بضعة سنوات بسبب ضعف اهتمامها بالآخرين وهي لا تظهر أبداً اهتماما كبيرا برفاقها تبعدها طريقتها الغريبة في التحدث في بعض الأحيان عن زميلات الدراسة وحديثاً اخبرها احد الأطباء النفسانيين بأنها قد تكون مصابة باضطراب اسبر جر لأن مهاراتها اللغوية غير متأخرة .إن أداءها في اختبارات الذكاء كانت دائما في المستوى المتوسط بحدود110وبالرغم من صعوباتها الاجتماعية وبمساعدة وتشجيع والديها فقد نجحت راشيل في التخرج من الدراسة الثانوية وهي الآن طالبة جامعية وتبحث عن شقة للانتقال من بيتها ويظهر والداها القلق مما قد يحصل لها بعيداً عن رعايتهم .
هل تشكو راشيل من التوحد ؟ يبدو أن حالتها مطابقة إلى حد كبير مع احد الاضطرابات الإنمائية العامة اضطراب اسبر جر ، لقد وضعت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين في الدليل التشخيصي والإحصائي المعايير التشخيصية التالية لاضطراب اسبر جر :
أ‌- إعاقة نوعية في التفاعل الاجتماعي كما هو مبين فيما لا يقل عن اثنتين مما يلي:
1- إعاقة ملحوظة في استخدام السلوكيات غير اللفظية المتعددة مثل التحديق بالعين ، تعابير الوجه ، وضع الجسم ، استخدام الإيماءات لتنظيم التفاعل الاجتماعي .
2- الفشل في إقامة علاقات ملائمة لمستويات النمو مع الأقران .
3- ضعف التطلع الذاتي لمشاركة الآخرين المتعة والاهتمام والانجاز مثل عدم اطلاع الآخرين على الأشياء وعدم الإشارة إلى شيء وعدم جلب الأشياء لهم .
4- ضعف التبادلية الاجتماعية الانفعالية .
ب‌- أنماط سلوكية محدودة ومكررة ونمطية سواء من ناحية السلوك أو الاهتمامات أو الأنشطة كما هو مبين فيما لا يقل عن واحدة مما يلي 
1- تصرفات حركية متكررة ونمطية مثل طقطقة الأصابع أو اليدين حركات جسم معقدة.
2- الانشغال بسلوك نمطي واحد أو أكثر بصورة غريبة وتركيز شديد .
3- الالتزام الشديد بالأنشطة والطقوس غير الوظيفية .
4- الانشغال الدائم بأجزاء الأشياء .
ج- الاضطراب يسبب إعاقة سريريه ملحوظة في القدرات الوظيفية الاجتماعية والمهنية وغيرها من الميادين الوظيفية.
د- لا يوجد تأخر لغوي سريري ملحوظ مثل استعمال الكلمة المفردة بعمر سنتين والجمل التواصلية تستخدم بعمر 3 سنوات.
هـ- لا يوجد تأخر سريري ملحوظ في التطور المعرفي أو في تطور المهارات المساعدة الذاتية المناسبة للعمر أو السلوك المتكيف باستثناء التفاعل الاجتماعي أو الفضول وحب الاستطلاع فيما يتعلق بالبيئة الطفولية .
و- لا تتطابق معالجة التشخيص مع الاضطرابات النمائية الأخرى أو الفصام .
لقد وصفت وليامز عام 1995م سبعة خصائص رئيسية لمتلازمة اسبر جر مع الاقتراحات العلاجية لها وذلك على النحو التالي :
1- الإصرار على التماثل من خلال مقاومتهم لتغير بسيط في البيئة وانشغالهم في سلوكيات طقوسية ويوصفون بأنهم قلقون وقهر يون وخصوصاً عندما لا يعرفون ما هو متوقع ، هذا بالإضافة إلى أنهم يعانون من الضغط النفسي والتعب وفيما يلي بعض المقترحات العلاجية :-
زود الطفل ببيئة آمنة وقابلة للتنبؤ .
قلل مقدار الانتقالات في المهمات التعليمية .
وفر روتين يومي، فالطفل يجب أن يفهم الروتين اليومي ويعرف ما هو متوقع حتى يستطيع التركيز على المهمة.
تجنب المفاجآت وهيئ الطفل بشكل تدريجي للأنشطة الخاصة .
أخبر الطفل عن شكل التغيير حتى تتجنب سلوكه القهري .
2- إعاقة في التفاعل الاجتماعي يعانون من عدم القدرة على فهم القواعد الاجتماعية المعقدة كما أنهم يوصفون بالتمركز حول الذات ولا يرغبون بالتفاعل مع الآخرين ولا يفهمون الفكاهة ويستعملون نغمات صوتية غير طبيعية وتواصل بصري ولغة جسم غير مناسبة كما أنهم غير حساسين ويسيئون فهم الإشارات الاجتماعية وغير قادرون على إصدار الحكم ويمتازون بضعف القدرة على المبادرة في المحادثات والمحافظة عليها فتواصلهم ضعيف وبسبب أسلوب كلامهم وتمسكهم بالقوانين والتفاصيل فهم يوصفون بالأستاذ الصغير ولا يدركون أن الآخرين يكذبون عليهم كما أن لديهم الرغبة في أن يكونوا جزءاً من العالم الاجتماعي وفيما يلي بعض الاقتراحات العلاجية :-
*وفر حماية للطفل من السخرية .
*ركز على المهارات الأكاديمية المناسبة للطفل ووفر مواقف تعليمية تعاونية مع الرفاق لتعزيز مهارات القراءة والمفردات والذاكرة.
*في المجموعات العمرية الأعلى حاول أن تعلم الرفاق عن الأطفال المصابين باضطراب اسبر جر وعززهم لمعاملتهم الجيدة .
*علم الطفل كيف يتفاعل مع الآخرين .
*علم الطفل كيف يستجيب لمشاعر الآخرين ويفهمها .
*شجع الأنشطة الاجتماعية وقلل من مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل لوحده .
3- المدى المحدد من الاهتمامات ينشغل الأطفال المصابون باضطراب اسبر جر بمدى محدد من الأنشطة وأحيانا يرفضون تعلم أي شيء خارج نطاق اهتماماتهم المحددة وفيما يلي بعض الاقتراحات العلاجية 
* لا تسمح للطفل بان يسال أسئلة متكررة حول الاهتمامات المحددة وذلك من خلال تحديد وقت محدد يومياً للطفل للحديث عنها.
*استعمل التعزيز الايجابي لتشكيل السلوكيات المرغوبة .
*علم الطفل بان يتبع خطوات وقواعد محددة لأداء الواجبات التعليمية 
*أعطي الطفل واجبات متصلة باهتماماته قيد الدراسة .
* شجع الطفل على زيادة وتوسيع مخزونه السلوكي .
4- ضعف التركيز يمتاز الأطفال المصابون باضطراب اسبر جر بأنهم غير منظمين وأنهم لا يستطيعون التركيز على الأنشطة الصفية وان تركيزهم غريب موجه إلى مثيرات غير مناسبة وأنهم لا يستطيعون تحديد ما هو مناسب وأنهم ينسحبون من العالم الاجتماعي ولديهم صعوبة في التعلم من المواقف الاجتماعية وفيما يلي بعض المقترحات العلاجية :-
*اعمل على تجزئة المهمات الكبيرة إلى صغيرة وقدم تغذية راجعة متكررة وإعادة التعليمات.
* استعمل البرامج التعليمية المنظمة والتعزيز .
* اجلس الطفل في الصفوف الأمامية من الصف ووجه إليه أسئلة متكررة.
*استعمل الإشارات غير اللفظية لإعادة توجيه انتباه الطفل وتركيزه.
*شجع الطفل على التركيز على العالم الحقيقي بدلاً من الخيالي .
5- ضعف التناسق الحركي يمتاز المصابون باضطراب اسبر جر بتناسق حركي ضعيف وعدم النجاح في الألعاب التي تتطلب منهم مهارات حركية لذا فالعيوب في الحركات الدقيقة تسبب مشكلات في السرعة والرسم وفيما يلي بعض المقترحات العلاجية:-
*أشرك الطفل في برنامج رياضي إذا كانت مشكلاته في الحركات العضلية الكبرى .
*أشرك الطفل في المنهاج الصحي في التربية الرياضية .
*لا تجبر الطفل على الاشتراك في الأنشطة الرياضية التنافسية .
* صمم برامج رعاية فردية كثيفة للطفل .
* شجع الطفل على الرسم على الورق وهذا يساعده على ضبط الحجم والكتابة .
*أكد على أداء الطفل الجيد في المهمات .
6- الصعوبات الأكاديمية يمتاز المصابون باضطراب اسبر جر بان متوسط ذكاءهم عالي خصوصاً في المجال اللفظي إلا أن لديهم قصور في مهارات التفكير والفهم ويميلون إلى أن يكونوا حرفيين فخيالهم مجرد والقدرة على التجريد ضعيفة إضافة إلى ذلك فهذه الفئة من الأطفال تمتاز بذاكرة حرفية ممتازة إلا أنها ميكانيكية بطبيعتها ومن جهة أخرى لديهم ضعف في حل المشكلات وفيما يلي بعض المقترحات العلاجية :- 
*زود الطفل ببرامج تربوية فردية مناسبة لتحقيق النجاح وعزز التعلم وابتعد عن إثارة القلق لديه .
*زود الطفل بتفسيرات مناسبة وبسيطة للمفاهيم المجردة .
*وسع ذاكرته .
*لاحظ أن المستويات المتعددة للمعنى والمشكلات السببية في الروايات لا تفهم.
*هؤلاء المصابون لديهم مهارات معرفة قرائية ممتازة إلا أن فهم اللغة لديهم ضعيف لذلك لا تفترض أنهم يفهمون ما يقرؤون .
*أداؤهم الأكاديمي يمتاز بنوعية ضعيفة بسبب عدم بذلهم الجهود في المجالات التي تقع خارج نطاق اهتماماتهم.
7- ضعف التحصين الانفعالي يمتاز بعض المصابون باضطراب اسبر جر بان لديهم معاملات ذكاء تمكنهم من المنافسة في الصف إلا انه ليس لديهم مهارات انفعالية للتعامل مع متطلبات الصف لذلك فهم يعانون من الضغوطات النفسية بسبب عدم مرونتهم بالإضافة إلى ذلك فان تقديرهم لذاتهم متدني وينتقدون ذوا تهم كما أنهم غير قادرين على تحمل الأخطاء ويظهرون الانزعاج كاستجابة للضغط النفسي والإحباط فهم نادراً ما يشاهدون في حالة استرخاء وفيما يلي بعض المقترحات العلاجية :-
*احمي المصاب من المستويات العالية من الضغط النفسي وهيئه للتغير في الروتين اليومي فالتغيرات غير المتوقعة تسبب القلق والانزعاج والغضب والخوف .
*علم الطفل كيف يتعامل مع مصادر الضغط النفسي من خلال خطوات واضحة.
* كن على وعي بالتغيرات السلوكية التي تسبب الاكتئاب مثل عدم التنظيم والعزلة .
*علم الطفل المهارات الاجتماعية المناسبة .
*قدم مساعدة أكاديمية للطفل عند ملاحظة صعوبات أكاديمية لتجنب الفشل.
*وفر بيئة تعليمية منظمة داخل الصف والمنزل .
* اطلب مشورة المختصة دائماً. 
الطيف الثالث وهو متلازمة ريت
يظهر اضطراب ريت عبر التواصل بين مجموعة من الخصائص الجسدية والسلوكية والمستويات المتصاعدة لأمونيا الدم أو مرض الدم لقد كانت هذه الملامح توجد في الإناث فقط وريت اضطراب 1-عصبي تصاعدي يصيب الإناث بشكل أساسي ويتميز2- بلوى اليدين المتشابكتين بشكل متواصل3- والتخلف العقلي و4-وإعاقة في المهارات الحركية 5- وتظهر هذه الصعوبات بعد أن يكون الشخص قد تجاوز بداية طبيعة من النمو .
لقد عرف هذا الاضطراب منذ مدة قصيرة فقط إذ تم وصفه لأول مرة من قبل أندرياس ريت مع ذلك لم يحظ بالاهتمام إلا بعد 17 عاماً عندما نشر تقريرا حوله بعد دراسة 35 حالة من فرنسا والبرتغال والسويد .
حالة لوري .
كانت لوري في التاسعة من عمرها لكنها تبدو في الرابعة من عمرها كانت عيناها البنيتان الواسعتان وابتسامتها الدائمة تجعلانها محبوبة من قبل جميع العاملين معها لكن على الرغم من جمالها إلا أن لوري تبدو أنها لا تفهم الكثير مما تسمعه مع أن سمعها جيد وجرى تشخيص حالتها على أنها تخلف عقلي شديد إلى شديد جداً وتوصف لوري بأنها لاتتكلم وتتنفس بصعوبة وتشد على أسنانها بشكل مستمر وان أكثر الأمور اللافتة للانتباه هو حركة يديها وتشابكهما كما يفعل ممثلو الأفلام الصامتة خلال لحظات التوتر وأظهرت الفحوصات العصبية بأنها تعرضت لنوبات مرضية متزايدة وخلال السنوات الأخيرة بدأت تواجه صعوبات مستمرة في المشي وحتى تحافظ لوري على توازنها فإنها تمشي وهي تحرك ساقيها متباعدتين من جهة إلى الأخرى و تظهر حركات لوري ليديها وكأنها فاقدة الصبر لما يدور حولها وفي إحدى المرات عندما كانت لوري في السابعة تعثرت وكادت تسقط على الأرض وكمحاولة لاسترجاع توازنها رفعت لوري يدها وأمسكت بشعرها ولم تكتف لوري يلوي يديها ولكن أيضا بشد شعرها ثم زادت حركة شد الشعر حتى أزالت الشعر تقريبا من احد جوانب رأسها .
وقد ازدادت حالة لوري سوءاً وأصبحت بحاجة أكثر فأكثر إلى مساعدة الآخرين في المشي إضافة إلى ذلك فقد تباطأت معدلات نموها الجسدي ولم تتحسن قدرتها على فهم الآخرين والتواصل معهم وعلى الجانب الايجابي تبدو لوري متجاوبة مع محاولات المساعدة الهادفة إلى جعلها أكثر اجتماعية كالنظر بشكل مباشر أكثر إلى البالغين والل الأطفال الآخرين .
لقد حددت الجمعية الأمريكية للطب النفسي في الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع المعايير التشخيصية لاضطراب ريت على النحو التالي أ- كافة النقاط التالية :-
1- تطور قبل ولادي طبيعي .
2- تطور حركي نفسي خلال الخمسة أشهر الأولى بعد الولادة.
3- محيط الرأس طبيعي عند الولادة .
ت‌- بداية ما يلي بعد فترة النطق الطبيعي.
1- تباطؤ نمو الرأس خلال الأعمار بين 5-48 شهراً 
2- فقدان المهارات اليدوية المكتسبة خلال العمر بين 5- 30 شهراً متبوعا بتطور حركات يدوية نمطية مثلاً الكتابة باليد وغسل اليدين.
3- فقدان الارتباطات الاجتماعية بصورة مبكرة رغم أن التفاعل الاجتماعي غالبا ما يتطور لاحقا.
4- بدايات ضعيفة للمشي وتنسيق ضعيف للحركات المركزية أو الأساسية.
5- إعاقة شديدة التطور للغة لاستقبالية والتعبيرية مع تخلف  نفسي حركي شديد .
الطيف الرابع وهو اضطراب الطفولة التفككي 
يتضمن اضطراب الطفولة التفككي تراجعا لغويا شديدا وسلوكا متكيفا ومهارات حركية بعد فترة من النمو الطبيعي لفترة تتراوح بين 2-4 سنوات في بدايات القرن الماضي عام 1908م أعلنت ثيودور هيلر نتائج مراقبة لستة أطفال تعرضوا لتراجع شديد بعد نمو طبيعي لعدة سنوات مع تدهور جاء بوقت أكثر تأخرا مما كان مع اضطراب ريت وقد كان للاضطراب الذي اكتشفته هيلر عدة أسماء عبر السنين منها الخرف الطفو لي ومتلازمة هيلر والذهان التفككي وهذا الاضطراب جديد ونادر جداً حيث يحدث مرة واحدة في كل 10000ولادة تقريباً وهو يحدث في الذكور أكثر من الإناث وفي  إحدى الفحوصات التي أجريت في اليابان لوحظ بان حوالي 80% من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب قد اظهروا بعض التحسن في استرجاع مهاراتهم المفقودة وذلك بعد سن الرابعة رغم استمرار معاناتهم من الإعاقات .
لقد حددت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين  المعايير التشخيصية لاضطراب الطفولة ألتفككي على النحو التالي :-
1- نمو طبيعي لما لا يقل عن سنتين بعد الولادة ووجود تواصل لفظي وغير لفظي مناسب للعمر الزمني والعلاقات الاجتماعية واللعب والسلوك التكيفي .
2- الفقدان الملحوظ سريرياً للمهارات المكتسبة سابقاً قبل سن العاشرة في ما لا يقل عن اثنتين من المجالات التالية :
أ‌- اللغة التعبيرية أو المستقبلة.
ب‌- المهارات الاجتماعية أو السلوك التكيفي .
ت‌- التحكم في الأمعاء والمثانة .
ث‌- اللعب.
ج‌- مهارات حركية.
3- أنشطة غير طبيعية في ما لايقل عن اثنتين من المجالات التالية :
أ‌- إعاقة نوعية في التفاعل الاجتماعي مثل ضعف السلوك غير اللفظي الفشل في تطوير علاقات صداقة نقص التبادل الاجتماعي والعاطفي.
ب‌- إعاقة نوعية في التواصل تأخر أو عدم وجود لغة منطوقة عدم المقدرة على المبادرة في الكلام أو المحافظة على استخدام نمطي متكرر للغة عدم المقدرة على أداء اللعب التظاهري.
ت‌- أنماط محددة ومتكررة ونمطية للسلوك والاهتمامات والأنشطة بما فيها التصرفات والأنماط الحركية.
4- إن هذا الاضطراب غير مفسر بشكل مقبول ضمن أي اضطراب تطوري عام أو الفصام .
تشير البحوث إلى أن أسباب اضطراب الطفولة التفككي لها أصول عصبية فالفعلية الدماغية كما تم قياسها من قبل تخطيط الدماغ الكهربائي تبدو غير طبيعية في نصف حالات هذا الاضطراب تقريباً ونسبة حدوث النوبات المرضية هي 10%من هذه الحالات ويمكن أن ترتفع حتى إلى ربع الحالات في أعمار المراهقة وفي الوقت الحاضر لم يتم تحديد أي سبب لاضطراب الطفولة التفككي وكما هو الحال مع الاضطرابات النمائية العامة الأخرى فإن معالجة هذا الاضطراب تتضمن التدخلات السلوكية لتعليم الأشخاص المصابين المهارات التي فقدوها وكذلك استخدام الأدوية والمعالجات السلوكية لمساعدتهم على التغلب على مشكلاتهم السلوكية .
الطيف الخامس الاضطرابات النمائية العامة الغير محددة
يستعمل هذا التصنيف في حالة وجود إعاقة شديدة عامة في تطور التفاعل الاجتماعي المتبادل أو في مهارات التواصل اللفظية وغير اللفظية أو عندما توجد أنشطة واهتمامات وسلوكيات نمطية ولكنها غير مصنفة على أنها اضطراب نمائي عام محدد أو فصام أو اضطراب الشخصية الفصامية أو اضطراب الشخصية التجنبي على سبيل المثال التصنيف يشتمل على التوحد الشاذ لان الأعراض الظاهرة لا تقابل المعيار للاضطراب التوحدي بسبب التأخر في العمر عند الإصابة والأعراض الشاذة أو أعراض فرعية .
(د إبراهيم الزريقات ، 2004م ، 55-75)
تشخيص التوحد
يعتبر تشخيص إعاقة التوحد وغيرها من الاضطرابات النمو الشاملة من أكثر العمليات صعوبة وتعقيدا وتتطلب تعاون فريق من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين وأخصائيو التخاطب والتحاليل الطبية وغيرهم وترجع تلك الصعوبات إلى عوامل متعددة نستعرض لبعض منها فيما يلي :-
التوحد إعاقة سلوكية تحدث في مرحلة النمو فتصيب الغالبية العظمى من محاور النمو اللغوي والمعرفي والاجتماعي والانفعالي والعاطفي وبالتالي تعيق عمليات التواصل والتخاطب والتعلم أو باختصار تصيب عمليات تكوين الشخصية في الصميم.
2-تتعدد وتتنوع أعراض التوحد وتختلف من فرد إلى أخر ومن النادر أن نجد طفلين متشابهين في الأعراض.
3- كما تتعدد الأعراض وتتنوع العوامل المسببة للإعاقة سواء منها العوامل الجينية الوراثية أو العوامل البيئية المختلفة ومن هنا يمكن تفسير لعدد الأعراض واختلافها من فرد لأخر .
4- إن أكثر العوامل المسببة للتوحد واضطرابات النمو الشاملة يحدث في المخ والجهاز العصبي الذي يسيطر على كافة الوظائف الجسمية والعقلية والنفسية والسلوكية للإنسان وتتعدد أسباب التوحد كما تعرضنا لها في فصل سابق .
5- قد يصاحب إعاقة التوحد إعاقة ذهنية شديدة أو متوسطة أو بسيطة أو يصاحبه نشاط زائد أو قصور في الانتباه والتركيز أو صعوبات تعلم أو الافيزيا أو الديسليكيا .
6- إن بعض الأعراض التي حددها الدليل الإحصائي للاضطرابات العقلية لتشخيص التوحد لا تخضع للقياس الموضوعي بل تعتمد على الحكم أو التقدير الذاتي غير الموضوعي مثل القدرة على تكوين علاقات اجتماعية .
7- صعوبة معرفة أعراض التوحد لغير المختص قبل انتهاء الشهر الثلاثين من عمر الطفل.( فادي رفيق شلبي ، 2001م ،5)
ولو تساءلنا ما حاجة المصابون بالتوحد لخدمات التشخيص والقياس لأجابنا د طارش الشمري رئيس قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود سابقاً قائلاً 
من أهم تلك الخدمات التي يحتاجها الأطفال خدمات التشخيص والقياس والتي تعتبر بمثابة الخطوة الأولى ضمن سلسلة الإجراءات المترابطة الهادفة إلى 1- توفير معلومات دقيقة وواقعية عن مستوى الأداء في مجالات مختلفة 2- التعرف على طبيعة الاضطراب وجوانب القوة والضعف لدى هؤلاء الأطفال 3- توفير الأرضية الصلبة لبناء برامج خدمات شاملة تلبي الاحتياجات الخاصة لأطفال التوحد 4- كما تعمل على تطوير وتنمية القدرات والإمكانات الوظيفية لديهم .
والتشخيص هو تلك الإجراءات التي تساعد في إصدار حكم على سلوك ما تبعاً لمحكات معينة ومحددة مع تبيان جوانب القوة والضعف في ذلك السلوك أما القياس فهو شرح وتفسير السلوك أو الظاهرة التي تم قياسها بأسلوب كمي أو رقمي .
إن التشخيص العلمي الدقيق لحالات التوحد يعتبر من المتطلبات الأساسية الضرورية لتقديم الخدمات الخاصة للأطفال وتواجه عملية التشخيص في الوقت الراهن صعوبة بالغة نتيجة عدم توفر الكوادر البشرية المدربة في هذا المجال والتي لديها المعرفة الكافية بالأساليب التشخيصية المختلفة ولهذا من الضروري إلقاء الضوء على هذا الجانب وذلك من خلال طرح ومناقشة التساؤل التالي :-
ما هي أهم أدوات تشخيص وقياس التوحد ؟
إن اضطراب التوحد يغطي مجالاً واسعاً من مستوى القدرات النمائية بحيث تشتمل على جميع مستويات الأداء العقلي الذكاء كما أن هذا الاضطراب يتضمن العديد من الأعراض بدرجات متفاوتة ومهارات تواصل مختلفة ومستويات متباينة للكفاية الذاتية إن هذا التباين في أعراض وصفات التوحد ضمن مجموعة الأطفال التو حديين تعتبر تحدياً كبيراً لأدوات وأساليب التشخيص والمقيمين الإكلينيكيين ومن هنا تأتي أهمية معرفة أسس التشخيص والقياس وضوابطه والاعتبارات التي من الضروري أن يتبناها ويراعيها المهنيين القائمين على تشخيص وقياس الأطفال التو حديين ويوجد عدد من أدوات قياس وتشخيص التوحد منها :
1- قائمة تشخيص للأطفال المضطربين سلوكياً (مقياس رملا ند ).
2- أداة تقدير السلوك للأطفال التو حديين والعاديين.
3- قائمة سلوك التوحد.
4- مقياس تقدير التوحد الطفولي .
5- نظام ملاحظة السلوك.
6- جدول الملاحظات التشخيصية للتوحد .
7- قائمة أوصاف التوحد .
8- مقابلة تشخيص التوحد.
فالمقياس الأول هو اختيار من متعدد عبارة عن استبانه للوالدين تركز على الأداء الوظيفي للطفل والنمو المبكر و استبانه تركز على استعادة الأحداث الماضية وسوف الحق بالبحث نموذج مصور لهذا المقياس .
أما المقياس الثاني فهو عبارة عن ثمانية مقاييس يجاب عليها من الملاحظة مباشرة وتتطلب مقدرين مدربين وتم تعريف كل سلوك إجرائيا كنظام تسجيل.
أما المقياس الثالث فهو مصمم للاستخدام في المدارس العادية.
أما المقياس الثالث فهو نظام تقدير عبارة عن محكات سلوكية محددة جداً تتطلب تدريباً قليلا للاستخدام معدلة للاستخدام مع المراهقين والكبار وسوف الحق بالبحث نسخ مصورة تشرح هذا المقياس شرحاً وافياً وقد قام د طارش و عبد العزيز السر طاوي بتقنينه على البيئة السعودية .
أما المقياس الخامس فهو عبارة عن ملاحظة مباشرة تتطلب تدريبا للملاحظ تم تحديد السلوكيات بشكل موضوعي ثم تحليل الدرجات الخام عن طريق الحاسب الآلي.
والمقياس السادس عبارة عن نظام ملاحظة مقنن وفق ما يحدث في الواقع مع الحالة يكون الفاحص شخص مشارك ملاحظ.
والمقياس السابع عبارة عن قائمة تستخدم من قبل الوالدين تشتمل على عدد كبير من الفقرات السلوكية.
والمقياس الثامن عبارة عن أداة تبحث في الأحداث الماضية بالاعتماد على المقابلة تبدأ من العمر 5 سنوات حتى المراهقة المبكرة.
وأخيرا ما هي أهم الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند تشخيص وقياس الأطفال التو حديين ؟ الاعتبارات والضوابط التي يتوجب على المقيم مراعاتها بتشخيص وقياس التوحد هي:-
1- يكون التشخيص من خلال فريق تشخيص متعدد التخصصات ويمكن أن يشتمل الفريق على الأخصائي النفسي ، أخصائي الأعصاب ، طبيب الأطفال ، أخصائي العلاج الطبيعي ، أخصائي العلاج المهني ، أخصائي التواصل ، وطب نفس الأطفال و معلم التربية الخاصة وغيرهم ويعتبر قياس مجالات مثل المجال النفسي والتواصلي والسلوكي من أكثر المجالات التي تركز عليها إجراءات قياس الطفل التو حدي .
2- أن تشتمل إجراءات التشخيص والقياس للأطفال التو حديين على مجالات نمائية ووظيفية متعددة وذلك راجع إلى طبيعة الإعاقة لديهم ولهذا فان الوضع يتطلب قياس قدراتهم الحالية مثل المهارات الإدراكية والتواصلية والأداء السلوكي مثل الاستجابة للتعليمات تشتت الانتباه والسلوكيات المزعجة والتكيف الوظيفي مثل مهارات السلوك التكيفي في المواقف الحياتية اليومية .
3- أن يتم تبني النموذج النمائي في إجراءات القياس خاصة وان أغلبية الأطفال التو حديين لديهم تخلف عقلي ومن الضروري أن تفسر الدرجات التي يحصلون عليها في المقاييس المختلفة ومستوى الأداء في المجالات المتعددة في ضوء مستواهم النمائي والإدراكي وذلك للحصول على تفسير وظيفي واقعي .
4- أن يراعى الاختلاف بين المواقف أثناء إجراءات التشخيص والقياس حيث طبيعة موقف معين ومتطلباته والمثيرات المحيطة به ودرجة تنظيمه ومدى الألفة له من قبل الأطفال التو حديين والأشخاص المتواجدين في ذلك الموقف يختلف عن مواقف أخرى قد يلاحظ فيها الأطفال ويتم تقييمهم كما أن سلوك الطفل يختلف من موقف إلى آخر تبعا لاختلاف المتغيرات أنفة الذكر .
5- ضرورة مراعاة التكيف الوظيفي وذلك لان فهم وتفسير نتائج القياس للمهارات المختلفة يتطلب ربطها بطبيعة ومضمون تكيف الطفل مع متطلبات المواقف الحياتية اليومية الحقيقية ولهذا فانه يتوجب على المقيم أو الملاحظ أن يتأكد من أن القياس شامل ومتعمق للسلوك التكيفي للطفل ومدى مقدرته على ترجمة الإمكانات والقدرات لديه إلى سلوك ثابت ومناسب لتنمية الكفاية الذاتية لدية في المواقف الطبيعية كما يتوجب على الملاحظ كذلك مراعاة مدى تأثير نتائج التشخيص والقياس على تكيف الطفل المستمر وتعليمه والإفادة من ذلك في الرابط بين نتائج القياس وتصميم برنامج التدخل الملائم له .
6- أن يتم استخدام أفضل وسائل التشخيص والقياس للأداء الوظيفي للطفل التو حدي بناء على المعرفة العلمية والخبرة والحكم الإكلينيكي للمهني المختص ومع التأكيد على أهمية ملا ءمتها لخصائص واحتياجات الطفل الفردية وبما أن مشكلات الانتباه والسلوك قد تكون عقبة في طريق إجراءات التقييم للطفل فانه من الضروري استخدام الأساليب التي تساعد على جذب انتباه الطفل وتعاونه مع المقيم ويمكن استخدام المعززات الغذائية والمادية والاجتماعية الفعالة والمناسبة للطفل لتحقيق ذلك كما يتوجب على المهني مراعاة أن يقدم مهام وأنشطة المقياس أو الأداء بما يتلاءم مع خصائص الطفل وأسلوب الأداء لديه مثل تنظيم البيئة وتهيئته للتحول من مهمة إلى أخرى واستحداث روتين معين لإتباعه والتوجيهات الحازمة الواضحة وعلى المقيم أن ينتبه إلى تأثير التفاعل الاجتماعي ومتطلباته على أداء الطفل إثناء إجراءات التشخيص والقياس فكلما زادت متطلبات أداء المهمة أو النشاط الاجتماعي كلما اثر ذلك سلباً على أداءه ولهذا فانه من الضروري مساعدة الطفل لجعله يركز انتباهه أكثر على العناصر المادية للأنشطة والمهام التي يطلب منه أداءه بدلا من التركيز على التفاعل الاجتماعي مع المقيم أو المقيمين الأطفال التو حديين يلاحظ عليهم أحيانا اختلاف في مستوى أدائهم لنفس المهمة أو النشاط من موقف إلى أخر ولهذا فان مراعاة تعدد المواقف التي يقيم فيها قد تساعد على معرفة مستوى الأداء الحقيقي لديه في المجالات المختلفة للتشخيص والقياس .
7- أن تشترك أسرة الطفل التو حدي في إجراءات تشخيص وتقييم طفلها وان يتم دعمها لملاحظة الطفل وتقييمه جنبا إلى جنب مع المختصين ليتم بناء برنامج تربوي متكامل .
8- ويتوجب على المهنيين تفسير نتائج الاختبارات والمقاييس لأسرة الطفل وتخصيص وقت خاص وكاف لمناقشة تلك النتائج والاستماع إلى همومهم والصعوبات التي يواجهونها مع طفلهم في بعض المواقف وبرامج التدخل المتوفرة للطفل ويفضل أن يحضر هذه المرحلة من التشخيص والقياس احد المهنيين المختصين في برامج التدخل المبكر الملائمة للطفل لمناقشة النتائج والتوصيات العلمية وكيفية تفعيل تلك التوصيات إلى واقع ملموس لخدمة الطفل وأسرته وإشعار الأسرة بان خدمة طفلهم لا تتوقف عند حد تشخيصه بأنه توحدي .
9- اشتمال التقرير النهائي للتقييم على النتائج التي توصل إليها كل عضو من أعضاء فريق التشخيص والقياس المتعدد التخصصات بتفاصيلها وان يصاغ التقرير بأسلوب يسهل فهمه وتوصيات يمكن تطبيقها وتفعيلها ومرتبطة بتكيفه مع متطلبات الحياة اليومية وتعلمه ويفضل أن يكون التواصل مستمر بين أعضاء الفريق أثناء عملية التشخيص والقياس وقبل التوصل إلى النتائج النهائية لتلافي عدم تنسيق الجهود أو تكرارها كما انه من الضروري دمج النتائج في التقرير النهائي ومناقشتها في ضوء ما يترتب عليها من إجراءات وظيفية لكل مجال من مجالات التشخيص والقياس ولإعطاء الأسرة والعاملين مع الطفل صورة متكاملة عن جوانب القوة والضعف لديه .
و يبقى التواصل والمباشرة والمستمر بين أعضاء الفريق ببناء علاقة شراكة بين جميع من لهم علاقة بتحديد أهداف التدخل والمساعدة في مشاكل محددة ومتابعة تطور حالة الطفل وتقدمه ودعم الأسرة وتطوير مهارتها للتعامل مع الأنظمة التعليمية والصحية التي تتطلبها حالة الطفل .
الخلاصة
1- إعاقة التوحد من الإعاقات النمائية المعقدة والتي تؤثر سلباً على عدة من مجالات النمو المختلفة مما يجعل تشخيصها عملية ليست سهلة .
2- التشخيص هو القاعدة الأساسية لبناء برامج متكاملة تلبي احتياجات الأطفال.
3- لابد من وجود فريق متعدد التخصصات للتشخيص .
4- ترجمة نتائج أدوات التشخيص والقياس إلى تحديد طبيعة المهارات التي يحتاج الطفل التو حدي إلى تنميتها وتطويرها بما يتناسب مع قدراته وإمكانات ومتطلبات الحياة اليومية وطبيعة بيئته المحلية .
5- وعلى المقيمين ضرورة مراعاة ملائمة أدوات ومقاييس التقييم للطفل .
6- جعل الأسرة شريكة أساسية ومصدر أساسي لكثير من المعلومات التي تساعد على إتمام عملية التشخيص والقياس على أكمل وجه.
7- على المقيمين معرفة خصائص ومجالات كل أداة من أدوات التشخيص والقياس ومدى دعم الدراسات العلمية لها عند اختيار احد تلك الأدوات والنظر إليها على أنها وسائل لتحقيق هدف أهم ألا وهو توفير الخدمات الفردية الخاصة لكل طفل بما يتلاءم مع قدراته واحتياجاته .
(د- طارش الشمري ، 1422هـ ، 4- 22)
 
نماذج وأمثلة لحالات توحديه مختلفة
 
هذه بعض القصص التي تمثل أطيافاً متنوعة لحالات توحديه مختلفة صيغت على شكل قصص لترسخ في الذهن وتعبر عما تعانيه الأسر عندما ترزق بابن توحدي ، ونستفيد كذلك بعض الطرق العلاجية التربوية التي قد نستخدمها مع بعض الحالات وكذلك مراحل النمو التي تتأثر بالسلوك التو حدي ومظاهره .
الحالة الأولى للطفل عمر 
الطفل عمر .. عمره خمسة سنوات  .. طلب والديه موعد في عيادة الطب النفسي والإرشادي للأطفال للكشف على حالته .
( عمر ) كانت ولادته طبيعية ولكن كانت متعسرة .. كان وزنه 3 كيلو عند الولادة .. وكان هناك نسبة صفاري بسيطة .. رضع رضاعة طبيعية لمدة خمس أشهر ثم بعد ذلك رضاعة صناعية .
مراحل تطور نمو كانت طبيعية حيث جلس في مر 6 أشهر وبدا المشي بدون مساعده في عمر سنة .. كانت هناك أصوات مناغاة في الأشهر الأولى وكان يتفاعل بنظراته مع والدته.
بدا بظهور أول كلمه ماما .. بابا في عمر تسعة أشهر .. بسكوت.يكتسب بعض الكلمات مثل سيارة .. بسكوت .. مويه في خلال السنة الثانية .
ومع نهاية السنة الثانية بدأت إلام تلاحظ نقص المفردات التي يعرفها ( عمر ) .. وأصبح يصدر أصوات غير مفهومه ... إلى إن فقد جميع المفردات التي يعرفها .. أصبح عندما يريد شيئاً ما يمسك  يد أمه أو أبيه ويجرهم إلى المكان الموجود فيه .. توصل نظرات  عينه أصبحت ضعيفة نوعا ما .. وعندما تناديه أمه أو أبيه أصبح لا يهتم وكأنه لا يسمع.. ولكن عندما تناديه لأخذ الحلوى ... ينتبه ويسرع إليها .
(عمر ) علاقته الاجتماعية بوالديه ضعيفة .. لا يوجد تجاوب عاطفي من ناحيته .. بالرغم من انه في بعض الأحيان يحب إن يحمله والديه ... ويرفع زراعيه إلى الأعلى اشره لذلك ...لكنه لا يستعمل أي إشارات أخرى اجتماعيه مثل الابتسامة ... أو أي تعابير بوجهه ولا يحاول إن يشارك احد من إفراد عائلته أي نشاط .. ولا يهتم بمساعدة أخيه ذو السنتين .
( عمر ) لا يهتم كثيرا بالأطفال الذين في عمره .. ولا يحب إن يلعب معهم .. يقضي معظم وقته متحركا في جميع أنحاء غرف المنزل .. أو يقفز على الكراسي ويصرخ كثيرا بأصوات غير مفهومه .... تشكي والدته من قله نومه وصراخه المزعج . 
يقضي ( عمر وقت طويل في مشاهدة الفيديو .. ويصاب بنوبة غضب وصراخ عندما يقفل احد أفراد العائلة التلفزيون .. لا يوجد العاب معينه يلعب بها .. وإذا امسك بأي لعبه أو أي شي في المنزل وضعه في فمه ... ( عمر ) لا يعتمد على نفسه في استعمال الحمام ولا في إطعام نفسه . من التاريخ الطبي لعمر انه يعاني من لحميه .. والتهابات متكررة في الحنجرة وهو على أدويه مضادة للاحتقان ...
التاريخ العائلي : والدة عمر ربة بيت .. إما والده فهو موظف في القطاع الحكومي .. هناك قرابة بين والديه .... عمر له أخ لديه أعاقه سمعيه عمره سبع سنوات .. وأخت عمرها ثلاث سنوات بصحة جيدة .
الحالة الثانية للطفل اسامه
 
عمره خمس سنوات و 3 شهور .. احضره والديه إلى عيادة الطب النفسي والإرشادي للأطفال ... بسبب تأخر اسأمه في الكلام . 
( أسامه ) ولد ولادة قيصريه ... ووزنه كان 3.5 كيلو .. كانت صحته جيده بعد الولادة .. ورضع رضاعه طبيعيه لمدة سنه كاملة . 
لاحظت والدة ( أسامه ) انه كان طفل هادئ جدا .. ولا يبكي إلا نادرا ... ولم يصدر أي أصوات مناغاة  في الأشهر الأولى من حياته ، تطوره العضلي كان متأخر حيث جلس بدون مسانده في عمر 8 أشهر . ومشى في عمر 16 شهر ... نطق بابا ... ماما في عمر سنه ونصف .. ولوحظ إن سرعه اكتسابه للغة ضعيفة خلال السنوات السابقة ... حاليا ( أسامه ) يريد إن يشرب . أو ( أسامه ) يريد أن يأكل أيضا لديه القدرة على الترديد سور وآيات طويلة من القران الكريم ... ولكنه لا يستطيع أن يتكلم إلا جملة بسيطة من كلمتين ... قدرته على الفهم جيدة .
تفاعله العاطفي ضعيف مع والديه فمثلا هو لا يفرح برؤية والدته عندما تعود من العمل مثل باقي إخوانه .. ولا يتفاعل مع حضنها له .. ولا يتأثر  عندما يرها تبكي .. ولا يظهر أي تعابير بوجه .. وغالبا ما يتجنب النظر إلى عينها .. لكنه في بعض الأحيان يشاركها العمل في المطبخ .
يلعب مع إخوانه لوقت قصير .... لكن معظم الوقت يقضيه لوحده ... يستمتع بتجميع المخدات في المنزل ورصها على الأرض بترتيب معين ... ويثور بشكل كبير إذا تدخل احد وحاول تغير ما فعله .. أيضا يحب مشاهدة أشرطه معينه في جهاز الفيديو .. له ترتيب معين عند النوم حيث يهتم برص المخدات بشكل معين حول السرير ولا ينام بدون هذا الترتيب ... يأكل جميع أنواع الطعام وليس له طعام محدد .. يستجيب ( أسامه ) لنداء اسمه ... ولكنه يتجاهل أي أصوات أو نداء آخر.... وكأنه لا يسمع .
( أسامه ) لا يقلد أي حركات يراها .. ولا يلعب اللعب التخيلي مثل إخوانه ..... أيضا هو لا يهتم بمشاركة أطفال في مثل عمره خارج نطاق أسرته....
لا يستطيع الآن يعتمد على نفسه  في الحمام .... ولكنه يستطيع إطعام نفسه وكذلك يلبس ملابسه بنفسه ... من تاريخ أسامه الطبي انه مصاب بحساسية الصدر وهو على دواء الفنتولين . 
التاريخ العائلي : والدته معلمه ... أما والده يملك شركه خاصة ...... ولا يوجد قرابة بين الوالدين . ولكن هناك تأخر لغوي في إفراد العائلة من ناحية الأب .
 
الحالة الثالثة للطفل فراس
(فراس ) عمره ثلاث سنوات وعشرة أشهر .. جاء إلى العيادة بصحبة والديه ..كانت شكواهم الرئيسية عدم قدرته على الكلام إطلاقا .
ولد ( فراس ) ولادة قيصرية حيث كان توأم ، كانت إلام تاخد أدويه لتثبيت الحمل بوصفه من طبيبها ... وتمت الولادة مبكرة في الشهر السادس والثلاثين من الحمل . 
كان وزن ( فراس ) عند الولادة 1.600 كيلو حيث وضع في الحاضنة الاصطناعية فترة من الوقت ، بينما أخوه التوائم الذي ولد وزنه 2.500 كيلو كان بصحة جيده .
تلقى ( فراس ) رضاعه طبيعية لمدة ستة أشهر فقط ... حيث إن والدته تعمل . وأثناء اخذ التاريخ التطوري .. ذكرت والد فراس انه كان يسبق عمره في التطور العضلي ..حيث انه جلس بدون مساعده في عمر ستة أشهر.. ومشى في عمر   10 أشهر .. وبالرغم من انه كان يبتسم لها في الأشهر الأولى إلا انه لم يصدر أي صوت مناغاة .. وكان طفل هادئ وعندما يبكي كان له صوت متميز .. إلى الآن لم يستطع إن يكتسب أي كلمه سوى نطق بعض الحروف مثل ( إن إن ) ( اد اد )      ( ما ) ( با ) ... عندما يرغب في شي ما يجر يد والديه إلى ما يريد . ما يقلق والديه انه لا يشعر ولا يفهم معنى الخطر .. حيث كثير ما يندفع في الشارع والسيارات تسير .. يتسلق على الدواليب العالية ويقفز منها .. ويندفع بتهور إلى الغرباء ويحضنهم مما يؤدي إحراج شديد لوالديه .. أيضا له قدره عضلية عاليه في عمل حركات تتطلب مرونة وتوازن كبيرين مثل يفق على كرسي يتحرك . 
تواصله النظري ضعيف في كثير من الأحيان .. أحيانا يبتسم لولديه عندما يراهم بعد غيبه .. ولكن في اغلب الوقت هو لا يهتم كثيراً بوجودهم ..
أيضا هو يعزل نفسه عن إخوانه ولا يلعب معهم .. حتى لو حاولوا إن يشركوه معهم .يقضي معظم وقته .. في نشاط زائد يتسلق الأثاث ويقفز منه ، يفتح ويغلق النوافذ .. يحب أيضا إن يلف السجاد على الأرض.. ويقوم بتكرار هذه العملية       ( اللف والفد ) على جميع السجاد في المنزل .. له حركات متكررة بيده .. تحدث فقط عندما يكون منفعل .
( فراس ) يتقبل التغير في أكله وملابسه وليست له طقوس معينه ... يضع يديه على إذنه عندما يسمع صوت عالي ... واغلب الوقت هو لا يرد على نداء والديه له
من تاريخ ( فراس ) الطبي ظهر انه أصيب بالتهابات متكررة في الإذن عندما كان عمره سنه ونصف وتلقى مضادات حيوية بشكل مكثف لمده طويلة.
التاريخ العائلي : إلام تعمل معلمه في مدرسه متوسطة والأب موظف في شركه خاصة ... لا يوجد علاقة قرابة بين والديه ... فراس له أخ توأم وهو بصحة جيدة... ونموه اللغوي والاجتماعي جيد ... أيضا له أخت كبرى عمرها 7 سنوات وأخ عمره 8 سنوات .
 
رحلة مع احمد
 
في هذا الفصل سوف يكون الحديث عن احمد ، هذا الطفل الذي يعاني من حاله التوحد ، لذا سوف يكون مرجع هذا الفصل والدة احمد التي سوف تسرد لنا المعاناة التي وجهتها منذ بداية حالة التوحد معه . 
السرور : كانت البداية مع احمد جميله من ناحية الصحية والجسمية وكان مجيئه كمولود ذكر يحمل تباشير الفرح من قبل الأسرة فكان احمد في بداية السنة الأولى من ولادته طفلا عاديا مكتمل النمو ، ذو صحة جيده ، تظهر عليه بوادر ذكاء في شره التاسع ، حتى انه يحب ويستمتع بمشاهدة أفلام الكرتون ، ويحب شخصيات مفضله من أبطال الكرتون ، مثل الأطفال العاديين الذين يتابعون هذه المسلسلات الكرتونية التي تناسب أعمارهم .
هذا من الناحية الادراكيه ، أما من الناحية الجسمية فكان نموه طبيعيا ، وكان جلوسه وحبوه ووقوفه ومشيه كله طبيعي ، ومن حيث الكلام فقد نطق بعض الكلمات مثل بابا – بابا – أدلو –  فديو – ادو    الخ ..
 
 
قلق متزايد : 
 
عندما أصبح احمد في شهره الرابع عشر بدأت تظهر عليه علامات الخوف من تغيير المكان ، قلق عند النوم ، بكاء عند رؤيته لأطفال معينين في الاسره ، عرق يتصبب من يديه ، فهذه المظاهر لا شك بدأت تثير قلقي كأم ، وليس لدى علم بهذه الظاهر التي ظهرت على ابني ، لكنها بدأت تثير القلق عندي ، وبالطبع أنا محاطة بأسره وبالناس والمجتمع ، فشدت هذه المظاهر التي ظهرت على ابني الناس وأسرتي أيضا ، فقد بدأت النصائح تأتي من الناس ، والتي بعض منها صار يزيد من قلقي ، ومما زادني قلقاً أيضا هو توفق احمد عن النطق ، فلم يعد ينطق بأية كلمة وعندما أقارنه من المواليد ألاحظ  أنهم سبقوه في تحصيله الكلمات لديهم .
هنا بدا الخوف والقلق التام ، وبدأت رحلي المعاناة . ما العمل ؟ 
أول عمل بدأته مراجعة طيب الأطفال ، واستعرضت ما كنت ألاحظه واراه ، وبالطبع شخص الطبيب الطفل من الناحية النظرية ، ثم أمر بالقيام بالتشخيص الطبي ففحص الدم ، واخذ الاشعه ( أشعة اكس ) ورسم الدماغ ( أي تسجيل الموجات الكهربية الصادرة من المخ ) ثم بدأنا انتظار نتائج الفحوصات ، وعشت وقتها حاله لا توصف ، فقد كنت أخشى كلمة ( متخلف ) . 
وبعد أيام جاء التقرير يحمل النتائج ، يقول : أن المخ لأحمد حجمه طبيعي ، وإبعاده والسائل كل شي طبيعي ، وليس هناك ما يستدعي القلق ، كما أجرى له الطبيب فحوصات أخرى مثل الأنف والإذن ، وأجرى 
 
له اختبارات السمع ، وكانت النتيجة مرضيه ، فالطفل يسمع ، وهذه بالطبع كلها لا توضح الاجابه القاطعة عن السؤال الأتي : هل هذا الطفل متخلف ؟ وكانت الاجابه بالنفي  ..... إذن ماذا ؟ يارب ساعدني .
بقي أمامي العيادة النفسية ، هناك كان اللغز أكثر حيره مما كان وصفوه بأنه هناك مجموعه أطفال مثله استطاعوا مواصله الدراسة ، وتخرجوا من الثانوية العامة ، هذا ما قاله الطبيب  المتخصص بالعيادة النفسية بالمستشفى التخصصي بالرياض ، ولكن لم افهم ما هذه الحالة ؟ 
طلبت منه توضيح هذه الحالة التي يعاني منها ابني، هناك من الأطفال في العالم مثله، وقد نجحوا في تعليمهم كما يذكر هذا الطبيب فسألته مره: هل ها تخلف ؟ قال : لا  .. هو تخلف من نوع أخر ، ويطلق عليه باللغة الانجليزية  اوتيزم  Autism   قلت : ماذا يعني بالعربي ؟ قال مع كل أسف ليس له اسم باللغة العربية ولا لعرف له مرادفا.
وتواردت الاسئله مني ، وانهالت عليهم ، ولكن لم أجد الاجابه منهم ، فأصبحت حائرة ... لم أجد المساعدة من الأطباء ولا من المجتمع للخروج من هذه الحيرة لمعرفة حالة ابني الوحيد. 
باختصار الطبيب النفسي اعتبر حالة ابني نفسية ، لأنها أصبحت بالنسبة له معضلة وحالة جديدة في الطب النفسي ، مع أنها معروفة في أوروبا من عام 1943 عندما توصل العالم النفسي كانر إلى تشخيص تلك 
 
الحالة التي وجدها بين مجموعه من الأطفال ، وحالة ابني عرضت على عيادة الطب النفسي بالمستشفى التخصصي  عام 1993 .
أحيل ابني إلى طبيب الأعصاب وكان هذا الطبيب أجنبيا لا يعرف العربية فكان هناك مترجم ، ولكن مع الأسف كان سيئ الترجمة ، حيث لم يعط تفسيراً وترجمة للتشخيص تشفي تساؤلات الأم المتعطشة إلى سماع شي يدلها على معرفة ما يجري لابنها ، وتفسير للحالة التي لديه . لذا تعود الأم مرهقه ومحطمة .. لا شي ينفع .. أيقنت أن الذهاب إلى المستشفيات ولكن الأمل بالله باق ..ز 
احمد يزداد قلقا وهياجا، يمضي يومه ذهابا وإيابا في خط مستقيم طوال اليوم، لا يستريح من الدوران... هذا الأسلوب الوحيد الذي يستمتع به.
 
 
كابوس الليل : 
 
عندما ينتهي النهار يكون احمد ، وأيضا الذين يعيشون مع احمد قد أنهكهم التعب ، ويأتي الليل الذي هو سكن يخلد فيه الإنسان إلى الراحة ، وخصوصا احمد الذي يحتاج إلى الراحة أكثر ، لأنه كما ذكرت طوال النهار يجري ويجول في البيت ذهابا وإيابا .
وعند وقت النوم تعلن حالة الطوارئ ، حيث يقفل جرس الباب ، وجرس الهاتف وتطفأ الأنوار ، والكل يذهب إلى مضجعه ، يحب عدم إصدار أي صوت أو أي شيء ، لان احمد إذا استيقظ حتى ولو ما نام إلا ساعة فإنه يظل مستيقظا حتى الصباح ، لذا فعلى الأسرة إن تعلن حالة الطوارئ ، وإلا حرموا من النوم وظهر التوتر والقلق على الجميع ، أم النوم بالنسبة لي ولأحمد ولكل الاسره مهم ، لأنه وقت للراحة من تعب النهار ، إن الليل بالنسبة لي كابوس ، لأنه متى أضع راسي على المخدة فأنني اشعر بان عظامي أصابها الخدور وتظهر الآلام من صداع وغيره وكوابيس وخوف وتوتر ، مما يزيد في انزعاجي وقلقي وخوفي إن لا يستيقظ احمد من نومه ... ولكن عندما يصحو احمد من نومه في الليل ماذا يحدث هنا ؟ 
يأتي الكابوس الليلي ، فتصبح هذه الليلة أسوأ ، ويبدو احمد نشيطاً ، ويصدر اصواتا ، يقفز أحيانا على السرير ، أو إذا كان مجهدا يظل في السرير حتى الصبح ، المهم انه لا يعود إلى النوم ، ولكن بالنسبة لي فأنني اتالم نحوه ونحو نفسي وبقية الأسرة و، واتالم  عندما أراه لا يستطيع إن ينام ولا اعلم ما السبب الذي جعله يستيقظ ، وقد يكون صدر صوت في البيت مما جعله يستيقظ ، ولكن أحيانا يستيقظ دون سبب من احد ، ولكن الذي يحيرني ويزيد من تساؤلي ما هو سبب استيقاظه ؟ هل من الم يشكو منه ؟ 
إنني لا جواب. ولا يدرك شيئا عن نفسه ، انظر إليه ، ولا استطيع النوم ، واجلس والدموع تنهال على وجهي عندما أتعلق به واسأله لعله يجيب عن سؤالي : مم تشكو يا بني ؟ ولكن لا جواب ... وهنا تأتي المصيبة والحزن واليأس، وكل أنواع الإحباط 
أين الاعانه عندما تكون في حاجة لها في الغالب ؟
مع هذا الإحباط أردت إن اسلك طريقا لعلي أجد فيه مجالا للاعانه للتعامل مع احمد ، فمثلا أحضرت له ألعابا تناسب عمره وألعابا اكبر من عمره أو اصغر من عمره ، من اجل إن أثير اهتمامه ، واستغلال طاقته في شي مفيد له .
لكن إطلاقا لم يثر أي شيء اهتمامه ، حتى اسمه عندما أناديه لا يلقي لهذا النداء أي اهتمام ، وكأنه أصم لا يسمع ، لكن الذي يؤكد لي عكس ذلك هو انه عندما يسمع كيسا أو فتح علبه من شراب البيبسي كولا يلتفت بكل حواسه !!
ما العمل مع هذا الطفل ؟ 
حيرني كثيرا ... يسمع أو لا يسمع ... يفهم عندما يريد هو ذلك .. يأخذ يدي عندما يريد أن يأكل شيئا يدلني عليه في المطبخ أو الثلاجة.. ولكن عندما احضنه ينفر مني ..وبشده. ... وعندما أحاول إن انظر إليه ، أحاول إن تلتقي عيني بعينه لا تلتق نظراته مع نظراتي ، ابكي إمامه بكل حرقه ، دموعي تبلل يديه ووجهه الجميل , لكنه غير موجود معي ، كأنه منزوع العواطف ، أقف حائرة إمام هذا كله وألجأ إلى الرحمن الذي لا تنام عينه ... اناخيه ... اسأله .... ارجوه .... فهو المعين وهو القادر سبحانه وتعالى دون سواه .
أصبحت إمامه محبطه، كل شي أقوم به من اجل إنقاذه من هذه الحالة، دلني وأشار إلى الكثير بان اذهب إلي قراء من اجل قراءة القران الكريم الذي فيه شفاء للناس.
وفعلت لقد قرأ عليه قراء لمدة سنتين، وكل مقرئ اخرج من عنده ومعي قارورة من ماء أو زيت تمت القراءة عليه، ليسربه أو يدهن به احمد. 
وكل يوم أراقبه، لعله بعد هذا العناء إن يظهر شيء يمده بالعافية لكن التي لا يعرفها احد.
وبدأت استعمل الأسلوب الحازم ، وبالشدة معه أحيانا ، ومع كل أسف كنت افقد أعصابي تماما في بعض المواقف واسأل الله العفو .
 
السفر:
 
كان عمر احمد ثلاث سنوات ونصف، والده يستعد للذهاب للمملكة المتحدة 
( بريطانيا ) للدراسة والحصول على درجة الدكتوراه، ولا أنكر إن هذه فرصه، لعلي أجد حلا لأحمد ومشكلته، ومعرفة هذه الحالة، والتي لم أجد لدى الأطباء النفسيين وأخصائيي علم النفس وغيرهم تفسيرً ووصفا وتعاملا مع هذه الحالة.
كانت فرصة طيبة ... وعند الوصول إلى بريطانيا  ... وبالفعل بدأت تتكشف لنا أمور عن هذه الحالة، فكانت البداية. 
وجدنا منظمة تهتم بالأطفال أصحاب حالات التوحد ، وقمنا بزيارة هذه المنظمة في لندن ، والتي قامت بإعطائنا بعض النشرات والكتب حول هذه الحالة ، وكأ من ضمنها كتاب عن التوحد مكتوب بالعربي لمؤلفة عربيه كانت مهتمة بالتوحد ، وهي الدكتورة سميرة السعد ، وكتابها معاناتي مع التوحد ، وكان لهذا الكتاب الفضل الكبير بتعريفي عن التوحد ، ومن خلال هذا الكتاب تعلمت الكثير . وكما قام زوجي بالاطلاع على بعض النشرات والكتيبات والمجلات التي تتحدث عن التوحد .
وأصبح لدينا معلومات جيدة عن التوحد في خلال شهور، كما إن هذه المنظمة أرشدتنا إلى العيادات والمنظمات التي تهتم بهذه الحالة، والى الدارس المتخصصة في هذا المجال أيضا.
الآن أصبحنا نعرف ما هو التوحد Autism وقد وجد زوجي هذا المصطلح في احد القواميس، ووجد له تفسير بالعربي، وهو التوحد، وهذا هو بداية الطريق لمعرفة هذه الحالة. 
التوحد Autism   :
إثناء جودنا في بريطانيا اكتشفنا حالة احمد بأنه مصاب بحالة التوحد ، وقمنا بزيارة عيادة أخصائية ، وعبرنا عن ما يدور في نفوسنا ، فقد اوما برأسه ، ولم نجد عنده ما يشفي نفوسنا ، ويزيد فيها الاطمئنان ، وقد أدركنا إن الفكرة نفذت إلى ذهنه ومع ذلك لم يكن مؤهلا ليقول شيئا حول أحمد .
وعند ذلك قام المستشفى بإحالتنا لعيادة الطب النفسي للأطفال ، واستغرقت الإحالات الوقت ، وأدركنا ، وحصلنا على التشخيص بان احمد مصاب بحالة التوحد ، وتعني نوعا من الاعاقه يحتاج  إلى نمو الإدراك ، فهو فقد الإدراك ويعيش بخياله لا يبالي بمن حوله ، لذا يحتاج إلى تدريب خاص ، ولكن في مدرسه متخصصة وهذا هو العلاج الوحيد . وكان لهذه النتيجة المفاجئة الحقيقية . بل كانت صدمه مذهله، جاءت لتبدد كل أمل في كونها مشكله مؤقتة.
إلا يستحق هذا الموقف الذهول والتساؤل ؟ لماذا يعيش هكذا ؟ 
كنت في تلك الفترة أعاني من فترة انتقاليه لعمر احمد، حيث كان في الثالثة من عمره يجب إن يعتمد على نفسه في طريقه أكله ولبسه .
 
ما الحل ؟ 
بدأت الاخصائيه التي كانت تحضر للمنزل بتعريفي بحالة التوحد ، حتى أتمكن من التعامل مع ابني ، وعملت هذه الاخصائيه على ترتيب زيارات لمراكز ومؤسسات تتعامل مع هذه الحالة ، وأصبح الاهتمام بحالة التوحد ، وبدأت ببعض التدريبات لسلوك احمد ، وكذلك تهيئة احمد للذهاب إلى المدرسة  ، وقد استفدت – واستفاد والد احمد أيضا – من الزائرة الاخصائيه ، وكذلك من المراكز والمؤسسات التي كنت أزورها في بريطانيا ، والآن لا بد إن يدخل احمد في المدرسة .
 
أيام المدرسة : 
بعد ذلك يقليا من الأيام اتصلت بنا وحدة علم النفس التعليمي البريطاني ، وأخبرتنا انه قد تم القرار بدخول احمد المدرسة ، وقد حدد هذا المركز عدد من المدارس في إحياء مختلفة ، وترك لنا حرية الخيار بان نزور هذه المدارس ونختار ما يناسبنا ، وبالطبع هذه المدارس في بريطانيا بالمجان ، وكذلك جميع الخدمات التي تقدم ، مثل المواصلات .
ذهبنا إلى هذه المدارس وقررنا المدرسة التي سوف ينظم إليها احمد ، وبدأت انظم وقتي لأحمد بان أضع له برنامجاً تدريبياً بعد إن يأتي من المدرسة ، فاحمد بحاجه لتدريبه على استعمال الحمام ، وكيف يأكل ، وكيف يخلع ويلبس ملابسه ، فمثلا بدأت بتعليمه استخدام الحمام ، وقد استغرق ذلك سنه ونصف.
إن تعليمه كيف يضبط نفسه ، وعدم التبول ، وان يعمل أمورا أخرى ، كل هذا مهم جداً ، فمثلاً عندما يذهب إلى المدرسة هي الصباح استخدم له ملابسنا داخليه ذات طبقه نايلون عند ركوبه في السيارة ، خشية إن تتسخ السيارة منه ، ونقع في إخراج ، وعندما يصل احمد المدرسة تنزع المعلمة ذلك عنه ، وتعيد له الملابس القطنية العادية ، والتي راعيت فيها سهولة المطاط ، بحيث يستطيع بيديه الضعيفتين إن يستخدمها بسهولة . 
وعند عودته إلى المنزل كنت أخذه للحمام بعد كل عشرة دقائق ، واضع يده على ضاغط الماء لتصريف ، مع استخدام واحده فقط ، اضغط ، وأشير بيدي على الضاغط ، وعند غسل يدي كنت أقف خلفه وامسك بمعصمه واضعه على صنبور الماء وأقول : افتح ، ثم أضع يده على الصابون ، أقول : نظف يديك ،  وهكذا حتى تتم عملية غسل يديه ، وتستغرق تلك العملية حوالي ربع ساعة لبط حركته ، وأيضا ضرورة إلقاء الكلمات بطريقة واضحة ومتباعدة ، حتى يتمكن من استيعابها .
بدا احمد يتكيف مع المدرسة التي يبدأ الدوم فيها من الساعة 8 صباحا حتى الساعة 3 مساءً ، وأصبحت لديه الرغبة الشديدة في الذهاب إليها ، لأنه وجد سيارة صغيرة تأتي إليه لتاخذة من البيت إلي المدرسة ، والعودة إلى البيت ، وترافقه أمراه كانت لطيفة معه . 
ثم انه في المدرسة يجد الاستقبال الجيد ، وجو المدرسة شيق جداً .
 
طبيعة التوحد  Nature of  Autism
 
وصف لحالة التوحد :
الطفل الوحيد في الأسرة . كانت فترة حمله وولادته طبيعية ولم تواجه أمه أي مشكلة في إرضاعه رضاعه طبيعية ومرت مرحلة التحول من الاعتماد الكلي على الرضاعة إلى أكل الطعام بسلام وبدون أي مشاكل تذكر. وكان نومه طبيعي في البداية كان والده ووالدته مسرورين لسهولة التعامل معه وكذلك هدوئه الذي يستمر لساعات. في الشهر السادس استطاع إن يجلس بدون مساعده ( وهذا طبعا في مجال النمو الطبيعي للطفل ). وبعد ذالك استطاعه إن يحبوا بنشاط وحيوية . والديه كانا يلاحظان انه طفل عنيد ومستقل . ولكن جدته كان لديها اعتقاد أخر . حيث كانت استقلاليته تميزها . فكانت ترى انه يفضل مصاحبة نفسه كما انه ليس لديه الرغبة في الآخرين من حوله. 
بعد إن أصبح عمره سنه استطاعه إن يمشي مما أدى إلي إدخال السرور إلي والديه . لكن ألسنه الثانية من عمره لم تشهد نفس النمو والتطور الطبيعي الذي شهده في السنة الأولى كما كان متوقعا ورقم انه كان يصدر بعض الأصوات إلا انه لم يستخدم الكلمات . في الحقيقة كانت مهارة التواصل لديه محدودة جدا حتى بعد إن بلغ الثانية من عمره حيث كانت والدته تحاول جاهدة تحسين ما يقول وما يريد وكأنه طفل اصغر من عمره الحقيقي بكثير . وفي أحيان كثيرة لا تستطيع إلام معرفة ما يريد. حتى انه بعض الأحيان يمسك بيدها لكي يريها ما يريد دون إن يشير إلي الشيء الذي يريد أو يذكر اسمه . 
إن مثل هذا التصرف أدى إلى قلق والديه . وفي هذه  المرحلة شعر الوالدان بعدم الارتياح لاستقلاليه طفلهما فمثلا عندما يقع على الأرض لا يأتي لامه لإخبارها بأنه جرح نفسه كما يفعل الطفل العادي . وبدأت الشكوك تراود أمه بأنه لا يريدها . فهو لا يعيرها أي اهتمام عندما تتركه لوحده وتغادر البيت . في الحقيقة كان يبدو بأنه يستمتع في اللعب بمكعباته Bricks    أكثر من استمتاعه بالآخرين من حوله ويقصي ساعات طوال بعمل خطوط طويلة لهذا المكعبات بشكل معين وحسب ألوان معينه . ويعيد نفس الشي بنفس ألطريقه السابقة بشكل دقيق ومتعدد جدا . من وقت إلى أخر ينتاب والديه شعور بان لديه مشكله بالسمع وذلك لعدم استجابته عندما يناديانه باسمه , وفي أحيان أخرى يكون سمعه طبيعي جدا وقد يكون أحيانا حساسا جدا لأبسط المثيرات السمعية من حوله ويلتفت لها . وفي الأسابيع التالية للسنة الثانية من عمره أصبح الوالدان أكثر قلقا على طفلهما رغم تضمينات اختصاصيي الصحة و يبدو إن ليس هناك مؤشر بأنه لديه الرغبة في اللعب مع الأطفال الآخرين وليس لديه ألقدره على التعبير عن نفسه باستخدام الكلمات . فمثلا لا يقول بالإيماء قائلا مع ألسلامه ( بأي بأي ). 
 
وتشعر إلام بان طفلها لا يريدها ولا يحبها وظنت أنها قد فعلت شيء خطا مع طفلها لذا فقد انتابها الشعور ، بالذنب والاكتاب والرفض .
وبعد بلوغه الثالثة والنصف من العمر ، حول إلى طبيب نفسي للأطفال والذي ابلغ الوالدين بأن طفلهم لدية حالة توحد . وأصناف بأنة قدراته العقلية في مجال أدراك الحيز أو المكان "Sbatial" تشير إلي إن قدراته العقلية عاديه في هذه الجوانب. وكان الاعتقاد لدى الأخصائي بان الوقت مبكرا جدا في إعطاء بقدر من المعرفة لبعض  سيكون كذا وتقدم الطفل . وبعد ذالك وضع الطفل في مجموعه لعب خاصة وقدمت له خدمات علاج النطق . وكذلك قام الأخصائي النفسي بزيارة عائلة الطفل لمساعدته في التطبيق لمعرفة بعض طرق تحسين مهارة التوحد لديه وكذلك الإقلاع من تكرار تورات الغضب لديه . في السنة الرابع فجاه بدا التحدث بجمل وكلمات مفيدة مما أعطى الوالدين دفعت أمل من جديد بان طفلهم اجتاز مرحلة التوحد ! لكن هذا الاعتقاد لم يدم طويلا لان حديثه لم يكن طبيعيا . فمثلا كان يعيد الكلمات التي يتحدث بها والديه ، كانت تقول إلام : هل تريد إن تشرب شيء فيرد عليها بقوله " تريد إن تشرب شيء " . وفي بعض الأحيان يفاجئ الآخرين ببعض التغيرات اللفظية غير المتوقعة التي يكون قد سمعها من بعض الأشخاص الراشدين عدة أيام مضت والتي بالطبع لا تناسب غالبا الموقف الذي استخدمها فيه .
 من السنة الرابعة إلي السادسة كانت فترة في غاية الصعوبة بالنسبة للعائلة . فرغم وجود المدرسة الخاصة لمساعدة في تنمية القدرة على التحدث إلا إن التقدم كان بطيئا. ونمى لديه ارتباط وانبهار غريب بأعمدة الاناره ومكنسة الكهرباء ، وبدا يرسمها مرارا وتكرار . وأصبح يستثار بشدة عندما تخرج أمه المكنسة الكهربائية ، فتراه يقفز ويصفق ويفرك أصابعه بقرب عينيه . كذلك أصبح مشغولا جدا بالإضاءة . فتجده مثلا يجول بسرعة داخل المنزل يطفئ ويشعل مفاتيح الاناره حتى عندما تخرج العائلة لا بد لها من إن تأخذ نفس الطريق لكي يعد جميع أعمدة الإنارة في الشارع ولا يبدو انه يسام أو يتعب من فعل ذلك مره تلو الأخرى .
و كان سلوكه غير عادي في جوانب أخرى فمثلا لينظر لأي شيء مباشرة بعينة . ورغم ذلك إلا أن قدرة الابتعاد لدية فائقة حيث يمكنه ركوب في دراجته الأماكن المزدحمة دون الاصطدام بأي شخص وبمهارة عالية . ويمكنه ملاحظة أرقام لوحات السيارات ذات الأربعة أرقام قبل أي شخص أخر من حوله.وكان يقوم ببعض السلوكيات التي تصيب والدية بالإحراج وكان يخطف "السندوتش" من صحن شخص غريب في المطعم ويأكلها.ونتيجة لذلك توقفا عن الذهاب إلى المطاعم .
وعندما بدا المدرسة واجهه صعوبة في القراءة والكتابة على الرغم من كفاءته الجيدة في الجوانب الأخرى . فمثلا كان يجيد في الأشياء التي لها علاقة بالأرقام ويستمتع بتعلم جداول الضرب ، وكذلك ترتيب المربعات . إما من الناحية الاجتماعية فلم يستطع تكوين أي صداقات. ورغم انه يحاول في إن يشارك الآخرين في لعبة يرميها ، إلا إن أسلوبه كان غير مرغوب فيه مما أدى إلى إبقاء الأطفال الآخرين بعيدا عنه . فغالبا ما يكون مشغولا بأشياء خاصة بت كعد أعمدة الإنارة أكثر من رغبته في اللعب مع الأطفال الآخرين .
في السنة السابعة أرسل إلي مدرسة خاصة للأطفال التوحدين ، وفي هذه المرحلة ابدي بعض الرغبة نحو امة حيث أصبح يخبرها بأنه سقط كذلك بدا يظهر قدرة على انتظر والده لكي يأتي من العمل ، وكذلك العمل على النظر خارجا لرؤيته . لكن أسرته لم تستطيع أدراك ما إذا كان انتظاره لأبيه حبا له إما لكي يرى انه ماذا كان بسيارتي للمنزل الساعة السادسة تماما إما لا !!؟!! 
ولحسن الحض استطاع إن يتقدم شيئا فشيئا أثناء تواجده ، في المدرسة . فهو ألان يبلغ من العمر التاسعة عشر، ولم يعد يعيد الأشياء التي يسمعها ببساطه كما كان يفعل في الماضي. فالآن لديه قدره على إصدار تعبيرات مناسبة ولديه القدرة على مشاطرة الحديث بشكل مبسط حول احد المواضيع التي تهمه . وكذلك أصبح لديه القدرة على قراءة الكتب البسيطة رغم صعوبة متابعة خط سير القصة . لكن رغم كل ذلك إلا إن رغبة القراءة والتحدث لدية ضعيفة جدا فبدلا من ذلك يفضل إن يمارس هوايته الحديثة وهي عبارة عن جمع أغطية العلب والاستماع للاغاني الشعبية . فتجده يشاهد جميع البرامج التلفزيونية التي لها علاقة بالأغاني الشعبية . ويبدى سعادة نما مرة عندما يكتسب أو يعيد قائمه بكل الاسطوانات مرتبة حسب شعبيتها ، ولقد استطاعة إن يحفظ جميع هذه الأغاني مرتبتا عن ظهر قلب ... وبإمكانه إن يجيد الأغنية ذات الترتيب الأول بين الأغاني لعدة سنوات في الماضي !! 
على الرغم من انه تمكن من تنمية بعض المهارات الاجتماعية البسيطة . إلا إن التجمعات الاجتماعية تعتبر مصدر صعوبة بالنسبة له . وغالبا ما يجد نفسه خارج هذه التجمعات . فلم يستطيع تنمية أي صداقات حميمة مع احد رغم رغبته لذلك. ومن المحزن إن ذلك يصدر إزعاج له . ولقد سال أخيرا والديه عن كيفية تكون أصدقاء له . فوجد الوالدان ذلك صعب الشرح وعلى الرغم من انه يحدث بشكل طبيعي لمعظم الناس . 
في الوقت الحاضر يعمل في ورشة محمية ، ويضع مكونات وإجراء المذياع بداخله . ويمكن القول بأنه يمكن الاعتماد عليه إلي حد ما وانه عامل حذر . ولكن رأيه في العمل يشعر بعدم القدرة على إعطائه عملا أخر والذي يترتب عليه مسؤوليات أكثر حيث انه يبدو غير غادر على إتقان المهارات الاجتماعية التي يتطلبها ذلك العمل وخاصة في التعامل زملاء المهنة والزبائن ولديه بعض الإحساس يضعف مهاراته الاجتماعية وذلك عندما يتحدث أحيانا عن صعوبة فهمه للآخرين ... ورغم هذه المعرفة إلا إن له طموحا وتوقعات مستقبليه غير واقعية فهو يريد مثلا إن يتزوج وينجب ، لكنه لا يبدو انه لا يدرك ما يترتب على مثل هذا المشروع من مسؤوليات 
قصة أخرى لأنثى 
لطفلة ترتيبها الثانية في عائلتها له أخ اكبر منها يبلغ من العمر أربع سنوات . لقد كانت متابعة وملاحظه والديها لمراحله نموها دقيقه من البداية ، وذلك بسبب الصعوبات التي تعرضت لها الطفلة أثناء فترة الحمل والولادة . فقد اصيبت والدته بنزيف خلال الأسبوع الرابع عشر من فترة الحمل . وقد كانت فرحه والديها كبيره عندما شاهدوها تتحرك على الشاشة إثناء الكشف على إلام بالأشعة فوق الصوتية إلا إنهما انزعجا كثيرا عندما اخبرهما الطبيب إن الجنين اصغر مما يتوقع لمن هم في نفس مرحلة الحمل . ومن ثم تمت ولادة الطفلة قبل ثلاثة أسابيع من الموعد المحدد ، واستمرت عملية الولادة قرابة 23 ساعة وكان لابد من إنعاشها بالأوكسجين مباشره بعد الولادة ، كما أنها أمضت أربع أيام في غرفة العناية الخاصة بالرضع ، وسلطت عليها الأشعة الفرق بنفسجية لعلاج اليرقان ( Gaundice   ) الذي ولدت مصابة به . ولتلك الأسباب كان ولادة الطفلة يعاملانها في منتهى الرفق .
لقد كانت والدة الطفلة تواجه مشكلة كلاما أرادت أرضاع طفلتها ، فإما إن تتألم وتمانع الرضاعة ، أو إن تقبل عليها بنهم شديد ولا تلبث إن تستفرغ القليل الذي رضعته ، لدرجة إن والدتها لا تتذكر أنها نجحت ولو مرة واحدة في إرضاع طفلتها بطريقة سهلة . كما إن الطفلة كانت تعاني من صعوبات في النوم فلم تكن تخلد للنوم إلا بصعوبة بالغة وبعد ساعات من المحاولة  ، ولا تلبث إن تستيقظ . وقد استمرت مشكلات الرضاعة والنوم لسنوات دون أي تحسن يذكر .
واستمر تخوف الوالدين في ازدياد ، إذ لم تتمكن الطفلة من الجلوس إلا بعد إن أكملت عامها الأول ولم تكن قادرة على الحبو ، في حين إن الأطفال الآخرين في مثل هذه السن يكونون قد بدؤوا في المشي معتمدين على أثاث المنزل . ولم يجد الوالدان بدا من استشارة طبيب العائلة بخصوص حالة طفلتهم الذي أفادهم بأنها تعاني من تأخر في النمو وطلب منهم ملاحظة تطور نموها عن قرب . وعندما بلغ عمرها 14 شهرا بدأت الطفلة تحبو ، وبدأت تقف معتمدة على أثاث المنزل عندما بلغ عمرها 19 شهرا ، إلا انه لم يبدو عليها أي تحسن في جوانب النمو الأخرى . 
وعندما بلغت الطفلة سن الثانية لم تكن قادرة على استخدام أي كلمة، كما لم تكن قادرة على الاستجابة لوالديها عندما يطلبان منها اللعب البسيط جدا. وتم عرضها بعد ذلك عل أخصائي أطفال الذي قال بان تأخر نموها قد يكون بسبب الصعوبات التي تعرضت لها خلال فترة الولادة، وطلب من والدي الطفلة مراجعة العيادة كل سنة لمتابعة حالتها.
بدأت الطفلة تمسي عندما بلغ عمرها ثلاثون شهرا ، وكان ذلك مفرحا لوالديها ، إلا إن قدرتها على إخراج الأصوات لم تتحسن ، وكانت الأصوات التي تصدر عنها لا تتعدى بعض الصراخ الأمر الذي زاد من حيرة والديها اللذين يفكران بحسرة في مدى السعادة التي يحظى بها الآباء والأمهات الآخرون مع أطفالهم في مثل هذا السن . واستمرت الطفلة لا تكترث بالآخرين من حولها إلا في ضيق الحدود عندما يكون معهم شيئا تريد الطفلة الحصول عليه ، فعلى سبيل المثال كانت الطفلة مولعة باللعب بلعبة زرقاء وحمراء اللون تصدر صوتا ، فإذا ما اخذ احد تلك اللعبة ، تراها تجري وترمي نفسها على ذلك الشخص وتنظر مباشرة في عينيه حتى يتسنى لها خطف اللعبة منه ثم تفر إلى جانب أخر من الغرفة ثم تبدأ في هز اللعبة أو تدويرها بتكرار مستمر ، غير آبهة بمن  حولها ، ولو حاول احد اخذ اللعبة منها تبدأ في الصراخ وتضرب رأسها بالأرض . ومن الطبيعي إن يصبح ذلك مزعجا لوالديها اللذين لم يجدا بدا من التأكد من عدم لمس لعبتها .
وكانت تصدر عن الطفلة أنماط سلوكية غريبة أخرى، فعلى سبيل المثال كانت مغرمة بشم الأشياء، والملابس، والأطعمة، والألعاب حتى الأشخاص مما كان يسبب خجلا لوالديها.كما كانت تحب لمس وتحسس الأشياء خصوصا ذات الملمس الخشن مثل ورق الصنفرة، وكانت تصر على حمل قطعة من الورق الصنفرة في جيبها، ولم تكن تظهر أي تقبل للعب بالدمى . وكثيراً ما كان سلوك الطفلة يوقع والديها في حرج لا سيما عندما تصر على شم الأشخاص الغرباء ، وبمجرد إن يحاول والداها منعها من ذلك تبدأ بالصراخ وتدخل في نوبة غضب .
عندما بلغت الطفلة سن الرابعة قال أخصائي الأطفال انه يظن أنها تعاني من اضطراب التوحد واقترح على والديها عرضها على مركز نفسي متخصص للأطفال ليتولى تشخيص حالتها. وبالفعل تم تشخيصها وتأكد أنها تعاني من التوحد، بالإضافة إلى تأخر في النمو بشكل عام . وقد اختلطت مشاعر والديها فمن جهة أشعروا بالحزن والأسى على حال ابنتهم ، ومن جهة أخرى أشعروا بنوع من الارتياح لنتيجة التشخيص بعد أربع سنوات من المعاناة التي كانت تتصف بالغموض وعدم معرفة مشكلة ابنتهم ، وإذ أصبح بإمكانهم الآن مساعدة ابنتهم وإلحاقها ببرنامج يفي باحتياجاتها الخاصة . وبالفعل تم إلحاق الطفلة ببرنامج خاص بالمعوقين عقليا تتوفر فيه خدمات علاج الحنق ، والعلاج الموسيقي ، وبدا والدها بإجراء الاتصال بالهيئات المتخصصة باضطراب التوحد للحصول على معلومات أكثر والتعرف على آباء وأمهات أطفال يعانون من اضطرابات التوحد للحصول على دعمهم ومساعدتهم . 
وبعد سنة توقفت نوبات الغضب التي كانت تنتاب الطفلة بفضل جهود الأخصائي النفسي ، فأصبحت حياة والديها أفضل مما قبل . إلا إن سلوكيات الطفلة غير عادية استمرت في الجوانب الأخرى من حياتها ، فعلى سبيل المثال استمر عدم اكتراثها بالآخرين حتى أنها لم تكن تهتم بوجد والديها أو عدمه إلا في حالة رغبتها في شمهما ، كما كانت تجري في كل إرجاء المنزل للتأكد من قطع القطن الصغيرة التي قامت بربطها في كل الكراسي الموجودة في المنزل . وكانت تقوم بذلك بطريقة روتينية غاية في الدقة ، وعندما تكتشف إن أيا من تلك القطع القطنية قد حركت من مكانها تباشر بإعادتها إلى مكانها ، إما في حالة ضياع أو فقدان أي من القطع القطنية فانه لا يهدا لها بال حتى تجدها أو تضع غيرها . ومن جهة أخرى كانت الطفلة تنزعج كثيرا عند سماع صوت الدراجات النارية ، فتنتابها حالة تشبه التشنج وتغطي إذنيها بيديها ، في حين كانت تسير عند سماع أصوات أخرى فكانت تحب سماع صوت مكينة غسل الثياب فعندما يبدأ تشغيلها تصرخ بسرور  بالغ وتلصق إذنها بالمكينة وتبدو عليها علامات الارتياح وهي تسمع دورانها حتى تقف .
عندما بلغت الطفلة ست سنوات انتقلت إلى المدرسة خاصة للأطفال التحديين ، وفي البداية كان التحاقها بالمدرسة خلال النهار حتى بلغت سن عشر سنوات وجد انه من الأفضل لها الالتحاق بالقسم الداخلي لرفع بعض المعاناة عن كاهل والديها ، وفي المدرسة تعلمت الطفلة تحت إشراف المعلمات بعض المهارات الحياة اليومية مثل النظافة الشخصية وارتداء الملابس ، وتناول الطعام ، كما تعلمت كيف تقص الإشكال المختلفة باستخدام المقص ، ولكنها لم تكن قادرة على تعلم القراءة والكتابة أو الكلام على الرغم من شغفها الواضح بتصفح الكتب المصورة . كما كانت شغوفة بمشاهدة أفلام الكرتون ، بل أنها تعلمت كيف تشغيل جهاز الفيديو وأصبحت تعيد تشغيل شريط الفيديو مرات عديدة ، وكانت تبدو عليها السعادة وهي تتابع الأفلام الكرتونية خصوصا عندما تتعثر أو تسقط الشخصيات الكرتونية التي تشاهدها ، وكلما زاد سرورها وسعادتها مما شاهد تبدأ بتصفيق يديها في بعضها البعض ، أو تقف على أصابع قدميها وتعض يديها . وقد تمكنت إحدى معلماتها إن تعلمها إبقاء يديها في جيبها وقد ساعدت هذه الطريقة في الحد من كثير من عض الطفلة ليديها ، فكانت تخرج اليدين لاستخدامهما  في لغة الإشارة التي بدأت الطفلة تعلمها ، ثم لا تلبث إن تعيدهما إلى جيبها .
عندما بلغت الطفلة سن الرابعة عشر اصيبت بالصرع ومن حسن الحظ انه بالإمكان علاج الصرع بالأدوية . وبعد خمس سنوات كان لا بد لها من مغادرة المدرسة ، فتم تحويلها للإقامة في وحدة سكنية خاصة بالتحديين البالغين ، وفي سكنها الجديد تطورت لديها المهارات ركوب الخيل والطبخ التي كانت قد بدأتها خلال السنة الدراسية الأخيرة . وكانت تزور والديها بشكل منتظم إلا أنها لم تكن تحرص على رؤية زملاء الدراسة ، وكانت تقضي معظم وقتها في تصفح الكتب المصورة في غرفتها أو المشي والتنزه حول السكن الخاص الذي تقيم فيه ولم يحدث أي تطور يذكر على قدرتها اللغوية وعوضا عن ذلك تعلمت ما يقارب الخمسين إشارة ( لغة الإشارة ) تستخدمها للتعبير عن حاجاتها مثل الذهاب إلي دورة المياه ، أو الأكل والشرب ، أو الذهاب إلى الحديقة . وكانت في بعض المواقف تعاود إيذاء نفسها بضرب رأسها بالأرض أو الحائط ولكن ذلك كان يحدث في حدود ضيقة جدا ولم يعد يمثل مشكلة بالنسبة لها كما هو في السابق ، كما كانت تقوم في بعض الأحيان بجر شعرها ويتم التغلب على هذا النمط السلوكي بوضع يديها في جيبها وهي مهارة لا زالت تحتفظ بها .
هذه نماذج مختلفة والقصص في ذلك كثير وكل قصة تعتبر حالة بذاتها لا تتطابق مع صاحبتها .
 
 
 
 
 
طرق العناية واهتمام بتربية الطفل التوحدي 
العلاج البيولوجي (أدوية ، هرمونات ، فيتامينات 
العلاج بالحمية الغذائية .
العلاج بالتكامل السمعي (التدريب السمعي AIT)
التعليم المنظم أ - العلاج بتعديل السلوك .
ب - العلاج بالتكامل الحسي .
ج - العلاج باللعب .
د - العلاج بالموسيقى .
هـ - العلاج بالرسم .
و - العلاج بتنمية حقول التطورين السبعة.
1-التواصل الميسر.
2-تنمية المهارة الأكاديمية.
3-تنمية العضلات الكبيرة.
4-تنمية العضلات الدقيقة.
5-تنمية المهارة الاجتماعية.
6-تنمية المهارة المهنية.
7- تنمية مهارة العناية الذاتية.
العلاج البيولوجي 
أدوية-هرمونات - فيتامينات 
 
ثبت فعليا عن طريق الكثير من الدراسات أن نجاح أي عقار طبي مع أحد الحالات لا يعني بالضرورة نجاح تأثيره مع فرد آخر ، وعلينا أن نراعي الحذر من إعطاء طفل التوحد أدوية كثيرة أو بكميات كبيرة قد يكون في ذلك خطورة عليه كما أن استخدام أكثر من عقار طبي في وقت واحد يجعل من الصعب تقييم فائدة هذه العقاقير وعموما حتى عند اكتشاف فاعلية أي عقار يستخدم ويحقق الفائدة المرجوة علينا استخدام أقل جرعة ممكنة فالزيادة عن الحد المؤثر قد تصبح ذات تأثير عكسي ضار ويعطي الأطفال ذوو التوحد أنواع مختلفة من العقاقير تتضمن الأدوية المضادة للصرع وأخرى لتخفيض النشاط المفرط أو حالة سلوك تدمير الذات والعصبية الزائدة وضبط تأرجح المزاج وتحسين قدرة الانتباه والتركيز ومع معرفتنا لأنواع كثيرة من الأدوية لابد من الأخذ في الاعتبار أنه لا توجد طريقة واحدة سحرية تناسب كل أفراد التوحد فكل حالة فريدة في نوعها تتطلب ما تناسبها في أدوية وعقاقير مع الحرص على عدم استخدام أي منها إلا بموافقة ومعرفة الطبيب المختص والالتزام الدقيق بتعليماته من حيث نوع العقاقير المناسبة للحالة وحجم الجرعة وتوقيتها والمدة التي يستمر فيها تعاطي هذه الأدوية علما بأنه حتى الآن لا يوجد من تلك العقاقير ما هو فيه شفاء ناجح للتوحد ولكن هناك فقط وما يخفف من حدة الأعراض وتساند وتسهل عملية التعليم ومن هذه الأدوية : 
 
هالدول : Haldol :
وهو ما يسمى بـ Haldol شبه الملح Haloperedol ويستخدم هذا الدواء لتخفيض النشاط المفرط وحالة تدمير الذات وقد أثبتت بعض الدراسات ظهور آثار إيجابية في سلوكيات الانتماء الاجتماعي والتعلم ولكن للأسف وكغيره من الأدوية ظهر أن لديه بعض الآثار الجانبية تبدأ في سن المراهقة ممثلة بتبلد في الذهن وانعدام الحس ولكن فقد كشفت دراسات متقنة أن هذه ظاهرة نادرة الحدوث وليست بالسبب لانقطاع التداوي .
الريتالين Ritalinn :
وهو عقار لخفض النشاط الزائد وهو يتطلب مشورة الطبيب المختص ليس في بدء استخدامه فقط ولكن أيضا في إجراءات التوقف أو انتهاء استخدامه .
 
الفينفلورامين Fenfluramine :
عقار مصلي مقوي مضاد للنزف يخفض نسب سيروتونين Serotonin الدم وله بعض التأثيرات الإيجابية على النشاط المفرط وعدم التركيز و الانتباه وكان له تأثير فعال في بعض حالات التوحد .
 
 
امفيتامين Amphetamines :
وهو دواء يؤثر على الأطفال التوحد ين ومعروف في الأوساط الطبية أنه من الأدوية المنبهة له بعض التأثيرات على النشاط المفرط وعدم التركيز والانتباه إلا أن بعض الدراسات إشارة إلى تراجع سلبي بعد فترة من الوقت . 
 
فينوثيوزين Phenothiozine : 
وهو عقار معروف بأنه يقلل القلق والعنف الزائد وسلوك إيذاء الذات (معروف في الأوساط الطبية أنه من الأدوية المهدئة) .
الليثيوم Lithium : 
تمت محاولة استخدام الليثيوم ببعض الدراسات للأطفال ذوو التوحد ، وأدت إلى نتائج جديرة بالاهتمام بحالات مفردة ، وبدءا في مرحلة المراهقة يكون الليثيوم ذو فائدة لضبط تأرجح المزاج والإيبزوديا (سلسلة الأحداث المترابطة) للسلوكيات الشديدة الاضطراب . ومن الضروري جدا التحكم بـ الليثيوم لأن هناك فارقا بسيطا جدا بين مستوى العلاج ومستوى التسمم به لو زادت الجرعة قليلا مما يسبب خطورة في استعماله .
أدوية أخرى :
من تلك العقاقير (تريكسان ، Trexan ) نالتروكسون Naltroxone ، والإسكالس Eskalth وهي ادوية تخفف من حدة السلوك العدواني أو إيذاء الذات والـ توفرينيل Torfenil كمهدئ للخلايا المستقبلة للمثيرات وغيرها الكثير من العقاقير .
هرمون السكرتين Secrtine : 
يعود الفضل في اكتشاف هرمون السكريتين كعلاج محتمل للتوحد إلى "فيكتوريا بيك" وهي أم لطفل توحدي فقد كان باركر ابن فيكتوريا يعاني من إسهال مزمن وأجريت عليه اختبارات الأمراض المعوية وتطلب أحد الاختبارات استعمال باركر لهرمون السكريتين وذلك لفحص وظيفة البنكرياس لديه .... ويعد إجراء الاختبار لاحظت فيكتوريا وزوجها ان الإسهال قد توقف لدى باركر وان سلوكه قد تحسن بصورة ملحوظة وبعد سؤالها عدد من الأسئلة وقراءة وثائق البحث العلمي وإصرارها التام تمكنت فيكتوريا من إعلان أن هرمون السكريتين هو سبب تحسن حالة ابنها ... وأثيرت ضجة حول هرمون السيكريتين بعد تجربته على 200 طفل توحدي تم إعطائهم جرعات من هرمون السكريتين ويبدو أن الأغلبية قد تحسنوا خلال أيام قليلة من إعطائهم جرعات الدواء وأفاد الأهل عن حالات تحسن في المدرسة واللغة والتواصل البصري والنوم والتركيز ، وأن الأطفال الذين عانوا من الإسهال المزمن لسنوات عديدة قد توقف عنهم الإسهال لأول مرة بعد يوم أو يومين من إعطائهم الهرمون.
 
ما هو السيكرتين ؟ 
السكرتين هو هرمون يوجد في البنكرياس والكبد والأمعاء العليا ، ويحفز السكرتين البنكرياس لتفرز البيكاربونات والأنزيمات الهاضمة في الأمعاء كما يحفز الكبد في إفراز العصارة الصفراوية والمعدة على إنتاج الببسين ، يوجد السكرتين في المخ وينشط على إنتاج السيروتونين .
 
كيف يعمل السكرتين :
إحدى النظريات تقول إن هرمون السكرتين يحفز الهضم وتحليل الغذاء بصورة جيدة فهو يمكن أن يساعد في تغذية المخ وحمايته وتسكين المواد السامة للأعصاب الموجودة في الأطعمة وتقول نظرية أخرى بأن هرمون السكرتين يحفز إنتاج السيروتونين في المخ الذي يكون عادة منخفضا عند الإصابة بالتوحد ، والسيروتونين مسئول عن عدد من الوظائف في المخ بما في ذلك تنظيم الإثارة والتركيز والتعلم . ويستمر تأثر هرمون السكرتين حوالي 4-6 أسابيع ويبدو مأمونا نسبيا ولكن بالنهاية لا معلومات متوفرة حتى الآن عن آثار جانبية وتوجد الآن أكثر من دراسة يجرى إعدادها عن فعالية هرمون السكرتين متوفرا على نطاق واسع ، ولابد من الذكر بأن هرمون السكرتين لم يجاز استعماله في الـ FAD (منظمة الأدوية العالمية ) كعلاج للتوحد حتى الآن ويعطي على مسؤولية الأهل . 
أدوية مضادة للصرع :
الكاربامايزبابي ن Carbamazepine ، والـ تيجريتول Tegretol والـ هيرموليبسين Hermolepsin هي عقاقير مضادة للصرع استخدمت حتى الآن بنجاح وبأقل تكرار لآثار جانبية رئيسية ، ولها في بعض الأحيان أثر إيجابي ليس من خلال تقلي النوبات فحسب ولكن أيضا بتحسين الأداء الوظيفي النفساني ورغما عن ذلك فهناك بعض الظهور للطفح الجلدي والخمول والاضطرابات المعوية عند استعمال هذه العقاقير. 
العلاج بالفيتامينات :
فيتامين B6 والمغنيسيوم 
جانب آخر من جوانب التأهيل والرعاية لطفل التوحد تلعب دورا حيويا في العلاج هو الاهتمام بالتغذية السليمة والصحة العامة لطفل التوحد فالاهتمام بتوفير الوجبة الغذائية الصحية المتكاملة المناسبة لسنه ووزنه تؤدي للاستقرار الغذائي المطلوب وخاصة لحالات التوحد التي أصبح من المعلوم أن لها احتياجات خاصة فوق احتياجات الطفل العادي السوي وينصح خبراء التغذية بأهمية توفير تلك الاحتياجات الخاصة بالمواد ويحتاج الطفل بصفة خاصة إلى عنصر الزنك والنحاس والمغنيسيوم كما يحتاج إلى فيتامين B6 بنسب أعلى من الطفل السليم حيث فضلا عن أهمية التغذية فله تأثير مباشر على أطفال التوحد بالذات وخاصة إذا أعطى مع مركبات المغنيسيوم ومجموعة من المعادن الأخرى وعلى سبيل المثال تنتج مصانع Kirlkman للأدوية كبسولات تحت اسم Super - Nu -Thera تحقق هذا الغرض كما ينصح الدكتور برنار ريملاند مدير معهد أبحاث التوحد باستخدام كبسولات Dimethylglyeime المعروف باسم DMG لتوفير احتياجات طفل التوحد من العناصر الغذائية الأساسية من معادن وفيتامينات وخلاصة بعض الأعشاب الخالية من المواد الكيميائية .
 
العلاج بالحمية الغذائية 
هناك أنواع مختلفة من أعراض الحساسية تظهر تبعا لنوع المادة المسببة لها والتي تسمى (Trigger ) أو المحفز وهو مسبب الحساسية وسوف أتكلم في هذه الفقرة عن الحساسية من الغذاء .
من الأخطاء الشائعة أننا دائما ما ننسب أمراض مثل الربو والاكزيما والطفح الجلدي والالتهابات الجلدية إلى الحساسية علما بأنه في كثير من الأحيان تكون الحساسية وعدم القدرة على تحمل الطعام السبب الرئيسي لأمراض أخرى لا تقل أهمية عما سلف مثل أمراض الجهاز الهضمي كالقرحة والقولون العصبي بالإضافة إلى حالات الإمساك أو الإسهال المزمنة ووجود غازات شبه دائمة في الجهاز الهضمي .
هذا بالإضافة إلى أن الحساسية من الطعام قد تؤثر بصورة أو بأخرى على السلوك العاطفي للإنسان من حيث التوترات العصبية وحالات الكآبة والحالات الفكرية المتأرجحة بالإضافة إلى جفاف البشرة وتساقط الشعر وتكسر الأظافر . ولا ننسى هنا أن الحساسية من بعض أنواع المواد الغذائية لها التأثير المباشر لآلام الرأس والصداع والنصفي.
الأغذية المسببة للحساسية :
لقد تم التعرف على أكثر المواد الغذائية المثيرة للحساسية لأكثر من 60 % من المصابين بالتوحد وهذه الأغذية هي منتجات الحليب الحيواني على أنواعه ومنتجات القمح والجا ودار والشعير والشوفان وسوف نتكلم عن هذه الأغذية بالتفصيل في الفقرة التالية هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأغذية وهي :
-الشوكولا والشاي والقهوة 
-سكر القصب وسكر الشمندر 
-الألوان الصناعية والمواد الحافظة الكيميائية 
-الخميرة والفول السوداني 
- الحمضيات والكحول .
 
العلاج بالحمية الغذائية الخالية 
من الكازيين والجلوتين ( عن محاضرة للأستاذ ياسر الفهد مركز الكويت للتوحد مارس 2001)
في العام 1996 ظهرت فرضية في بريطانيا وبالتحديد في جامعة ساندرلاند بأن التوحد يمكن أن يكون ناتجا عن فعل بيتونات Peptides ذات تكوين خارجي ويمكن لهذه البيتونات أن تحدث تأثيرات افيونية طبيعية تؤثر على الجهاز العصبي وتؤمن هذه الفرضية أن هذه البيتونات تشتق وتنتج من عدم اكتمال انحلال بعض الأطعمة وعلى وجه الخصوص الغلوتين من الدقيق (القمح) ومن بعض الحبوب الأخرى والكازيين من الحليب أو منتجات الألبان .
ماهو الجلوتين Gluten :
الجلوتين أو الغروين باللغة العربية وهو البروتين الموجود في القمح أو الشعير والشوفان والجاودار وهذا البروتين لزج يجعل الخبز مرنا على سبيل المثال .
ماهو الكازيين Casein :
الكازيين أو الجبنين باللغة العربية هو البرويتن الأساسي الموجود في الحليب الحيواني ومنتجات الألبان ويمثل الكازين في المجتمعات الحضرية أحد أكبر المكونات البروتينية في مختلف أطعمتنا ويوجد في المعكرونة الباستا ، والمعجنات والكيك والأيس كريم ، والبسكويت وفي العديد من المنتجات الأخرى وتستخدم كذلك في تغليف وتقوية بعض الأطعمة الأخرى . 
 
 
العلاقة بين الغذاء والأطفال التو حديين 
أثبتت الدراسات أن 75 % من الأطفال التو حديين لديهم مشاكل في الغذاء ، وفي فحص أجري على 500 طفل توحدي تبين أن لديهم مواد مورفينية في البول وعلى سبيل المثال :
بيبتيد الكازو مورفين Casomrfine : 
وهو بروتين غير مهضوم أو مهضوم جزئيا ناتج عن عدم هضم الجزئيات الموجودة في الحليب .
بيبتيد الغيلوتومورفين Glutomorfine 
وهو جلوتين غير مهضوم ناتج عن عدم هضم الجزئيات الموجودة في القمح والشوفان والجودار .
المركبات الأخرى التي وجدت في تحليل بول المصابين التوحيديين. 
وجدت مواد أخرى في تحاليل بول العينة التي أجرى عليها الفحص وهذه المواد هي :
 
 
 
الديلترومورفين Diltromorfime 
الديرومورفين Diromorfine 
وهي مواد موجودة تحت جلد ضفدع سام موجود في أمريكا الجنوبية وتعادل قوة هذه المواد مرات مضاعفة لقوة الأنواع المخدرة المعروفة . وربما لهذا السبب يشبه البعض مدمن المخدرات بالطفل التوحدي (الترديد والكلام النمطي ، شرود الذهن ، الانطواء) . 
كيف تكون البداية للعلاج بالحمية الغذائية 
يجب أن يتوقف أي قرار بشان إدخال نظام الحمية الغذائية للطفل التوحدي على الوالدين نفسهما لأنه موضوع غير سهل ويحتاج إلى متابعة دائمة وذلك للأسباب التالية :-
أولا : هذا النظام يحتاج للمراقبة والتنسيق التام مع أفراد الأسرة وبقية العائلة و الأصدقاء والأهم أعلام المسئولين المباشرين عن التعامل مع الطفل في المدرسة .
ثانيا : صعوبة إيجاد الأطعمة الخالية من الغلوتين ، والكازيين فهذه المواد لا نجدها في كل مكان وفي كل زمان . 
ثالثا : العبء المالي الكبير في استعمال حمية الأغذية الخالية من الغلوتين 
والكازيين لأن هذه الأغذية أغلى بكثير من المواد الأخرى المتضمنة ، ونسبة للفترة الغير محددة لاستخدام الطفل لتلك الأغذية فسوف ترتفع التكلفة أكثر وأكثر .
رابعا: تفادي الحفلات والأماكن التي تتوفر فيها المشهيات والمغريات في 
الأطعمة مثل هذه المناسبات حيث أن الطفل سوف يشعر بالعزلة
والتفرقة إذا لم يسمح له بتناول ما يتناوله الأطفال الآخرين .
خامسا: اعتماد هذا النظام على زيارات واستشارات دورية للأطباء وأخصائي التغذية.
والآن وبعد معرفة جميع هذه الأمور كيف نبدأ بالحمية الغذائية :
1-تحليل بول للطفل التوحدي .
2-عرض هذا التحليل على الأطباء المختصين.
3-التنسيق مع أخصائي التغذية على النظام الذي سيتبع مع الطفل.
4- إبلاغ البيئة المحيطة بالطفل بأنه سيكون تحت نظام الحمية (الأسرة - الأصدقاء - المدرسة).
5-البدء بتطبيق نظام الحمية.
6-مراقبة وقياس سلوكيات الطفل أثناء الحمية.
هل يمكن الانقطاع عن نظام الحمية الغذائية 
تفيد التجارب والدراسات أنه برغم استفادة العديد من الأطفال من استخدام الأغذية الخالية من الغلوتين ، فإن معظم التغيرات الإيجابية التي تصاحب هذه الحمية تظهر بدرجة أقل لدى الأطفال اللذين يتبعون سلوكا ضارا بالذات وبالغير واؤلئك الذين يتبعون علامات تحمل الألم والسبب في ذلك يرجع إلى الشك في أن بعض المواد المشتقة من الغلوتين قد تكون مخزنة في الجسم ، ويعني ذلك أن الجسم مازال به بعض الاحتياطي منها ولم يصل العلماء بعد إلى النقطة التي تقول بأنه يمكن إعادة الأطعمة التي تحتوي على الغلوتينن بدون حدوث أي تأثير سلبي على السلوك ويبدو أن الطفل سيكون على هذه الحمية للأبد .
وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يوقفون إتباع الحمية تحدث لهم نكسة سيكولوجية في السلوك، عائدين إلى حالتهم السابقة ما قبل الحمية.
 
المرحلة الحرجة للطفل والأسرة :
تعتبر الـ 14 حتى 21 يوما الأولى من بداية برنامج الحمية هي أكثر الفترات حرجا للأطفال . وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال في هذه المرحلة الحرجة الذين تحدث لهم نكسة سلوكية تتصف بما يلي:
-التعلق والعاطفة المتزايدة .
-البكاء والأنين.
-فترات النظر إلى الفراغ.
-الخمول والكسل.
-ازدياد مرات التبول والتبرز.
-الألم والتألم. 
 
وتربط بعض الأبحاث حدوث هذه السلوكيات كأثر ونتيجة للحمية وذلك لتشابه هذه الأعراض السلوكية بتلك الخاصة بمدمني الأفيون عند تخليهم وانقطاعهم عنه وذلك يعني ارتباط الفعل البيولوجي عند الانقطاع عن الحمية بانقطاع البيتونات (Peptides ) المخدرة عن جسم الطفل .
وقد بينت التقارير الخاصة بالأطفال الذين يتناولون حليبا خاليا من الكازيين بحدوث العديد من السلوكيات المتشابهة خلال فترة الانتكاسة هذه . وتتسارع الفترة الزمنية لهذه التأثيرات مع العديد من الأطفال خلال بضعة أيام من استخدام الحمية الخالية من الكازيين وتفترض سلوكيات الانتكاسة هذه عموما خلال فترة الـ 7 حتى 21 يوما ، بالرغم من وجود تقارير عن أطفال تحدث لهم هذه السلوكيات قبل هذه الفترة أو استمرارية هذه السلوكيات لفترة أطول عن المعدل (من الممكن أن يكون بسبب انفرادية كل حالة على حدة ) ، وعادة ما تكون سلوكيات الانتكاسة هذه كعلامات ومؤشرات جيدة إلى حدوث تأثير للحمية فيما بعد . وعلى العموم فليست هذه بقاعدة إذ أن التقارير تفيد فعلا أن الأطفال الذين يمرون بهذه المرحلة هم الذين يثبتون ويؤكدون حدوث التفاعل الإيجابي لا حقا . 
 
الإخلال بالحمية :
بعد اعتماد نظام الحمية الغذائية للطفل ألتوحدي يجب اتخاذ الحيطة والحذر والتأكد من عدم تناول هذا الطفل لأي منتجات تحتوي على الغلوتين أو الكازيين وقد أثبتت التجارب والخبرات حدوث انتكاسات سلوكية لدى الأطفال الذين يتبعون الحمية في حصولهم على المنتجات التي تحتويها . وتختلف هذه الانتكاسات وتعتمد على حالة كل طفل على حدة ، عموما وكما أشارت التقارير تتخذ هذه الانتكاسات شكل النشاط المفرط أو السلوك الهلوسة وربما حدوث بعض السلوك العدواني (التعدي على الذات وعلى الآخرين) وهنا لا يجب أن نصاب بالانزعاج إذا حدث ذلك حيث أن ذلك السلوك لا يتعدى كونه مرحليا ينتهي في فترة بين 12-36 ساعة اعتمادا على حالة الطفل وكمية الجلوتين التي تناولها .
تأثير ومفعول الحمية:
ليس من الممكن إعطاء مدلول للأنماط السلوكية التي تنتج من الحمية. ومن الواضح أن خصوصية استجابة الطفل له هي المفتاح لذلك برغم حدوث مظاهر جديدة وقد بينت الدراسات على حصول تغيرات ايجابية أثر للحمية .
- ازدياد معدلات التركيز والانتباه.
-أكثر هدوءا واستقرارا.
-انخفاض معدل الاعتداء على الذات وعلى الآخرين.
-تحسن في نظام النوم.
كما أشارت العديد من الأبحاث إلى ربط الحمية بما يلي:
-تحسن في أساليب الاتصال (سواء كان شفهيا أو جسديا) .
-تحسن التنسيق الجسدي والتآزر الحركي البصري.
-تحسن عادات الطعام (أطعمة متنوعة ومختلفة كثيرة يتناولها الطفل ربما لم يتناولها من قبل) .
لا توجد هناك ضمانات بحدوث النتائج المطلوبة تماما بالنسبة لكل طفل يطبق نظام الحماية وربما يكون أفضل سبيل لقياس فعالية الحمية هو تسجيل سلوكيات الطفل خلال فترة الحمية مما يسهل على الأهل فحص سلوكيات أبنائهم خلال هذه الفترة.
وتنتهي هذه الفترة بخبر طريف وهو إن عائلة طفل توحدي قررت دخول الأسرة كلها في الحمية أيضا تضامنا مع ابنهم وكسبا للزمن والتكلفة والمجهود في إعداد نوعين من الطعام ومنعا للطفل من التعلق بأي طعام يحتوي على غلوتين موجود في المنزل .
وفيها الأسرة أن هذه فرصة طيبة لتناول طعام صحي مفيد وقد أفاد أفراد الأسرة بشعورهم بحدوث نتائج ايجابية جراء استعمال الأغذية الخالية من الغلوتين وهم من الأصحاء . 
 
العلاج بالتدريب السمعي (AIT)
ينتقل الصوت عادة عبر القناة السمعية ويسبب اهتزاز غشاء طبلة الأذن ، مما يسبب اهتزاز العظميات ، ينتقل الاهتزاز إلى السائل الموجود في الأذن الداخلية مسببا اهتزاز النهايات العصبية وينتقل الإحساس إلى المخ عبر العصب السمعي . 
تعمل الأذن الخارجية والوسطى دور ناقل للصوت ومقوى له ، أما الأذن الداخلية فيتحول فيها الصوت من طاقة ميكانيكية إلى طاقة كهربائية تنقل بالعصب السمعي للمخ .
وإن هذه العملية هي عملية طبيعية وميكانيكية عند الشخص الطبيعي ولكن عند المصاب بالتوحد ، تم أول مرحلتين من عملية السمع بشكل عادي مع الشك بأن الخلل يكون في المرحلة الثالثة وهي مرحلة انتقال الإحساس السمعي إلى المخ عبر العصب السمعي فيظهر الطفل وكأنه لايسمع أو انه لا يفهم الأوامر الموجه إليه ويفضل القيام بمهام موجه بدليل بصري ، وتكون حصيلة المفردات استقبالا ، وإرسالا محدودة ، ولا يستطيع متابعة سلسلة من التعليمات والأوامر ولا يميز بين كلمات تتشابه سمعيا ويجد صعوبة شديدة في فهم الجمل المتعلقة بالزمان والمكان ، والصفات ، والمفاهيم المجردة .
اختلال عملية استقبال المدخلات السمعية :
وهي من أصعب الأشياء بالنسبة للدماغ في تنظيميها ، تنسيقها فهمها واستخدامها ، وكغيرها من المعلومات الحسية للمعلومات السمعية تأثير على مستوى الانتباه لدينا.
إن حجم المعلومات السمعية التي يجب أو نرغب في تحملها محدودة جدا.
والذبذبة تكون أما مسموعة أو ملموسة (نشعر بها) وكلما ازدادت درجة الذبذبة كما ارتفعت النغمة، والذبذبات التي تثير أعصاب البعض قد تكون مريحة أو مسلية للبعض الآخر، ولغيرها من المجالات الأخرى لكل منا أشياؤه المفضلة.
ولكن ما بالك لو عرفت بان الصوت الصادر عن عقرب ساعة الحائط خلال الليل يمكن أن يصل إلى نسبة أكثر بعشرات المرات عند الأشخاص الذين يعانون من اختلال في عملية استقبال المدخلات السمعية من النسبة التي تسمع فيها أنت نفس الصوت ، فكيف سيشعر هذا الطفل إذا سمع صوت الموسيقى الصاخبة التي تستهويك أو صوت المكنسة الكهربائية وغيرها من الأصوات .
 
 
تدريب التداخل السمعي :
في عام 1982 قام طبيب فرنسي اسمه جي بيرار بوضع جهاز أطلق عليه اسم AUDIOKINETRON وانتشر هذا الجهاز بسرعة كبيرة لثبوت فائدته في الكثير من الحالات لكن نعود ونقول انه ليس من الضروري إعطاء نتيجة ايجابية في كل حالات التوحد .
وتدريب التداخل السمعي هو تدريب لعملية السمع للمداخلات الحسية وغير الطبيعية لدى الأطفال الذين يعانون من التوحد - تأخر نمائي شامل - اضطرابات وضعف الانتباه والتركيز - ديسلكسيا - صعوبات التعلم - الاكتئاب - صعوبات وحساسية السمع - الذين يعانون من مشاكل سمعية للأصوات حولهم - والمصابين بمتلازمة داون ومتلازمة وليام .
ونظرية التدريب السمعي تقوم على فلترة الأصوات التي يسمعها الطفل بواسطة سماعات توضع على الأذن يستمتع خلالها إلي أصوات (على الأرجح تكون على مقطوعات موسيقية) توضع في الجهاز AUDIOKINETRON بذبذبات تختلف من أذن إلى أخرى وذلك بقصد التأثير على الجهاز السمعي لدى الطفل .
وبإجراء اختبارات خاصة يقوم بها مشغل هذا الجهاز يمكن التعرف على الذبذبات العالية جدا أو المنخفضة جدا في الأذن والذي يتم تبعا لها تعديل الذبذبات الخاصة التي يستمع إليها الطفل بكل أذن أثناء جلسة التدريب التي تتم على فترة عشرة أيام جلستين يوميا يفصل بينهما ستة ساعات على الأقل ومدة كل جلسة نصف ساعة أي بما مجموعه عشرون جلسة   
 
التعليم المنظم
التعليم المنظم عملية متكاملة للتدخل العلاجي للأطفال ذو الحاجات الخاصة ترتكز على جعل البيئة من حول الطفل واضحة ومفهومة وعبرها يمكنه التنبؤ بالخطوات التي ستحصل خلال ايامه العادية وتضعه في مواقف أقل حيرة وهذا مما يقلل من المشاكل السلوكية للطفل وتدفعه نحو المزيد من الاستقلالية والإعتماد والثقة بالنفس عبر التنظيم المحسوس ، وتقليل التشتت البصري والسمعي وعبر تطوير أماكن التعلم الحر والجماعي داخل الصف .
(فردي - اعتمادي - انتقالي - لعب منظم) 
أو خارج الصف الدراسي (ألعاب حسية -العاب رياضية - رسم - موسيقى - سباحة وغيرها ) .
ولا شك بأن هذه الطريقة في التعليم تساعد الولد على فهم السبب والنتيجة وتؤمن له كل حاجاته الجسدية والحسية .
وفي التعليم المنظم لابد من التنظيم والتوضيح المبالغ فيه حتى يفهم الولد اين يذهب ، ماذا يفعل ، كيف يقوم بالعمل وذلك عن طريق جداول يومية موضحة بدليل بصري وهذا الدليل يمكن ان يكون مجسنم للنشاط التالي (مثلا مايوه السباحة في الجدول وبذلك يعرف الولد ان النشاط التالي هو السباحة ) أو صورة للنشاط (صورة الولد نفسه وهو يسبح ) أو رمز للنشاط (مثلا رموز ماكتون) أو كلمة النشاط (السباحة) اذا كانت قدرات الولد تسمح ومن هنا أهمية مراعاة كل ولد حسب قدراته واختيار الدليل البصري المناسب له . 
وهناك عدة طرق تدخل وعلاج تندرج تحت عملية التعليم المنظم وهذه الطرق هي :
أ- العلاج بتعديل السلوك .
ب-العلاج بالتكامل الحسي .
ج- العلاج باللعب .
د- العلاج بالموسيقى.
هـ- العلاج بالرسم .
و- العلاج بتنمية حقول التطور السبعة .
1-التواصل الميسر .
2-تنمية المهارة الأكاديمية .
3-تنمية العضلات الكبيرة .
4-تنمية العضلات الصغيرة .
5-تنمية المهارة الاجتماعية .
6-تنمية المهارة المهنية .
7-تنمية مهارة العناية الذاتية .
 
 
 
 
 
 
 
 
العلاج بتعديل السلوك 
 
ان التفنن في تعديل السلوك ، يعتمد على القاعدة العامة منذ وجدت المخلوقات ، وهي الثواب والعقاب ،ونعني بتعديل السلوك تغيير اتجاهه بطريقة منهجية ومدروسة . وبما ان جميع انواع السلوك بغض النظر عن سببها ، يمكن ان تغير وان تعدل ، فالتفنن في تعديل السلوك يركز على ما يحدثه السلوك من متغيرات في البيئة المحيطة ، بدلا من اهتمامه بالاسباب المباشرة لحصول ذلك السلوك .
فالطفل الذي يتميز بالمشاغبة والصراخ والعناد لسبب ما يؤدي لجذب انتباه الأهل ليسارعوا إلى الاستجابة لطلبه ، وذلك العمل بحد ذاته مكافأة له على عناده ، ويمكن ان نشجعه على تكرار ذلك كلما دعت الضرورة .
ان التفنن في تعديل السلوك هو الأسلوب الذي نتبعه من أجل التأثير على المتغيرات الحاصلة بنتيجته ، وعندما يطرأ ذلك التغيير مفيدا كان أم ضارا يؤدي فيما بعد إلى الحفز على تكراره أو الردع عن تكراره.
الخطوات نحو تعديل السلوك : 
1-انتقاء السلوك المنوي تغييره وذلك بمراقبة فالطفل ومراقبه دقيقة لحسابه وقياسه وفي عملية تغيير السلوك المستهدف يمكن ان يشترك أكثر من شخص لتوخي اقصى حد من الموضوعية في احتساب مؤشرات السلوك المستهدف .
2-التقويم الكمي للسلوك :
خلال قيامنا بهذه الخطوة نحدد بالصدد تكرار حدوث السلوك المستهدف لدى الطفل (السلوك الذي نريد تعديله) واحتساب المرات التي يحدث بها السلوك المستهدف في زمن معين كما يمكننا ان نرسم مستوى اداء السلوك .
3-التقويم الكيفي للسلوك :
وتلك الخطوة تعني قياس كيف حصل السلوك وما هي الظروف المحيطة بالطفل أثناء حصول السلوك .
 
 
4-التدخل :
بعد تحديد مستوى حدوث السلوك المستهدف ومعرفة كمه وكيفة نبدأ بتخطيط برنامج علاجي يرمي إلى تعديله وتحدد هذه الخطوة مدى نجاح عملية تعديل السلوك المستهدف أو فشلها وذلك بالكشف عن مدى تكرار حدوث ذلك السلوك المستهدف خلال عملية التدخل ومقارنته بالمستوى الاساسي للتكرار ، الذي كان عليه السلوك قبل التدخل وبنتيجة تلك المقارنة يمكن :
أ- تقرير الاستقرار في البرنامج العلاجي .
ب- اجراء تعديل على البرنامج العلاجي .
ج- إنهاء البرنامج العلاجي ، اذا ما حصلت التغيرات المطلوبة بالنسبة إلى تكرار السلوك المستهدف .
مثال على الوصول إلى السلوك المستهدف :
باستعمالنا الأساليب التي تحدثنا عنها سابقا لتعديل الكثير من التصرفات الشاذة التي كثيرا ما يقوم بها الأطفال التوحدييين . سنناقش هنا أفضل الوسائل لجعل الولد يلازم مقعده (في الصف ) فكيف نتمكن من تدريبه على ذلك ؟
أ- يمكن تنبيه الطفل بالصراخ كلما غادر مقعده لدفعه إلى العودة ، ولكنه اسلوب غير مرغوب فيه ، وهناك اساليب أفضل يمكننا اتباعها مع الولد .اذا ان الصراخ بحد ذاته امر مزعج للمعلم وللولد في اغلب الأحيان ، فبدلا من المحافظة على العلاقات الحسنة بين التلميذ والمعلم ، تنشأ علاقة سلبية ، والصغير السريع الحركات والمندفع دائما ، لن يكتسب عادة التراجع بالصراخ عليه ،لأن ذلك لا يفسر له كيفية الإلتزام بمقعده ، فإذا صرخ عليه كلما غادر مقعده ، اصبح هذا شئ طبيعي بالنسبة اليه لأنه يسمع ذلك الصراخ كلما قام بعمل لا يرضي المعلم ، ومن ناحية أخرى يحلو لكثير من الأولاد مغادرة مقاعدهم لجذب انتباه المدرب ، فيحصلون على ما يصبون اليه بمكافئتهم وذلك بأن يعبر المعلم عن اهتمامه لهم ، وذلك يدفع غيره من التلاميذ لتقليده طمعا بانتباه واهتمام المعلم ان الطفل التوحدي في بعض الاحيان لا يدرك مدى اهمية ملازمة المقعد بالنسبة اليه خاصة في أوقات الدراسة . فإذا ما تلقى التأنيب والتوبيخ لمغادرة مقعده اثناء الدراسة بينما يطلب منه مغادرة مقعده (دون توبيخ ) عندما تكون هناك العاب أو انشطة خارجية او داخلية .
ان أكثر الأطفال التوحديين لا يتمكنوا من تحديد الفرق بين فترة الدرس وفترة اللعب فيختلط الأمر عليهم ويزداد أداؤهم للسلوك السوي تعقيدا بالنسبة لهم . فعلى المعلم أن يدرب الولد على ملازمة مقعده إذا ما طلب منه ذلك ، وليس خوفا من العقاب ، بل إطاعة للأمر .
وهناك نقطة إضافية تعقد الموقف ، فبعد ان يصرخ المعلم على الطفل مؤنبا ، قد يعود الطفل إلى مقعده ويبدأ بالبكاء ، والإزعاج للتعبير عن عدم رضاه ، فيزعج رفاقه ويدفع المعلم إلى الإلتفات إليه ثانية ، ويكون قد كوفئ على عمله هذا بجذب انتباه المعلم لمرة الثانية ، ويمكن ان يتمكن الطفل من اجبار المدرب على ملازمته والوقوف قرب مقعده ، وبذلك يأسر المدرب ويمنعه من أداء واجبه اتجاه بقية أفراد المجموعة وإذا ما ابتعد المعلم غادر الطفل مقعده ليلقي الصراخ ، ليبكي ويزعج ، ليدفع المعلم ثانية لملازمته وهكذا يأخذ الطفل من الإهتمام ما يفوق حاجته بكثير إذا الصراخ لا يؤدي إلى الوصول إلى السلوك المطلوب بل أحيانا يزود الولد بتصرفات شاذة جديدة .
ب- المكافأة المشروطة بالأداء الكامل فقط :
يكافأ الولد بعد التأكد من ملازمة مقعده لمدة 20 دقيقة متواصلة ، ولكن تطبيق ذلك أقرب من المستحيل ، وخاصة عند الصغار أصحاب النشاط الزائد ، والذين لم يتعودوا المكوث في وضع معين ولو لدقيقة واحدة.
 
 
ج- المكافآت التدريجية :
وهذا هو الحل التدريجي يتطلب مكافأة الطفل لملازمة مقعده دون متاعب لفترة قصيرة من الزمن ، وفي المرحلة الأولى يطلب من الطفل المكوث في مقعده لمدة 5 ثوان قبل ان يكافأ ماديا أو معنويا ، وعلى المعلم ان يتأكد من ان الولد قد نفذ ذلك الطلب بدقة قبل مكافأته ، وبعد ان يكرر عملية الجلوس في كرسيه لمدة 5 ثوان لعدة مرات يقوم المعلم بزيادة الوقت المطلوب ان يمكث فيه على كرسيه فلنقل 15 ثانية ثم يكافأ وهكذا يمكن الوصول إلى 5 دقائق ثم 8 دقائق ثم 10 ثم 15 حتى الـ 20 دقيقة ونرى ان ذلك التطور التدريجي في تنفيذ الأمر يجري بسلاسة و دون مضايقة لكلا الطرفين المعلم والولد. 
ولكن ماذا يستطيع المعلم عمله إذا ما فشل في جعل الطفل يمكث في مقعده ولو لثانية واحدة .
نحل هذا الإشكال بالطريقة التالية : نكافئ الولد مباشرة بعد أن نتأكد أنه لاحظ وجود الكرسي ، ينادي المعلم الولد حتى يحضر إلى جانب الكرسي ، يكافأ الولد بعد التأكد من القيام بذلك التصرف لعدة مرات بشكل مقبول ، يزيد المعلم الخطوات الواجب تنفيذها لحصول الولد على المكافأة فيمكنه ان يطلب منه الإمساك بالكرسي لمدة ثوان معدودة ثم الجلوس لثوان معدودة ثم لدقائق حتى الوصول إلى 20 دقيقة متتالية .
 
 
العلاج بالتكامل الحسي 
يعتبر أحدث طريقة للعلاج بالتكامل الحسي هي الطريقة التي يوصي بها الأخصائيين بإخضاع الطفل لخليط أو أكثر من جلسات العلاج يشترك فيها أخصائي في الحركة (وظيفي أو حسي) وشخص متخصص في الكلام واللغة يعمل كلا الأخصائيان مع الأطفال لكامل الجلسة مستخدمين خطة علاج مشتركة موضوعة لمعرفة الطريقة التي تعتمد فيها مهارات الحركة الحسية ومهارات اللغة والكلام كلا منها على الأخرى .
قد تبدو هذه الجلسات مختلفة عن جلسات أخرى للعلاج الحركي أو اللغوي وقد يبدوا الأطفال أقل تركيزا وغير موجهين بدرجة كافية نحو إتمام أداء وظيفة محددة .
ولكن التجربة أظهرت ان الكثير من الأطفال يحدث لديهم تغيير اسرع وأكبر في النواحي المعنية حين تم دمج علاج الحركة الحسية مع العلاج اللغوي الكلامي و توفر هذه الطريقة اسناد متبادل للنمو في كل ناحية ، و النتيجة التي كانت غير متوقعة هو استمتاع الأطفال باهتمام المختصين بهم إلى جانب اختلاف بنية جلسات العلاج .
ان مستوى القدرة العقلية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في التكامل الحسي يكون احيانا على نفس الدرجة لدى الأطفال السليمين من هذه الناحية فأكثرهم يكون مستوى الذكاء لديهم أقل من الوسط ، ومع ذلك فإنه بالنسبة لجميع هؤلاء الأطفال ، تكون متطلبات المدرسة الأساسية صعبة جدا عليهم وتتمثل هذه المتطلبات في القدرة على الجلوس بهدوء ، الانتباه ، اكتساب المعلومات. إنهم بحاجة للمساعدة لكي يتمكنوا من التعامل مع المعلومات الحسية والحركية حتى يستفيدوا من حركات مدرسيهم . يستطيع المدرسون تقديم هذه المساعدة عن طريق استخدام البيئة ، تصميم وابتكار طرق ومهمات تعليمية والأهم من ذلك فهم ومساعدة أولئك الأطفال.
ان الأطفال ، وعلى الرغم من عجزهم ، ينمون أفضل في بيئة تشعرهم بالأمان والمساندة والتعزيز جسديا وعاطفيا يجب عليهم ان يتعلموا تقبل الحدود الملائمة ويحققوا المطالب المعقولة التي تتغير كلما ازداد نموهم واقتربوا من مرحلة النضوج ، بهذه الطريقة تتطور مهاراتهم الضرورية لكي يكونوا واثقين من أنفسهم ، منتجين ، مستقلين .
العلاج الحركي : 
كلنا نتردد أحيانا رغم علمنا ان ذلك الشئ قد يكون في صالحنا حين يكون الأطفال في حالة منخفضة من النشاط نراهم يترددون في الحصول على الحركة التي يحتاجونها لرفع حالة النشاط إلى مستوى أكثر ملاءمة بينما يتردد الأطفال الذين لديهم درجة مرتفعة من النشاط ، في أداء الأنشطة التي تعتبر مهدئة لهم ، في كلا الحالتين من الأفضل والأسهل البدء بنوع من النشاط الشفهي ، وعلى وجه العموم ، فإن المضغ يعتبر نشاطا تنظيميا ، والمص نشاط مهدئا بينما الطحن نشاط إثارة .أيضا فإن الطعم الحلو يعتبر مهدئا ، والطعم الحامض يعتبر منشطا وتنظيميا أما الطعم الحريف والمر يعتبران منبهين .
بعد ان يبدأ الأطفال في ممارسة النشاط الشفهي المناسب ، سوف يكون باستطاعتك إقناعهم بالجلوس فوق كرة علاج كبيرة والقفز إلى أعلى والي اسفل . هذا النشاط قد يكون منشطا أو مهدءا ويمكن عمله أثناء الواجبات أو أثناء ممارسة أي نشاط يبدو ملائما بعد البدء بهذه الأنشطة يكون الطفل أكثر رغبة في عمل أشياء أخرى . 
أنشطة العلاج الحركي التي أثبتت فائدتها 
-أنشطة التعلق بالذراعين والتسلق والقفز للمس جزء عال ضرب وقذف الكرات أو الإسفنج الرطب تجاه الحائط .
- المشي والهرولة شئ يعجب الأطفال ويساعدهم كما ان إرسالهم لقضاء حاجات سهلة مثل ابتياع شئ من مكان قريب أو إرساله بشيء إلى الصف الآخر أو أحد الجيران .
-يستمتع الكثير من الأطفال ببعض أنشطة الكبار والتي ستكون مفيدة لهم مثل كنس ومسح الأرضيات ودفع عربة التسوق وحمل الأشياء (خاصة الكتب ، وأكياس المشتريات ، والأثاث الخفيف وأشياء أخرى) أيضا فإن عجن الخبز وخلط عجين الفطائر أو البسكويت باليد يكون مفيدا لهم ، وفي غياب الشئ الحقيقي ، يمكن استخدام الطين كبديل ممتاز ، ان الحفر وتقليب التربة وري النباتات وصبغ المنزل بالماء باستخدام فرشاة كبيرة وغسل السيارة كل هذه تعتبر أنشطة مفيدة .
- شجع الطفل على الإلتفاف فهذا النوع من الحركة أكثر تنظيما.
-البيئة المائية (حمام السباحة) يمكن ان تناسب مجموعة واسعة من الإحتياجات الحسية والعقلية .
-تشجيعهم على المشاركة في الرياضة المنظمة .
وأخيرا لابد من القول ان من المحتمل قيام الأطفال باستخدام الحركات لتنظيم أنفسهم اذا رأوا شخصا ذو أهمية لديهم قام بعمل نفس الشيء
الأنشطة الشفهية والذوقية 
كلنا نستخدم الفم لتنظيم وتهدئة وتنبيه أنفسنا ، الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التكامل الحسي بحاجة لإستخدام الفم لأسباب كثيرة ومتعددة ، وهناك الكثير من الأنشطة التي بالإمكان ممارستها في المنزل أو الصف ويمكن ان تساعد الأطفال و اكثرها مسل ولا يحتاج إلا للقليل من المعدات الخاصة وقد لا نحتاج لها.
الأنشطة التي تتطلب النفخ تساعد الأطفال في تقوية النفس وهو شئ مهم للكلام . وللأنشطة الأخرى ويتوفر لهذه الغاية الكثير من أنواع الصفارات التي تصدر أصوات وألعاب النفخ (نفيخات الحفلات ، الزمامير) يستمتع الأطفال كذلك بنفخ كرات تنس الطاولة أو الكرات القطنية سواء كان ذلك على الأرض أو فوق الطاولة نفخ الفقاعات بجميع أشكالها يعتبر نشاطا ممتازا ويستطيع الأطفال استخدام عيدان المصاص (الشاليمون) لنفخ الأشياء أو الفقاعات ، ان ضخ القليل من سائل صابوني في طبق يمكن ان ينتج أكزاما من الفقاقيع مع الأخذ بعين الاعتبار معرفة الأطفال للفرق بين النفخ والبلع . 
-كما ذكرنا سابقا ، كلنا نستخدم المضغ ، المص ، والطحن لتهدئة أنفسنا أو لتنظيمها أو لتنبيهها ، بعض الأطفال يحبون مضغ الملابس أو أي شئ آخر متوفر ولذلك يوفر انبوب المطاط بديلا أفضل عند استبعاد مضغ الطعام أو العلك ، بالنسبة للأطفال الأكبر سنا فإن بعض المساحات أو حاملات أقلام الرصاص التي يمكن ابتياعها بشكل منفصل وتلبيسها فوق طرف قلم الرصاص جيدة لعملية المضغ ولكن يجب التأكد انها لا تتفتت بسهولة ان السماح للأطفال بشرب السوائل باستخدام عيدان المصاص يوفر إثارة فهميه ثمينة ، ان مص العصير أو الحليب من خلال عود المصاص يتطلب جهدا فميا للكثير من الأطفال .
وقت تناول الطعام 
هناك قواعد حسية أثناء وجبة الطعام كجعل أقدام الأطفال مستوية على الأرض وأن الكراسي تسمح لهم بوضع كوعهم على الطاولة .
-اسمح للأطفال بالشرب باستعمال عيدان المصاص .
-لتكن قائمة الطعام مشتملة على أطعمة تلحس وتمص وتطحن وتمضغ .
-ساعد الأطفال على الوصول إلى مستوى مناسب من التنبه قبل بدء تناول الوجبات فمن الصعب على الأطفال تهدئة أنفسهم أو تنبيهها أثناء جلوسهم أثناء تناول الطعام . ان الجلوس فوق كرة العلاج أثناء تناول الوجبات يمكن ان يكون مفيدا لبعض الأطفال.
الملابس وارتدائها :
هل تعرف أن مايبدو غير ذي أهمية لك قد يؤثر على سلوك الطفل بشكل كبير وراحته ، فمن الأفضل دائما احترام رغبات الأطفال فيما يتعلق بالملابس التي يفضلونها لأن إجبارهم على ارتداء ثياب معينة قد يؤدي إلى مضايقتهم وجعل عملية الانتباه صعبة عليهم ومن المفيد أيضا تذكر أننا نتجه لتلبيس الأطفال الملابس حسب إحساسنا نحن بدرجة الحرارة . فالأطفال الذين لديهم دفاعية لمسية يكون إحساسهم بالدفيء أكثر من غيرهم من الحالات يكون الأطفال أكثر قدرة على تحديد الملابس المناسبة لهم أكثر مما نتصور . الكثير من الأطفال لن يسمحوا بأن يكونوا متضايقين من ملابسهم ما لم يكونوا غير قادرين على تحديد تأثير الحرارة على أجسامهم( )
العلاج باللعب
يحتار الاهل والمدرسين لأطفال التوحد في كيفية اختيار ألعاب هؤلاء الأطفال وما هي نوعيتها وهل يتم اختيارها حسب سلوك الطفل ام حسب مستواه العقلي أم مستوى النضج ام مستوى التكيف العلاجي وكل ذلك بسبب التداخل المتشابك في السلوكيات المتنوعة والاعراض المختلفة ، والإجابة العلمية والسليمة على جميع هذه التساؤلات مسألة ضرورية للأسرة التي لديها طفل توحدي فاللعب يعتبر امرا لازما للطفل عموما ،ولكنه للطفل التوحدي يكون ضروريا أو حتميا ، ولهذا يصنف اللعب ضمن الحاجات النفسية والجسمية له، ومثله مثل الحاجة إلى الطعام والشراب والاستحمام.
ونظرا لأهمية اللعب في حياة الطفل التوحدي فلقد ارتكزت أكثر الاختبارات لتشخيص التوحد في عمر 18 شهر على عدة ألعاب يمكن للوالدين لعبها مع الطفل ومن هذه الأختبارات الـ (CHAT) وهو اختصار لـ (Check List For Autism In Toddlers ) وبنيت الألعاب في هذا الإختبار على البحث الذي أظهر ان الطفل المصاب بالتوحد يفشل في تطوير مهارتين في اللعب بعكس الطفل السوي ، المهارة الأولى هي اللعب التمثيلي والثانية هي انه لا يؤشر حتى يجذب انتباه من حوله ويقول كبير الباحثين ممن وضعوا هذا الاختبار ان الطفل الطبيعي في عمر 9 إلى 14 شهر يمكنه متابعة نظرات البالغ إلى لعبة او شئ قريب من الطفل في نفس الغرفة كما يمكنه التأشير إلى لعبة او شئ غريب لجذب انتباه البالغ اليه ، وهي خطوة مهمة في التطوير الاجتماعي بينما لا يقوم الطفل التوحدي باللعب التخيلي أو التمثيلي كأن يصب الشاي في الكوب ويطعم اللعبة ومن احدى الألعاب في هذه الاختبارات لمعرفة قدرة الطفل على اللعب التخيلي هو ان يقدم الوالدين إلى الطفل أكواب شاي أو أبريق شاي (لعبة) ويسأله أحد الوالدين هل تشرب الشاي ؟ والطفل الطبيعي في هذا العمر عادة يمثل انه يصب لنفسه كوبا من الشاي وقد يظهر بعض الأصوات التي تمثل الشاي وهو يصب ، ثم يقرب الكوب من فمه وكأنه يشرب ، أو يقربه للعبة لتشرب ….ولكن لن يقوم الطفل المصاب بالتوحد بذلك . 
زمن هنا يأتي دور الأهل والمدرسة لاختيار مجموعة من الألعاب وهذه الألعاب يتم اختيارها حسب سلوك الطفل ومستواه العقلي ومستوى التكيف العلاجي مع أهمية ان تخدم هذه اللعبة أحد حقول التطور السبعة عند الطفل التوحدي و التي سنتكلم عنها لاحقا فمثلا هناك ألعاب ذات آثار خاصة مثل تمارين خاصة للعضلات الدقيقة للأصابع والوجه أو العضلات الكبيرة لليدين والرجلين ومن هذه الألعاب قذف الكرة ، التسلق ، السباحة ، الركض ، المشي ، شد الحبل (عضلات كبيرة) أو ألعاب الفك والتركيب الضغط على المعجنات الطينية (عضلات دقيقة) وألعاب الحساب والمطابقة والتصنيف (مهارة أكاديمية) وألعاب القص واللصق والتفييل وضع مجسمات صغيرة وألعاب التهجئة (مهارة مهنية) وألعاب الحوارات والقصص والتكلم على الهاتف (تواصل) وأخيرا ألعاب التعارف واللعب الخيالي (مهارة اجتماعية) ويستهدف من وراء هذه الألعاب تقويم عيب بدني أو الحد من إعاقة جسدية معينة للطفل المصاب بالتوحد أو تخفيف قصور نمائي يعاني منه . 
العلاج بالموسيقى 
يختلف الكثيرين في أهمية ادراج الموسيقى أو الإيقاع ضمن مواد تعليم وتدريب الأطفال الذين يعانون من إعاقة التوحد وهل وجودها له تأثير ايجابي على هؤلاء الأطفال ؟
رأي الخاص :
هو نعم بشدة ويأتي الإصرار من خلال ملاحظاتي لأطفال مصابون بالتوحد يظهرون استمتاعا غير محدد لحصص الموسيقى واهتماما بالحلقات الغنائية وانتباها واضحا لمقاطع موسيقية سواء في الراديو كاسيت أو الأفلام الكرتونية أو الدعايات التلفزيونية ، ويأتي أيضا هذا الإصرار من خلال تجربتي الشخصية مع اثنين من تلامذتي كان التعبير اللفظي لديهما معدوم حتى عمر 9 سنوات للأول و11 سنة للثاني ولكن بعد اتباع برنامج موسيقى إيقاعي معها أبديا تقدم ملموس على صعيد التواصل اللفظي واضحا يشاركان بلفظ أكثر كلمات الأغاني الموضوعة في الخطة الخاصة بهما . 
ومن هنا يأتي إيماني بأهمية الموسيقى ليس فقط في مساعدة الطفل التوحدي على التركيز والتواصل بل على مساعدته ايضا على المشي والتوازن .
أساليب أخرى تدخل ضمن العلاج الموسيقى 
1-جهاز الأشعة الصوتية الموسيقية أو الـ (Sound Beam) وأول من استعمله هو الدكتور فيليب إليس من جامعة وارك في إنجلترا وهو جهاز يعمل على الأشعة يصدر أصوات موسيقية عند كل حركة يقوم بها الطفل فالنظرية تقول ان الطفل تجذبه الأصوات الصادرة عن هذا الجهاز وتشجعه على التواصل هذا عدا إمكانية ان يربط الطفل حركته مع الصوت الذي يصدره الجهاز ويتعلم بعد ذلك ان كل فعل له ردة فعل ويبدأ بعدها بالتواصل مع المعلم والاستجابة للتوجهات والتي يمكن تطويرها لا حقا حسب البرنامج الموضوع .
2-استعمال ميكروفون ومكبرات صوت في حصص الغناء وذلك يدفع الطفل ويشجعه على لفظ الأحرف والكلمات وخاصة اذا استطعنا الحصول على جهاز تغير الأصوات والصدى .
العلاج بالرسم 
وبوصولنا إلى فقرة العلاج بالرسم استهل حديثي بمثل حي عن احدى حالات التوحد الشديدة التي عملت معها في فرنسا.
مجيد هو شاب فرنسي من أصل جزائري عمره 13 سنة يعاني من حالة مرض ذهاني توحدي شديد يسيطر عليه سلوك تدمير الذات ولديه ضعف شديد في التآزر الحركي أي تضامن حركة اليد مع ما تراه العين ، شديد البطئ في حركاته ويرفض التعاون . ولكنه ادهش الجميع ذات يوم عندما حصل على ألوان زيتية وريشة ولوحة بيضاء في أحد مخيماتنا الصيفية وقام بخلط الألوان على طريقته الخاصة وكانت النتيجة لوحة فنية سفينة في البحر فيها من التآزر الحركي ما لا يستطيع فعله أي راشد سوي وهكذا فإن التآزر عند مجيد لم يكن يظهر إلا عندما يرسم ولله في خلقه شؤون . 
ومن هنا أرى ان الرسم والتلوين هو نشاط يحتاجه الطفل لتنمية قدراته الذهنية وتطوير أفكاره وإثراء خياله ومعرفته .
فالتعبير بالرسم عند الطفل العادي يشبه إلى حد ما اللعب التخيلي فبالرسم يستطيع الطفل ان يتخيل ويعبر عن الأشياء المحيطة به وهي في الغالب أشياء واقعية أو شبه واقعية وإذا كان هناك فوائد تعود على الأطفال العاديين من خلال التعبير بالرسم فإنه من المؤكد اننا نستطيع توظيف هذه النقطة لفائدة أطفال التوحد .
والرسم يحتاج إلى قدرات فنية تساعد الطفل التوحدي على ان يتعود على التفكير عن طريق اللعب بالألوان والتعبير بالرسم ولا شك ان اثر ذلك يكون واضحا في المستقبل ومن المعروف بأن في التدخل المبكر نحصل على نتيجة أفضل وأسرع .
وهناك طرق أخرى للرسم تسارعت في العقود الأخيرة ألا وهي الرسم بالكمبيوتر حيث تعددت البرامج الخاصة بالرسم ومنها ما صمم للأطفال ذو القدرات المحدودة وهذه البرامج تلاقي استحسانا واهتماما من الأطفال التوحدين
 
العلاج بتنمية حقول التطور السبعة 
ان تنمية حقول التطور عند الطفل التوحدي هو السبيل لوضع هذا الطفل على طريق الاستقلالية والاعتماد والثقة بالنفس لذلك لابد من معرفة ان هناك سبعة حقول للتطور عند الطفل المصاب بالتوحد يمكن عبرها تبسيط عملية النمو وهي:
1-التواصل الميسر 
2-تنمية المهارة الأكاديمية 
3-تنمية العضلات الكبيرة 
4-تنمية العضلات الدقيقة 
5-تنمية المهارة المهنية 
6-تنمية المهارة الاجتماعية 
7-تنمية مهارة العناية الذاتية 
مع العلم انه عند العمل على مراحل النمو عند الطفل المصاب بالتوحد يجب الأخذ بعين الاعتبار ان لكل مجال من مجالات التطور مراحل متسلسلة يتوجب إنجازها بحيث يعتمد إنجاز مرحلة ما على نسبة نجاح المرحلة التي سبقتها فلا يمكن للطفل ان يربط حذائه قبل ان يكون قد تعلم لبس هذا الحذاء ولا يمكنه ان يفرش أسنانه قبل ان يكون قد تعلم وضع المعجون على الفرشاه لذلك يجب ان يكون هناك ما يسمى بتحليل النشاط وتجزئته وآلية القيام به والخطوات الواجب اتباعها لإنجاز ذلك النشاط ومن ثم تقييم ذلك الإنجاز وكيفية إعادة جدولة النشاط إلى خطوات أبسط في حالة الفشل .
أما الأساليب المتبعة والأدوات المستعملة فمتعددة وفق الحاجة للهدف المطلوب وهناك أمور يجب التقيد بها :
- استعمال الأدوات والمواد الميسرة والطبيعية والتي يتعامل معها الطفل عادة في حياته اليومية قدر المستطاع .
-ان يكون هناك تواصل بين الفريق التربوي وبين المنزل والعائلة .
 
 
 
التواصل الميسر
التواصل هو القاسم المشترك بين جميع طرق التدخل والعلاج للطفل التوحدي فإذا أردت ان تعدل سلوكيات فأنت بحاجة للاتصال بالولد عبر بث الرسالة بما هو مطلوب واستقبال اذا كانت هذه الرسالة قد وصلت فعلا وكذلك الأمر بالنسبة للعب والموسيقى والرسم والعمل على حقول التطور السبعة اذا فإن التواصل هو مفتاح النجاح مع هذه الفئة من الأطفال. 
وذلك لأن التواصل يؤمن لهم التفاعل والتكيف ومجاله متعدد الأبعاد من حيث الاستقبال البصري والسمعي واللمسي والشمي والذوقي والبث الصوتي والحركي والإيمائي وهناك مجال رحب للتدريب على التواصل مع المحيط الخارجي عبر تسلسل العمل على هذا الموضوع يبدأ بالتحقق في مستوى السلم السمعي (يمكن للمعلم ان يتحقق منه عبر ألعاب حسية) ثم المباشرة على تأمين الحد الأقصى في القدرة على الاستقبال السمعي ثم الانتقال إلى التدريب على اللفظ وتدريب العضلات في الشفاه والوجنتين وانسداد الحنجرة . وإضافة إلى آليات النطق نواجه مشكلة تعميم البث والاستقبال بشكل عام داخل المدرسة ونقل عملية النطق إلى الشارع والبيت. 
وللتواصل مع الطفل التوحدي نستعمل طريقة التنظيم والتوضيح المبالغ فيه حتى يفهم الولد اين يذهب ، ماذا يفعل ، وكيف يقوم بالعمل وذلك عن طريق جداول يومية موضحة بدليل بصري ومسلسلة حسب البرنامج اليومي الموضوع للصف ، وهذا الدليل البصري يمكن ان يكون مجسم للنشاط نفسه (يمكن وضع كرة صغيرة في الجدول لتوضيح حلول حصة الرياضة) ويمكن ان يكون الدليل صورة للنشاط (صورة الولد نفسه وهو يلعب بالكرة) ويمكن ان يكون رمز للنشاط (مثلا رموز ماكتون) أو كلمة للنشاط (رياضة) مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية مراعاة كل ولد حسب قدراته واختيار الدليل البصري المناسب له .
وتعتمد اكثر العائلات ممن لديهم طفل مصاب بالتوحد هذه الطريقة في المنزل وتفيد هذه العائلات أن الطفل أصبح منظما وقل تؤتره وتشتته وأصبح يتواصل أكثر مع الأهل عن طريق استعمال الدليل البصري .
أما أهم تمارين التواصل والنطق التي نعمل عليها مع الطفل المصاب بالتوحد فهي: 
في الاتصال :
1-الإشارة إلى الأمور ، مستخدما حركات أو أصوات أو تعابير الوجه والعين والجسم أو دليل بصري .
يريد اهتماما 
يريد شيئا ما 
يريد فعل شئ ما 
رفض شئ ما أو عمل ما 
2-استعمال الإيماء أو الكلمة للإشارة أو الوصف .
أريد اهتماما 
أريد فعل شئ ما 
الترحيب …التأهيل 
تحية المغادرة 
وتستعمل إشارات ماكتون مع أطفال التوحد نظرا لسهولتها .
في النطق : 
1-إصدار صوت "آه"
2-إصدار أحرف صوتية ، بما فيها "ايه" "اوه" "باه 
3-إصدار تتابع من الأحرف الصوتية 
4-المشاركة في نغمة أغنية ولفظ بعض الكلمات 
5-إصدار طلب من كلمة واحدة (حمام - اشرب)
6-تأليف جملة من كلمتين (اريد الحمام)
7-محاورات وقصص لمن لديهم قدرات أعلى في النطق .
 
 
 
2- تنمية المهارات الأكاديمية
(المهارات الفكرية المعرفية)
وهو المحور الرئيسي لعمليات النمو وممارسة الدور الفعلي للمجالات التي تكلمنا عنها سابقا وخصوصا المهارات التواصلية ويتم التزود بالمعرفة وتنمية المهارات الأكاديمية وفقا لمستوى الجهاز العصبي والحواس عند الطفل المصاب بالتوحد وعلى مراحل : 
المرحلة الأولى : تبدأ بالدمى والألعاب والأشكال والألوان والأصوات والصور والأغاني والأشعار والعبث بكل ما يخطر بالبال في أشياء وأغراض تملأ مكان الطفل وتشغل بصره ومذاقه وشمه وسمعه ولمسه وهناك استعمال الصور والأشكال والألوان والأصوات والألحان والمذاقات والروائح والنكهات والعبث بالمعجون والماء ومختلف انواع الطلاء إلى ما هنالك من الحركات العشوائية .
المرحلة الثانية : وهنا يمكن توظيف الأشكال والصور والأصوات وغير ذلك في المواضيع الحسية الحركية بأنماط أكثر تنظيما وترتيبا وفي هذه المرحلة يسبب هذا التوظيف بعض الغموض والتشتت والضياع للتلميذ ولكنها تؤمن في نفس الوقت مخزونا ضخما وواسعا من الأفكار والمفاهيم.
المرحلة الثالثة : وهي المرحلة المجردة تأخذ فيها الأفكار والمفاهيم طابع المنطق وفيها يبدأ التلميذ بربط صورة الكلمة والصوت المعبر عنها واللون والصوت المعبر عنه وتأخذ مجمل المفاهيم والمهارات (فوق ،تحت) (اكبر ، اصغر) (أطول ، اقصر) (مغلق ، مفتوح) وغيرها من المفاهيم بالإضافة إلى العد والأعداد والمطابقة والتصنيف ومهارات الكتابة والقراءة والوقت وقياس المسافة وتقديرها . 
وفي ما يلي اذكر بعض التمارين والأهداف التي نعمل عليها مع الطفل المصاب بالتوحد ضمن نطاق تنمية المهارات المعرفية الفكرية (المهارات الأكاديمية) 
أ- في العد والأعداد 
1-مطابقة أزواج من الأشياء المتماثلة (الصور – الأشكال - الألوان) 
2-مطابقة أزواج من الأشياء التي تتماشى معا (مثل العثور على الأغطية الصحيحة لعلب مختلفة) أو إيجاد البرغي المناسب للصامولة (العزقة) المناسبة )
3- فرز وتصنيف أشياء عديدة إلى مجموعات حسب النوع حسب الشكل، حسب اللون ، حسب الحجم.
4-وضع الأشياء بالترتيب حسب الحجم ، حسب الوزن ، حسب السماكة.
5- كتابة الأعداد على نقط وفي مرحلة اخرى نقلا عن نموذج وأخيرا كتابة الأعداد وقراءتها اعتماديا .
6-القيام بعمليات جمع وطرح وضرب بسيطة .
ب- النقود والوقت والطقس :
1-معرفة قيمة العملات المعدنية والأوراق النقدية .
2-جمع وطرح النقود مع استعمال الفكة .
3-تقدير معقول لأسعار السلع لمعرفة المبلغ الواجب دفعه لعلبة المياه الغازية او العصير أو ما يجب حمله في الجيب لشراء حذاء او بنطلون .
4-معرفة اذا كان الوقت صباحا او ظهرا أم ليلا .
5-ترديد اسماء أيام الأسبوع ومعرفة ما هو اليوم وماذا كان بالأمس.
6- ربط المنبه على الوقت معين .
7-تميز ما إذا كان الطقس مشمس أو ملبد بالغيوم أو ممطر . 
ج- القراءة 
1-تمييز اسمه ا وقراءته 
2-قراءة الأعداد من 1 : 10 وفي مرحلة أخرى حتى المئة والألف الخ .
3- تمييز 3 كلمات ، تمييز 6 كلمات ، تمييز 12 كلمة وصولا إلى قراءة نص .
د- الكتابة :
1-كتابة اسمه على تنقيط مسبق .
2-نقل اسمه عن نموذج .
3-كتابة اسمه بلا مساعدة.
4-البدء بكتابة كلمات نقلا عن نص (تطبق نفس المراحل بالنسبة للأرقام).
 
3- تنمية العضلات الكبيرة 
لا تقل العضلات الكبيرة أهمية عن غيرها من حقول التطور عند الطفل التوحدي فهذه العضلات هي التي تتحكم بالجلوس والوقوف ومد الذراعين ، والتحرك والانحناء ، التحرك زحفا أو دبدبة ، المشي ، صعود ونزول الدرج ، القفز والرقص وتحريك الأشياء والركض والتسلق وغيرها من المهمات التي تحتاج لقوة دفع الجسم والأطراف . ومن أهم الانشطة والتمارين التي نعمل عليها مع المصابين بالتوحد في مجال تنمية العضلات الكبيرة :
1-ان افضل النشاطات التي تنمي كفاءات الطفل الحركية هي النشاطات التي تجعله مرنا في تغيير اتجاهه بشكل دائم ، مكتسبا حرية الحركة بيديه ورجليه من ناحية وعموما جسمه من ناحية أخرى ، ان الحركة في مختلف الاتجاهات تنمي قدرة الإدراك الحركي لليدين والساقين ، وتؤدي إلى نشوء مفهوم العلو ، العمق والأبعاد في جو الطفل المحيط ومن هذه التمارين يمكن استعمال عوائق مختلفة لاختراقها أو الالتفاف حولها ، او الانعطاف عنها ، او تسلقها او القفز فوقها ، أو الزحف أو الحبو أو الركض للوصول إلى النقطة النهائية ، يمكن استعمال السلم الخشبي العريض ،وألواح خشبية مختلفة الأشكال ، براميل ، دواليب كبيرة ، علب كرتون ، علب خشبية حبال ،مكعبات كبيرة ، صناديق مملوءة بالرمل ، أكياس معبأة بمختلف أنواع مواد الحشو (لتزود الطفل بالإحساس والشعور بالصلابة والنعومة والطراوة) والكراسي والطاولات وخراطيم الماء الفارغة ، السلال والبسط وغيرها من المواد . 
يستحسن من خلال المسير عبر هذه العوائق دفع الطفل للتفكير ان يتطلب التفكير والتركيز وتنمية مهارة الطفل في الخروج من المأزق الحركية ، هذا من شأنه ان يشجعه الطفل على التفكير والمناورة والتجربة لعدة مرات للتمكن من تخطي كل عائق .
2-تدريب الطفل على الجلوس على الكرة العلاجية الكبيرة ثم يعمل على تحريكه .
3-المشي بمختلف الاتجاهات بعد تحميل الطفل وزنا خفيفا .
4-اللعب بالكرة بحيث يقذفها ثم يتابع تقفيزها على الأرض على ما يشابه اللعب بكرة السلة .
5-المشي على رؤوس الأصابع .
6-يوقف الطفل في الملعب بحيث تكون قدماه في صندوق كرتون صغير . تقذف الكرة باتجاهه ، ويطلب منه تجنب الكرة بتحريك جسمه دون قدميه .
7-تقليد سير الحيوانات (مشية الدب ، مشية الضفدعة –مشية البطة) 
8-المشي على الركب والمشي على وسائد مختلفة الحجم والصلابة .
9-الدحرجة من على علو .
10-السير والحبو والزحف من خلال انفاق صناعية .
4-تنمية العضلات الدقيقة
تأتي أهمية تنمية العضلات الدقيقة نظرا لحاجة الطفل إلى هذه العضلات في كل ما يدخل بعملية التعليم المنظم وكل ما من شأنه الإعداد والتدريب المهني كالرسم والكتابة والحرف اليدوية على أنواعها ولغة الإشارة والإيماء واستعمال الأشياء على أنواعها البسيطة منها والمعقدة .
المحركات الدقيقة هي التي تمكن الطفل من إمساك الهاتف ، فتح الأبواب ، والشبابيك واستعمال كافة المفاتيح والقيام بأعمال يدوية واستعمال الأدوات الموسيقية والأعمال اليومية كالمسح والتنظيف والغسيل وربما الكي وتقطيع وتصنيف الخضار والفواكه .
أهم الأنشطة والتمارين التي نعمل فيها مع المصابين بالتوحد في مجال تنمية العضلات الدقيقة .
الصور التركيبية Puzzel من مختلف الأحجام .
مطابقة الأشكال بالفراغات .
شك الخرز من مختلف الأحجام .
الملابس على أنواعها (سراويل – قمصان – أزرار – سحابات – شريط الحذاء- الحزام- القبعة – الجوارب – لباس السباحة)
أدوات الطعام أكواب وصحون ملاعق وشوك وسكاكين فوط وأوعية مطبخية على أنواعها مع مراعاة شروط السلامة عينات حقيقية من الخضار والفاكهة واللحوم والبذور والحبوب والمواد الأولية لصناعة الحلويات والعجين .
أما الأهداف التي نتوخى الوصول اليها من استعمال هذه الأنشطة والتمارين هي :
الإمساك بالأشياء لفترة قصيرة (القبض عليها بالأصابع وراحة اليد)
القدرة على القبض على جسم يمسكه شخص آخر .
نقل أشياء من يد إلى اخرى .
التقاط أشياء صغيرة بالإبهام والسبابة .
وضع ورفع الأشياء عن الأرض .
استعمال الإصبع لاكتشاف الأشياء ولمسها .
رسم علامات بقلم الرصاص أو التلوين .
وضع مكعب فوق آخر ويناء أبراج من المكعبات .
تقليب صفحات كتاب .
رفع غطاء علبة كرتونية .
استعمال فرشاة التلوين .
 
5-تنمية المهارة الاجتماعية
والعاطفية والانفعالية
يلعب الأشخاص المحيطين دورا كبيرا في تنمية المصاب بإعاقة عقلية بدءا من أفراد أسرته وأقربائه ورفاق الحي ثم المربين والجو التعليمي التربوي العام وفي تحدي الأطر التي يتحرك خلالها الولد سلبا او إيجابيا ،وتعتبر المجتمعات العربية من المجتمعات المجحفة في حق المصابين بإعاقات وهذا عائد إلى الكثير من في العادات والتقاليد البالية التي تحمل هؤلاء التلاميذ أعباء لا قدرة لهم على تحملها ومعظم تلاميذنا يتلقون وبشكل دائم مواقف وظروف تؤدي إلى تعجيزهم بقصد أو دون قصد مما يزيد في إحباطهم ويمعن في دونيتهم وفقدانهم لأبسط حقوقهم .
وأهم الأنشطة التي نعمل عليها مع الطفل التوحدي في مجال تنمية المهارة الاجتماعية والعاطفية والانفعالية :
1- الانتباه : النظر إلى شخص يتكلم أو يلعب 
مراقبة وجه وحركات المعلم أثناء أدائه أغاني الأطفال النظر إلى كتاب مصور مع المعلم 
مراقبة أشخاص يتحدثون ، والتنقل بالنظر من أحدهم إلى الآخر.
انتظار الدور .
 
 
2-التقليد : تقليد حركات بسيطة (كالتصفيق بالأيدي)
تقليد أعمال تتعلق بأشياء (كقرع الطبل ، أو إطعام لعبة)
تقليد أصوات هزيلة ،كالسعال والعطس المفتعل .
تقليد كلمات بسيطة .
تقليد أصوات الثرثرة المبهمة.
تقليد رقصة بسيطة .
3- المعرفة الاجتماعية :
معرفة أفراد العائلة عند رؤيتهم أو رؤية صورهم .
معرفة زملائه في الصف ومعرفة معلميه .
اللعب مع الأطفال من عمره .
التصرف بشكل موثوق في السوق .
السؤال عن كيفية الوصول إلى مكان لم يزره سابقا.
معرفة عنوان المنزل ورقم الهاتف.
شراء وجبة طعام بمفرده .
 
 
 
 
 
تنمية المهارة المهنية
يتم تدريس النشاطات المهنية كجزء من المنهاج العام وكمادة أساسية في الخطة الفردية لكل تلميذ ، حيث يتلقى الطفل تدريبا مهنيا مع مدرسه مباشرة، أو في أحد أقسام المدرسة (الورش على يد مدرب مهني) ومن الضروري ان يكون هناك تنسيق كامل بين المدرب المهني والمدرس .
وقد لوحظ ان سبب تقصير المصاب بالتوحد في حياته المهنية عائد إلى عجزه عن القيام بالنشاطات الاجتماعية والاتصالات الفردية مع زملائه في ورشة العمل مع ان أدائه المهني مقبول نوعا ما لذلك يجب ان يكون هناك تحضير شامل للمصاب بالتوحد من الناحية المسلكية والاجتماعية والأكاديمية (قراءة وكتابة وحساب) ومهنية ونفسية لكي يتمتع بأكبر قسط من الاستقلالية وان يقوم بأداء مختلف النشاطات على افضل وجه . أما عندما يفشل المصاب بالتوحد بالالتحاق بإحدى الوظائف بالسوق التوظيفية العامة ، فيجب عند ذلك إلحاقه بالورش المحمية (وهي الورشة المصممة أصلا ليعمل فيها ذووي الحاجات الخاصة) .
وفيما يلي أهم التمارين والأهداف التي نعمل عليها مع الأطفال المصابين بالتوحد ضمن نطاق تنمية المهارات المهنية :
1-أعمال النجارة (قص قطعة خشبية صغيرة ، دق المسامير على الخشب ، الحف بورق الزجاج وتنعيم الخشب ، وتغرية قطعتين خشب معا ، صنع صندوق خشبي بسيط) .
2-أعمال البستنة (زرع البذور – سقاية النباتات- نكش الحديقة تحضيرا لزراعتها – إزالة الأعشاب الضارة – تسوية الأرض حول النباتات – نقل النبته من الحوض إلى أرض الحديقة ،الخ ..)
3-الحرف اليدوية :
شغل الصوف والحياكة (حياكة الصوف حول المسامير اعتمادا على نمط معين حياكة قطب بسيطة – حياكة اشكال هندسية من القماش – صنع العاب من القماش) .
اعمال الورق والكرتون (قص الورق بدقة على امتداد خط طي الورق بدقة على امتداد خط ، لصق الورق بعناية صنع كيس ورقي ، صنع مغلف رسالة ، صنع علبة كرتون).
صنع الزهور (قص وطي ولزق الورق بعناية ، صنع أزهار ورقية بسيطة ، قص القماش بدقة ، صنع أزهار قماشية بسيطة)
استعمال القوالب للجص الناعم (الجفصين) (ملئ القالب بعجينة الجص الناعم، خلط الجص بالكثافة الصحيحة ، ورسم وزخرفة النموذج ، إزالة القالب بعناية ، معرفة الوقت الذي يصبح فيه النموذج جاهزا لرفعه من القالب)
استعمال القوالب للشمع (وضع الفتيل بالشكل الصحيح رفع الشمعة من القالب ، استعمال وعاء الشمع المصهور بأمان ، صب الشمع الساخن بأمان ، تسخين الشمع ومعرفة متى يكون جاهزا) 
هذا بالإضافة إلى التمارين الكهربائية البسيطة و أعمال التعبئة (حبوب على أنواعها في علب وأكياس) وتعبئة السوائل في زجاجات وعبوات (صابون ، مشروبات) وعمليات تصنيع المأكولات البسيطة وأعمال البناء البسيطة . و إشغال الميكانيك (الفك والتركيب) وغيرها وغيرها من الأعمال .
 
7-تنمية مهارات العناية الذاتية
لاشك من ان التمكن من القيام بالمهارات المعيشية اليومية هو الإطار الأساسي لاستقلالية الفرد وأكثر من 60 % من المصابين بالتوحد بإمكانهم التوصل إلى اكتساب مهارات العناية الذاتية للقيام بضرورات الحياة اليومية والأساسية أي ، اللبس والعناية بقواعد النظافة والصحة العامة والتغذية وإمكانية القيام بالنشاطات الضرورية للعيش ضمن المجتمع والإلمام بقواعد الحماية من المخاطر والحرائق ولكن ليس من السهل ابدا الوصول إلى هذه الأهداف فالطريق طويلة ومليئة بالعوائق وتبدو في كثير من الأحيان مخيبة للآمال ، ومحفوفة بالفشل وتخلق اليأس والتسليم بالأمر الواقع وذلك اليأس والتسليم ما إلا تعجيز للمصاب من جديد وإغراقه في الحياة الاتكالية.
أما التمارين والأهداف التي نعمل عليها مع الأطفال المصابين بالتوحد هي ضمن نطاق تنمية مهارات العناية الذاتية هي :
1-الأكل : - الشرب من الكوب بلا مساعدة باستخدام كلتا اليدين. 
-استعمال أدوات المائدة (شوكة – معلقة- سكين- 
صحن).
-تناول الطعام بطريقة مقبولة اجتماعيا .
-تناول وجبة الطعام من دون مساعدة.
-فرش الزبدة أو المربى على الخبز بواسطة 
السكين .
-التقشير والتقطيع .
-طبخ وجبة بسيطة.
-سكب الكمية المناسبة من الطعام في الطبق .
2-النظافة الشخصية : -غسيل اليدين وتنشيفهما بلا مساعدة قبل وبعد 
الأكل وعند الحاجة .
-غسيل الوجه والأنف بلا مساعدة.
-الاستحمام بلا مساعدة .
-استعمال أدوات النظافة .
-تمشيط الشعر بالمشط والمرآة بلا مساعدة.
- تنظيف الأسنان بالطريقة المقبولة .
- تنظيف الأظافر وقصها .
-حلاقة الذقن للشاب بلا مساعدة.
-الاعتناء بالصحة بالنسبة للفتاة .
3-استعمال الحمام : 
- طريقة طلب الحمام (للتبول والتبرز)
- التدريب على التبول والاغتسال بعد الانتهاء .
-استعمال المراحيض العامة والمرافق المشابهة 
بالشكل الصحيح .
4-الثياب وملحقاتها :
-خلع وارتداء الحذاء وربط الشريط والتمييز بين الفردة اليمنى واليسرى.
-خلع وارتداء الجوارب .
-خلع وارتداء القمصان.
-خلع وارتداء البنطلون .
-خلع وارتداء الألبسة الداخلية .
-فتح وإغلاق السحاب .
-فك وتزرير الأزرار .
-تمييز ظهر الثوب من وجهه.
-لبس الحزام والقبعة .
-التمييز بين الثياب النظيفة والأخرى المتسخة .
-اختيار الثياب المناسبة للطقس .
-غسيل وكوي الثياب .
5-الأعمال المنزلية :
-أعداد مكان تناول الطعام (صف الصحون وأدوات الطعام الأخر
-تنظيف أواني الطعام وأواني الطبخ .
-كنس ومسح الأرض بالممسحة والماء ومواد التنظيف .
-ترتيب السرير وغرفة النوم .
-غسيل ونشر وطي وكوي الملابس 
 
 [[ملف:شكل956.png||]]
 
 
الخاتمه
 
وختاما فان باب التوحد لايزال مفتوحاً للبحث والاجتهاد والبحث عن علاج يخفف بعضاً مما يعانيه كثير من  الأسر لا سيما وان  ا لبعض منهم يقف حائراً عند إصابة ابنه بهذا الاضطراب النمائي المعقد الذي يحتاج إلى زيادة وعي مجتمعي للتعرف عليه أكثر خاصة في الآونة الأخيرة كثرت حالاته المتشابهة مع اضطرابات أخرى نمائية وما يراه المتابع لحركة المجتمع في الاهتمام بالتوحد يرى ذلك جليا فلقد تم قبل سنتين تأسيس الجمعية السعودية الخيرية للتوحد لتكون محضن لكثير من أولياء  الأمور والمهتمين والمعلمين والمعلمات وكذلك تنافس الإعلام المرئي في إبراز هذه القضية من خلال الندوات واللقاءات والمؤتمرات العلمية التي من آخرها مؤتمر الكويت للتوحد وضعف التواصل عام 2003م ، وكذلك كثرة ورش العمل الموجهة لكل مهتم وكذلك تم في السنوات الأخيرة تأسيس مدارس ومرتكز تعنى بتقديم خدمة قريبة من التميز لأطفال التوحد وبعض هذه المدارس يرعاها خبراء يشار لهم بالبنان في مجال التربية الخاصة والتوحد بشكل خاص مثل أكاديمية التربية الخاصة بالرياض التي أسسها د عبدا لله الحمدان ود طارش الشمري وكانت حقا باب خير فتح للأهالي وللمعلمين الذين يراد تدريبهم على كيفية التعامل مع طلاب التوحد وفي السنة الأخيرة فتح دبلوم في جدة بكلية المعلمين يعطي تخصص في التوحد لمدة سنتين بعد أن يدرس الطالب إعداد عام وهذا الأمر ليوجد في جميع جامعات العالم العربي حيث لا يوجد تخصص مسار اضطرابات انفعالية وتوحد ، وأخيراً فقد أحسنت الجمعية الخيرية السعودية للتوحد عندما أسست عيادة شاملة لتفادي أخطاء التشخيص القاتلة وكذلك ملاحظة الطالب لمدة لا تقل عن أسبوع كامل وأحسنت كذلك بالاحتفال بيوم التوحد العالمي الذي يصادف اليوم الرابع من كل شهر ابريل ، وهناك تفاعل ملموس للصحافة السعودية لإبراز الجانب الاملي لهذا الاضطراب لا سيما جريدة الرياض والاقتصادية واليوم و لاانسى كذلك ما تبذله الأمانة العامة للتربية الخاصة من فتح برامج التوحد في جميع محافظات المملكة فيوجد في الرياض برنامجين في كل برنامج تقريباً 55 طالب تتراوح أعمارهم من 6سنوات حتى 20 سنة وكذلك في جدة وفي مكة والمدينة والدمام وفي مدينتي الاحساء يوجد برنامج التوحد الذي قمت بزيارته وتعرفت على مراحل تأسيسه وما هي مشاريعه المستقبلية وعلمت بان هناك تجارب دمج لطلاب طيف التوحد بمدرسة عمار بن ياسر الابتدائية بالهفوف بدأت من عام 1423هـ حيث يوجد طالب واحد ألان بالصف الرابع تم دمجه من الصف الثاني الابتدائي والعام الدراسي القادم بحول الله ستفتح فصول خاصة لطلاب طيف التوحد بالمدرسة مع كامل خدمات التربية الخاصة المقدمة لهم ، واني لجدها مناسبة لتكرس جامعتنا  دراساتها البحثية الميدانية في هذا المجال وان يكون لها السبق لا صيما وان الحالات في الإحساء المعرفة في ازدياد ولوجود قسم التربية الخاصة فهناك فرصة أن يتم تدريب الطلاب عمليا على التعامل مع هذه الفئة لينزاح شعور الخوف لدى بعض الطلاب ويا حبذا لو يتم استقطاع ساعات مكتبية للعمل مع هذه الحالات والتعرف عليها خاصة أن غالبية المعلمين  في البرنامج من غير السعوديين .
أسأل الله سبحانه أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر .
 
 

المراجع

موقع ar.EDULIbs

التصانيف

قصص