أَلَم تَرَ أَنَّ الخَيرَ يَكسِبُهُ الحِجى

طَريفاً وَأَنَّ الشَرَّ في الطَبعِ مُتلَدُ

لَقَد رابَني مَغدى الفَقيرِ بِجَهلِهِ

عَلى العَيرِ ضَرباً ساءَ ما يَتَقَلَّدُ

يُحَمِّلُهُ ما لا يَطيقُ فَإِن وَنى

أَحالَ عَلى ذي فَترَةٍ يَتَجَلَّدُ

يَظَلُّ كَزانٍ مُفتَرٍ غَيرِ مُحَصَّنٍ

يُقامُ عَلَيهِ الحَدُّ شَفَعاً فَيُجلَدُ

تَظاهَرُ أَبلادُ الرَزايا بِظَهرِهِ

وَكَشحَيهِ فَاِعذِر عاجِزاً يَتَبَلَّدُ

لَنا خالِقٌ لا يَمتَري العَقلُ أَنَّهُ

قَديمٌ فَما هَذا الحَديثُ المُوَلَّدُ

وَإِن كانَ زَندُ البِرِّ لَم يورِ طائِلاً

فَتِلكَ زِنادُ الغَيِّ أَكبى وَأَصلَدُ

وَما سَرَّني أَنّي أَصَبتُ مَعاشِراً

بِظُلمٍ وَأَنّي في النَعيمِ مُخَلَّدِ

 

أبو العلاء المعري


المراجع

aldiwan.net

التصانيف

شعر   الآداب