بدأ علماء الفضاء والمجرات في فحص معلومات جديدة قادمة من وسط المجرة التي تضم الكرة الأرضية، وهي معطيات أولية قد تلقي مزيداً من الضوء على مركز هذه المجرة العملاقة. وشرع العلماء في تحليل تلك المعلومات المثيرة التي تم الحصول عليها من مراقبة مستمرة ومدروسة عبر تلسكوب الجوزاء الشمالي الضخم الموجود في مرصد بجزر هاوائي الأمريكية في المحيط الهادئ
 
وتظهر هذه الصور المثيرة نجما يهوي في سحابة كونية بالغة الضخامة موجودة في قلب مجرة درب التبانة، ويعتقد العلماء أن الكشوف التي أتت بها هذه الصور الجديدة قد تغير الفهم الحالي عن قلب هذا المجرة.
 
وكان النجم الغريب الأطوار، المصنف باسم آي أر أس 8 العلمي، في نظر العلماء مجرد كتلة غازية متجمعة حتى اقترب منها تلسكوب الجوزاء، حيث أظهرت التقنيات البصرية المستخدمة فيه أن هذا الشكل هو لنجم يهوي في سحابة من الغاز والغبار الكوني قريبة من مركز المجرة!!
 
ويعتبر الكشف عن هذا النجم بمثابة فتح في جهود فهم طبيعة مركز المجرة من خلال معرفة العلماء للكيفية التي تتحرك بها النجوم والغازات الكونية نسبة لبعضها البعض، كما أن الدراسة المكثفة لمكونات سحب الغازات والظروف والشروط المناخية التي تحيط بالنجم ستعني أن أسلوباً علميا جديداً في البحث عن تفاصيل قلب مجرة درب التبانة سيتطور لاحقاً.
 
ومركز المجرة يعد في أعين العلماء مكانا غريباً ومثيراً، فمن الممكن مراقبة حلقات من الغازات الكونية وهي تدور حول نفسها، وكذلك نجوم ترتحل بسرعات عظيمة حول ثقب أسود غاية في الضخامة بالمقاييس الكونية.
 
صورة لنجم لامع جداً يتحرك في الفضاء الواسع، ويقول العلماء إن جميع النجوم تتحرك بسرعات كبيرة، حيث لا يوجد نجم ساكن، كما كان الاعتقاد في الماضي، بل كما قال تعالى (كل في فلك يسبحون)، فسبحان الله! مصدر الصورة NASA
 
صورة للمجرة اللامعة M101 ويقول العلماء إن الكون يحوي مليارات المجرات والتي بدورها تحوي مليارات النجوم، وجميع هذه النجوم تتحرك وتدور ومنها ما يهوي إلى قلب المجرة، ومنها وما يصطدم بنجوم أخرى، وهناك أشياء لا يعلمها إلا الله تعالى.
 
والمذهل في هذا الكشف أن القرآن قد أشار إلى حقيقة سقوط النجوم وتحركها بسرعة هائلة، يقول تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: 1-5].
 
وهذه الآية تشير إلى عدة خصائص تتمتع بها كل النجوم، وهي أن جميع النجوم تهوي وتتحرك بسرعات كبيرة، وكل النجوم لابد أن تستنفذ وقودها وتتهاوى على نفسها وتنفجر، ولذلك فإن كلمة (هَوَى) الواردة في الآية تعبر عن هذه العمليات بدقة.
 
ولذلك فقد أقسم الله تعالى بهذه الظاهرة الخفية التي لم ندركها إلا مؤخراً على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، بل كل كلمة جاء بها هي وحي من الخالق تبارك وتعالى، وكأن الله يريد أن يقول لكل من يشك بصدق رسالة هذا النبي الكريم: سوف يأتي زمن تكتشفون فيه ظاهرة سقوط النجوم وسوف تسجل مراصدكم هذه الصور لنجم يهوي، فكما أنكم لا تشكّون أبداً في صدق هذه الظاهرة الكونية العجيبة، كذلك ينبغي أن تدركوا أن قائل هذا الكلام هو الله، الذي أخبركم عن أشياء لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن!
 
ولذلك فإن مثل هذه الأبحاث والدراسات العلمية هي دليل مادي على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام.

المراجع

موسوعة الاعجاز العلمي في القران الكريم

التصانيف

معرفة  علوم  علم الفلك   العلوم البحتة  فلك