كان الشيخ الدكتور أحمد بن سعد الغامدي رحمه الله أحد العلماء العاملين في المجال الدعوي والفقهي بوعي، فقد أنتج العديد من البحوث الشرعية، وله العديد من الآراء والمواقف المشرفة من الأحداث الجارية التي تمر بها الأمة في الظروف الراهنة؛ بما يؤكد انشغال أهل العلم بالهم العام، وتقديم النصح، وإبداء الآراء المنطلقة من رؤية شرعية سديدة.
ولد الأستاذ الدكتور أحمد بن سعد بن حمدان الحمدان الغامدي أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بقسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى رحمه الله بالظفير التابعة لمنطقة الباحة، وحصل منها على تعليم المرحلة الابتدائية، والمرحلة المتوسطة، نال المرحلة الثانوية من ثانوية دار التوحيد بالطائف.
وفي المرحلة الجامعية انتسب للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتخرج في كلية الشريعة بتقدير ممتاز، وحصل على الماجستير في الشريعة الإسلامية فرع العقيدة من جامعة الملك عبد العزيز (سابقاً وجامعة أم القرى حالياً) بتقدير ممتاز، كما نال درجة الدكتوراه من كلية الشريعة فرع العقيدة من جامعة أم القرى بتقدير ممتاز عام 1402 هـ
وقد نعاه العديد من المسؤولين والعلماء والأساتذة الجامعيون وأئمة المساجد، ووصفوا وفاته بأنها فاجعة وخسارة كبيرة للعلم والعلماء، وبينوا أنه: يكفيه ما كان يحمله من هم لنصرة دينه وحماية أمته من غاديات الفتن ومصائب الزمان التي تحاك من الداخل والخارج، فنذر نفسه رحمه الله مجاهدا بقلمه ولسانه في الدفاع عن السنة وأهلها.
وقال فضيلة الشيخ صالح بن حميد: لقد كان الشيخ احمد الغامدى صاحب جهود كبيرة في خدمة العلم والدعوة، وهو رجل فاضل ومحبوب لدى طلابه ومعارفه ومجتهد وزمالتنا معه قديمة جداً، ومعروف عنه خدمة العقيدة الصحيحة جزاه الله خيرا، نسأل الله أن يجعل ما مر به من مرض في موازين حسناته، ونسأل الله أن يصلح ذريته وعقبه وأن يعوض المسلمين خيراً إن شاء الله.
وقال الدكتورعبدالله بن عمرالدميجى عميد كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى السابق: "تذكرت بموت الفقيد قول ابن تيمية رحمه الله: "أهل السنة يموتون ويحيا ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم، لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسولr فكان لهم نصيب من قوله تعالى: "ورفعنا لك ذكرك"سورة الشرح، وأهل البدعة شنئوا ما جاء به الرسولr فكان لهم نصيب من قوله تعالى: "إن شانئك هو الأبتر» سورة الكوثر.
وقد انشغل الشيخ رحمه الله بهموم المسلمين، وكان يسجل آراءه التي يتابعها طلابه وقراءه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فقد تحدث عن الظلم السياسي الذي يتعرض له المسلمون في مصر وسورية وتونس وليبيا بقوله: يُشبه الظلم السياسي بعصابة اقتحمت دار أيتام وامتلكت أموالهم ومزارعهم واستخدمتهم هم لزراعتها، وخدمتها واللصوص هم الذين يديرون ويستثمرون، ولكن الأيتام كبروا وأصبحوا رجالاً ونساءً فقرروا استرداد أملاكهم، فأعلنوا ذلك القرار، ولكن اللصوص عجبوا من هؤلاء الأيتام فهم لا يرونهم إلا أيتاماً ولم تتغير نظرتهم إليهم، بل بعض هؤلاء اللصوص يرى أصحاب الأملاك "جرذاناً" وبعضهم يراهم "مندسين" ولم يصدقوا أن هؤلاء الأيتام أصبحوا رجالاً، وأنهم قادرون على استرداد حقوقهم
|
فلو كان هؤلاء اللصوص اعترفوا لهم بحقوقهم ووعدوهم بإعادتها لهم وترجوهم أن يبقوا يديرون أملاكم لهم لانحلت المشكلة.
أما أن يعلنوا عليهم الحرب لظنهم أنهم لا زالوا أيتاماً، أو لم يروهم على حقيقتهم بسبب النظارة الفرعونية التي لا ترى الحقيقة، فإن ذلك هو السبب في نهاية هؤلاء اللصوص المخزية | |
تتلمذ الشيخ رحمه الله على عدد من العلماء والمشايخ المشهود لهم بالعلم والفضل منهم: الأستاذ عبد الهادي لطفي الصباغ ـ متخصص في اللغة العربية والقراءات والتفسير ـ في بداية الطلب، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ أثناء رئاسته للجامعة الإسلامية في دروس عامة في المسجد، وفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد ـ حفظه الله رئيس الجامعة الإسلامية ـ في الفقه والحديث، والشيخ أبو بكر الجزائري ـ حفظه الله ـ في التفسير في الجامعة والمسجد النبوي الشريف، والشيخ حماد الأنصاري ـ رحمه الله ـ في العقيدة، والشيخ عبد اللطيف آل الشيخ ـ رحمه الله ـ في الفقه، والشيخ محمد المختار الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في التفسير، د عبدالعظيم الشناوي، ثاني شخصية في العالم في اللغة العربية آنذاك، الشيخ محمد أمين المصري (الحديث) والشيخ عطية محمد سالم في الفقه الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد في المذاهب ودروس الفقه وغيرهم الكثير من العلماء.
وقد ترك الشيخ مكتبة عامرة من المؤلفات في العلوم الشرعية والثقافة الإسلامية تجاوزت العشرين بحثا ورسالة ودراسة مؤصلة، بالإضافة إلى ذلك، فقد قدم دروسا علمية أسبوعيـة بمكـة وجـدة، وقدم ملتقى أسبوعيا مفتوحا كل يوم أحد بعد العشاء بالمنزل يستضاف فيه العلماء والدعاة في أثناء العام الدراسي وسمي بـ(ملتقى مكة الثقافي)، كما شارك في تحكيم أبحاث علمية للترقيات والمجلات العلمية المُحَكَّمة، بالإضافة إلى العديد من المحاضرات والندوات العلمية، وشارك في الكثير من الرحلات الدعوية والعلمية في عدة دول غربية.
فمن مؤلفاته: تحقيق كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، أبي القاسم اللالكائي في 8 أجزاء، الوحدة الإسلامية: أسسها ووسائل تحقيقها، الإيمان العلمي، منهج تقرير العقيدة وحوار المخالفين، الأمن العقدي، كما تخصص في مناقشة الفكر الشيعي ومناظرة رموزهم والرد عليهم ومن مؤلفاته في هذا المجال: حوار مع شيعي اثني عشري، وحوارات عقلية مع الطائفة الاثني عشرية، براءة أهل البيت (سلسلة في 8 كتب)
في يوم الخميس 2 جمادى الأولى الموافق 14 مارس 2013م، توفي الشيخ أحمد بن سعد الغامدي ـ رحمه الله تعالى ـ وقد أديت عليه صلاة الجنازة بعد ظهر الخميس بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، و أقيم العزاء بمنزله ـ رحمه الله تعالى ـ في العوالي وفي منزل الحمدان بالظفير بالباحة. رحم الله تعالى الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
ـ صفحة الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي.
ـ مواقع إنترنت.
المراجع
lahaonline.com
التصانيف
تراجم أعلام العلوم الاجتماعية شخصيات
|