تطلق أسماء عدة للدلالة على الجامعة المفتوحة open university فقد كانت ضمن التعليم بالمراسلة، أو التعليم المفتوح، أو التعليم بالإذاعة والتلفاز، ولكن اسم الجامعة المفتوحة أصبح أكثر شيوعاً في السبعينيات بعد افتتاح الجامعة المفتوحة البريطانية، التي امتدت خدماتها إلى جميع أنحاء العالم، وسار على نسقها، واستفاد من خدماتها جامعات مفتوحة أخرى تتكلم وتعلم باللغة الإنكليزية، مثل جامعات مفتوحة في كندا، والولايات المتحدة، أسترالية، وجامعات أخرى كالهند والباكستان وفلسطين المحتلة (إسرائيل). وسارت على النسق نفسه جامعة القدس المفتوحة التي أسهمت اليونسكو في إنشائها، وتعرضت لتخريب شديد من سلطات الاحتلال الإسرائيلية في لبنان وفلسطين.
 
واستخدم مصطلح التعليم الجامعي عن بعد أو من بعد distance university ويجادل في أفضلية التعليم عن بعد أو من بعد، بحسب التأكيد على التعليم أو على نتيجته في تعلم المتعلمين.
 
شاع استخدام التقنيات الحديثة الإلكترونية في الجامعات المفتوحة إلى استخدام مصطلح الجامعة الافتراضية (الخائلية). وتعدَّدت الأسماء بالعربية الدالة على هذا النمط من التعليم، ومنها الوهمي والسرابي، والخائلي والتخيلي، والظني والظاهري، ويركِّز «نبيل علي» على مصطلح (الخائلي) لإمكانية الاشتقاق منه، ولأنه يدل على أن خيال عصر المعلومات توصل إلى مخترعات عدة قائمة على الوهم مثل السينما والتلفاز، والحاسوب، ومكن التدريب الخائلي على محاكاة الواقع محاكاة شبه واقعية كالتدريب على قيادة السيارات والطائرات، والتجارب المخبرية المعقدة، والألعاب الحاسوبية. فالصورة الوهمية بالمرآة، وأجهزة الإسقاط وأجهزة السينما، والتلفزيون، والفيديو، والحاسوب كلها صور خائلية ومخترعات للإنسان معظمها حديثة في آخر عصر الصناعة وبداية عصر المعلومات التي تمت بالقرن العشرين.
 
وتزداد قدرة الحاسوب الرقمي على محاكاة الواقع بالألعاب الحاسوبية والتعليم عن بعد، وعرض الأحداث الجارية في المؤتمرات، إما فوراً (كما في الهاتف) أو مسجلاً ليعرض مؤجلاً (مثل آلة التسجيل المستخدمة في الهاتف، أو في الهاتف الخلوي).
 
ويجمع الإنترنت بين التسجيل الفوري والمؤجل عندما تحفظ النصوص والرسوم  والإشارات السمعية والبصرية والفيديوية بشكل رقمي (0.1) وتحاكي الجامعات الخائلية بمعظم صفاتها فيتوهم المتعلم أنه في جامعة حقيقية، أو صف حقيقي، أو معلم حقيقي، أومخبر أو معمل جامع حقيقي، ولكنه متوهم، وخائلي، لأن الحاسوب الرقمي يحول جميع الإشارات مهما كانت تقنياته متنوعة، وتنقل هذه البرامج التدريبية إما إلى أقراص حاسوبية،أو لخدمة الشبكة العالمية (الإنترنت) internet والتي يعبّر عنها بالإنكليزية international net، أو موقعها المسمى الشبكة العنكبوتية واسعة النطاق  World Wide Web واسمها المختصر (WWW). وموقع وزارة التربية على هذا الموقع هو WWW.Syrianeducation.org.
 
وهناك مواقع أخرى للجامعة السورية المفتوحة، الجامعة السورية الافتراضية (الخائلية) وينتسب للجامعة المفتوحة جميع الأشخاص الذي لم يستطيعوا الالتحاق بالجامعة التقليدية لأسباب تتعلق بالشهادة، أو بالتقانة والتقاليد مثل المرأة في بعض الدول العربية والإسلامية، أو لعوائق اقتصادية لغلاء الأقساط الجامعية، أو عدم القدرة على الانتقال إلى مكان الجامعة التقليدية، أو لتفرغ المتعلم الكبير لإعالة نفسه وأسرته، وهكذا تيسر الجامعة المفتوحة التعلم بفرص أكثر بكثير من الجامعات التقليدية المتشددة في أنظمة القبول والانتساب والدوام والتمارين العملية في الجامعات التقليدية.
 
وتقل كلفة الطالب في الجامعات التقليدية وخاصة إذا كان عدد المنتسبين للجامعات المفتوحة أو الخائلية كبيراً، لأن هذه الجامعات لا تتطلب إنشاء مرافق جامعية عالية النفقات، كما أن المتعلم يستطيع التعلم دون نفقات المواصلات للانتقال إلى الجامعة، وخاصة في البلدان الشاسعة الأطراف. وتختلف الجامعة المفتوحة عن الجامعة الافتراضية، إذ تخصص الجامعات المفتوحة يوماً أو أسبوعاً أو دورة زمنية أطول للتفاعل بالمواجهة بين أعضاء الهيئة التدريسية، أو المرشدين التعليميين لحل مشكلات الطلاب وتقويم تعلمهم، والرقي به إلى مستوى جودة أعلى من السابق.
 
أمَّا التعليم بالجامعة الافتراضية (الخائلية) فيتم بالبرامج الحاسوبية المسجلة على أقراص أو المنقولة عبر شبكات حاسوبية محلية (إنترانت)، أو عالمية (إنترنت).
 
وتتشابه الجامعات المفتوحة والافتراضية في حداثة المعلومات، واستخدام تقنية حديثة في التعليم والاتصال، وفي التعليم لمهن تخصصية تناسب التغيرات الحديثة في السوق والمؤسسات، مما يقلِّل من الهدر الاقتصادي في التعليم الجامعي، كما تتشابه بأن المتعلم لا ينتقل من صف لآخر بل من برنامج تعليم إلى برامج أكثر رقياً وتعقيداً للوصول بالنهاية إلى تعليم معلومات ومهارات مناسبة للحياة اليومية الراهنة.
 
وتُسهم التغذية الراجعة الفورية في إتقان التعلم، وتقويته وزيادة جودة الجامعة المفتوحة أو الجامعة الافتراضية.
 
كما تتشابه الجامعات المفتوحة والافتراضية في التدريب والتعلم الذاتي المستمر بتقنيات متعددة، كالهاتف الثابت والخلوي، وشريط التسجيل وشريط الفيديو، وأقراص الحاسوب المنوعة، وأنظمة التعليم والاتصال الحديثة كالإنترانت والإنترنت.
 
ولكن الجامعات المفتوحة والخائلية تتطلب إمكانات قد لا تتوافر في معظم البلدان النامية، ولذلك تستعين الجامعات المفتوحة والافتراضية في البلدان العربية بجامعة أخرى في البلدان المتقدمة، مستفيدة من خبراتها المتراكمة، وبرامجها وبحوثها.وتعددت الجامعات المفتوحة بالجامعات العربية، كالجامعة العربية المفتوحة، (ومركزها الرئيسي في الكويت) ولها فروع في بعض الأقطار العربية وجامعة القدس المفتوحة، ومقرها الرئيسي قرب القدس، ولها فروع في بعض الأقطار العربية، وجامعات مفتوحة في القاهرة والإسكندرية، وجامعات مفتوحة في المغرب.
 
وقد تقدر الجودة الشاملة لإدارة الجامعة المفتوحة، أو الجامعة الافتراضية، ولهذه الجودة في الإدارة الشاملة للجامعة مؤشرات عالمية تقدر بأرقام أو خمس نجوم، شأن تقدير الجودة الشاملة في إدارة الفنادق أو المطاعم أو الصناعات التي تعمل وفق مؤشرات عالمية تسمى الإيزو مثل إيزو 9000 و9001 و9002 (ISO  9000 & 9001 & 9002).       
 
وبذلك تسعى الجامعات المفتوحة، شأن الجامعات التقليدية إلى تحسين تقديرها، بالرغم من تعقيد عمليات التعليم الجامعي الذي يصعب قياسه بأرقام ومؤشرات رقمية، ويصعب تشبيه التعلم الجامعي بالسوق في نظام الرأسمالية المعاصرة. ولكن التحسين المستمر وفق التغذية الراجعة من رضا المستفيدين من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، والمديرين، تسهم في مواصلة الارتقاء في التعليم وزيادة فاعليته، وإقلال المال والجهد والوقت المبذول للتعلم الجامعي المفتوح وجعله ملائماً لأحوال المتعلم مما يجعل التفاؤل أكثر من التشاؤم في مستقبل التعلم الجامعي المفتوح (أو الخائلي).
 
فخر الدين القلا
 

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث