الغزو الفكري ومظاهره 
الطالب/ محمد الهمالي عبد الله بن عبيد                                                المشرف د/أحمد أبو زايد  بو سجادة
 
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العلمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وأله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد فهدا بحتي المتواضع بعنوان( الغزو الفكري ومطا هره).
فقد قسمته إلى ثلاثة مباحث، تناولت في الأول معنى مصطلح الغزو الفكري والفرق بينه وبين الغزو العسكري، تناولت في المبحت الثاني بعض مظاهر الغزو الفكري، وخصصت المبحت الثالث لأهداف الغزو الفكري وكيفية مواجهته، وقد قسمت كلا منها إلى عدة مطالب حسب الحاجة.
وقد دعاني إلى اختيار هدا الموضوع عدة أسباب منها ،علاقته الوضيدة بمجال دراستي ورغبتي في الاطلاع  على خبايا هدا الموضوع الذي يهم كل عربي ومسلم والاهم من دلك كله هو أن أحظى بشرف المشاركة في الملتقى        الطلابي الإبداعي الثاني عشر برحاب جامعة أسيوط بمصر الشقيقة وقد واجهتني عدة صعوبات من أهمها  الحيز الضيق الممنوح للبحث مع اتساع الموضوع
وأخيراً أعتذر عن أي خطأ أو تقصير غير مقصود فا لكمال لله وحده                                                                       
 
المطلب الأول             
ـــ مصطلح الغزو الفكري
بداية نقف عند مصطلح (( الغزو الفكري )) الذي يتردد في هذا العصر كثيرا على ألية الباحثين والكاتبين والمتحدثين .
وأن وقفة استقرائية  نكشف وثقة في وضوح أن هذا المصطلح لم يسمع به قبل القرن الرابع عشر هجري ( القرن العشرين الميلادي ) وهذا ليس معناه أنه إذا لم يوجد المصطلح لا يوجد مفهوم أو موضوع الغزو الفكري ونجد عندما نطلع على أحوال الأمم والشعوب إن هذا المصطلح موجود في القديم وفي الحديث .
وكلمة الغزو في اللغة العربية تعطي معنى القصد والطلب والسير إلى قتال الأعداء في ديارهم وانتباههم وقصرهم والتغلب عليهم ومصطلح الغزو الفكري قصد به : ( إغارة الأعداء على أمة من الأمم بأسلحة معينة وأساليب مختلفة لتدمير قواها الداخلية وعزائمها ومقومها والتهاب كل ما تملك )) (1) .
المطلب الثانى
الفرق بين الغزو الفكر والعسكري 
أن الغزو العسكري يأتي للقهر وتحقيق أهداف استعمارية دون رغبة الشعوب المستعمرة أما الغزو الفكري فهو لتصفية العقول و الأإفهام لتكون تابعة للغازي(2) .
وقد يكون الغزو الفكري أشد وأقصى لأن الأمة المهزومة فكريا تسير إلى غاريها عن طواعية وإلى جزارها عن رضا واقتناع وحب لا تحاول التمرد أو الخلاص ، وهذا هو ما واقع في عصرنا الحديث وما تعنيه الأمة من انحياز وانقياد للعدو .
وبهذا يظهر ما بين المصطلح واللغة من صلة حيث أن كلمة الغزو استعملت في معناها وهي غاره على الأمة من الأمم الاعتداء عليها وأنتها بها ولكن عن طريق الفكر وتدمير القوى المفكرة فيها وهذا ما لفتت إليه كلمة الفكر التي تطابق معناها في العربية معناه في المصطلح (3). 
المطلب الثالث  
وجود الغزو الفكري
مما يسترعى الانتباه إليه أن بعض العلماء والباحثين ينكرون ويستنكرون وجود الغزو الفكري معتيرين الحديث عنه مجردوهم من الأوهام 
وهؤلاء العلماء إنما ينطلقون من تصويرهم لعالم اليوم باعتباره رغم الحدود الدولية السياسية والحواجز الجغرافية وبسبب من التقدم الهائل في ثمرات ( ثورة الاتصال ) من انترنت وهواتف محمولة وغيرها من إبداعات السرعة .
عنها لقرب من تصورهم لعالم اليوم باعتباره وطنا واحدا حضارة واحدة يسمونها 
( حضارة العصر ،أو الحضارة العالمية ) أو الحضارة الإنسانية .
وينصرون الأمم والشعوب والقوميات مجرد درجات ومستويات في البناء الواحد  والحضارة لهذه الحضارة الواحدة .إذا فليس لهذا التصور حدود تميز أو طانا متعدده الحضارات متميزة ولهذا يرون أن عبور الفكر كل الفكر للحدود وليس فيه عندهم شبيه(غزو ) ولا أثار       ( عدوان )(4) .
وهذا يروج له بشتى الأساليب فتمة ( عودة إلى فكر عالمي ) وهناك دعوة إلى أن الحضارة الحديثة ( حضارة عالمية ) وهناك دعوة إلى ثقافة عالمية .
 
 
ـ منكري الغزو الفكري
هناك علماء ومفكرون ينكرون أن يكون عالم اليوم وطنا واحدا حضاريا واحدا لحضارة عالمية واحدة ، وهؤلاء العلماء يدعون إلى ضرورة احترام  (( الحدود الحضارية )) لأن العالم في تصورهم هو أقرب ما يكون إلى منتدى عالمي لحضارات متميزة نشترك أمماها في عضوية هذا المنتدى  ومن ثم فإن بينهما ما هو مشترك حضاري عام ، وأيضا فإن هذه الأمم تتمايز حضاريا الأمر الذي ينفي الوحدة الحضارية ويستدعي الحفاظ على الهويات ، الحضارية المتميزة لا لمجرد الحفاظ عليها ، رغم أهميته إنما لأسباب وطنية وقومية وعقدية تلعب دورها في إنهاض أمم كثيرة من كيونها وتراجعها لما لهذه الخصوصيات من قدرات على شحن شعوب هذه الأمم بالكبرياء المشروع والطاقات المحركة فى معركة الابداع ولما للتعددية من دور في إثراء مصادر العطاء العالمي(5) .
وهؤلاء العلماء الدين ينكرون إن عالم اليوم وطنا واحدا لحضارة عالمية واحدة يذهبون إلى أن التعددية الحضارية تكشف وتعري روح الهيمنة والعدوان والاستغلاء التي تخفيها الحضارة المتغلبة على عالمنا المعاصرة  وهي الحضارة الغربية تحت ستار(( وحدا نيتها وعالميتها وإنسانيتها )).
ويقدمون بديلا وهو دعوى أن عالمنا هو أقرب ما يكون إلى منتدى عالمي لحضارات متميزة .
المطلب الرابع
مصطلح التبعية الفكرية 
ما المقصود من كل هذين المصطلحين : التبعية ، ثم الفكرية ؟ 
أما التبعية فهي تعني اللحاق أو كون الشيء تابعاً لغيره ، اتبع الشيء سار وراءه . 
والتابع والتبيع يعني الخادم والتالي ذلك هو المراد بالتبعية في مفهوم اللغة وفي ذلك دلالة واضحة على تهافت مكشوف في حقيقة التبعية نفسها بما يشير بالضرورة إلى سمة ظاهرة ، وهي الضعة والاستخذاء اللذان يستحوذان على شخصية التابع سواء في عقله أو في نفسه ، ولا جرم واضح بالنقص ، وأنه يسير من خلف المتبوعين ودوانهم ليتقضي أثارها في الأقوال والآراء والتصورات والسلوك ، فما يدل المتبوع بمقولة في الحياة أو السياسة أو التشريع أو العقيدة ، ولا يمارس شيئاً من الخصال في السلوك أو التصرف إلا بادر التابع في تقليده وإتباعه ، وذلك في غاية من الخفة والتهافت ومن غير تحفظ ولا تردد ولا وناء وذلكم لعمر الحق ضرب من ضروب الشنار والاستخذاء والإحساس الدافق بالنقص ، إن ذلك مرض شنيع وعضال يهودي فيه المستضعفون من الناس الذين لا يجدون في أنفسهم من قوة اليقين والثقة بالنفس ما يبني فيهم استقلالية الشخصية الاستقلالية المترفعة المستعلية التي تنفر من التبعية والتقليد والإحساس بالنقص . إن ذلك مرض الخائرين الأراذل الذين لا يجدون في أنفسهم ما يحول بينهم وبين الضياع والانمياع تحت وطأة الخداع والتضليل من خلف الأجانب والغرباء . 
أما مصطلح الفكرية :- 
فهي من الفكر ويعني مجموعة العلوم والمعارف التي يكتسبها الذهن من خلال الدراسة والاستقراء والتجارب فهي بذلك مجموعة التصورات والقناعات والمعلومات التي تحملها العقول خلال مراحل التطور الزمني المتعاقب . 
على أن روافد الفكر الإنساني متعددة ومختلفة ولكن جملتها مركزة في الأديان والأعراف والتقاليد والمذاهب المبدئية والفلسفية التي تزجي بصورة شاملة عن حقيقة الكون والإنسان والحياة 
 
وجدير بالذكر أن المقصود هنا ليس الدراسات العلمية الممحصة التي لا علاقة لها بالتصورات والأهواء والطبائع والأمزجة والميول الشخصية ، فإنه لا يخفي أن هذه الحقائق العلمية مجردة وتتسم بالموضوعية الكاملة التي لا تعرف الجنوح اوالمحاباة ، لا تعتمد التجربة الحسية في المختبر ، وكذلك عماليات التحليل العضوي كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والهندسة والفلك والطب ونحو ذلك مما لا يخضع للعاطفة أو الهوى ... ليس المقصود ذلك . 
بل إن المقصود الأفكار والمعارف والتصورات المكتسبة من خلال الدراسات والاستقراءات والأعراف وغير ذلك من المعرفة التي تسمى بالعلوم الإنسانية ، ما بين تاريخ وديانات وفلسفات وعلوم في التربية والسلوك والاجتماع ، ومثل هذه المعرفة موضع تحذير بالغ يفرضه الإسلام تحذير منبثق عن الثقة واليقين بكفاية النظام الإسلامي لكل ما تلك بمعارف
أجل : أن الاسلام يشد النكير على الاغتراء بمثل هذه العلوم التي كثيراً ما بجانبها الصواب فتتعارض مع عقيدة الإسلام تعارضاً صارخاً . 
المطلب الأول من أنواع الغزو الفكر 
ـ الغزو الفكري لمناهج التعليم
بعد أن تعرف الغرب على نمط الثقافة الإسلامية والتي تتمثل في الأجواء الإسلامية انطلاقا من قوله تعالى ) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(  فكانت الثقافة الإسلامية تعبيرا عن الرأي العام المسلم الموجه بضوابط وتوجيهات مثل هذه الآية الكريمة بعد أن تعرف الغرب على نمط الثقافة هذه واطلع علماؤه على مصادر التشريع الإسلامي وأمهات كتب التاريخ والأدب والأخلاق لم يفعل بعد الحروب الصليبية ما فعلته التتار حين ألقوا بنهر دجلة تراثا إسلاميا صنعت مجلداته جسراً عبر عليه الجيش المغير إلى داخل بغداد ولكنه أقام الأكاديميات ومراكز البحوث العلمية لكي يعمل على هدم أسباب تفوق المسلمين وهذا ما حدث في أعقاب ما يسمى بعصر النهضة دخل المسلمون في مختلف ديارهم مع الغرب معارك غير متكافئة فتسرب من خلالها إلى بلادهم عبر خطة العمل التبشرية في مناهج التعليم تمثلت هذه الخطة في الجهود التي رمت إلى فصل التعليم المدني عن الديني ولم تكن مؤسسات التعليم في الديار الإسلامية تعرف هذا الفاصل ثم عمل الغرب على سيادة التعليم المدني على الديني ثم ظهرت جهود اللذين استغربوا بقلوبهم وعقولهم تدعوا إلى التجديد والابتكار في عرض الأفكار الإسلامية وذلك كله من خلال عمليات التبشير والاستشراف التي قام بها علماء الغرب في عرض الثرات الإسلامي وتدريسه في معظم المعاهد الإسلامية بالمنهج الاستشراقي والذي كانت تمول الانفاق عليه مؤسسات دينية ومالية في الغرب بحيث يحول دون إعداد مجموعات من المتخرجين ترتبط بكتاب ربها وسنة نبيها .
في الوقت الذي ابتدأت فيه افرازات العمل غير الإسلامي تؤتي ثمارها في إعداد وتخريج أجيال خالية الوفاض من التعليم الإسلامي ذات اهتمام خاص وتعلق بالنهضة الغربية المادية مبهورة بالتقدم المادي الذي كان قد بدأ .
ـ الغزو الإعلامي
مند أوائل القرن العشرين الميلادي بدأ تنفيذ مراحل الغزو الفكري للحياة الإسلامية بشكل جاد وتطبيقي عن طريق الإعلام الذي تمثل في معطيات الصحف والمجلات التي تخضع لتوجيه وكالات أنباء ومؤسسات فضلا عن الإذاعة الهوائية التي تبث برامج روائية وقصصية تنمي اتجاهات غريزية ميول عدوانية وعنصرية بين طبقات المجتمع الإسلامي هذا وأخبار الجريمة وقصصها وصور المجتمعات الغير إسلامية المنقولة في الصحافة عبر الفوتوغرافيا أساليب إعلامية شدت انتباه أجيال من المسلمين فربطت بينهم وبين هذه الأساليب العصرية التي ساقت لهم أفكار وممارسات يمكن أن تعمق إعجابهم بالغرب وذلك لعزلهم عن الجوء الإسلامي مما يمكن أن يتيح المناخ ويهيئ المجتمع لنشاط مذهبي ومدرسي ينفت سمومة وحقده وكفرة ضد الأمة الإسلامية ومند عرف العالم الإسلامي الإذاعة المسموعة ثم المرئية وبدافع من العزلة التي يغيب فيها العقل الإسلامي  اندفعت قطاعات عريضة من المسلمين وراء هذه الأساليب المثيرة في نقل المعلومة وسوق الخبر الذي يستهدف به الإعلام الغير إسلامي عقل الأمة وفكرها فضلا عن حجبها عن دينها .
هذا وقد تطورت أساليب الغزو الاعلامي بعد ذلك فاستتمرت القوى المعادية للإسلام من صليبية ومادية ووسائل التقدم المادي الحديث في مجالات التصوير الفوتغرافي والسينمائي والفن التشكيلي وما يسمى بالأدب المسرحي وغير ذلك من المبتكرات التي دخلت بيت وعقل كثير من أبناء المسلمين ووقعوا أسرى التوجيه المعادي لأمة الإسلام دون أن تكون لديهم الخطط والبرامج التي يجابهون بها وسائل العصر وما تحمله بين جنابتها من فكر ومعتقد لا يتفق وعقيدة الإسلام .
المطلب الثاني  
ـ حركة التغريب 
أولاً / التعريف :- 
لجأ أعداء الإسلام إلى طرق عدة لهدم الإسلام ، وإعاقة انتشاره وإخراج أبنائه من  هديه ، وكان من أقوى وسائلهم تأثيراً وأشدها إثماراً ما يسمى :- بحركة التغريب . 
والتغريب تيار كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية . 
ثانياً / الأهداف :- 
سعى أعداء الإسلام في هذه الحركة وهدفهم الرئيسي هو إعاقة انتشار الإسلام :- 
1- تشكيك المسلمين في دينهم الذي اكتشف رواد هذه الحركة أنه أكبر عقبة في طريق سيطرتهم على البلاد ولتحقيق ذلك قام الغرب بحملة كبرى لغسل الدماغ الإسلامي وكسب المريدين ولأتباع من أهل البلاد(7) . 
2- إيهام المسلمين أن الحضارة الغربية حضارة عالمية وأنها ثمرة تجارب الإنسانية ، وعلى هذا فلا مناص لمن أراد التقدم أن يتبنى مفاهيمها ويقتبس نظمها وأن يربط مصيره بمصيرها(8) . 
ثالثاً / أساليب التغريب :- 
استخدمت حركة التغريب وسائل كثيرة وطرقاً متعددة متمايزة في التأثير متفاوتة في القبول منها المباشر ومنها غير مباشر ، ومنها المادي ومنها المعنوي  ومنها الأجنبي ومنها المحلي(9)  وقد اتخذت خطط التغريب أساليب منظمة يراعي فيها طول زمن التنفيذ والتخفي والتستر ، حتى لا تنتنبه الأمة المسلمة إلى هذه المخططات الغادرة بل تظل غافلة عنها حتي " تستحكم " ويصعب التخلص منها(10) .
ومن أكثر الأساليب المتخذة وأشدها خطراً استخدام أبواق من أبناء الأمة الإسلامية تنفخ فيها ما تريد ، هذا ولاريب أسلوب شديد التأثير قوى الفاعلية ، فالأمة الإسلامية ستنكر أي صوت من غير دينها وجنسها وتبقى أمامة مسددة الآذان غير آبهة بما يقول أما إذا كان صاحب الصوت من جنسها ومن دينها كما يزعم فسيكون له نصيب من القبول(11) . 
 لهذا زرعت حركة التغريب بين المسلمين بنات سوء ودعاء شر ظلت تسقيهم من مائها وتسكب في عقولهم . من لونتها حتي صاروا تلاميذاً مطعين تحسن الصفير بما يملي عليهم (12)
ومن الأساليب الخبيثة التي استخدمت للتغريب ، أسلوب الإقناع القائم على التشكيك ، إذ يقومون بتشكيك أبناء هذه الأمة في تعاليم ومبادئ دينها حتى اذا تم ذلك استعمل اسلوب الاقناع بأخذ الدليل من الحضارة الغربية (13) ، وقد نجح هذا الأسلوب نجاحاً باهراً فأخذ بحضارة الزيف والكفر وتركت الحضارة التي ارتقت بالإنسان . 
رابعاً / مجالات التغريب :- 
رأى قادة حركة التغريب ان التغريب ذا ثمرة ، إلا إذا تناول مجالات معينة تتسم بالحساسية الشديدة والأهمية العظمى والقرب من الفكر والميدان العام ، لهذا كانت المجالات التي تناولها التغريب مجالات حيوية :- 
أولاً : التعليم :- 
التعليم من أكبر المجالات التي نالت نصيباً كبيراً من حركة التغريب ، وقد استهدف تغريب التعليم عدداً من الأهداف من أهمها :- 
1- القضاء على الذاتية الإسلامية المتسمة بأخلاقها ومبادئها وتعاليمها السماوية المرتبطة بالقرآن الكريم . 
2- القضاء على الفصاحة العربية  التي أوجدتها منابع البلاغة العربية المتمثلة في القرآن الكريم 
3- القضاء على الإحساس بعظمة العطاء الذي مدمته الأمة المسلمة للبشرية . 
4- القضاء على تمثل الدور التاريخي الذي قام به الإسلام . 
وبذكر رجال التربية أن من أبرز ثمرات تغريب التعليم وأكثرها إفساداً الإختلاط بين البنات والبنين . 
ثانياً / الحياة الاجتماعية :- 
الحياة الاجتماعية وما يسودها من قيم خلقية وآداب سلوكية وما يحيط بها من عادات وأعراف وتقاليد هدف ضخم من أهداف التغريب عملوا على تدميرها وضربها بمختلف الموجات المسمومة وطرح المجتمع المسلم فى المفاسد التى تحطم أفراده (14) ، وكان تغريب المرأة له الأولوية والأهمية الكبرى ، لأن فساد المرأة إسراع بإفساد المجتمع كله(15) . 
لقد امتدت خطوات تدمير المجتمع المسلم إلى عدد من الميادين منها مجال الاقتصاد الذي هو من أهم جوانب الحياة تأثيراً في المجتمع (16)، ولعل أخطر ما في الاقتصاد السائد الآن في أكثر الأقطار الإسلامية النظام الربوي الذى زينته الحضارة الغربية فصار الرباء بضاعة رابحة يتاجرون فيها (17) . 
رابعاً / القوانين والأنظمة :- 
فقد حاول الاحتلال الصليبي الوثني عندما وضع أقدامه على أكثر أراضي العالم الإسلامي أن تصبح الأنظمة والقوانين التي تحكم بين الناس قوانين وأنظمة غربية مستوردة وتوضع بدل الشريعة الاسلامية قيد القوانين الوضعية(18).  وبذكر أحد رجال القانون :أن التقنيات هذه استوعبت مختلف فروع القانون فقد صدرت من سنة 1293 هـ - 1876 م ، وسنة 0013 هـ - 1883 سنة تقنيات القانون التجاري – القانون المدني – قانون التجارة البحرية – قانون المرافعات المدنية والتجارية – قانون العقوبات – قانون تحقيق الجنايات . 
خامساً / الإعلام :- 
هو التعريف بقضايا العصر وبمشكلاته وبكيفية علاجها في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام(19) ومن أبرز وسئل الإعلام الصحافة التي كتبت بتلك الأيادي الحاقدة فنشرت كل ما يسئ للإسلام ، ويخدم أغراضهم وحققوا هدفهم وهو إشاعة التفاهة وتزييف الحقائق ، وحبس الناس في مجال البلاهة(20) . 
المطلب الثالث : يخص الحركات الهدامة
ـ الوجودية 
ظهرت كلمة " وجودية " بالمعنى الفلسفي الذي نستخدم به اليوم لاول مرة فيما كتبه كير كجارد(21) وتعني موت فلسفة الوجود ، لأنها تغلق علينا أنفسنا وتجعلنا ندمر ذاتنا حيث نجد أنفسنا نسير في ممرات مغلقة وطرق مسدودة لأنها تهتم بمشاكل تتصل بالتأصل الفردي ، وجاء في الموسوعة الميسرة :- " أن الوجودية بناء فلسفي يعلي قيمة الإنسان ويؤكد على تفرده وأنه صاحب تفكير وتجربة وإرادة واختيار ......(22)
 بقول سارتر :- " أما الوجودية الملحدة التي أمثلها بنفسي فهي أكثر انسجاماً وأكثر منطقية ، فهي تعتقد أنه إذا أجاز أن نعتقد أن الله ليس موجوداً فإنه من المجتمع ان يعتقد على الأقل  بوجود كائن موجود قبل ان يعرف فى ضمن اى فكر مجردة أ وهم اى خالف وهذا الكائن هو الإنسان  وخلاصة مذهب سارتر أن الوجود متقدم على الإلهية ، وأن للإنسان مطلق الحرية في الاختيار بصنع نفسه بنفسه ويملأ وجوده على النحو الذي يلائمه(23) . 
فالوجودية إذن تقديس الفرد وتقديس حريته ، ويفهم منها أن الفرد في هذا الوجود هو كل شيء هو الإله ، ولا إله غيره ، وأي قيد يحل من حرية الإنسان غير إرادته هو مروق واعتداء على حق الإنسان ولو كان هذا القيد هو الدين أو النتقاليد أو القيم الاخلاقية المثوارتة   الانسان ولاغيره له تمام الحربة (24) .
ويتحدث العقاد عن الوجودية في روسيا والوجودية في فرنسا فيقول - إنما وجدت في فرنسا مدرسة الوجودية الإباحية إلى جانب الوجودية الأخلاقية لأسباب لا مشابهة فيها بين النشأة الوجودية الروسية ونشأة لوجودية الفرنسية وجدت تلك لدراسة الإباحية . 
ويذكر العلماء أن الذين درسوا تاريخ هؤلاء الوجوديين تبين لهم أن ظروف حياتهم هي التي أملت عليهم هذا الاتجاه في التفكير فقد كان كير كجارد منطوياً على نفسه منعزلاً على نفسه ، ولذلك حلل وجود البشري نحليلاً يعيش في جو الحصر النفسي  والتمزق الداخلي والشعور بالخطيئة (25)لان الوجودية في جملتها نوعاً مفرطاً من الأنانية ، إنها عداء للمجتمع الذي تراه ،  عذاباً وحرباً على الفرد وعداء للقانون وعداء لدين الله الذي بفرض مثليان يخفى ما تنطوي عليه هذه الدعوة من أضرار وخيمه . 
أولاً :- هي تعزل الفرد وتبالغ فى حريته وإرادته حتى يكاد تلغي أي سلطان آخر على الفرد من دين ، نظام ، عادات ، أعراف ، تقاليد .
ثانياً : هي لا تحاول أن توفق بين نزعات الفردو المجتمع ، فللمجتمع حق على الأفراد بهيونه عن طيب خاطر من حرياتهم وآمالهم وأطماعهم الفردية . 
ثالثاً : هي تهز أسس المجتمع وتعرض أمته للخطر بنظرة الفرد للمجتمع نظرة عدائية . بأعتباره عذاباً وجحيما للآخرين . 
رابعاً : وكان من جراء دعوتهم إلى الحرية المطلقة نشوء عديد من الانحرافات السلوكية والانحلال الأخلاقي وتحوير معاني لفلسفة الوجودية إلى ضرب من الإلحاد والضياع والفوض وإطلاق الغرائز البهمية كالغيلان المسعورة (26) . 
 ويمكن أن يحدد الإنسان أهم الصفات المميزة للوجوديين :- 
- الإيمان بأن التجربة الفردية هي أساس المعرفة وليس العقل أو غيره موصلاً إلى معرفة الحقيقة . 
- الإغراق في تقديس الحياة الشخصية فكراً وسلوكاً وعدم الاهتمام بالآخرين بقدر الاهتمام بالنفس ، ولذلك كثر فيهم الشذوذ والتطرف والآراء الغربية . 
- التشاؤم والقلق والتمزق ، فالوجودي يحاول أن يخلع نفسه من نفسه ليعيش نفساً أخرى(27) . 
 
 
ـ الماسونية
الماسونية حركة خفية مريبة يحيط بها الغموض والريبة ويجللها التعتيم والتعمية ومبعث ذلك أن هذه الحركة ليست مكشوفة للناظرين والدارسين والباحثين كغيرها من الفلسفات والملل والعقائد المكشوفة ، وذلك من حيث مؤسسو " الماسونية " وتاريخ تأسيسها . 
ومن حيث جوهرها وأهدافها وحقيقة مقاصدها وغاياتها وبرامجها ومخططاتها فإن ذلك كله غير واضح ولا مستبين الأمر الذي تنتشر بسببه الشبهات من حول هذه الحركة ، إذا أن الماسونية منظمة دولية تعرف باسم " جماعة البنائن الأحرار " وهي ذات شعارات ومبادئ بعضها منشورات ومتداول ، وبعضها يحيط به الإبهام أو السرية إلا فيما يتعلق بأعضائها أو بالخاصة من هؤلاء الأعضاء فضلاً عن طابع الرمزية التي يحيط بطقوسها واجتماعاتها . 
وقد كشفت الملاحظات والاستقراءات أن الماسونية تخفي وراءها من وجوه الكيد والتآمر على البشرية في قيمها وأديانها ومقوماتها ما يثير الدهشة والذهول والرعب . 
 وعلى أن الماسونية من حيث مفهومها اللغوي تعني البناء الحر فهي إذاً حركة البنائن الأحرار أو البناة الصادقون ومأخوذ منها كلمة الماسون بمعنى " الباني الصادق " (28). 
وتنقسم الماسونية من حيث تنظيمها إلى ثلاث فرق :- 
الأولى :- الماسونية الرمزية العامة وهي :- ذات 33 درجة أي أن العضو في الحركة الماسونية يبدأ بالدرجة الأولى حتى الثالثة والثلاثين ، ويسمى العضو الحائز على الدرجة العليا وهي الثالثة والثلاثين بالأستاذ الأعظم ، وقد سميت هذه الفرقة بالرمزية لاستخدام الرموز في جميع طقوسها . 
الثانية :- الماسونية الملوكية أو العقد الملوكي وهي :- تمثل مرتبة عليا في عضوية الماسونية وهي تقتصر على الخاصة ، وقد ذكر أن جميع هؤلاء من اليهود وهو من الحائزين على درجة 33 الرمزية ويحملون لقب ( رفيق ) و ذلك يشير إلى صلة الشيوعية بالماسونية . 
الثالثة :- الماسونية الكونية وهي :- مرتبة من الماسونية غارقة في الإبهام والغموض ويمثل أعضاؤها رؤساء المحافل في الماسونية الملوكية(29) ، ولقد ظلت الحركة الماسونية مستترة خلف شعارات مصطنعة خادعة من الحرية والإخاء والمساواة حتى أميط عن وجهها اللثام فاستبانت واضحة جالية عقب الحرب العالمية العظمى . 
إذ برزت علاقة للماسونية باليهودية العالمية كما برز التقاء الماسونية والصهيونية حول أهداف مشتركة تتبلور في عودة يهود الأرض إلى فلسطين وبناء هيكل سليمان من جديد وكذلك إقامة مملكة إسرائيل في الأرض العربية الإسلامية بعد اغتصابها بالخداع و المداهنة والتضليل أو بالعنف والتشريد وسفك الدماء(30) . 
ـ الاشتراكية الماركسية 
الماركسية نسبة إلى ماركس وهو كارل هنريك مردخاي ماركس المولود في تريفنز بألمانيا عام 1883 ، وهو ينحدر من أبوين يهوديين ينتميان إلى ربانيين وحاخامات من العلمين بشريعة بني إسرائيل ، والماركسية عقيدة مادية ملحدة لا تعترف البتة بوجود إله خلف مبدع لهذا الكون ، وهي لا تعتقد بصدق النبوات والرسالات السماوية ، بل و أنها تنظر بسخرية مشينة للالهية والدين كله ، والأساس الذي يقوم عليه النظرية الماركسية هي المحضة المادية التي تصدر عنها جميع الأحوال والتصورات والتطورات والمتغيرات ، وذلك من غير التفات للاعتبارات الإلهية أو الدينية ، حتى أن الحقيقة الدينية أو الروحية لهى في قاموس الماركسية ضرب من الحماقة أو التحريض أو الوهم الذي يخالط الأذهان ، وفي هذا الصدد يقول ماركس في تهكم بغيض عن الديانة المسيحية : أن المسيحية تفرظ الجبن واحتقار النفس وإذلالها ، وتحبذ الخضوع والخسة وكل صفات الكلب الطريد  
ويقول لينين كذلك :- الماركسية هي المادية وبصفتها تلك فهي معادية للدين بقوة لا رحمة فيها(31) ، ومن الحقائق المسلمة والمشهودة أن الماركسية الشيوعية لا تصلح للواقع البشري ، وإذا ما أتيح لها التطبيق في بلد من البلدان أو في زمن من الأزمان فلا جرم أن ذلك كائن بقوة الحديد والنار وأنها ( الماركسية ) لا تجد سبيلها إلى التنفيذ العملى إلا بالقهر والقسر والترهيب ، وما يقتضيه ذلك كله من أسباب القمع والبطش ، فأيما نظام لا يستند إلى مقاومات سليمة من مقومات الصلاح  لا مجال لتطبيقه إلا بحمل الناس عليه حملاً وذلك بالتنكيل وقوة السلاح ، والسبب في ذلك أن الماركسية الشيوعية مخالفة لطبيعة الإنسان ومناهضة للفطرة البشرية ايما مناهضة فضلاً عن قيامها على الكبت والإرجاف  مما يجدر دعوة من إن الفطرة البشرية لهى المسار الحقيقي الذي تقاس على أساسه المبادئ والعقائد والفلسفات فأيما فلسفة أو عقيدة أو مبدأ ألا يراعي الفطرة البشرية ولا ينسجم مع طبيعة الإنسان من حيث ميوله ونوازعه وأهواؤه الذاتية لا جرم أن يكون مثاله الفشل الذريع ... 
ها هي الشعوب التي عاشت ردحاً من الزمن في ظل الطغيان الماركسي البغيض أعلنت كفرها الجاهر بهذا النظام المنكود .
وعلى أنه من الخطورة بمكان أن يفلح الغربيون الرأسماليون بإحلال نظامهم الرأسمالي محل النظم الاشتراكية المتداعية ، وإذا أفلحوا في ذلك فلا جرم أن هذه كارثة مريعة تلطخ جبين الإنسانية وبخاصة المسلمين فهم الذين من واجبهم الحقيقي الماثل أن لا يتوانوا عن ملء الفراغ الذي أحدثه انحسار الاشتراكية الشيوعية وسيظل النزاع والصراع متحدين فيما أحسب بين الإسلام والنظم الرأسمالية في العالم ليستقر البقاء في النهاية للاصلاح والانفع  
وإذا قدر للرأسمالية أن تتنفشى بدلا من الإسلام لا قدر الله فتلكم لعمر الحق – خطيئة المسلمين بتفريطهم وتقصيرهم(32) .
المطلب الأول
أهداف الغزو الفكري 
سوق الأفكار أخطر أسواق المنتجات وأكثرها تقبلها للتزييف والإفساد ومن ثم حفلت أسواقنا بما هو أشد فتكاً من السم ، وأعظم انتشاراً من الهواء يتخلل كل خلية وينخر في كل بناء أفكاراً ترتدي أثواباً أو تحمل شعارات أو ترفع مشاعل ليس الثوب فيها او الشعار او المشعل إلاقناعاً يستر الزيف و الخطر(33) إن هذا الغزو الفكري الذي يحتاج الشعوب الإسلامية بهدف فيها يهدف إلى :- 
1- أن تضل الشعوب الإسلامية خاضعة لنفوذ القوى المعادية لها تلك القوى التي تتمثل في عدد محدود من الدول الكبيرة . 
2- أن تظل بلدان العالم الإسلامي خصوصاً والعالم النامي عموماً تابعة لتلك الدول الكبيرة المتقدمة ، تبعية غير منظورة ، وفي هذه التبعية يمكن دهاء تلك الدول المتبوعة وذكاءها ، فليس أقتل للشعوب من أن تحبس بالحرية والاستقلال  وليس أضيع لمستقبل أمة من أن تعجز عن أن تخطط لمستقبلها ومصيرها إلا وهي دائرة في فلك دولة كبيرة . 
3- أن تتبنى الأمة الإسلامية أفكار أمة أخرى من الأمم الكبيرة دون نظر فاحص وتأمل دقيق مما يؤدي إلى ضياع حاضر الأمة الإسلامية في أي قطر من أقطارها . 
4- أن تتخذ الأمة الإسلامية مناهج التربية والتعليم لدولة من هذه الدول الكبيرة فتطبقها على أبنائها وأجيالها فتشوه بذلك فكرهم ونمسخ عقولهم . 
5- أن يحول العدو بين الأمة وبين تاريخها وماضيها وسير الصالحين من أسلافها ويحل محل ذلك تاريخ تلك الدول الكبيرة الغازية وسير أعلامها وقادتها . 
6- أن تزاحم لغة الغالب لغة المغلوب فضلاً عن أن تحل محلها أو تحاربها بإحياء اللهجات العامية أو الإقليمية ، وما دام الإنسان لا يفكر إلا باللغة فإن إضعاف لغة أمة هو إضعاف لفكرها . 
7- أن تسود المغزوة أخلاق الأمة الغاربة وعاداتها وتقاليدها(34) . 
8- تصوير تراث الأمة الإسلامية بصورة التخلف وعدم قدرته على إمداد الحضارة بشيء مفيد وأنه لم يكن له الفضل على الحضارات التي جاءت بعده 
9- إحياء الجوانب الضعيفة في التراث الإسلامي خاصة فيما يتعلق بالخلافات السياسية التي وقعت بين المسلمين أنفسهم ، والتركيز على دعوات الحركات الباطنية وأخربها بصورة جميلة مضيئة ووصف هذه الدعواة بأنها كانت تحمل مكراً عالياً وخلفية عميقة(35)
10- إضعاف مثل الإسلام وقيمه العليا من الجانب وإثبات تفوق المثل الغربية وعظمتها من الجانب أخر وإظهار اى دعوة للتمسك بالإسلام بمظهر الرجعية والتأخر  .
11- تشكيك المسلمين بصمة تراثهم الحضاري بدعوى أن الحضارة الإسلامية منقولة عن حضارة الرومان . ومم يكن العرب والمسلمون إلانقله لفلسفة تلك الحضارة وأثارها .
12- إضعاف روح الإخاء الاسلامى بين المسلمين فى مختلف أقطارها عن طريق إحياء القوميات التى كانت لهم قبل الإسلام . واتارة الخلافات والنعرات بين شعوبهم (36).
13- اقنلاع العقيدة الإسلامية من قلوب المسلمين وصرفهم عن التمسك بالإسلام نظاماً وسلوكاً.
14- تفريغ العقل والقلب من لقيم الأساسية المستفيدة من الإيمان بالله ودفع القلوب عارية أمام عاصفة هوجاء تحمل معها السموم عن طريق الصحافة ولمسرح والفيلم والأزياء ولملابس .
المطلب الثانى
كيفية المواجهة :
1 . الاهتمام بالتعليم بجميع أنواعه الديني منه والعلمي وتدعيمه بفلسفة تربوية شاملة تنطلق من قاعدة تراثية صلبة وننفتح من العالم لأخذ كل حسن 
2. تطوير الإعلام بكل أنواعه المقروء والمسموع والمرئي والاستفادة من المخترعات كالحاسوب والشبكة المعلوماتية .
3. تشجيع المراكز البحثية والجامعات بإقامة الملتقيات والندوات بصورة دورية وتبادل الأفكار سعياً نحو بناء قاعد ثقافية صلبة .
4. تحصين الشباب وتنويرهم للأخطار المحيطة بهم وأمتهم وفضح الحركات الهدامة التي تتخذ من المصلحة الوطنية ودعوى التطور وسيلة للتغلغل في المجتمع. 
5. المحافظة على التراث ودعم العادات والتقاليد للشعوب العربية الأصيلة .
 
الخلاصة
الخلاصة للبحث المقدم من الطالب محمد الهمالي بن عبيد بعنوان الغزو الفكري ومظاهره. 
بعد أن اتضحت لنا أبعاد الغزو الفكري وتياراته وحركاته التي تعمل ليل نهار وبعد أن عرفنا أهم أهداف الغزو الفكري وأهم وسائل وكيفية مواجهتها وجب علينا أن نقر بأن الغزو الفكري حقيقة ماثلة أمامنا أصبح نراها رأي العين سواء في الإعلام أو التعليم أو الحياة الاجتماعية المتمثلة في العادات والتقاليد والموروثات من لباس ونمط الحياة وعليه فإن هذا استدعى منا وقفة جدية ندرك فيها أن الذوبان في الأخر هو خطر لا يمكن إصلاحه أما ما يحتج علينا بالتطور والحضارة فإنه يجب أن نعرف أن التطور لا يثمر إلا بوجود خصوصية حضارية وعليه فيجب علينا المحافظة على ما بقي من الموروثات الحضارية وتطويرها والعمل على الرقي بها وهذا لا يعني بالضرورة الانغلاق على أنفسنا ورفض كل ما هو خارجي لأنه خارجي لأن الإسلام دين يساير العصر .
ولا يخفى علينا أهم وسيلة لمحاربة هذا الغزو وبناء قاعدة حضارية وفكرية صلبة خاصة بنا ثم العمل على تحصين الشباب بجميع الطرق الممكنة والمتاحة من التعليم والإعلام إلى المخيمات والحركات .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

المراجع

المكتبة الشاملة

التصانيف

أبحاث