شجرة المطاط أو الكاوتشوك pará rubber tree اسمه العلمي Hevea brasiliensis شجرة كبيرة الحجم من الأنواع المهمة للجنس Hevea أو (Caoutchoua أو Siphonia) تتبع الفصيلة الحلابية Euphorbiaceae. كما يطلق عليه الاسم العلمي Siphonia brasiliensis Will.
موطنه الأصلي الغابات الاستوائية الرطبة في حوض الأمازون بأمريكا الجنوبية، ومنها نقل في الربع الأخير من القرن التاسع عشر إلى جزيرة سيلان Ceylon وسنغافورا وإلى المستعمرات البريطانية، وفي نهاية القرن التاسع عشر (1898) استزرع في الملايو Malayo، وتنتشر اليوم مزارع المطاط في جنوب شرقي آسيا وشرقها (تايلند، ماليزيا، سري لانكا، فييتنام، وكمبوديا…) وفي بعض الدول الاستوائية في إفريقيا (نيجيريا وليبيريا)، كما يجري التوسع بزراعته في موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية.
الوصف النباتي والأهمية الصناعية
شجرة استوائية دائمة الخضرة يراوح ارتفاعها بين 13 و50 متراً، ذات ساق رفيعة نسبياً وفروع حادة الزاوية متجهة نحو الأعلى. أوراقها مركبة ثلاثية الوريقات، وأزهارها صفراء صغيرة عنقودية وحيدة الجنس والمسكن، ثمرتها علبية ذات ثلاثة فصوص كل منها يحوي بذرة. تلقيحها خلطي وبالحشرات. بذورها كبيرة الحجم بيضوية الشكل وذات غلاف قاسٍ، يصل طولها إلى 3سم
ينمو نحو 11- 12 نوعاً في الغابات الاستوائية الرطبة في أمريكا الجنوبية منتجة إلى مادة المطاط. أهمها نوع المطاط البرازيلي H.brasiliensis ونوعان آخران يزرعان في المناطق الاستوائية الرطبة لإنتاج الكاوتشوك الطبيعي، كما يزرع نوع التين Ficus elastica لإنتاج المطاط أو الكاوتشوك من سائله اللبني.
لشجرة المطاط أهمية صناعية كبيرة إذ تنتج السائل اللبني latex الذي يُحوَّل إلى المطاط أو الكاوتشوك بمعدل 3 - 7 كغ/شجرة سنوياً في عمر 10- 12 سنة، حتى 25- 30 سنة. ينتج نحو 90٪ من المطاط الطبيعي من مزارع المطاط والباقي من الغابات الطبيعية. ينتج سنوياً ملايين عدة من أطنان المطاط الطبيعي الذي يستعمل مادة أساسية في كثير من الصناعات، ويقدر وزنه الحجمي (الكثافة) بنحو 920 كغ/م3.
يتفوق المطاط الطبيعي على المطاط أو الكاوتشوك الصنعي بمواصفات عدة، أهمها امتلاك المطاط الطبيعي مرونة وقابلية التصاق عاليتين ومقاومة عالية لإجهادات الشد؛ لذلك يستخدم في صناعة الإطارات والعجلات العالية الجودة، وفي الزلاجات على الجليد والثلج. كما يقاوم القطع والثقب، ويستخدم مخدات إخماد بين مساند الجسور ومجازاتها، وكذلك بين عربات النقل الثقيلة المقطورة بالقطارات، ويدخل المطاط الطبيعي في صناعة حلقات تدخل في تركيب السواتل. وهو عازل وغير نفوذ للماء، ويمكن أن يستخدم عازلاً للعوامل المرضية مثل فيروس نقص المناعة (HIV)، وفي صناعة القفازات المستخدمة في الفحوص الطبية والعمليات الجراحية. وتعد غاباته الطبيعية مصدراً مهماً لدخل الدولة وأفرادها في بلد انتشارها.
المتطلبات البيئية
شجرة المطاط البرازيلية استوائية المتطلبات، فهي تنمو نمواً أفضل في درجة حرارة 20- 28 ْم وهطل مطري سنوي يراوح بين 1800 و2000مم منتظمة التوزيع. تنمو جيداً حتى ارتفاع 600 م فوق مستوى سطح البحر ويمكن أن تنمو حتى ارتفاع 1000م قرب خط الاستواء، وفي معظم الترب الجيدة الصرف. تتأثر شجرة المطاط بالريح العالية السرعة. تتوافر متطلباتها البيئية بين درجتي عرض 10 ْ على جانبي خط الاستواء ولكن يمكن زراعتها في مناطق أكثر شمالا ً(غواتيمالا، المكسيك، الصين) وأكثر جنوباً (إقليم ساو باولو في البرازيل).
طرائق الزراعة والإكثار والخدمات المختلفة
تتكاثر شجرة المطاط بالبذور، وفي حال الزراعة لأغراض صناعية تكاثر خضرياً بالعقلة والخلفات أو الفسائل، كما يمكن إكثارها بالتطعيم. تنبت البذور الكبيرة ذات الغلاف القاسي والسميك في تربة الغابات من دون أن تدخل في طور سباتها، وذلك حين توافر الشروط الملائمة وفي أثناء 2- 3 أسابيع. لكنها تفقد حيويتها سريعاً في حال عدم زراعتها مباشرة أو سوء خزنها. تزرع شجرة المطاط في المزارع الإنتاجية في صفوف في المناطق المشابهة بيئياً لمناطق انتشارها الطبيعي ولاسيما من حيث توافر الحرارة والهطل المطري والتربة الملائمة لها، وفي حال عدم كفاية الهطل المطري لابد من القيام بري تكميلي في فصل الجفاف للحصول على النمو الطبيعي المطلوب.
لا تحتاج شجرة المطاط عادة إلى أعمال مكافحة ضد الحشرات؛ لأن إصابتها بالآفات نادرة لارتفاع تاجها؛ ولأن السائل اللبني يعد مضاداً حيوياً ضد الحشرات.
تقنية استخراج لبن (حلباب) شجرة المطاط وتصنيع المطاط
حينما يراوح عمر الأشجار بين 5 و10 سنوات في الشروط المناسبة فإنها تصل إلى مرحلة النضج التي يمكن فيها إجراء البزل أو الجرح لاستخراج السائل اللبني المتكون في خلايا خاصة، ويشكل هذا السائل مستحلباً معلقاً للمواد التي لا تنحل بالماء ويمكن أن تشمل هذه المواد القلويدات والتربينات والراتنجيات والفينولات والبروتينات والكربوهيدرات الطويلة السلاسل التي تساعد على جعله مرناً. وتجمع بعض السوائل اللبنية بهدف الحصول على الراتنج أو القلويدات ولاسيما الأفيون.
يتم بزل أو جرح أشجار المطاط حينما يبلغ محيطها نحو 50 سم على ارتفاع متر فوق سطح الأرض وذلك على شكل جروح أو أخاديد مزدوجة متقابلة مائلة تنتهي إلى قناة متوسطة جامعة، وتحاط منطقة البزل برداء من النايلون يجمع فيه السائل اللبني (الشكل 2) لينقل منه يومياً إلى وعاء خاص، ومن ثم يجمع ويخثر في أحواض خاصة لتخليص طبقاته من الماء بضغطها وللحصول على صفائح أو رقائق طازجة من المطاط الخام.
يمكن تقسية (فلكنة) المطاط الطبيعي بتسخينه وإضافة الكبريت إليه لتحسين مرونته ومطاطيته ولحمايته من الفساد. كما يمكن استخدام أسود الكربون (السخام) مادة مضافة إلى المطاط لتحسين مقاومته ولاسيما حين استخدامه في صناعة عجلات السيارات. وتقوي عملية التقسية الروابط بين السلاسل مما يزيد في قوة المطاطية أو المرونة وجعل المطاط أقسى وأقل قابلية للامتطاط.
عند تعريض المطاط لدرجة حرارة منخفضة دون الدرجة الحدية فإن أجزاء السلاسل المائعة إلى حد ما تتجمد وتأخذ شكلاً ثابتاً هندسياً، ويفقد المطاط على نحو مفاجئ خاصية المرونة. وإذا ما تعرض المطاط لدرجات حرارة منخفضة جداً فإنه يصبح هشاً ويتكسر إلى قطع (فتات) عند تعرضه للضرب أو الطرق، وقد أسهم تأثير الانخفاض الشديد وغير الاعتيادي في درجة الحرارة في الحلقات المطاطية الداخلة في تركيب المركبة الفضائية تشالنجر Challenger في حدوث الكارثة التي أدت إلى سقوطها.
أهم الآفات: ليس هناك آفات اقتصادية تذكر على شجرة المطاط لأن السائل اللبني يقوم بوظيفة حيوية لحماية النبات من الحيوانات العاشبة ويشكل مادة مضادة للآفات الحشرية.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث