هدايا الناس من زهر الجنان وما أهديه من زهر الجنان
جميلك سابقوعلي شكر أجبت غليه قلبي إذ دعاني
وتسعدني السوانح في وفائي فخواني الكرام وذاك شاني
فمن ممطور ودك في فؤادي جني هذي التهانيء في التهاني
تدار فما تضن على الندامى بسر الراح في غر الأواني
أيظفر في الكرائم من حجار بلطف الحس أو ظرف المعاني
وهل تسمو المصوغات الغوالي إلى طرق البديع أو البيان
لعرس فتاتك المشهور يوم غدا بروائه عرس الزمان
على ذكراه تصطفق القوافي كما اصطفقت بنود المهرجان
أعزة مصر محتشدون فيه وربات الكمال من الغواني
ويعقد أولياء الله عقدا يزيد جلاله قدس المكان
يبارك للحجى والطهر فيه وقد ضمتها حلة الاقتران
تزف إلى نجيب ألمعي شأى ورهانه اسمى رهان
مليكا ساعة في عرش فأل أقامته لسعدهما الأماني
تحيط به الحواشيم عذارى شبائه بالملائكة الحسان
وتكله العناية وهي ترنو بعين أب على ولديه حان
هناك رأيتتتوفيقا وعهدي به ثبتا كراسية الرعان
ألان الرفق جانبه وذت مدامعه الأبية من حنان
فهذا من مواقفه وفيها ضروب الفخر أشجى ما شجاني
أنادرة الرجال نهى وعلما ونضجا باليراعة واللسان
بلت منك الوزارة لوذعيا حكيما في الصلابة والليان
حليما ليس تخطيء ناظريه عواقب ما يعالج أو يعاني
يصرفها بايات اقتدار لها شهد الأقاصي والأداني
وجردت النيابة منك ننصلا كليلا دونه النصل اليماني
يحل المعضلات من القضايا وفيه لنجحها أوفى ضمان
ومحصت التجارب أي ندب له في كل مفخرة يدان
معر صناعة ومقيل فن وقوام على أرض وبان
طرائق في سبيل المجد شتى رفعنك بين أعلام الوان
فإن اقل انفردت فرب زهر بك ابتدأت وليست بالواني
كواكب بيتكم نسق وأدنى إلى عيني منها نيران
إذا استوت النجوم سنى وقدرا فابرز ما نراه ما يداني
ويذكر فرقدا من لا يسمى وبالأفراد يعني الفرقدان
أعرني بعض ما بك من ذكاء له لمح الدراري في العنان
ومن خطرات ذاك الفكر تجري بها الفطرات من تلك البنان
أصرح عن ولاء لم يضره تقادمه بأبلغ ترجمان
وأبعها شوارد فيك تزري برنات المثالث والمثاني
مخلدة مناقبك اللواتي بلغت بهن غاية الافتنان
غرائب في تألفها مثار فعجاب النفوس والافتنان
إذا ما روضة طابت فحدث عن الغراس فيها والمجاني
لتكثر في منازلك الدواعي إلى الأفراح في آن فآن
ودهرك مقبل والعيش رغد كما تهى وسربك في أمان


المراجع

موسوعة جبران خليل جبران

التصانيف

أدباء