البور أو البورون Boron عنصر بسيط غير معدني رمزه B يقع في أول الفصيلة الثالثة وفي الدور الثاني من الجدول الدوري للعناصر. يُصنَّف غالباً مع اللامعادن nonmetals لاقتراب صفاته الكيمياوية من عنصر السيليسوم[ر] Si.
عدد البور الذري Z = 5 وكتلته الذرية m =10.18. يتميز ببنية إلكترونية 1S22S2p1، وهذا يفسر تكافؤه الثلاثي لوجود ثلاثة إلكترونات في المدار الخارجي. ويكون في الطبيعة مزيجاً من نظيريْن كتلتاهما الذريتان 10 بنسبة 18.8 ٪ و11 بنسبة 81.2 ٪؛ وقد عزله الكيميائي الإنكليزي همفري ديفي[ر] (1787- 1829) H.Davy والفرنسي جوزيف لويس غاي ـ لوساك (1778- 1850) J.L.Gay-Lussac كلٍ على حدة. تبلغ نسبته في الطبيعة (وفرته النسبية) نحو 5×10-3 ٪، ولا يوجد حراً في الطبيعة، وإنما يوجد في مركباته التي أهمها حمض البور والبوراكس وبيربورات الصوديوم.
يحضر البور اللابلوري من إرجاع أكسيد البور B2O3 بمصهور المغنزيوم، أو من التحليل الكهربائي لمزيج من هذا الأكسيد وأكسيد المغنزيوم وفلوريد المغنزيوم. أما البور البلوري فيُحضَّر من إرجاع كلوريده بالهدْروجين بوساطة القوس الكهربائية ذات المسرى النحاسي. ويوجد البور اللابلوري على هيئة مسحوق أسود ـ كستنائي كثافته 1.7. أما البور البلوري فيوجد بشكل بلورات سوداء لامعة ذات قساوة عالية جداً، وكثافتها 2.3. يمكن استخدامها في السحج abrasion. ينصهر البور في درجة حرارة مقدارها 1200ْس، ويغلي في درجة حرارة تزيد على 2500ْس. تتناقص مقاومته الكهربائية بسرعة بازدياد الحرارة.
يسلك البور عموماً سلوك الجسم المرجع في درجات الحرارة المرتفعة، فهو يحترق بالأكسجين معطياً الأكسيد الموافق. ويتحد مع الهالوجينات بالحرارة معطياً الهاليدات من الشكل BX3. أما تفاعله مع الآزوت فلا يتم إلا في الدرجات المرتفعة من الحرارة، حيث يتشكل في الدرجة 1200ْس نتريد البور الذي يتمتع بدرجة انصهار عالية تبلغ نحو 3000ْس؛ لذلك فهو يستخدم في تبطين الأفران مادة تتحمل الحرارة وتعكسها. وبتسخين البور مع الكبريت يعطي كبريت البور ويشكل مع الهدْروجين الكثير من هيدريدات البور، أهمها ثنائي البوران B2H6 الذي يمكن استخدامه وقوداً في الطائرات والصواريخ.
أما مع المعادن فيعطي بالتسخين بوريد المعدن الموافق، ويتفاعل البور كذلك مع الأسس المصهورة ليعطي البورات مع انطلاق الهدروجين. وينحل البور في حمض الآزوت المركز، ويمكن تحسين بعض صفات الحديد الصب بإضافة البور إليه. ويؤدي البور دوراً بيولوجياً مهماً في عالم النبات إذ تراوح نسبته مابين 2.3 و11.3 ميللغرام بور في كل 1 كغ من المادة الجافة في أحاديات الفلقة monocotyledons؛ أما نسبته في ذوات الفلقتين diciotyledons فهي تراوح بين 8 و95 مغ لكل 1 كغ من المادة.
يعد ثلاثي أكسيد البور هذا في الأكاسيد المذبذبة amphoteric، وإن كان أكثر حمضية من أكسيد الألمنيوم. ويصنف على أنه بلاما حمض البور، الذي يُحضَّر من تأثير حمض الكبريت في البوراكس Na2B4O7.10H2O. ويعد حمض البور في الحموض الضعيفة ويسلك في المحاليل سلوك آخذ للإلكترونات، ويدخل في صناعة بعض الأدوية الصيدلانية مادةً معقمة، ويساعد على حفظ الأطعمة، كما يستعمل في صناعة بورات الصوديوم والبوراكس، وهي مواد ذات أهمية في صناعة الخزف وبعض أنواع الزجاج (البيركس) إذ يفيد في إنقاص عامل تمددها الحراري.
ويشكل البور مع الهالوجينات، على غرار الألمنيوم، ثلاثي الهاليد، وهي مركبات ذات طبيعة مشتركة covalent ومتطايرة، يتناقص تطايرها بازدياد الوزن الجزيئي للهاليد. وتتحلل هاليدات البور بسرعة في الماء.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث