يفسح الراحلون للقادمينا احسن الله حظم يا بنينا
إحفظوا غيبنتا وأغضوا عن التقصير منا في شوطنا اسبقونا
نحن لم نخترع جديد المعاني وغلونا في لفظها تحسينا
فتح الفن كل باب حديث وعلى عهده العتيق بقينا
فخذو انتم من العلم ما أعطى قوولا الطريف قولا مبينا
لغة الضاد لا تضن عليكم إن جددتم بكل ما تبتغونا
كل يم يصيب في منجم منها الأجيب الريب كنزا دفينا
أخذ الغرب من مغوصنا الدر وفي صوغه أجاد الفنونا
وهو يأبى الجمود يوما فما للشرق لا يسأم الجمود قرونا

فكروا فكروا مليا مليا واستقلوا بوحيكم راشدينا
واستمدوا هدى سجيتكم واتخذوها لكم نصيحا أمينا

فإذا ما انشأتم فاخلقوا خلقا تكونوا حقيقة منشيئنا
ذاك ذاك التجديد لا فعل من يمكن في مقعل القديم سجينا
لا ولا خلط من إلى الفضل يعزو خلطه بالفصاحة التهجينا
أيها الشاعر الفتى عش وزدنا مبدعات على توالي السنينا
وليكن فوزك العتيد لما يتلو من الفوز طالع ميمونا
أحمس الأول ابتداء جميل أطرب السامعين والناظرينا
سقت فيه طرد الرعاة مساقا زاد جيد البيان عقدا ثمينا
وبعثت الأشخاص بعثا عجيبا وسبكت الأغراض سبكا رصينا
وأمطت الحجاب عن أي سر كان في مهجة الفخار مصونا
بين نثر لا عيب يه وشعر مثل ما تشتهي المنى أن يكونا
كلم من تخطف البرق يسبقن إلى موقع الجمال الظنونا
أساليب في الرواية يحدثن سرورا وقد أسلن الشؤونا
وحوار يبلغ العظة المثلى من الأولين للآخرينا
وختام تضوع المسك منه بعبير أضاعه الدهر حينا
قد سممنا لحب طيبة فيه نفح طيب أذكى الحمية فينا
إن تكن هذه روايتك الأولى فما الظن باللواتي لينا


المراجع

موسوعة جبران خليل جبران

التصانيف

أدباء