البرنيق varnish أو الورنيش أو البرنيش سائل عضوي لزج كالدهان، إلا أنه لا يحوي صبغاً أو مُلَوِّناً عندما يكون نقياً، وهو شفاف إلى حد ما، ويميل في لونه إلى الدكنة. وهو من الناحية التقنية رقاقة تغطي السطوح أو تكسوها ملتصقة بها بإحكام فَتُجَمِّلها وتُزَيِّنُها أو تَحميها من العوامل الجوية أو الائتكال[ر].
تصنيف البرانيق
تصنف البرانيق وفق استعمالها في فئتين كبيرتين: برانيق للاستعمال الداخلي، وبرانيق للاستعمال الخارجي.
فالبرانيق المعدة للاستعمال الخارجي تكون معرضة لتقلبات الأجواء والمناخ، لذلك تتطلب أجود المواد الأولية وعناية كبيرة في صنعها، وذلك خلافاً للبرانيق المعدة للاستعمال الداخلي.
وتصنف البرانيق وفق تركيبها في ثلاث فئات:
1- البرانيق الزيتية: وتكون طبيعية أو صنعية، وتتألف من محلولٍ لراتنج في زيت سريع الجفاف ممدَّد بِحالٍّ طيار إلى درجة من اللزوجة تتيح استعمالها؛ وما إن يُنْجِزَ هذا الحالُّ مهمته حتى يتبخر متيحاً للزيت أن ينتشر مشكلاً رقاقة على السطح المعالج سريعة التصلب بفعل الراتنج. ذلك أن هذه المنتجات تثبت أكسجين الهواء مُحَوِّلَةً الزيت إلى مادة جديدة تدعى «اللينوكسين» مكونةً «هلامة» غروية تتضمن الراتنج.
وقد تكون هذه البرانيق غنية بالزيت long-oil أو متوسطة الزيت medium-oil أو قليلة الزيت short-oil.
2- البرانيق النتروسليلوزية: وتتألف من إسترات السليلوز المبعثرة في حالٍّ ملائم يتبخر في نهاية المطاف؛ ومن مواد تعمل على تقسية الرقاقة المتكونة كالراتنجات، وعلى تفادي تقلصها كالملدِّنات.
ولا تتأثر منتجات هذه الفئة بأي فعل مؤكسد بالهواء، ولا أي تحولٍ كيمياوي أو تكوّنٍ لهلامة غروية عند الجفاف. وهي تستعمل خصوصاً في دهان الهياكل المعدنية للسيارات وما شابهها، وكذلك الأثاث، ولكنها باهظة التكاليف وتستغرق وقتاً طويلاً لإنجازها. وتستثنى منها البرانيق الصنعية المستعملة اليوم في إنهاء طلي هياكل السيارات إذ تجفف بالأشعة تحت الحمراء وذلك في منشآت معدة لهذا الغرض.
3- البرانيق غير الزيتية: ويكون الحالُّ التربنتين أو الغول، وَيتْرُكُ الحالُّ بعد تبخره المادة الراتنجية ممتدةً على شكل رقاقة دونما تحول أو تغير كالبرانيق المحلولة في الغول، أو مع بعض التغير كالبرانيق المحلولة في التربنتين؛ وهناك البرانيق الخاصة باستعمالات محددة كالمحلول المائي لصمغ حيواني ينتج من العظام أو الجلود، والمحلول المائي لصمغ نباتي ينتج من تحلُّل بعض النشاء، بالحلمهة[ر] hydrolysis.
وقد كانت البرانيق تتألف أصلاً من محاليل غروية للمكونات المولدة للرقاقات في المرققات، ثم ظهر منها حديثاً نمطان آخران:
أ ) البرانيق المبعثرة
ب ) البرانيق المستحلبة
وقد لُجئَ إلى هذين النمطين رغبة في التخلص من الحالاَّت الخَطِرَة أو السامة أوفي إنقاص مفعولها.
تجرى البعثرة في وسط مائي أو في حالّ ملائم، فتضفي ميزة على المُحَضَّر المعد للاستعمال بخفض لزوجته كثيراً عن لزوجة البرانيق المكونة من المحاليل الغروانية مع ثبات محتواه من المستخلص الجاف، مما يتيح عند الصنع استعمال منتجات أعلى محتوى بالمكونات الصلبة، ومِن ثَمَّ إنقاص كمية الحالّ المطلوب تبخره عند الجفاف.
استعمال البرانيق
تَعَمَّمَ استعمال البرانيق مع ظهور الراتنجات الاصطناعية، وبعد تحسين صفاتها المزخرِفة والواقية، في كثيرٍ من فروع الصناعة وخاصة في البناء سواء في الأعمال الداخلية أو الخارجية، وفي صناعة الخشب من أثاث وأرضيات خشبية، وفي بناء السفن وفي الصناعة الكهربائية باستعمال البرانيق العازلة، وفي حفظ المعادن من الائتكال الجوي أو الكيمياوي ووقاية المساند بشتى أنواعها من ورقية وجلدية ونسيجية ومطاطية ولدنية؛ كما تستعمل في حفظ الرسوم الزيتية بطليها بطبقة رقيقة شفافة من برنيق عديم اللون.
برنيق سبار Spar varnish
هو برنيق مقاوم للماء وثابت، يتألف من زيت سريع الجفاف أو أكثر كزيت الكتان أو زيت كبد الحوت أو زيت الخروع؛ ومن راتنج أو أكثر كالقلفونة أو صمغ إستري أو راتنج فنولي أو راتنج فنولي مُحَوَّل، ومن مُرَقِّق طيار أو أكثر كالتربنتين أو أرواح النفط؛ ومن مجفف كضروب اللينوليات (القِنَّبات) أو الراتنجات أو ضروب النفتِنات كنفتنات الرصاص والمنغنيز والكوبلت.
وهو برنيق غني بالزيت، ويتألف عموماً وعلى وجه التقريب من لتر واحد من الزيت لكل كيلو غرام من الراتنج.
تركيب البرنيق
تتألف البرانيق من ملاطيات غير طيارة وحالاَّت وممدِّدات طيارة ومُضافات مُعَزِّزَة. تولد المكونات غير الطيارة رقاقات تغطي السطح المكسو وتتألف بصورة رئيسية من راتنجات طبيعية أو صنعية. قد تكون الراتنجات الطبيعية من أصل نباتي أو مستحاثي كاللّك (الكاماليكا) والعنبر أو الكهرمان والقلفونة. أما الصنعية فيحصل عليها بتحوير مركبات عضوية بسيطة إما بالتكاثف المتعدد polycondensation أو الانضمام المتعدد polyaddition أو بالبلمرة polymerization.
تستعمل الحالات والممددات diluents والمُرَقِّقات thinners كل منها على حدة أو مزائج منها. وأشهر الحالاّت المستعملة الأغوال والتربنتين، أما الممددات والمرققات فهي من الفحوم الهدروجينية والكيتونات والاسترات.
ويضاف إلى البرانيق أحياناً بعض الملونات أو الصبغات ومضادات الطفيليات وموانع الاشتعال.
صنع البرانيق
تعتمد عملية الصنع على:
1 ـ انحلال قليل للمكون المولد للرقاقات في الحالّ سواء بالبارد أو بالساخن.
2 ـ طبخ بعض المكونات المولدة للرقاقات كالراتنجات في الزيوت، وذلك في أوعية مزودة بمُخَضْخِضات فعالة تُسَخَّن مباشرة أو بأنبوب حلزوني أو بغلاف مزدوج لتجنب ما فوق التسخين الموضعي. ويمكن القيام بذلك في جو من غاز عاطل (فاقد النشاط الكيمياوي) لتجنب التأكسد والاصفرار. ويُجعل المحلول الحاصل بالقوام المرغوب فيه في الاستعمال بإضافة حالاَّت وممددات.
ويلجأ أخيراً إلى تصفية البرنيق أو ترشيحه أو إخضاعه إلى قوة نابذة بغية تخليصه من الشوائب والمكونات غير المنحلة انحلالاً كافياً.

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث