الالتهاب الكبدي المزمن من الممكن أن يتبع العدوى بفيروسات الالتهاب الكبدي ب، ج، د. كما من الممكن أن يحصل كأحد أمراض المناعة الذاتية.
حالة العدوى بالالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن من الممكن أن تكون شديدة الخطورة، إذ تحدث إلى تليف الكبد، وهي تسبب إلى سرطان الكبد في بعض المرضى. الالتهاب الكبدي ج المزمن يكون تقريبا مثل إدمان الكحوليات من حيث درجة تسببه في حصول تليف الكبد. يعزى إلى الالتهاب الكبدي ´´ب´´ المزمن حوالي 10% من جميع حالات أمراض الكبد وتليف الكبد.
الالتهاب الكبدي المناعي الذاتي هو أحد أمراض المناعة الذاتية إذ يحصل فيه هجوم من قبل جهاز المناعة ضد خلايا الكبد بالجسم ذاته. وهو يصيب بصفة أساسية النساء صغيرات السن، رغم إنه يصيب الرجال أيضا والأشخاص في جميع الأعمار.
تحديد شدة حالة التهاب الكبد المزمن
نظراً لأن الالتهاب الكبدي قد لا يحدث أية أعراض في المراحل المبكرة، فإن الالتهاب الكبدي المزمن يتم اكتشافه غالبا بالمصادفة خلال القيام بإجراء اختبار للدم لسبب أخر.
لتأكيد الشكوك المتعلقة بالالتهاب الكبدي والمساهمة في توجيه مسار العلاج، فإن طبيبك سيجري لك اختبارات للدم، وبعضها قد يكشف عن أن الكبد قد تدهورت وظائفه.
قد يظهر البعض الآخر أن الندوب (التليفات) قد بدأت تسد القنوات الصفراوية الدقيقة بالتدريج.
كما من الممكن أن يكشف البعض الآخر من اختبارات الدم أيضا عن نوع الفيروس الذي قد يكون السبب في الالتهاب الكبدي المزمن.
في حالة فيروس الالتهاب الكبدي ب من الممكن أن تصنع اختبارات الدم فارقا مهما. فإذا كان أناس لديهم أجسام مضادة للفيروس في دمائهم، فإنهم لا يكونون محدثين للعدوى وليس من المرجح أن يصابوا بالالتهاب الكبدي المزمن. مع ذلك إذا كانت لديهم أجزاء من الفيروس تسري في دمائهم (وهي مواد تسمى الأنتيجين السطحي وأنتيجين E ، أو الحمض النووي DNA الحقيقي للفيروس)، فإنهم يكونون مسببين للعدوى.
بعض الناس الذين لديهم أجزاء من الفيروس تسري في دمائهم يكونون مصابين بالالتهاب الكبدى المزمن كما يكونون مسببين للعدوى، وأخرون يحملون الأنتيجين السطحي وأنتيجين E في أمائهم، ولكنهم لم يصابوا بعد بالالتهاب الكبدي. هؤلاء الناس يعتبرون حاملين لفيروس الالتهاب الكبدي ´´ب´´، ورغم أنهم ليسوا مرضى إلا أنهم لازالوا يستعملون على نقل عدوى الفيروس إلى الآخرين.
من الضروري معرفة نتائج الاختبارات المختلفة عند صنع قرارات تتعلق بالعلاج ولمنع انتشار العدوى.
احسن طريقة لتحديد مدى شدة الالتهاب الكبدي المزمن هي فحص عينة مأخوذة من الكبد. تكشف الشريحة الميكروسكوبية عن مدى الدمار الذي لحق بخلايا الكبد وكمية الندوب (التليف). كما يساعد فحصها على قياس مدى نشاط فيروس الالتهاب الكبدي ب، وفحص العينة الكبدية أمر مهم للحصول على التوقعات المستقبلية الدقيقة للحالة المرضية كما
يساعد على تحديد نوع العلاج المطلوب. قد يكون من المهم تكرار الفحوص لعينات كبدية لإدراك التغيرات التي تحصل في الكبد، وبالتالي التغيرات في التوقعات المستقبلية والعلاج.
خيارات العلاج
أكثر الوسائل استخداما لعلاج الالتهاب الكبدي المزمن الناجم عن أحد فيروسي الالتهاب الكبدي ´ب´ و ´ج´ هو الإنترفيرون ألفا الذي يتم حقنه يوميا أو مرات معدودة أسبوعيا على مدى شهور معدودة. حوالي نصف من يتناولون الإنترفيرون ألفا يحصلون على بعض الفائدة، وهو من الممكن أن يحدث مجموعة من الآثار الجانبية وتشمل الإعياء والحمى والتهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي، وصعوبة التركيز واضطرابات عاطفية.
بالنسبة للمصابين بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي ب يكون الإنترفيرون أكثر ما يكون فائدة فيمن أصيبوا بالالتهاب الكبدي المزمن الذي تم تأكيده بفحص عينة من نسيج الكبد، وبوجود مستويات مرتفعة جداً من إنزيمات الكبد (المسماة إنزيمات الأمينوترانسفيراز)، ووجود مستويات منخفضة من الفيروس في الدم. إن إضافة عقار لاميفودين إلى الإنترفيرون يبدو مفيدا .
يحبذ إعطاء إنترفيرون ألفا إلى معظم المصابين بالعدوى المزمنة بفيروس الالتهاب الكبدي ´´ج´´ رغم أن النجاح في استئصال حالة العدوى هنا لا يكون كبيرا مثلما يحصل في حالة عدوى فيروس الالتهاب الكبدي ب.
مما يذكر أيضا أن استعمال جرعة أقل من الإنتروفيرون يكون فعالا وكافيا لعلاج فيروس الالتهاب الكبدي ج (بينما يتحتم استعمال جرعة أعلى لعلاج فيروس الالتهاب الكبدي ب)، وهذا يعني أن الآثار السيئة الناجمة عن العلاج في حالة فيروس ج تكون أقل.
استعمال العامل المضاد للفيروسات والمسمى ريبافيرين من الممكن أن يساعد على تحسين التوقعات المستقبلية في حالة العدوى المزمنة بفيروس الالتهاب الكبدي ج.
بالنسبة للمصابين بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي ج فإن من هم دون سن 45 سنة واستمر المرض لديهم لفترة تقل عن خمس سنوات، ولم تظهر عليهم بعد دلائل التليف الكبدي يكونون هم الأكثر قابلية للاستجابة للإنترفيرون ألفا. ثمة نسبة 50% من الأشخاص يستطيع الاستفادة من العلاج بالإنترفيرون.
أما الالتهاب الكبدي المناعي الذاتي فيصعب تشخيصه، ويتم تشخيصه عادة من خلال استبعاد الأسباب الأخرى، قد تساعد اختبارات الدم على تشخيص الحالة بدقة. إذا كان التلف الذي أصاب الكبد شديدا، فإن المرض يمكن أن يكون مهددا للحياة. عقاقير القشرة الكظرية هي العلاج الرئيسي، رغم أن العوامل المثبطة للمناعة قد تستعمل أيضا.
المراجع
tbeeb.net
التصانيف
العلوم التطبيقية صحة طب العلوم البحتة