رينيه بانهارد Rene Panhard صناعي ومهندس فرنسي، من رواد صناعة السيارات في فرنسة، ومؤسس أسرة تحتل مكانة كبيرة في ميدان صناعة السيارات.
 
 ولد بانهارد في باريس وتلقى علومه في المدرسة المركزية للفنون والصنائع Ecole Centrale des Arts et Manufactures، وأسس بعد تخرجه معملاً لإنتاج الأدوات الصناعية والمناشير الآلية في ضاحية إيفري، ثم انضم إليه في عام 1886 زميله إميل ليفاسور Emile Levassor الذي كان قد اشترى حقوق استثمار محركات دايملر في فرنسة وأسسا معاً شركة بانهارد-ليفاسور التي كان من أهدافها زيادة القدرة الإنتاجية للمعمل وصنع مركبات ذاتية الحركة automobile لاتجرها الخيول. وكان صانعو المركبات حتى ذلك الحين يتخبطون في تجارب تركيب محركات تعمل على البخار أو الغاز أو الوقود السائل على نماذج من العربات المصممة لتجرها الخيول، وقد وجد ليفاسور أن مثل هذه المحاولات لا طائل من ورائها، لأن هذه العربات ببنيتها الفوقية لم تصمم لتحمل الاهتزازات الكبيرة التي تفرضها تلك المحركات وخاصة الانفجارية منها، وبعد تجارب كثيرة أخفق معظمها توصل ليفاسور وبانهارد معا في عامي 1891- 1892 إلى تصميم سيارة زودت في مقدمتها بمحرك انفجار داخلي ذي أسطوانتين من طراز دايملر يعمل على البنزين، وكانت تلك أول سيارة تصنع في فرنسة والمحرك في مقدمتها بدلاً من تركيبه تحت مقعد السائق كما جرت عليه العادة، وقد عدت هذه السيارة النموذج الأول للسيارات الحديثة لاحتوائها على الكثير من المبتكرات التي لا تخلو منها سيارة إلى اليوم، ومنها ذراع تبديل السرعة المنزلق ومجموعة المسننات التفاضلية على المحور الخلفي الذي يديره زنجير معدني. وقد أنزلت هذه السيارة إلى الأسواق سنة 1892 وحققت نجاحا كبيراً في سباقات السيارات الأولى وحازت جائزة سباق باريس-بوردو-باريس سنة 1895.
طور رينيه بانهارد الشركة بعد وفاة شريكه إميل ليفاسور عام 1897 وغدا اسمها «شركة مؤسسات بانهارد وليفاسور القديمة» la Societe des anciens Etablissements Panhard et Levassor وحققت نجاحاً تجارياً كبيراً. وبعد وفاته تولى إدارتها ابنه هيبوليت  (1870 1957) Hippolyte ثم حفيده بول (1881- 1969) Paul  .
وكان لهذا الأخير دور كبير في تطوير إنتاج الشركة وتوسيع أسواق منتجاتها، ويعدونه عميد السائقين الفرنسيين، إذ تولى قيادة أول سيارة وله من العمر عشر سنوات، وعمل في جميع أقسام المعمل قبل أن يتسلم إدارته، وارتحل إلى الخارج للاطلاع وفتحِ أسواق جديدة، وفي عام 1914 استدعي للخدمة العسكرية وكلف مهمة تحويل المعمل لإنتاج المعدات الحربية، وراق له هذا التخصص بعد انتهاء الحرب فأولاه جزءاً من نشاطه، وتابع إنتاج نمط من المصفحات الحربية المتعددة المهام والمسلحة بالرشاشات عرفت باسم بانهارد.
رفض بول بانهارد في الحرب العالمية الثانية التعاون مع الاحتلال الألماني وبذل مجهوداً كبيراً ليحول دون مصادرة الألمان للمعمل، وفي عام 1946 أنتج سلسلة سيارات شعبية صغيرة من طراز دينا Dyna ذات شد أمامي وتُبرَّد بالهواء. وفي عام 1956 اندمجت شركة بانهارد بشركة سيتروين لصناعة السيارات وتوقف إنتاجها تماماً عام 1965.   
محمد وليد الجلاد
 

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث