يتعرض الأطفال في كل مكان في العالم إلى خطر تلوث البيئة. ولاشك أن الأطفال هم أكثر فئات المجتمع تضرراً بهذا التلوث، لاحتكاكهم المباشر بالبيئة، ونقص وعيهم البيئي، بالإضافة إلى قابلية أجسامهم ومناعاتهم الطبيعية إلى التأثر الشديد بما يوجد في البيئة المحيطة.
 
إن حماية الأطفال من مصادر الخطر في البيئة هي مسؤولية جميع المواطنين على اختلاف مستوياتهم.
 
 
وقد أكدت الدراسات والأبحاث الحديثة أن الرصاص هو من أكثر الملوثات خطراً على صحة الإنسان، كما أنه من الملوثات البيئية السامة.
 
 
وتوضح الدراسات العلمية الحديثة أهمية تنبيه وإرشاد الأسرة إلى خطورة الرصاص على الإنسان بصفة عامة، وعلى الأطفال بصفة خاصة.
 
 
ويوجد ثلاثة ملايين طفل في الولايات المتحدة يواجهون خطر الاصابة بالتخلف الذهني وإعاقة النضج السلوكي والعاطفي بسبب الرصاص ومركباته.
 
 
وقد ثبت أن هناك علاقة متصلة بين التشوه الخلقي للأطفال، وتعرض النساء الحوامل لجرعات كبيرة من الرصاص، كما أن تعرض الأمهات لجرعات كبيرة من الرصاص يمكن أن يسبب إلى ولادة أطفال ناقصي الوزن، وقليلي الاستجابة للمؤثرات السمعية والبصرية. ويناشد مركز مراقبة الأمراض في ولاية أتلانتا بالولايات المتحدة ضرورة حماية الأطفال من التعرض للرصاص، فهو كما يقول مدير مركز مراقبة الأمراض الخطر البيئي الأول للأطفال.
 
 
ومن الممكن أن يستنشق الأطفال الرصاص مع الغبار، وبعض الملوثات الأخرى في المنازل، وخاصة تلك المنازل المطلية بالدهان الذي يحتوي على الرصاص. والخطير في الأمر أن كثيراً من مركبات الرصاص ذات طعم حلو أو يميل إلى الحلاوة، مما يدفع الأطفال إلى تقشير الطلاء من الجدران ووضعه في أفواههم.
 
 
وتشير مجلة دير شبيغل الألمانية في عدد سبتمبر 2001م إلى أن دائرة فحص الألعاب في جنوب بافاريا قد كشفت عن مواد سامة بتركيز عال في بعض ألعاب الأطفال، لاسيما في بعض ثياب الدمى المصنوعة من الجلد، والألعاب المصبوغة. كما أوضحت المجلة إلى وجود عناصر ثقيلة بتركيز يتعدى الحد المسموح به من وزارة الصحة الألمانية في الألعاب المعدنية المصبوغة.
 
 
وكشفت التحاليل المعملية على الثياب الجلدية للدمى من صناعة تركية على أنها تحتوي على عنصر الرصاص بنسبة تعادل 250مرة نسبة الحد الأقصى التي قررتها وزارة الصحة الألمانية.
 
 
وقد قامت السلطات الصحية الألمانية بسحب هذه الثياب من السوق بعد ظهور نتيجة التحاليل المعملية.
 
 
وقد حدد مركز الأمراض بولاية أتلانتا بالولايات المتحدة كمية تقدر برأس قلم صغير يمكن أن تؤثر على ذكاء الطفل، وعندما تزيد هذه الكمية مع الزمن فقد يصاب الطفل بفقدان الذاكرة الحاد وتراجع في تنسيق الحركات العضلية للجسم، وربما يتعرض الطفل بعد ذلك للاصابة بفقر الدم وخلل في وظائف الكبد.
 
 
ولعل من النصائح الموجهة إلى الأسرة لكي تحمي أطفالها من خطر التسمم بالرصاص ما يلي:
 
 
لا تتركوا الأطفال يضعون الدهان أو قطع الطلاء المقشر في أفواههم أو حتى لعق حافة النافذة أو الباب، لا تتركوا الأطفال يلعبون تحت الجسور أو المناطق المزدحمة بالسيارات التي تقذف بكميات كبيرة من الرصاص، اجعلوا الأطفال يتناولون منتجات الألبان والخضروات، لأنها تساهم في إعاقة امتصاص الرصاص إلى مجرى الدم.
 
 
إن الحماية والوقاية دائماً خير من العلاج، وينبغي علينا أن نضحي بجزء من أموالنا وجهودنا من أجل الوقاية من الأمراض البيئية قبل أن يصبح أطفالنا ضحية لسرطان جديد هو سرطان التلوث الذي يمكن أن يهدد الجميع

المراجع

annajah.net

التصانيف

صحة الطفل  الطبي  طب   العلوم البحتة