صدر عن وزارة الثقافة – دار الثقافة والنشر الكردية – عام 2005 ، الكتاب الموسوم بـ(اللغةالكردية .. دراسة جغرافية) تأليف :الدكتور فؤاد حمه خورشيد وقبل ان اتناول هذه الدراسة القيمة بالعرض لابد من الاشارة الى ان المؤلف اهتم منذ بداياته الكتابية في جريدة التأخي سنة 1967 م بشؤون الثقافة الكردية ، تأريخ وجغرافية كردستان ، ونشر في ذلك عشرات المقالات والبحوث والكتب وابرز كتبه:
1.الاكراد –دراسة علمية موجزة -1971م. 2.العشائر الكردية – مترجم -1979 م. 3.العصرالجليدي في كردستان –مترجم-1986م. 4.الكرد في المصادر القديمة –مترجم-1986م. 5.القضية الكردية في المؤتمرات الدولية-2001م. 6.اصل الكرد -2003م. 7.كركوك –قلب كردستان –تحت الطبع
   كما ان المؤلف يعمل الان مدير عاما للثقافة الكردية ورئيسا لتحرير مجلة (كمرميان).
   
        يحتوي الكتاب على مقدمة وخمسة فصول(اللغة الكردية ، ولهجات اللغة الكردية ، وخارطة اللهجات الكردية ، وتاريخ تطور اللغة الكردية والتطور التاريخي للغة الكردية).
   
       يقول المؤلف في المقدمة : ان هذا الكتاب يحاول ان يعطي ردا معقولا للاراء الخاطئة التي ذكرتها بعض المصادر بخصوص انتماء هذه اللغة ، واقسام لهجاتها كما انه اشار الى بعض الاسباب الكامنة وراء تفرع هذه اللهجات ، ثم وزعها توزيعا جغرافيا معاصرا ورسم لها خارطة توضيحية.
       
        ويأمل المؤلف ان يساعد الكتاب في تكوين فكرة واضحة وصائبة عن انتماء هذه اللغة وعلاقاتها الهند- اوربية من ناحية ، وعن لهجاتها المحلية وتوزيعها الجغرافي من ناحية ثانية.
     
         واشار الى ان هذا الكتاب يتضمن تصحيحات وايضاحات وعدة هوامش كان القصد منها اعطاء فكرة اقرب الى التكامل حول الموضوعات التي تناولها وتحدث المؤلف في الفصل الاول اذ قال : لكي نتعرف بشكل جيد على المدلول اللغوي لمجموعة اللغات الهندو- اوربية، ومدى علاقة اللغة الكردية بهذه اللغات ، ينبغي ان نعيد الى الاذهان بعض الحقائق التاريخية ، فقد لاحظ الاركيولوجيون ان هناك سمة مشتركة لحضارة بشرية قديمة انتشرت عقب انتهاء العصر الحجري الحديث فوق مساحة شاسعة من اراضي العالم القديم ، كرومانيا وجنوبي روسيا وفي سوسة وبلوجستان والهند وتركستان وكردستان ، ونتيجة لذلك فقد توصل العلماء الى القول بانه لابد ان تكون هذه الحضارة المتشابهة في صنع شعب واحد ونظرا لانتشار معالم الحضارة من الهند الى اوربا فقد اصطلحوا على تسمية ذلك الشعب باسم الهندو-اوربي .
       واضاف المؤلف الى ان اللغة انتشرت مع هجرات الشعوب الهندو- اوربية التي اتجهت كل مجموعة منها نحو منطقة من مناطق العالم القديم ، وخاصة في اسيا واوربا. فهاجر قسم منها عبر نهر الدانوب الى شبه جزيرة البلقان واوربا الشرقية ، وهم اسلاف اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب الاوربية الناطقة باللغات الاوربية المعاصرة في حين توجه قسم اخر منهم نحو الجنوب الشرقي فوصلوا حدود الهند واستقروا في السند والبنجاب. اما القسم الثالث فقد اتجه نحو آسيا الصغرى وجبال زاكروس وانتشروا في ايران وكردستان.
      
        وذكر المؤلف في الفصل الثاني ان هناك اختلاف لوجهات النظر في تقسيم لهجات اللغة الكردية حول لهجتين كرديتين صميميتين هما :
1.اللغة الكرمانجية الجنوبية المعروفة باللهجة اللورية . 2.اللهجة الكورانية
         واشار المؤلف الى ان بعض الكتاب لا يعدون هاتين اللهجتين من لهجات اللغة الكردية ، بل يعتقدون انها من لهجات اللغة الفارسية . ويجب ان نشدد على ان هذه النظرة الخاطئة لموقع هاتين اللهجتين من اللغة الكردية مردها النظرة اللاموضوعية التي اعدت من اجل غرض سياسي معين .
        واضاف الى ان عدد لهجات اللغة الكردية الرئيسية فان التقسيم الاكثر واقعية والمنسجم مع الحقائق اللغوية والجغرافية هو الاتي:
1.الكرمانجية الشمالية. 2.الكرمانجية الوسطى. 3.الكرمانجية الجنوبية.
            ان لكل لهجة رئيسة من هذه اللهجات مجموعة من اللهجات المحلية (الفرعية) التي تتشابه بوجه عام في خصائصها اللغوية واصواتها باستثناء بعض الكلمات او المفردات او الحروف او في تأثير بعض كلمات لهجة محلية منها بكلمات اللهجة التي تجاورها ويمكن ملاحظة اللهجات المحلية للهجات الكردية الرئيسية على وفق الجدول المبين في ادناه: 
اللهجةالرئيسية لهجاتها المحلية (الفرعية)
1. الكرمانجية الشمالية: البايزيدية ، الهكارية، البوتانية، الشمدينانية، البهد ينانية، واللهجة الغربية. 2. الكرمانجية الوسطى: الموكرية ، السورانية، الاردلانية، السلمانية، الكدمانية. 3.الكرمانجية الجنوبية: اللورية الاصلية ، البختيارية ، المامسانية، الكو هكلوية ، اللكية والكلهرية. 4.الكورانية: الكورانية الاصلية ، الهورامانية، الباجلانية، الزازائية، الشبك.
         يرجع سبب تعدد اللهجات الكردية الى عدة عوامل الا ان للعاملين الجغرافي والسياسي دورا رئيسيا في تباين لهجات هذه اللغة منذ نشأتها الاولى وتحدث المؤلف في الفصل الثالث بصورة تفصيلية عن خارطة اللهجات الكردية . اما الفصل الرابع فقد كان محاولة لمتابعة تاريخ تطور اللغة الكردية ولهجاتها في ضوء المتابعة الشخصية لهذا الموضوع استنادا الى العوامل التاريخية والاجتماعية والجغرافية التي اثرت في اللغةالكردية عير الزمان . لذا فان الهدف الاساس للبحث هو تحديد الفترات الزمنية لكل مرحلة او تطور في هذه اللغة ولهجاتها ورسم شكل يوضح ذلك.
    
         ويقول المؤلف في الفصل الخامس: هناك صعوبة في تثبيت الحد الفاصل بين اللغة واللهجة او اللغة الشقيقة ، لان هناك بعض اللهجات تدعى بعض الاحيان لغات ، وان اللغة في احيان اخرى تعد لهجة. ففي ايطاليا – على سبيل المثال- يصعب ان يتفاهم ايطاليو الشمال مع ايطاليي صقلية مع انهم يعدون انفسهم يتكلمون لهجتين ايطاليتين . وتعد اللغتان الدنماركية والنرويجية لغتين مختلفتين ، في وقت تفهم اللغتان من قبل الشعبين . لذا يتضح ان الحد الفاصل بين اللغة واللهجة ليس واضحا على الدوام باعتبار ان اللهجة ليست سوى تعدد صوتي او نغمي في لغة واحدة.
     
        واختتم المؤلف الكتاب بقوله: ان اللغة الكردية هي احدى اللغات الهندو-اوربية المستقلة وانها تطورت عبر العصور محتفظة بكامل خصائصها اللغوية الاصلية وان كانت قد تأثرت في بعض مناطقها بمؤثرات اللغات المجاورة لها لاعتبارات تجارية (اقتصادية) او دينية.                                                                     
                                                                    
                                                                    
                                            
 

المراجع

موسوعة الجغرافيا دراسات وابحاث

التصانيف

تصنيف :الجغرافيا