أوكرانية
اللغة الأوكرانية
اللغة الأوكرانية Ukrainian هي اللغة القومية التي يتكلمها الشعب الأوكراني في جمهورية أوكرانية وخارجها، نشأت وتطورت مع نشأة الشعوب السلافية وتطورها. فاللغة الأوكرانية تؤلف مع اللغتين الروسية والبيلوروسية الفرع الشرقي من مجموعة اللغات السلافية التي تنتمي إلى ماشاعت تسميته بأسرة اللغات الهندية ـ الأورُبية. وترجع أصول اللغة الأوكرانية إلى اللغة الروسية القديمة في لهجاتها الجنوبية والجنوبية الغربية.
أدى انهيار إمارة كييف الروسية (1240) إلى تفكك أواصر الشعب الروسي القديم وانقسامه إلى ثلاثة شعوب سلافية شرقية هي الروس والأوكران والبيلوروس وصار لكل منها لغة وثقافة وأسلوب عيش مختلف. واحتفظت كل لغة من لغات هذه الشعوب بكثير من الملامح المشتركة، كما اكتسبت في الوقت نفسه ملامح وخصائص تميزها من غيرها.
شهد تاريخ اللغة الأوكرانية مراحل عصيبة من الصراع من أجل بقائها لغة ثقافية على قدم المساواة مع اللغات الأخرى، والسبب الرئيس في هذا عدم وجود دولة أوكرانية مستقلة تتبنى هذه اللغة منذ عام 1240 وخضوع أوكرانية لحكومات أجنبية مختلفة (التتار والمغول واللاتفيين والأتراك والروس وغيرهم)، مع أن الإكراه السياسي الذي مارسه هؤلاء الحكام الأجانب على الشعب الأوكراني عزز وحدة هذا الشعب وتمسكه بلغته القومية وأكد مقدرة هذه اللغة على البقاء، وزاد في غنى مفرداتها وقواعد كتابتها وأشكال حروفها وأساليب التعبير بها، فقد أدت محاولات الذين سيطروا على الأراضي الأوكرانية، حظر استخدام اللغة ومنع الكتابة بها ومصادرة ماكتب بها إلى افتقارها إلى المصطلحات العلمية والإعلامية وغيرها. ومع ذلك فقد نتج عن الفترة القديمة في تاريخ اللغة الأوكرانية تراث شعبي شفاهي ومكتوب يضم نصوصاً تاريخية ودينية وأغاني وأساطير وسيراً شعبية وغيرها. ويعود أقدم تراث أوكراني مكتوب إلى القرن الرابع عشر.
ورثت اللغة الأوكرانية الحديثة تقاليد اللغة القديمة والتراث الشعبي الشفاهي. وكان للمفكر الأوكراني كوتلاريفسكي Kotlarevski أثر كبير في تطوير اللغة الحديثة على أساس اللغة الدارجة في مؤلفه «الإنيادة» (1798)Aeneid ، وتعززت مكانة هذه اللغة في الاستعمال لأدبي بكتابات شفتشنكو (1814- 1861) Shevchenko، وغيره من مشاهير الكتاب الأوكرانيين، ولكن تقييد استعمال اللغة الأوكرانية ومنعها رسمياً في العهد القيصري الروسي أصابها بجمود كبير، فلم تستعد نشاطها وحيويتها إلا بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية سنة 1917 حين توافرت الشروط المناسبة لإحيائها.
تؤلف الأصول السلافية المشتركة الأساس اللغوي للغة الأوكرانية، ولكن كلمات كثيرة من أصول أخرى دخلت هذه اللغة في مرحلة استقلالها وتطورها وكثير منها مقتبس عن اللغتين البولندية والألمانية، وأدخلت إلى اللغة الأدبية الأوكرانية أجناس أدبية مهمة منذ القرن السابع عشر، وساعد في تحسين هذه اللغة كتاب القواعد الذي وضعه م.سموتريتسكي (1619) Smotretski، كما أغنى مفرداتها معجم بريندا (1627) Berinda. وفي سنة 1818 صدر أول كتاب قواعد للغة الحية الأوكرانية من وضع بافلوفسكي، كما صدر في عام 1849 كتاب قواعد اللغة الروسية (والمعني هنا اللغة الأوكرانية) من تأليف ياغولوفاسكي.
تختلف اللغة الأوكرانية عن اللغة الروسية القديمة والروسية الحديثة بعدد من الخصائص المميزة في نطق بعض الحروف الصائتة والصامتة وكتابتها وإبدال حروفها أو إدغامها، وعدم تواتر أكثر من صائتين في الكلمة إضافة إلى اللواحق التي تمنح اللغة طابعاً خاصاً.
ويتكلم الأوكرانية اليوم ما يزيد على 50 مليون نسمة يعيش معظمهم ضمن حدود أوكرانية ويتوزع الباقون في أنحاء العالم ولهم فيها مدارس وصحافة، وتصدر بهذه اللغة مؤلفات كثيرة داخل البلاد وخارجها في شتى ميادين المعرفة والأدب، وهي من اللغات المعتمدة لدى منظمة الأمم المتحدة.
وليد الجلاد
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
أبحاث