العدوان aggression سلوك اندفاعي هجومي مقصود ينطوي على إكراه الآخر أو سلب شيء منه أو إيذائه. ويبدو خلال هذا السلوك أن قدرة الفرد على ضبط نوازعه الداخلية تكون ضعيفة أو معدومة.
يشمل مصطلح العدوان مظاهر عديدة ومعقدة ومتداخلة من سلوكات فعلية وحالات انفعالية ونزعات وأفكار ودوافع؛ وعادة يتم بسبب هذه المظاهر التمييز بين مصطلحي العدوان والعدائية: hostile وإن كان الخلط بينهما قائماً في كثير من الأحيان. فالعدوان عبارة عن استجابة تسبب وتوجه مثيرات باعثة على أذى شخص آخر وضرره، في حين أن العدائية تشير إلى اتجاهات ومشاعر وتقييمات سلبية للناس والأحداث يعبر عنها إما بلغة صريحة أو مقنعة.
أنواع العدوان
تعددت تسميات العدوان وأنواعه، واختلفت الأسس المعتمدة في ذلك وتنوعت، ومع ذلك يمكن ذكر أهم الأسس المعمول بها عالميّاً في تصنيف العدوان وهي:
ـ أسلوب العدوان:
يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع للعدوان استناداً إلى أسلوب العدوان الذي يعتمده الشخص وهي:
آ ـ العدوان الجسدي:
حيث يصيب الأذى جزءاً أو أكثر من جسد الشخص المعتدى عليه، وقد يؤدي هذا العدوان إلى تشوهات أو عاهات أو حتى إلى الوفاة.
ب ـ العدوان اللفظي:
حيث يقف العدوان عند حدود الكلام واللغة, كالسب والشتم، حيث لا يكون هناك أي أذىً جسديٍّ، ولكنه قد يرافق بتعابير وجهية وجسدية تدل على الغضب والتهديد.
جـ ـ العدوان الرمزي:
حيث يقف العدوان عند حدود المشاعر والأحاسيس والأفكار كمشاعر الكره والاستهزاء والازدراء، أو الامتناع عن النظر إلى الشخص ورد السلام عليه.
ـ خصائص المعتدي
تحدد أنواع العدوان حسب ما إذا كان المعتدي شخصاً واحداً أو عدة أشخاص، ويمكن التمييز بين نوعين هما:
آ ـ العدوان الفردي: وهنا يكون المعتدي شخصاً فرداً واحداً، أي يوجه العدوان من فرد واحد إلى فرد واحد أو إلى جماعة.
ب ـ العدوان الجماعي: وهنا يكون المعتدي جماعة من الأشخاص، كما يكون المعتدى عليه إما شخصاً واحداً أو جماعة من الأشخاص.
ـ جهة العدوان
يمكن التمييز بين نوعين من العدوان حسب جهة العدوان وتوجهه هما:
آ ـ العدوان الذاتي: حيث يتجه العدوان مباشرة إلى الذات أو إلى ممتلكاتها كالانتحار مثلاً أو محاولة سب النفس وشتمها أو إيذائها.
ب ـ العدوان الغيري: حيث يتجه العدوان مباشرة إلى الآخرين كضربهم أو سرقتهم أو إحراق بيوتهم أو أشيائهم.
حالة العدوان وسمته
يمكن التمييز، عند النظر إلى العدوان، من حيث كونه سلوكاً يظهر في مواقف معينة، أو من حيث كونه سلوكاً ثابتاً يظهر في كل المواقف أو معظمها، حيث يرتبط الأمر في جلّه بقدرة الشخص على ضبط سلوكه العدواني، فالشخص في الحالة الأولى أكثر قدرة على الضبط منه في الحالة الثانية، لكون الحالة الثانية متأصلة في سمات الشخصية أو متأثرة بها. ويمكن القول إن كل الأشخاص يمرون في فترة ما من حياتهم بسلوكات عدوانية مقبولة من المنظور الاجتماعي، وهذا ما يشار إليه على أنه العدوان كحالة، وهذه الحالة لاتستدعي العلاج إلا إذا طلب الشخص ذلك. في حين أن الحالة الثانية تختص بها فئات معينة من الناس حيث تؤدي العوامل الوراثية والجينية دوراً مهماً في ذلك، وهذا ما يشار إليه على أنه العدوان كسمة، وغالباً ما تستدعي العلاج النفسي والقانوني لأن الأذى الذي يلحق بالآخرين يكون متكرراً وشديداً.
أسباب العدوان
هناك نظريات متعددة حول أسباب العدوان وعوامله، وجميع هذه النظريات صحيحة جزئيّاً؛ إذ إنها كلها تلعب دوراً في ظهور العدوان؛ فالبعض يعتقد أن الأمر لايخرج عن إطار بيولوجي وفيزيولوجي، حيث يكون العدوان إما سلوكاً غريزيّاً فطريّاً أو سلوكاً ناجماً عن نشاط هرموني أو كيميائي أو كهربي في الجهاز العصبي المركزي.
وهناك من يعتقد أن العدوان سلوك متعلَم عن طريق ملاحظة نماذج من سلوك الآباء والإخوة والرفاق وغيرهم، حيث يبدو أن العدوان يزداد احتمال تعلمه إذا ما تمت مكافأته عندما يحصل الشخص المعتدي على ما يريد بسهولة ويسر، أو إذا ما كانت اتجاهات المجتمع نحو العدوان إيجابية.
وهناك من يؤكد أن إحباطات الحياة اليومية تستثير الدافع على العدوان حسب نظرية الإحباط ـ العدوان، حيث يستدعي الإحباط حافزاً عدوانيّاً يستثير الدافعية إلى السلوك العدواني، وهذه العلاقة بين الإحباط والعدوان ليست حتمية، إنما توجد عوامل أخرى عديدة تشارك في نمو السلوك العدواني وبقائه.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث