بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في جغرافية المدن
مدينة رفاعة : دراسة في جغرافية المدن
اعداد الطالب : الصديق الامام محمد الحسن
اشراف الدكتور : حسن الياس 
يونيو2010 
مستخلص البحث
 
هذه البحث عبارة عن دراسة جامعية لنيل درجة الدكتوراه في الجــغرافية ( جغرافية العمران )  لمدينة رفاعة وهو يحتوي على سبع فصول اشتمل الفصل الأول من الدراسة على فصل تمهيدي ( مقدمة) تم من خلالها التعرف على أهمية البحث وأسباب أختار الموضوع ومشكلة البحث وفروض البحث والفصل الثاني على الإطار النظري والدراسات السابقة حيث اشتمل على النظريات التي تحدثت عن إحجام ونمو المدن وبعض المصطلحات والمفاهيم الخاصة بالبحث كما اشتمل على بعض الدراسات الخاصة ببعض المدن على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي ، أما الفصل الثالث فخصص للخصائص الطبيعية والبشرية لمنطقة الدراسة وأثرها على جغرافية المدينة والفصل الرابع لمورفولوجية المدينة والفصل الخامس للخدمات الحضرية للمدينة أما الفصل السادس فقد خصص للوظيفة الإقليمية لمدينة رفاعة ، وكان ختام البحث الفصل السابع الذي خصص للنتائج والتوصيات ، وقد تبين من خلال الدراسة أن مدينة رفاعة تعاني كغيرها من المدن السودانية من العديد من المشاكل المتنوعة وقد هدفت الدراسة إلى الكشف عما هو قائم في المدينة للتبوء بالمستقبل المرتقب على الصعيد الديموغرافي والاقتصادي والاجتماعي والعمراني والخدمي ، وذلك من اجل المساهمة بما هو مطلوب من اجل وضع وإعداد خطط تنموية وتنظيم عمراني وخدمي، ، وتأتي أهمية الدراسة كونها الأولى من نوعها في هذا المجال وذلك بعد اطلاع الباحث على العديد من الدراسات السابقة في نفس المجال التي تخص مدينة رفاعة ، ومن خلال هذا المستخلص نوجز أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج ، حيث تبين لنا أن المدينة تعاني من عدة مشاكل في الخدمات مثل التعليم والصحة والنقل والأمن ومياه الشرب والكهرباء وقد كشفت الدراسة أن اغلب الخدمات تتركز في المدينة مما سبب ضغطا على الاستخدامات العامة في المدينة من قِبل الإقليم ، أما بخصوص وضعية السكان فإن الزيادة السكانية ضعيفة جدا " مقارنة بالتعدادين الأخريين في عامي 1993م حيث بلغ عدد السكان 25.418 اما في عام 2008 فقد بلغ  27515 مما يتطلب دراسة أوفى في هذا المجال ، وعلى ضوء النتائج السابقة فقد خلصت الدراسة إلى عدة توصيات كان من أهمها التوصية بتحسين الخدمات التعليمية وذلك بزيادة المدارس وتأهيلها والإسراع في استكمال وتنفيذ جامعة البطانة ، وتأهيل بعض الكليات الجامعية الموجودة بالمنطقة وإضافة بعض الكليات التطبيقية كالطب والهندسة وغيرها في الجامعة الجديدة وفي مجال الصحة أوصت الدراسة بتأهيل وتوسعة المستشفى التعليمي وترفيع مركز المرحوم عمر الحاج موسى لغسيل الكلى لمستشفى لجراحة وعلاج الكلى كما أوصت الدراسة بتحسين خدمات صحة البيئة وخدمات الكهرباء والماء وغيرها من الخدمات.
 
الفصــــــل الأول
 
 
أساسيات البحث
 
1/1مقدمة
 
تعتبر جغرافية المدنGeography of Towns فرع من فروع الجغرافية البشريةالحديثة العهد اذ ترجع نشأتها الي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، ظهرت مقدماتها الأولي على شكل مقالات وكتب صغيرة تناولت الموقع والموضع كما فعل راتزل RAZEL سنة 1906 م وهاسرت Hassertفي كتابه ، الجغرافية العامة للمدن عام 1907م ، وهي تمثل الشق الأول من جغرافية العمران أما الشق الثاني فتمثله جغرافية الريف التي ظهرت متأخرة بعد المؤتمر الجغرافي الذي انعقد في القاهرة عام 1925م .وجغرافية المدن تدرس المدن من حيث النشأة والموقعوالنمو والوظائف وتفيد جغرافية المدن في التخطيطالإِقليمي. ويطلق أيضا على جغرافية المدن جغرافية الحضر، وتستمد معلوماتها من مصادر متعددة إذ أن المدينة تعبر بطريقة أو بأخرى عن كل شي في الحياة تقريبا ، ومن ثم فمادتها متنوعة ومتطورة ، فقد تتناول دراسة نشأة وتطور المدينة. ومشكلة الإسكان الحضري ، وحركة المرور وتوفير الخدمات العامة والنشاط  التجاري وغير ذلك من أوجه النشاط والخدمات (1) وقد تطورت الجغرافية في الآونة الأخيرة تطورا" ملحوظا" نحو الاتجاه التطبيقي الشئ الذي جعلها تسهم إسهاما فعالا في إيجاد التخطيط العمراني السليم الذي يوفر الراحة والسعادة لسكان المدن. 
المدينة ظاهرة جغرافية قديمة قدم المدنية نفسها ومن هنا كانت العلاقةبين لفظ المدينة والمدنية وتهتم  جغرافية المدن حالياً بدراسة موقع المدينة، ووظيفة المدينة وتركيبها، ولقد اتسعت دراسةجغرافية المدن بعد الحرب العالمية الثانية لتساهم في تخطيط المدن التي دمرتها الحربالعالمية الثانية ، حيث ظهر فرع جديد هو تخطيط المدن(1) محمد السيد غلاب ويسري الجوهري جغرافية  الحضر ( 1999 ) ص5 ، وليس معنى ذلك أن تخطيط المدن وليد فترة ما بعدالحرب العالمية الثانية، إذ أن الشواهد التاريخية تدل على أن تخطيط المدن كانموجوداً عند المصريين القدماء، وعند الإِغريق والرومان. ولعل أقدم مدينة ظهر فيهاالتخطيط هي المدينة التي أنشأها أخناتون سنة 1370 ق. م. وعرفت باسم "أخناتون". 
ولقد اهتم الجغرافيون المسلمون بدراسة المدن اهتماماً كبيراً. وقد تعرض (ابنحوقل) في كتابه "صورة الأرض" لوصف الكثير من المدن مثل قرطبة وفاس، وقد ذكرالقلقشنديفي كتاب "صبح الأعشى" معظم المدن الموجودة على بحر الروم 1ولقد تضمنت (مقدمة ابن خلدون) حديثاً عن البدو والبداوة وعلاقة ذلكبالحضر. وقد تناول ابن خلدون موضوع نشأة المدن والأمصار وما يجب مراعاته، في أوضاعالمدن أي ضرورة حمايتها بالأسوار وتوخي المواقعالطبيعية لذلك. وضرورة ابتعادها عن المستنقعات والمياه الراكدة ، ومن دراسة ما كتبهابن خلدون في مقدمته نجد أنه تلاقى في كثير من آرائه مع الآراء الحديثة في جغرافية المدن.
واذ انتقلنا من هذه المقدمة لمدن السودان فاننا نجد إن أغلب المدن السودانية تعاني من مشاكل متعددة كنقص الخدمات المختلفة وعدم وجود التخطيط السليم الأمر الذي يتطلب من الجغرافيين وذوي الاختصاص من العلوم الأخرى العمل على وضع مقترحات وحلول مناسبة وفقا للظروف الجغرافية المحيطة بكل مدينة. حيث أن وجود الخدمات وتوفرها بالمدينة مطلب أساسي لسكانها حيث يعد ذلك عاملا أساسيا من عوامل استقرار السكان ونمو المدينة ، ولايتم توفر هذه الخدمات إلا من خلال الدراسة و التخطيط العمراني السليم ولهذا جاءت هذه الرسالة محاولة لدراسة مشاكل مدينة رفاعة من حيث نشأتها ونموها والظروف الجغرافية المحيطة بها ومدى تأثير هذه الظروف على نموها وتطورها والعلاقات الوظيفية بينها وبين إقليمها والخدمات الحضرية بها وإيجاد المقترحات والحلول المناسبة لها ، وهذا لايتم إلا بالدراسة والخروج بالنتائج والتوصيات التي تساهم في حل مشاكل المدينة بتكاتف الجهات الرسمية مع الجهات الشعبية بالمدينة حتى يتم التطور المنشود.
 
1/2 أسباب اختيار الموضوع
 
لقد أصبح النمو المتسارع للمدن في هذا العصر من الظاهرات الحضرية التي شدت انتباه الدارسين ، الشئ الذي أدي إلي نشاط الدراسات الخاصة بجغرافية المدن ، اذ أن هذه الدراسات ، يمكن الاستفادة منها في التخطيط السليم للمدن ، وقد جاء إختياري لهذا الموضوع لاهمية مدينة رفاعة وذلك لعدة أسباب يمكن تلخيصها في الأتي:-
1/ تعتبر مدينة 
رفاعة مدينة ذات طابع ريفي، وتعتبر نموذج للمدن الريفية بالسودان.
2/ الاهمية 
التعليمية للمدينة حيث تعتبر أول مدينة بدأ بها تعليم البنات بالسودان إضافة لازدهار التعليم بها منذ زمن بعيد .
3/ لم تنل هذه المدينة الدراسة العلمية الكافية كما اتيح لغيرها من مدن السودان ، لذا يرى الباحث ان يسهم في تقديم دراسة علمية جغرافية لهذه المدينة يمكن الاستفادة منها من قبل جهات الاختصاص.
 
1/3 مشـــكلة البحث
 
مدينة رفاعة من المدن التي واكبت نشأتها مجموعة من الظروف يسعى الباحث من خلال البحث الى تحليلها بغرض الوصول الى أسبابها من خلال الاجابة عن الاسئلة التالية:- 
- لماذ اختير الموقع الحالي لمدينة رفاعة مكانا" للاستيطان ؟
- ماهي أهم العوامل التي أدت إلي نمو مدينة رفاعة ؟
- تعاني المدينة من نقص في الخدمات العامة ماهو السبب في ذلك؟
- ما مدى تأثير المدينة على إقليمها وتأثير الاقليم عليها ؟
وقد تم تلمس هذه المشاكل عن طريق الملاحظة والمعايشة للمدينة
 
1/4 فروض الدراســـة
 
من خلال مشكلة البحث يمكن صياغة الفروض الاتية:-
- موقع المدينة بالنسبة النيل الازرق ( الضفةالشرقية) واستواء سطحها وخصوبة ارضها ووفر المرعى الخصب أدى لاستيطانها.
- من العوامل التي ادت لنموها ما يلي:-
- موقعها بالقرب من النيل الازرق سهل عملية الزراعة والري .
- تعتبر المدينة رائدة التعليم في السودان اذ دخل فيها التعليم منذ وجود الاستعمار .
- نقص الخدمات في المدينة سببه النمو السكاني الكبير وعدم توفير الدعم اللازم للخدمات من جانب الحكومة وتركه للجهد الشعبي للمواطنين واللجان الشعبية. 
- اثرت المدينة على اقليمها من عدة نواحي من أهمها الجانب التعليمي حيث نجد ان عددا" كبيرا" من ابناء القرى المجاورة للمدينة قد استفادوا من الخدمات التعليمية التي تقدمها المدينة حيث نالوا قسطا كبيرا" من التعليم مقارنة مع مناطق السودان المختلفة في ذلك الوقت. وكذلك اثرت المدينة على الاقليم من الناحية التجارية حيث تعتبر المدينة منفذ لسهل البطانة الي شرق السودان عامة ومدينة بورسودان خاصة .
وكذلك أثر الاقليم على المدينة باثراء الجانب التجاري وذلك لوجود كمية كبيرة من القرى المنتشرة حول المدينة مما ساعد على حركة السوق بالمدينة وازدهارها من الناحية التجارية.
 
1/5 أهمـــية البحث
 
* التعرف على أهم الخصائص الطبيعية والبشرية لمدينة رفاعة .
* توضيح المراحل التاريخية لنشأة ونمو المدينة والتعرف على تخطيطها وتركيبهاالوظيفي.
* التوصل إلى الحقائق والمعلومات الجديدة الخاصة بإقليم المدينة من حيث الاتساع ونوع العلاقات بين المدينة وإقليمها.
* الوقوف على النقص في الخدمات كالصحة والتعليم والكهرباء والماء وغيرها .
 
1/6 أهـــداف البحث
 
1/ التعرف على نشأة المدينة ونموها العمراني وتطورها .
2/ تهدف الدراسة لسد الفراغ الحاصل في قلة الدراسات عن المدينة من اجل ان تعود الفائدة على المخططين والجهات الادارية لكي تنير لها الطريق عند اتخاذ القرارات فيما يخص الانشطة المختلفة .
3/ تهدف الى تشخيص أهم المشكلات التي تعاني منها المدينة في الخدمات .
4/ تحديد دور الخصائص الطبيعية والسكانية للمدينة .
5 / تحليل الوضع القائم للمدينة من حيث المشاكل وآفاق التطور ودراسة العلاقات القائمة بين المدينة والمناطق الريفية المحيطة بها .
6/ تحليل وتفسير العلاقات الوظيفية بين المدينة وإقليمها المجاور . 
7/ ابراز الخصائص التي تمتاز بها المدينة والتي تشكل الاساس للتطور والتي تسمح لها بالتوسع والنمو كمدينة كبيرة .
 
1/7 مجتمــــــــع البحث
 
نقصد بمجتمع البحث سكان مدينة رفاعة وإقليمها الريفي المجاور.
 
1/8 مناهــــج البحـــــث
 
وقد اعتمد الدارس في هذه الدراسة على المناهج التالية:-
 
المنهج الاســـتقرائي:- حيث قام الدارس بتحليل الظاهرات الخاصة بالجزء وبنى عليها القاعدة العامة للكل معتمدا"على وضع الفروض والتحقق باختبارها وفحصها.
المنهــــج التاريخي:-  تم استخدام هذا المنهج لتحديد وتقصي عوامل النشأة ومراحل النمو والتطور العمراني والسكاني للمدينة وكان لابد من استخدامه من اجل التعرف على الجوانب التاريخية لنشأة المدينة وتطورها ، وقد تم الاستعانة بأعيان المدينة ومثقفيها كما استعان الدارس ببعض الكتب والمراجع التي تتحدث عن تاريخ المدينة .
المنهج الوصفي التحليلي :-  نظرا" لنوعية الدراسة فقد لجأ الباحث للاستفادة من هذا المنهج في عرض الجوانب الطبيعية ووصف المدينة وتحليله ، واستخدام الأرض معتمدا" على الخرائط والملاحظة المباشرة ، والبيانات والمصادر التي تم الحصول عليها وتوفرها في دراسة مورفولوجية المدينة وتركيبها الوظيفي واستخدام الارض. 
المنهــــج الإحصائي :- لقد استفاد الدارس من هذا المنهــج في عمل الجداول والإحصاءات، وعرض البيانات الخاصة بالسكان في شكل جداول وأشكال وذلك وفقا لمتطابات هذا البحث .
 
1/9 مصادر جمع المعلومات
 
عند إجراء مثل هذه الدراسات يجد الباحث نفسه مقيدا "بنوعين من المصادر.
 
1/9/1 المصـــــادر الثانوية
 
وهي تتمثل في الكتب والمراجع والبحوث والرسائل العلمية المتخصصة في هذا المجال والدوريات والمخطوطات والمقالات الخاصة بالموضوع من خلال المكتبات والوثائق والتي كتبت لهذا الغرض للاستفادة منها في هذا البحث.
 
1/9/2 المصادر الأولية والأساسية ( المسح الميداني)
 
وهي تتمثل في العمل الميداني والذي شمل الأتي :-
- ملء الاستبيان الخاص بالمناطق السكنية.
- ملء الاستبيان الخاص ببعض المناطق (الصناعية – التجارية –التعليمية).
- مسح الظواهر الطبيعية والبشرية لمنطقة الدراسة.
- التعرف على امتداد وحدود المدينة وزيارة بعض المنشآت القائمة فيها .
- المقابلات الشخصية التي تمت مع اعيان ومثقي المدينة .
- الملاحظة ومشاهدات الدارس المقصودة للمدينة .
- الحصول على بعض البيانات والمعلومات من جهات الاختصاص مثل الخرائط الخاصة بالمدينة والصور الفوتوغرافية .
 
آلية الدراسة
 
تعد الدراسة الميدانية الاساس الذي اعتمد عليه الدارس في هذه الدراسة فالميدان هو الوسيلة الصحيحة للكشف عن الصور الجغرافية الخفية للمدينة وثمة وسائل ساهمت في هذه الدراسة منها:-
العمل المكتبي:-
 
وكان يتمثل في الدراسة والاطلاع على اُمهات الكتب والمراجع التي تهتم بدراسة العمران عامة والعمران الحضري بصفة خاصة بالاضافة لبعض الرسائل التي تبحث مواضيع مشابهة في فصول الدراسة وأبوابها .
 
 
الدراسات الميدانية وتتمثل في الاتي:-
 
أولا" :- الزيارات ومقابلة المسئولين :- وهدفها الحصول على المعلومات غير المنشورة وغير المطبوعة من مصدرها الاصلي ، المحلية والبلدية والمستشفى ومكاتب التعليم وغيرها من المؤسسات الحكومية .
ثانيا :- الاســــــتبانة :- وقد تناولت معلومات عن رب الاسرة وعن جميع أفراد الاسرة وعن السكن 
ومواد البناء وعدد الغرف والخدمات داخل المنزل وعن الحالة الزواجية ، وكذلك استتبانات خاصة بالمناطق التجارية والتعليمية والصحية والصناعية.
تم تقسيم المدينة الى 25 حيا" حسب تعداد 2008 وحيث ان عدد الاسر قد بلغ 4780 أسرة فقد تم اختيار 100 أسرة فقط بنسبة 4.7% من مجموع الاسر موزعة حسب الكثافة السكانية لكل حي ، وقد تم اختيار هذه الاسر بطريقة العينة العشوائية البسيطة عن طريق الكيس ، ثم بعد ذلك الاستبانات الثانوية وعددها 20 استبانة استكشافية على تخصصات مختلفة تمثل الانشطة المختلفة بالمدينة.
 
1/10 حدود البحث المكانية
 
حدود البحث المكـانية هي مدينة رفاعة وريفها المجاور بحدودها الجغرافية الموثقة .
 
1/11 الصـعوبات التي واجهت الدارس وكيفية التغلب عليها
 
لقد واجهت الدارس عدة صعوبات نذكر منها مايلي:-
- صعوبة الحصول على المعلومات من المكاتب الرسمية وذلك لعدة أسباب منها ازدحام العمل وبيروقراطية العمل الحكومي .
- عدم وجود خرائط سابقة للمدينة. مما اضطر الباحث للجو لمصلحة المساحة .
- عدم وجود بيانات صحية ، خاصة بما يتعلق بالمواليد والوفيات هذا وقد تغلب الدارس على هذه الصعوبات بقدر الإمكان .
النتائج والتوصــــــيات
 
7-1 أهم النتائج
 
مقدمة :
لقد توصل الدارس من خلال هذه الدراسة الى عدد من النتائج مستفيدا" من المصادر التي اشرنا اليها في أساسيات الدراسة وقد كان من أهمها العمل الميداني والزيارات العلمية المقصودة للمدينة ومن هذه النتائج :-
 
1/ نشأة المدينة وتطورها : مدينة رفاعة مدينة عريقة وقديمة إذ يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر الميلادي الميلادي حوالي 1608م ( قبل 400 سنة) في عهد السلطنة الزرقاء واسست بواسطة قبائل الرفاعييين والشكرية وقد كانت هنالك عدة عوامل طبيعية وبشرية ساعدت على نشأتها وتطورها منها خصوبة التربة التي ساعدت في الزراعة والرعي حيث استقر الرعاة والزراع .
2/ النمــــو :
نمت النواة الاولي للمدينة من غير تخطيط ثم طغت عليها الخطة الشبكية ، وقد نفذت فيها الخطةالاسكانية حيث شملت 4000 شخص موزعين على 3000 قطعة 2000 قطعة كملحق لهذه الخطة( مقابلة مع مهندس المحلية مبارك حسن عثمان) .
 
3/ استخدام الارض في المدينة: ان حوالي 70% من الاراضي في المدينة تشغلها المساكن أما النسبة الباقية فهي تتمثل في المساحات التي يشغلها السوق والاماكن الحكومية وغابة السنط والجناين والمقابر والاستخدامات الاخرى، وهنالك مساحة كبيرة تقع غرب المدينة لم يتم استخدامها بعد وهي بين النيل الازرق والمدينة.
 
4/ مشاكل المدينة:
 
مشاكل المدينة كثيرة ومتعددة مثلها وبقية المدن السودانية ومن اهم هذه المشاكل بالمدينة مشكلة الكهرباء والماء والصحة والتعليم والبطالة ، وكذلك مشكلة تصريف المياه في فصل الخريف. وهذه المشاكل أيضا حققت فرضية أن سوء التخطيط في المدينة لا يوفر لسكان المدينة الراحة المنشودة.
 
5/ العلاقات الوظيفية: 
يرتبط الاقليم بالمدينة بعلاقات وظيفية متعددة أهمها العلاقات الإدارية والصحية والثقافية والسكانية ، والاقتصادية.
 
6/مجــــال الاقليم : 
يتسع إقليم مدينة رفاعة من الناحية الشرقية بينما يقل من الناحية الغربية حيث نجد النيل الازرق ومن الناحية الشمالية نجد ان هنالك بعض المدن الصغيرة قد قللت من اهمية المدينة وهي مدن الهلالية وودراوة والجنيد ويتقلص إقليم المدينة من الناحية الجنوبية ايضا حيث ان اغلب قرى الريف الجنوبي بالنسبة للمدينة نجدهم يتجهون جنوبا نحو مدينة ود مدني حيث وفرة الخدمات وقرب المسافة، وهذه النتيجة حققت فرضية تقلص أقليم المدينة لعدم منافسته لاقاليم المدن المجاورة .
 
7/ العــلاقات التجارية:
أما العلاقات التجارية فهي تمتد الى مسافات بعيدة أبعد من غيرها من العلاقات الاخرى، وهذه العلاقات بالنسبة لمدينة رفاعة فقد تأثرت بوجود بعض المدن الاخرى مثل مدينة ود مدني وتمبول وودراوة حيث وجود الاسواق بهذه المدن ، مما أدى لتقلص الاقليم التجاري للمدينة .
 
8/ التعـــليم :
المدارس ( الاساس والثانوي) قليلة وغير كافية والموجود منها يحتاج الى الكثير من الصيانة والتأثيث والتأهيل ( العمل الميداني).
 
9/ الصـــحة:
 
الخدمات الصحية بالمدينة دون المطلوب والمستشفى الوحيد بالمدينة ليس به كل التخصصات ومبانية قديمة ومتهالكة ، والعنابر غير كافية وضيقة والاجهزة الطبية الحديثة غير متوفرة ، أما بالنسبة لصحة البيئية فهي أيضا دون المطلوب وتحتاج الى الكثير من المعينات والكوادر البشرية المتخصصة .
 
10/ النقل والاتصالات : 
المواصلات بالمدينة دون المستوى المطلوب ، ليس لها مواقف منظمة وتكون صعبة جدا" في فصل الخريف وذلك نظرا" لعدم رصف الطرق الداخلية بالمدينة وكذلك امتلأ الموقف بالمياه في فصل الخريف ، أما المواصلات التي تربط المدينة بإقليمها فهي دون المطلوب أيضا" وليست بالمواصفات المطلوبة حيث أن معظمها بكاسي مكشوفة وغير مريحة في السفر، أما بخصوص الطرق الخارجية التي تربط المدينة بالعاصمة والقرى المجاورة فقد كان يستخدم في السابق المعدية ( البنطون ) وطريق الخرطوم مدني أما الآن فقد تم إنشاء الكبري الجديد كبري رفاعة الحصاحيصا والذي تم افتتاحه في مايو2009م ويستخدم أيضا طريق الشرق الخرطوم مدني بالاضافة لطريقالخرطوم مدني القديم أما بخصوص الاتصالات فهي ممتازة .
 
11/ الأمـــــن: 
بالنسبة للامن فهو دون المطلوب حيث أن القوة الموجود غير كافية وخدماتها ضعيفة بسبب نقص أفرادها وإمكانيات القسم المادية من الاجهزة والمعدات .
 
12/ خدمات الكهرباء والماء: 
مشكلة قطوعات الكهرباء بالمدينة تعتبر من اهم المشاكل وذلك نظرا" لارتباط الكثير من الخدمات بها والقطوعات المتكررة بالمدينة صارت سمة سائدة من سمات المدينة ، ولا تتوفر الكهرباء بصورة منتظمة ، وكذلك ارتفاع قيمة فاتورة الخاصة بها أما بخصوص مشكلة المياه فهي مرتبطة إلى حد كبير بتوفير الكهرباء إضافة إلى ارتفاع فاتورة المياة وكثرة أعطال الآبار وسوء الشبكة الناقلة للمياه.
 
13/ سكان المدينة:
سكان مدينة رفاعة عددهم 27515 ( تعداد 2008م ) بمعدل نمو يصل الى 18.6 في الالف ، وعللت الجهات المختصة هذا الانخفاض للخطأ في معدل تسجيل المواليد ، وحسب معدل النمو الحالي للمدينة (1.8%) فإن سكان المدينة يتضاعفون كل (35) سنة ، هذه النتيجة أيضا حققت فرضية نمو المدينة بسبب نمو السكان والهجرة الوافدة للمدينة .
 
14/ التركيب الديني والقبلي واللغوي :
ان سكان المدينة أغلبهم مسلمين حيث وصلت نسبة المسلمين 99% من جملة السـكان بينما 1% من السكان مسيحيين وأصحاب ديانات أخرى ، واغلبهم من الجنوبيين والنوبا ، أماالتركيب القبلي فإن 89% من السكان ينتمون للقبائل العربية و 5% نوبة 2% قبائل دارفور3% هوسا وفلاته 1% قبائل أخرى و الجميع يتحدثون اللغة العربيةبنسبة100% بينما هنالك بعض القبائل الصغيرة الي ظلت تحتفظ بلهجاتها الاصلية في التعامل فيما بينها مثل النوبة والجنوبيين.
 
7/2 التوصـــــيات
 
فيما يلي أهم التوصيات التي أوصى بها الدارس من خلال هذا البحث:-
 
1/ التعـــليم : 
في مجال التعليم فالمطلوب زيادة المدارس ( مرحلة الأساس والثانوي) وتأهيلها وصيانتها بالاضافة الى تأهيل المعلمين وإبتعاثهم في دورات تدريبية في العلوم التربوية وتسهيل إمكانية انتساب معلمي مدارس الأساس بكليات التربية وخاصة كلية التربية بالمدينة ، كما نوصي بالاسراع في انشاء جامعة البطانة الجديدة وتوفير المعينات الضرورية لها من مباني وميزانية وبنيات اساسية تجعلها بالمستوى اللائق بها كجامعة لمدينة تعليمية قديمة ، كما نوصي بالتصديق لعدد من المدارس الخاصة ومعاهد الكمبيوتر ومعاهد التعليم الحرفي الصغيرة 
والمدارس الفنية كما نوصي بتأهيل المدرســة العتيقة ( الاميرية سابقا) رفاعة الثانوية الحالية وذلك نظرا" لتهالك مبانيها والداخليات الموجودة بها ، كما نوصي بان تضم الجامعة الجديدة كليات علمية مثل الطب والهندسة والصناعات وغيرها من هندسة البناء والعلوم التقنية الحديثة مثل الهندسة الوراثية وتقنيات النانو. 
2/ الصـــحة:
 
بخصوص الصحة فلابد من تأهيل المستشفى وزيادة عدد الأطباء وتوفير أطباء من مختلف التخصصات وإنشاء عيادات متخصصة بالمستشفى وكذلك زيادة العنابر وتأهيل غرفة العمليات وزيادتها بغرف أخرى وتوفير إسعاف مجهز لخدمات الطوارئ ، كما نوصي بعمل مراكز صحية داخل المدينة للخدمات الطبية الصغيرة مثل الغيارات وغيرها كما نوصي بترفيع مركز صحي المرحوم عمر الحاج موسى لجراحة وامراض الكلي لمستشفي متخصص لسد حاجة المنطقة في هذا المجال.
وفي مجال صحة البئية فاننا نوصي بتغيير موقع سوق اللحوم (الزنك) وتغيير مكانه حيث أنه يقع في مكان منخفض وسط السوق معرض للغبار والأتربة والمياه الراكدة ، وفي مجال إصحاح البيئية أيضا" فإننا نوصي بتوفير الوسائل التي تساعد على التخلص من المخلفات بطريقة سليمة ووضع القوانين الصارمة التي تساعد على إصحاح البيئية ، مثل القوانين التي تحكم عمل المطاعم ونظافتها والعمال العاملين فيها، كما نوصي بإنشاء دورات مياه عامة في السوق ، وتوفير عدد من السيارات التي تستخدم في نقل النفايات والقمامة ومضحات رش الباعوض والذباب الذي يتسبب في كثير من الامراض مثل الملاريا وغيرها من الامراض .
 
3/ النقل والمواصلات :
وفي مجال النقل نوصى بسفلتة الطرق الداخلية بالمدينة والسوق وعمل مواقف منظمة للسيارات المخصصة للنقل العام ، وإلزام أصحاب المركبات الصغيرة البكاسي بعدم نقل الركاب إلا بعد عمل التراخيص اللازمة لذلك بعد ئهيئة المركبات لنقل الركاب في مقاعد مريحة، كما نوصي بحل مشكلة المياه التي تتراكم في موقف المركبات في فصل الخريف حتى لوكان ذلك عن طرق العون الذاتي أو بواسطة الوحدة الادارية، كمانوصي في الاسراع في تنفيذ الميناء البري الجديد المزمع عمله في القريب العاجل.
 
4/ الخطة الإســكانية:
في مجال الخطة الإسكانية نوصي بالإسراع في تنفيذ الخطة الإسكانية الجديدة وتوفير الخدمات الرئيسية الخاصة بها وذلك بمراجعة الجهات المختصة لتذليل العقبات التي تقف عائقا أمام هذه الخدمات .
 
5/ الكــهرباء والمـاء :-
في مجال خدمات الكهرباء فاننا نوصي بتقوية المحولات الموجود بالمدينة وتجديد الاعمدة وعمل الانارة اللازمة في الشوارع العامة والسوق والطرق الداخلية بالمدينة وعمل مولدات كهربائية بالمرافق العامة لاستعمالها في فترات انقطاع الكهرباء.
كما نوصي بتخفيض فاتورة الكهرباء والماء حيث صارت عبء كبيرا" على المواطنين ، كما نوصي بان تتولى الدولة دفع فواتير الماء عن الاسر المحتاجة حتى لايتم قطع الماء عنها كما نوصي ايضا بزيادة آبار المياه الموجودة وصيانتها وتغيير الشبكة الداخلية للمياه . وتوصيل شبكة المياه للاحياء الجديدة كما نوصي ايضا" ان تلتزم الدولة بدفع فاتورة الكهرباء للمركز الصحي الخاص بغسيل الكلى بديم لطفي.
 
6/ الخدمــات الاخرى :
في مجال الخدمات الأخرى نوصي بإعادة تأهيل السوق وبناء متاجر أخرى وانشاء مجمعات تجارية كبيرة جديدة ، وفي مجال الترفيه نوصي بتأهيل دار الرياضة وتنشيط العمل في الاتحاد الرياضي بقيام الدورات الرياضية التنشيطية ، كما نوصي بإنشاء المسارح العامة والأندية الثقافية وكذلك إنشاء المتنزهات والحدائق العامة. 
ووتكوين لجنة عليا لدراسة عمل مناطق ترفيهة وتأهيل شاطئ النيل بعمل الحدائق لعامة وكل ما يساعد على الترفية والسياحة بالمدينة ، كما نوصي بتفعيل المقترح الخاص بانشاء رفاعة الكبرى حيث يتم عمل اللجان المختصة بهذا الشأن وعمل التصورات اللازمة لتطوير المدينة وانشاء المناطق السياحية وما يلزمها من فنادق وحدائق وكورنيش على الضفة اليمنى للنيل الازرق .                                                                     
           

المراجع

موسوعة الجغرافيا دراسات وابحاث

التصانيف

تصنيف :الجغرافيا